قصف تركي على مواقع لـ«قسد» في شمال حلب وشرقها

TT

قصف تركي على مواقع لـ«قسد» في شمال حلب وشرقها

قصفت القوات التركية بالمدفعية الثقيلة مناطق خاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في ريفي حلب الشمالي والشرقي.
وطال القصف قريتي مرعناز ومنغ بريف حلب الشمالي، الخاضعتين لسيطرة قسد. كما قصفت المدفعية التركية بعدد من القذائف قرية «توخار محسنلي» الخاضعة لسيطرة «مجلس منبج العسكري» التابعة لمنطقة منبج شرق حلب، ولم تتوافر معلومات عن وقوع خسائر من عدمه.
وتزامن القصف، الذي وقع ليل الاثنين - الثلاثاء، مع اشتباكات متقطعة بالأسلحة الثقيلة على محور بلدة «تادف» الواقعة بالقرب من مدينة الباب بريف حلب الشرقي.
وكانت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة جرت، مساء الأحد، بين قوات النظام السوري، وما يسمى بـ«الجيش الوطني السوري»، الموالي لتركيا، على جبهة بلدة تادف في محيط مدينة الباب بريف حلب الشرقي، الخاضعة لسيطرة تركيا والفصائل السورية الموالية لها، ولم تسفر الاشتباكات عن تحقيق تقدم لقوات النظام، أو وقوع خسائر في الجانبين.
وترافقت الاشتباكات مع تحليق مكثف للطيران الحربي الروسي في أجواء المنطقة بدءاً من مدينة الباب حتى مدينة إعزاز بريف حلب، دون تنفيذ أي غارات.
من ناحية أخرى، سيرت القوات الروسية ونظيرتها التركية دورية مشتركة اعتيادية في ريف مدينة عين العرب (كوباني) شرق حلب.
وانطلقت الدورية المؤلفة من 8 عربات روسية وتركية من قرية غريب الحدودية مع تركيا، وجابت العديد من القرى، وصولاً إلى قرية خرابيسان فوقاني، وعادت الآليات التركية إلى البوابة الحدودية قرب قرية غريب شرق عين العرب، كما عادت الآليات الروسية إلى قاعدتها في منطقة الإذاعة غرب المدينة.
وسبق أن سيرت القوات التركية والروسية دورتين في عين العرب في 5 و18 أبريل (نيسان) الجاري. ويرافق الدوريات مروحيات تابعة للقوات الروسية.
إلى ذلك، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إن دورية روسية توجهت صباح الثلاثاء إلى منطقة الأسدية قادمة من القامشلي وبرفقتها عمال وفنيون لصيانة الكهرباء، حيث دخلت ورشة الصيانة إلى مناطق نفوذ الفصائل بريف الحسكة بحماية من القوات التركية، وتوجهوا إلى محطة علوك للمياه الواقعة بريف رأس العين (سري كانييه) لإجراء إصلاحات في المحطة المسؤولة عن تغذية مدينة الحسكة وقرى بريفها بمياه الشرب.
وكان مصادر أشارت إلى توقف ضخ مياه الشرب في «محطة علوك» ضمن مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها، التي يتم منها «محطة علوك» تغذية مدينة الحسكة ومناطق في ريفها، بينما لا تزال تعمل عدة آبار لا تصل مياهها منازل المواطنين.
على صعيد متصل، أفادت مصادر «المرصد»، بأن الفصائل الموالية لتركيا يسمحون للمزارعين باستخدام الكهرباء من الساعة السادسة مساء وحتى ساعات الصباح الأولى، وذلك لزراعة محاصيلهم، مقابل مبالغ مالية.
وفي سياق ذلك، يتحضر وفد روسي لزيارة «محطة علوك» لتفقد شبكة الكهرباء في المنطقة المحيطة، ولقاء القوات التركية هناك، لإصلاح الأعطال في شبكة المياه، والضغط على القوات التركية لإزالة مظاهر الاستجرار غير المشروعة للكهرباء.



نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.