استهداف «عين الأسد» بطائرة مفخخة... ولا خسائر بشرية

بغداد نفت أي وجود قتالي أميركي في العراق

TT

استهداف «عين الأسد» بطائرة مفخخة... ولا خسائر بشرية

أعلن العراق والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة أن قاعدة «عين الأسد» غرب العراق تم استهدافها بطائرة مسيرة مفخخة دون إصابات في الأرواح. ويأتي استهداف عين الأسد التي تضم قوات عراقية وأميركية بعد يومين من استهداف قاعدة بلد الجوية التي أدى انسحاب المستشارين والمتعاقدين الأميركيين منها إلى تعطيل برنامج تأهيل طائرات «إف 16» العراقية.
وأعلنت خلية الإعلام الأمني العراقية في بيان مقتضب استهداف القاعدة التي تعد الأكبر في العراق والأكثر تحصيناً بطائرة مسيرة مفخخة. بدوره، قال الناطق باسم التحالف الدولي، واين ماروتو، في تغريدة على «تويتر» إن «الهجوم أدى إلى تدمير حظيرة طائرات»، مبيناً أن «الأمر قيد التحقيق». وأشار إلى أن «كل هجوم ضد حكومة العراق وحكومة إقليم كردستان والتحالف، يقوّض سلطة المؤسسات العراقية وسيادة القانون والسيادة الوطنية العراقية».
وكالعادة لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكنه في الوقت الذي تلقي فيه الولايات المتحدة الأميركية المسؤولية دائماً على فصائل وميليشيات مسلحة مدعومة من إيران بالتورط في مثل هذه الأعمال، فإن أطرافاً سياسية وبرلمانية عراقية مقربة هي الأخرى من إيران تتهم تنظيم «داعش» بالضلوع في بعض هذه العمليات. وفي هذا السياق قال كريم محمد، عضو البرلمان عن تحالف «الفتح» بزعامة هادي العامري، إن تنظيم داعش استخدم الطائرات المسيرة المفخخة ضد المدنيين والقوات الأمنية. وأضاف في تصريح أن «الإرهاب بأساليبه القذرة يمكن أن يستخدم أي شيء من أجل استهداف القوات الأمنية والمواطنين، ومنها الطيران المسير المفخخ». وبين أن «هناك جماعات إرهابية ربما تقوم بأعمال ضد مواقع عسكرية وغيرها من أجل دفع القوات الأميركية إلى الرد على فصائل المقاومة وقيادات الحشد الشعبي»، مؤكداً أن «هذا الأمر يتطلب توحيد المواقف لمنع مثل هذه الأعمال التي قد تجر العراق إلى ما لا يحمد عقباه».
لكن المحللين والخبراء في الوقت الذي لايبرأون التنظيم الإرهابي من القيام بأي شيء يرون طبقاً للأدلة والقرائن أن بصمات «داعش» معروفة بشأن طرق استهدافه للمواقع العسكرية العراقية أو المواطنين والتي تتركز على الهجمات المباغتة أو السيارات المفخخة أو الانتحاريين والأحزمة الناسفة والتي ليس من بينها صواريخ الكاتيوشا أو الطائرات المسيرة بسبب عدم وجود بنى تحتية لدى هذا التنظيم بعد طرده من الأراضي العراقية أواخر عام 2017 ما عدا خلايا نائمة هنا أوهناك.
وفي مقابل ذلك، يرى عضو البرلمان العراقي عن تحالف «سائرون» رياض محمد أن استخدام الطيران المسير المفخخ في استهداف القواعد العسكرية، التي توجد فيها القوات الأميركية ليس أكثر من محاولة إثبات وجود إعلامية. وقال إن «لجوء بعض الفصائل للطيران المسير في استهداف القواعد العسكرية، يأتي من أجل تجنيب المراقبة الأرضية لمناطق إطلاق الصواريخ، وكذلك يجنب إسقاط الصواريخ من خلال الدفاعات الجوية، وكذلك تكون دقة الاستهداف أكبر من الصواريخ». وبيّن، أن «استهداف القواعد بالصواريخ أو الطيران المسير ليس له أي علاقة أو تأثير على قضية الانتخابات البرلمانية المبكرة، خصوصاً أن انتخابات 2005 جرت والعراق كان نصفه بيد تنظيم (القاعدة) الإرهابي في وقتها، وكان الاستهداف سيتم عبر ما يقارب 100 سيارة مفخخة يومية، وليس قصفاً صاروخياً أو طيراناً مسيراً بين حين وآخر».
وكان مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي نفى وجود قوات قتالية في القواعد العسكرية العراقية التي يوجد فيها مدربون ومستشارون أميركان. وقال الأعرجي، لدى زيارته أمس قاعدة بلد الجوية التي كانت تعرضت إلى عدة صواريخ أواخر الأسبوع الماضي، إن «الحديث عن وجود قوات أجنبية قتالية في قاعدة بلد الجوية غير دقيق». وأضاف أن «هناك شركات أجنبية مدنية تعمل على تدريب العراقيين في مجال صيانة الطائرات، وهي موجودة وفق عقود رسمية مع العراق». وأوضح: «يجب أن ندعم وجود هذه القاعدة، لمواصلة جهود محاربة (داعش) الإرهابي، وعلينا دعم الأجهزة الأمنية بكافة صنوفها، للحفاظ على الأمن الداخلي وتعزيز مكانة العراق داخلياً وخارجياً».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.