معركة خلافة ميركل تستعر داخل اليمين المحافظ الألماني

قد تكلفه الفوز بالمستشارية لفترة خامسة في سبتمبر لصالح الخضر

معركة خلافة ميركل تستعر بين يمين الوسط الذي يمثله أرمين لاشيت واليمين الذي يمثله (يسار الصورة) ماركوس زودر (أ.ف.ب)
معركة خلافة ميركل تستعر بين يمين الوسط الذي يمثله أرمين لاشيت واليمين الذي يمثله (يسار الصورة) ماركوس زودر (أ.ف.ب)
TT

معركة خلافة ميركل تستعر داخل اليمين المحافظ الألماني

معركة خلافة ميركل تستعر بين يمين الوسط الذي يمثله أرمين لاشيت واليمين الذي يمثله (يسار الصورة) ماركوس زودر (أ.ف.ب)
معركة خلافة ميركل تستعر بين يمين الوسط الذي يمثله أرمين لاشيت واليمين الذي يمثله (يسار الصورة) ماركوس زودر (أ.ف.ب)

دخل الحزب المسيحي الديمقراطي، المنتمية إليه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وحليفه البافاري، الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، في صراع لتحديد من سيكون مرشحهم لمنصب المستشار. وانتهى الموعد النهائي الذي كان مقرراً يوم الأحد لحل النزاع الداخلي حول من يجب أن يخلف ميركل في الانتخابات المقبلة. والمرشحان هما: المعتدل المؤيد للاستمرار بخط ميركل أرمين لاشيت، رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي رئيس حكومة ولاية شمال الراين - ويستفاليا، مقابل اليميني الأكثر شعبية ماركوس زودر، رئيس الاتحاد الاجتماعي المسيحي الأصغر رئيس حكومة ولاية بافاريا. ويملك لاشيت ورقتَين: الأولى أن حزبه هو الأكبر في التحالف، والثانية أنه يحظى بدعم الكوادر الرئيسية في حزبه.
وضغط الأعضاء المؤثرون داخل التكتل على المرشحين الاثنين لإنهاء الخلاف خوفاً من أن يضر ذلك بجهودهم للفوز بفترة خامسة على التوالي في الحكم من خلال انتخابات سبتمبر (أيلول) المقبل. ووفقاً لمصادر وكالة الأنباء الألمانية، أنهى الجانبان مساء الأحد محادثات في مبنى البوندستاغ استمرت لأكثر من 3 ساعات دون أن تسفر عن نتيجة. كما التزم كلا المعسكرين الصمت بشأن الخطط المستقبلية. وإذا لم يتم التوصل إلى قرار، فقد تطرح المسألة على الفصيل البرلماني يوم الثلاثاء.
وتقليدياً، يقدم الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري مرشحاً مشتركاً على منصب المستشارية. وفي العادة، سيكون لاشيت، الموالي لميركل، بمثابة تأمين للترشح بصفته زعيماً لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي ذي الوزن الثقيل. لكن دعم الحزب شهد تراجعاً خلال استطلاعات الرأي العام، في الوقت الذي تكافح فيه حكومة ميركل للسيطرة على جائحة فيروس كورونا، مما يترك فرصة لزودر لخوض السباق مع لاشيت. ويعد زودر حالياً أحد أكثر السياسيين شعبية في ألمانيا، بعد أن استخدم الجائحة لصقل ملفه الشخصي إلى ما هو أبعد من ولاية بافاريا، مسقط رأسه.
ويحظى لاشيت بدعم معظم كبار الأعضاء في الحزب المسيحي الديمقراطي، لكن شعبيته لدى الرأي العام متدنية، وتفوقها شعبية منافسه بفارق كبير. ووفقاً لاستطلاع حديث أجرته محطة «إيه آر دي»، يعتقد 44 في المائة من الألمان أن زودر هو الأنسب لقيادة المحافظين في الانتخابات، في مقابل 15 في المائة للاشيت. وكتبت صحيفة «بيلد» أن «كل واحد متمسك بترشيحه». ويبدو أن زودر أقل ميلاً إلى الاستسلام، وقد حصل الأحد على دعم منظمة الشباب المحافظين الألمان بأغلبية كبيرة، وكذلك عبر بعض قادة حزب ميركل عن دعمهم له. وبالتالي قد يعود أمر اختيار الزعيم المقبل لليمين إلى النواب المحافظين من الحزبين الذين يجتمعون اليوم (الثلاثاء)، كما نقلت الصحافة الفرنسية، ويخشى كثير منهم على حظوظهم في الفوز بولاية جديدة في الانتخابات.
وفي هذه الحالة، ستزداد فرص زودر. وتُعد مواجهة من هذا النوع بين الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي أمراً نادراً منذ التحالف الذي قام بين هذين «الحزبين الشقيقين» بعد الحرب. لكن سبق أن تواجها بشدة على منصب المستشارية في عام 1980. وفي ذلك الوقت، كان البافاري فرانز جوزيف شتراوس هو الفائز، مقابل مرشح الاتحاد المسيحي الديمقراطي هلموت كول. وحذرت صحيفة «بيلد» من أن الحركتين «تتقاتلان إحداهما مع الأخرى»، بينما قالت مجلة «دير شبيغل» إن الأمر «قد يصل إلى الانفصال».
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، هدد مسؤول محلي من الاتحاد المسيحي الديمقراطي مقرب من لاشيت بفسخ اتفاق معاهدة عدم الاعتداء المبرم بين الحزبين، الذي ينص على عدم تقديم الاتحاد المسيحي الديمقراطي أي مرشح في بافاريا، مقابل أن يفعل الاتحاد الاجتماعي المسيحي الأمر نفسه في سائر مناطق البلاد.
وفي هذا الوقت، تبقى أنجيلا ميركل صامتة، بعد أن أعلنت عدم الرغبة في التدخل في مسألة خلافتها. ومع ذلك، فهي تُعد مسؤولة جزئياً عن الخلاف الذي بدأ في نهاية فترة «حكمها»، إذ إنها قضت على مدى سنوات على منافسيها الداخليين، ومنعت بروز خلف طبيعي لها. وبات حزب الخضر ينافس المعسكر المحافظ، بعد أن سجل ارتفاعاً في شعبيته منذ الانتخابات الأوروبية عام 2019، وهو يحلم بانتزاع المستشارية من الاتحاد الديمقراطي المسيحي. وقد اختار حزب الخضر الألماني رئيسته أنالينا بيربوك مرشحة للمنافسة على منصب المستشارة في الانتخابات التشريعية المقبلة. ورشحت الهيئة الرئاسية للحزب بيربوك للمنافسة على هذا المنصب الرفيع أمس (الاثنين)، حسبما أعلن الحزب في خطاب تعميم لمؤيديه. وقبل 5 أشهر من ذهاب الألمان إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات التشريعية، يحتل الحزب الآن المركز الثاني خلف التحالف المسيحي المنتمية إليه ميركل، وأمام الشريك الحالي في الائتلاف الحاكم، الحزب الاشتراكي الديمقراطي. ووفقاً لاستطلاعات الرأي التي تشير إلى أن نحو 20 في المائة من الناخبين سيصوتون لصالح الخضر في سبتمبر (أيلول) المقبل، فقد يحصل الحزب على عشرات المقاعد في البرلمان الألماني. وإذا نجح في ذلك، فسيكون لديه مطالبة قوية بمكان في أي حكومة ائتلافية.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.