باسم مغنية: حصدت الفرص بمجهودي والدراما العربية تتألق

يحقق نجاحاً واسعاً من خلال شخصية عمر في مسلسل «للموت»

TT

باسم مغنية: حصدت الفرص بمجهودي والدراما العربية تتألق

يلفت الممثل باسم مغنية مشاهد المسلسل الرمضاني «للموت» بأدائه المحترف، فيدفعه إلى التفاعل معه وينجذب إلى تمثيله، بعد أن يجره عنوة إلى حنايا شخصية عمر النافرة التي يجسدها. ويجمع الممثل اللبناني في هذه الشخصية ملامح وخطوط شخصيات عدة في واحدة. فنراه الرجل العاشق والمكسور والمدمن والمشاكس ورجل الأعمال. وفي خضم هذه الشخصية يكتشف المشاهد ليونة جسدية يتمتع بها مغنية، ضمن مشاهد تصوره وهو يرقص أو يصد هجوماً مسلحاً عليه، وحتى عندما ينقض على حبيبته، ليعبر لها عن حبه أو حقده عليها. ويعلق في حديث لـ«الشرق الأوسط»، «هذه الليونة الجسدية التي تتحدثين عنها هي نتاج بطولات رياضية حصدتها في لعبة الكاراتيه. فلقد حققت لسنوات طويلة ميداليات وجوائز، فكنت أحد أبطالها المعروفين في لبنان. ودوري في (للموت) تطلب مني جهداً جسدياً كبيراً إلى جانب الجهد التمثيلي. وبعض هذه المشاهد تمت إعادتها أكثر من مرة وبالوتيرة نفسها فأرهقتني. وكنت في كل مرة أحرص على تنفيذها على أكمل وجه كي تأتي على المستوى المطلوب».
ويشارك مغنية في «للموت» مع مجموعة من نجوم الشاشة الصغيرة، أمثال ماغي بو غصن، ودانييلا رحمة، ومحمد الأحمد، وخالد القيش، وأحمد الزين، وغيرهم. وتحت إشراف المخرج فيليب أسمر نجح فريق العمل في تقديم دراما عربية تخرج عن المألوف بتوليفتها وتغليفتها. ويعلق مغنية في سياق حديثه «المسلسل يحمل في طياته الجديد. ليس من الضروري أن تلامس الدراما واقعاً نعيشه دائماً؛ إذ يمكن لفكرة افتراضية أن تحدث الفرق».
وعن كيفية تحضيره لشخصية عمر التي يتقمصها، يقول «عندما أنوي التحضير لدور معين، أطرح أسئلة كثيرة حوله. وهي تتعلق بتفاصيل صغيرة تواكب الشخصية، فآخذ في البحث عن خلفيتها ومحيطها. أتدخل في ساعة نومها واستيقاظها، كيف يمكن أن تتفاجأ أو أن تتوتر. ومع أني في حياتي الطبيعية لا أتناول الكحول ولا أدخن السجائر، ولكني تابعت نماذج مدمنين على المخدرات، كي يتسنى لي تقديم الدور بواقعية وكما يفرض النص. حتى في المشاهد التي تتطلب مني ممارسة الإدمان على المخدرات، حرصت أن أنفذها، وكأن كمية السكر الناعم أمامي هي بالفعل بودرة مخدرات أتنشقها. فكل هذه الأمور مجتمعة تزود الممثل بإضافات يستفيد منها خلال أدائه فيتشرب الشخصية بشكل كامل».
ويعد باسم مغنية من الممثلين الذين حظوا بفرص كثيرة في الدراما العربية والمحلية، فحقق انتشاراً واسعاً، قدمه على غيره من النجوم اللبنانيين. فتميز عن غيره من النجوم المحليين، بحيث حجز لنفسه مكانة مهمة في الدراما العربية، وصار مطلوباً من شركات إنتاج عديدة.
قدم مغنية شخصيات مختلفة ابتعد فيها عن التكرار، فلم يحصر نفسه في خط تمثيلي واحد. لعب دور المحقق في «سر» والغامض في «أسود» والمتغطرس في «ثورة الفلاحين» والرومانسي في «الشقيقتان». وفي «تانغو» سابقاً و«للموت» حالياً، حصد نجاحاً أدرجه على لائحة نجوم الدراما العربية. ويعلق «لقد حصدت الفرص بمجهودي، وأخذت عهداً على نفسي منذ سنوات عدة بألا أقدم أدواراً متكررة. فالاستمرارية والنجومية تتطلبان من صاحبها التنويع، حتى لو كلفه ذلك الغياب عن الشاشة. فكنت واضحاً مع نفسي، وأحرزت تطوراً في مسيرتي أنا راضٍ عنها».
يؤكد مغنية، أنه لا يستخف بأي دور يلعبه فيعطيه مجهوداً كبيراً، منطلقاً من مبدأ أن يبقى في ذاكرة المشاهد. ويعلق «لمست في موسم رمضان الحالي ما رغبت فيه من تفاعل من الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فشخصية عمر غنية أحبها المشاهد وتماهى معها، خصوصاً وأنها تتخبط في مشاعرها، مما يولد عندها شخصيات عدة في واحدة».
يلهث المشاهد تلقائياً مع مشاهد الإثارة والتشويق التي يقدمها مغنية في مسلسل «للموت». فأداؤه العفوي يخطف الأنفاس، بحيث يعيش متابعه اللحظة وكأنها حقيقية. ويقول «أنا ممثل عنيد، وعندما أضع هدفاً ما نصب عيني أعمل على تحقيقه مهما تطلب مني جهداً أو تعباً. لا أنتظر وجود الآخر كي أنافسه، بل أستفز نفسي وأتحداها كي أبقي على مستواي التمثيلي. ولا شك أن خلطة الممثلين الموجودة في (للموت) تسهم في اضفاء أجواء عمل على المستوى المطلوب. فإضافة إلى محمد الأحمد، وخالد القيش، وماغي ودانييلا، هناك أساتذة رائعون يشاركون في العمل أمثال كارول عبود، ورندة كعدي، وفادي أبي سمرا، وهم يتمتعون بخلفية مسرحية. وكذلك الأمر بالنسبة لأحمد الزين، ووسام صباغ، وروزي الخولي التي أكنّ إعجاباً كبيراً لأدائها في هذا العمل. فهذه الخلطة ألغت البطولة المطلقة؛ إذ إن كل ممثل منهم حقق البطولة والتميز في أدائه».
وعن رأيه بالدراما العربية اليوم يقول «لا شك أنها حققت تطوراً كبيراً وأسهمت في ذلك المنصات الإلكترونية، التي زادت من إنتاجاتها ولم تعد مقيدة بشاشات التلفزة. هناك إصرار من قبل شركات الإنتاج لتقديم دراما عربية ناجحة، وهو أمر رائع. وهذه الإنتاجات المكثفة والضخمة، أسهمت في اجتذاب أسماء مخضرمة وغير مستهلكة فزادت من فرص نجاح الدراما». ولكن في المقابل، هناك أسماء تغيب تماماً اليوم عن الشاشة، فلماذا برأيك؟ يرد «هناك سببان لغياب أسماء لامعة يتعلق أحدها بطبيعة شخصية الممثل وخياراته التمثيلية، التي من شأنها أن تؤثر على مسيرته. والسبب الآخر يعود إلى عدم إعطاء هؤلاء الفرص اللازمة بسبب عدم تمتعهم بعلاقات وطيدة مع شركات الإنتاج. فالسوق تشهد تغيرات دائمة، ويبقى التنويع سيد الموقف». وماذا عن الممثل اللبناني الذي أصبح موقعه ضرورة في إنتاجات الدراما العربية؟ يرد «الشطارة لا علاقة لها بالجنسية ولذلك هناك أشخاص حصلوا على الفرص وآخرون لا. وكما يوجد نجوم لبنانيون مغيبون، نرى في المقابل ممثلات سوريات ظلمتهن معادلة البطل السوري والبطلة اللبنانية. وأتمنى أن تنصفن قريباً. وبرأيي أن التفوق في التمثيل لا يرتكز على جنسية معينة، بل على الممثل بحد ذاته. فكلما نجح في خياراته، ثبّت موقعه بغض النظر عن جنسيته. وأنا شخصياً أسعى دائماً لعودة بعض الممثلين إلى الدراما ولا أتوانى عن التذكير بهم».
وعن المسلسلات التي يتابعها في الشهر الفضيل، يقول «لا أتابع مسلسلاً بأكمله، بل أحاول إلقاء نظرة شاملة على غالبيتها، كي أكون على معرفة بما يحدث على الساحة. وهناك حالياً تطور ملحوظ في أسلوب الكتابة والإخراج والإنتاج. فمسلسل (ملوك الجدعنة) جذبني بقصته القريبة من الناس وبأداء ممثليه الذي يدخل القلب من دون استئذان. أما (لعبة نيوتن) فأعجبت بفكرته الدسمة والأداء المتميز لمنى زكي. حتى مسلسل (موسى) لمحمد رمضان يملك خصوصية ترتبط بالحدوتة المصرية التي أحبها».
وعن النهاية التي ستكلل شخصية عمر في مسلسل «للموت»، يقول «إننا لا نزال نستكمل تصوير المسلسل، ولكن ما يمكنني قوله إن عمر شخصية لا تستسلم، واللبيب من الإشارة يفهم».


مقالات ذات صلة

مهرجان لبنان المسرحي الدولي بتحية للمرأة المناضلة

يوميات الشرق يحمل الحدث شعار «المرأة المناضلة» (صور المهرجان)

مهرجان لبنان المسرحي الدولي بتحية للمرأة المناضلة

يُقام المهرجان سنوياً للاحتفاء بالمرأة وبعملها الفنّي، ومن أجل المساواة والحرية والعدالة الاجتماعية، وتمكينها في المجتمع.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق مسلسل «الوصفة السحرية» (الشركة المنتجة)

مخرج مسلسل «الوصفة السحرية»: طرحنا معظم مشكلات البيوت الحقيقية

مجموعة من الصديقات يعانين مشكلات وخلافات متعددة مع أزواجهن وأثناء ذلك يعثرن على كتاب يزعم تقديم «الوصفة السحرية للزواج الناجح».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
الوتر السادس هاني رمزي: اتجاهي للتراجيديا نقلة كبيرة

هاني رمزي: اتجاهي للتراجيديا نقلة كبيرة

قال الفنان هاني رمزي إنه استمتع بالعمل في مسلسل «بدون مقابل» الذي أوشك على الانتهاء من تصويره

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق الممثل المصري الأميركي مايكل إسكندر (فيسبوك)

مشاركة ممثل من أصول مصرية لإسرائيليين في عمل فني تثير جدلاً

فجَّر إعلان «Amazon MGM Studios» عن تقديم مسلسل بعنوان «بيت داود» بالتعاون مع «The Wonder Project» جدلاً واسعاً في مصر.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان المصري حسن الرداد المرشح للقيام بدور سفاح التجمع (فيسبوك)

قصة «سفاح التجمع» تثير نزاعاً بين صُنّاع الدراما المصرية

أثار الإعلان عن تقديم أكثر من عمل درامي حول «سفاح التجمع» نزاعاً بين صُنّاع الدراما عن القصة التي شغلت الرأي العام بمصر في الأسابيع الأخيرة.

أحمد عدلي (القاهرة )

الحيوانات الأليفة باتت عرضة للطفيليات طوال السنة بفعل التغير المناخي

يمكن للطفيليات أن تكون مؤذية جداً للحيوانات الأليفة (رويترز)
يمكن للطفيليات أن تكون مؤذية جداً للحيوانات الأليفة (رويترز)
TT

الحيوانات الأليفة باتت عرضة للطفيليات طوال السنة بفعل التغير المناخي

يمكن للطفيليات أن تكون مؤذية جداً للحيوانات الأليفة (رويترز)
يمكن للطفيليات أن تكون مؤذية جداً للحيوانات الأليفة (رويترز)

تطول تبِعات تغير المناخ الكلاب والقطط الأليفة أيضاً، إذ باتت هذه الحيوانات المنزلية عرضة، على مدار السنة، للبراغيث والقراد والطفيليات الماصّة للدم التي يمكن أن تنقل إليها أمراضاً قاتلة.

وأوضح الطبيب البيطري المتخصص في الأمراض الجلدية وعضو الجمعية الفرنسية لبيطريي الحيوانات الأليفة، إيريك غاغير، أن تراجع حدّة الطقس في فصل الشتاء يؤدي في الواقع إلى ظهور الحشرات والعث، على مدار العام، وليس فقط في الصيف.

وشرح الاختصاصي أن «اجتماع حرارة تبلغ 18 درجة مع مستوى رطوبة متوسط» يجعل «البراغيث موجودة طوال العام، وهو ما ينطبق أيضاً تقريباً على القراد»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ولاحظت المساعِدة البيطرية كارول أرشيه، خلال مؤتمر لشركة «إم إس دي سانتيه أنيمال» للأدوية عن الموضوع، أن «الناس كانوا في السابق يأتون لطلب المشورة بشأن هذا الموضوع في الربيع، لكنهم، اليوم، باتوا يأتون حتى في الشتاء».

ويمكن لهذه الطفيليات أن تكون مؤذية جداً للحيوانات الأليفة، ولا تقتصر مضارّها على الحكة وخطر الحساسية، إذ يمكن للقراد أن ينقل البكتيريا أو الطفيليات، من خلال اللدغات التي تؤدي إلى أمراض خطيرة في بعض الأحيان، كداء البيروبلازما (القاتل إذا لم يعالَج في الوقت المناسب)، أو مرض لايم.

وشدّد الطبيب البيطري، المتخصص في الأمراض الجلدية، أموري بريان، من هذا المنطلق على ضرورة اليقظة، داعياً أصحاب الحيوانات الأليفة إلى فحصها بعناية، وإلى المواظبة، طوال العام، على إعطائها العلاج المضاد للطفيليات.

ومع أن 90 في المائة من أصحاب الكلاب أكدوا أنهم سبق أن استخدموا منتجاً خارجياً مضاداً للطفيليات، لا يهتم سوى نصفهم بتجديد العلاج، وفقاً لاستطلاع «أوبينيون واي»، الذي أُجريَ في مارس (آذار) 2024، في فرنسا وشمل ألفاً من أصحاب الكلاب.

وفي المتوسط، تجري حماية الحيوانات لمدة 3.8 شهر فقط في السنة، وفقاً لتقديرات أصحابها.

ونبّه بريان إلى أن هذا ليس كافياً «لكسر دورة» تكاثر الطفيليات وحماية الحيوانات، مشدداً على ضرورة اللجوء إلى الأطباء البيطريين القادرين على تحديد العلاج الأنسب.

فمن غير الجائز مثلاً إعطاء القطة المنزلية جرعة أقل من عامل مضاد للطفيليات مخصص للكلاب، على حد قوله؛ إذ إن العلاجات الخارجية للكلاب، التي تعتمد على البيرميثرين، يمكن أن تكون قاتلة للقطط.

وشرح غاغير أن «العلاج ينبغي أن يتناسب مع نمط حياة الحيوان، فالعلاج لكلب الشقة الذي لا يسافر، لا يمكن أن يكون صالحاً لكلب الصيد الذي يعيش مع حيوانات أخرى ويذهب إلى الغابة».