«هجوم مناعي ذاتي» يتسبب في جلطات ما بعد التطعيم

أطباء يؤكدون أن نسبة حدوثها لا تبرر الإحجام عن اللقاحات

لقاح «أسترازينيكا» الذي حامت حوله شبهات بتسببه في جلطات الدم (أ.ف.ب)
لقاح «أسترازينيكا» الذي حامت حوله شبهات بتسببه في جلطات الدم (أ.ف.ب)
TT

«هجوم مناعي ذاتي» يتسبب في جلطات ما بعد التطعيم

لقاح «أسترازينيكا» الذي حامت حوله شبهات بتسببه في جلطات الدم (أ.ف.ب)
لقاح «أسترازينيكا» الذي حامت حوله شبهات بتسببه في جلطات الدم (أ.ف.ب)

ظهرت أدلة جديدة تربط لقاحات «كوفيد - 19» بحالات نادرة للغاية من الأشخاص الذين يصابون بجلطات دموية وانخفاض الصفائح الدموية في غضون أسابيع من تلقي التطعيم. وأجرى فريق من الباحثين في المملكة المتحدة تحقيقاً معمقاً لـ22 مريضاً أصيبوا بجلطات دموية خطيرة، مصحوبة بانخفاض في عدد الصفائح الدموية، بعد تلقي جرعة من لقاح «أسترازينيكا»، كما اختبروا مريضاً إضافياً ظهرت عليه علامات سريرية لانخفاض عدد الصفائح الدموية بعد التطعيم. وتم اختبار جميع المرضى تقريباً، وكانت نتائج 22 من 23 إيجابية للأجسام المضادة غير العادية لـ«عامل الصفائح الدموية 4»، وهو بروتين إشارة يساعد الجسم على تنسيق تخثر الدم.
ويشير وجود الأجسام المضادة إلى أن اللقاحات تؤدي بطريقة ما إلى هجوم مناعي ذاتي يتسبب في تكوين جلطات كبيرة تؤدي بعد ذلك إلى تقليل إمداد الصفائح الدموية في الدم، وتم نشر النتائج في 16 أبريل (نيسان) الحالي بدورية «نيو إنجلاند جورنال أوف ميدسين».
وهذه هي الدراسة الثالثة التي توضح بالتفصيل وجود هذه الأجسام المضادة في المرضى الذين يعانون من جلطات الدم وانخفاض الصفائح الدموية بعد التطعيم. ويقول الأطباء إن الأدلة التي رصدتها الدراسة الجديدة تشير إلى أهمية اليقظة لرصد هذه المتلازمة الجديدة في أي شخص يعاني من أعراض جلطات الدم في أي مكان في الجسم، وليس الدماغ فقط. ويقول جيمس زيندر، مدير مختبر التخثر في كلية الطب بجامعة ستانفورد الأميركية، في تقرير نشره أول من أمس موقع «ميدسكيب»، إن «الأدلة المتزايدة التي تشير إلى استجابة مناعية غير قادرة على التكيف كانت قوية للغاية».
ويشير إلى أن سبب تطور هذه المتلازمة التي يبدو أنها نوع من هجوم المناعة الذاتية على بروتين إشارات الدم لدى عدد صغير من الأشخاص بعد حصولهم على لقاح «كوفيد - 19»، لا يزال لغزاً إلى حد كبير، مضيفاً: «سيكون مهماً في الأسابيع المقبلة معرفة ما إذا كانت مجموعات معينة من الناس معرضة لخطر أكبر من غيرها، مثل الشابات، فهناك كثير من الأسئلة أكثر من الإجابات الآن».
وتشمل الأعراض التي يجب مراقبتها: ضيق التنفس، أو الصداع، أو الدوخة، أو ضعف العضلات، أو آلام البطن، أو آلام الظهر، أو الغثيان والقيء، لدى أي شخص في غضون 3 أسابيع من تلقي التطعيمات، بما في ذلك الرجال. ويمكن للأشخاص الذين لم يتم تطعيمهم أيضاً تطوير هذه الأنواع من الجلطات التي تسمى تجلط الجيوب الأنفية الوريدي الدماغي.
وهذه الحالات -سواء حدثت بعد التطعيم أم لا- نادرة للغاية. وفي المتوسط، كل عام هناك حالتان إلى 14 حالة من هذه الجلطات في الأوعية التي تستنزف الدم من الدماغ لكل مليون شخص، وفقاً لبيتر ماركس، من إدارة الغذاء والدواء الأميركية. ويقول الأطباء إنه بشكل عام، تعد جميع اللقاحات المصرح بها لحماية الأشخاص من فيروس «كورونا» الجديد آمنة للغاية، وإن خطر الإصابة بجلطة دموية مهددة للحياة أعلى بكثير مع «كوفيد - 19» منه مع اللقاح.
ويقول جون ويري، مدير معهد علم المناعة في جامعة بنسلفانيا الأميركية، في التقرير الذي نشره موقع «ميدسكيب»، إن «فرص حدوث ذلك تتراوح بين 1 و100 ألف إلى 1 من كل مليون»، مضيفاً: «إذا كنت أميركياً، فإن فرص الوفاة بسبب (كوفيد - 19) هي 1 من كل 600»، مستشهداً بإحصاءات جامعة جونز هوبكنز عن حالات الإصابات والوفيات بمرض «كوفيد - 19» في الولايات المتحدة»، موضحاً أنه «ليس من المستغرب عدم اكتشاف هذه الحالات النادرة في التجارب السريرية التي شملت عشرات الآلاف من الأشخاص، فأحداث نادرة جداً في بعض الأحيان لا تظهر إلا عند استخدام عقار بالملايين، كما هو الحال الآن في اللقاحات».


مقالات ذات صلة

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)
صحتك طفل يخضع لاختبار الكشف عن فيروس كورونا (أرشيفية - أ.ب)

دراسة: «كورونا» يزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بالسكري

كشفت دراسة جديدة عن أن عدوى فيروس كورونا تزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بعدوى أمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

بوتين يهنئ ترمب ويعلن استعداده لاستئناف التواصل معه

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال جلسة عامة في سوتشي بمنطقة كراسنودار في روسيا 7 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال جلسة عامة في سوتشي بمنطقة كراسنودار في روسيا 7 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

بوتين يهنئ ترمب ويعلن استعداده لاستئناف التواصل معه

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال جلسة عامة في سوتشي بمنطقة كراسنودار في روسيا 7 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال جلسة عامة في سوتشي بمنطقة كراسنودار في روسيا 7 نوفمبر 2024 (رويترز)

هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمهوري دونالد ترمب على فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي جرت هذا الأسبوع. وقال، اليوم الخميس، إنه مستعد للتحدث مع ترمب لأن أي أفكار بشأن تسهيل إنهاء أزمة أوكرانيا تستحق الاهتمام.

وقال بوتين إنه معجب بكيفية تعامل ترمب في اللحظات التي أعقبت محاولة اغتياله في يوليو (تموز). ووصفه بـ«رجل شجاع».

وأشار الرئيس الروسي إلى أن بلاده مستعدة لإصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة لكن الكرة الآن في ملعب واشنطن.

ودأب الكرملين على قول إن العلاقات مع الولايات المتحدة وصلت إلى أدنى مستوياتها ويعزو السبب في ذلك إلى دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا. وقال بوتين إنه يأمل في إصلاح العلاقات الروسية الأميركية ذات يوم.

كان الرئيس الروسي قد ندد بالولايات المتحدة، الخميس، بسبب سعيها لإلحاق هزيمة استراتيجية ببلاده في أوكرانيا، وقال إن صراعاً يجري لتشكيل نظام عالمي جديد.

وأضاف بوتين، في منتدى فالداي للحوار بمنتجع سوتشي على البحر الأسود، بعد يوم من علمه بفوز ترمب بالانتخابات: «وصلنا إلى حد خطير»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

ومضى قائلاً: «إن دعوات الغرب لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، الدولة التي تمتلك أكبر ترسانة من الأسلحة النووية، تظهر نزعة مفرطة للمغامرة لدى السياسيين الغربيين».

وتابع: «إن الغرب سعى بغطرسة إلى تصوير روسيا قوةً مهزومة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، ووصف حلف شمال الأطلسي (الناتو) بقيادة الولايات المتحدة بأنه عفا عليه الزمن». وأضاف: «روسيا لا تعد الحضارة الغربية عدواً، رغم محاولات الولايات المتحدة وحلفائها عزل موسكو».

وتابع: «إن العالم يتغير على أي حال، وإن كثيراً من الدول القوية لا تريد عزل روسيا».

وقال بوتين: «إن البنية السابقة للعالم تختفي بشكل لا رجعة فيه، بوسعنا القول إنها اختفت بالفعل، ويدور صراع جدي لا رجعة فيه لتشكيل بنية جديدة».

وأكد أن «العالم يحتاج إلى روسيا، ولا يمكن لأي قرارات من قادة مفترضين في واشنطن أو بروكسل أن تغير ذلك».