يتعيّن على مالك نادي نيوكاسل يونايتد، مايك آشلي، أن يتخذ قراراً سريعاً إما بإقالة المدير الفني، ستيف بروس، والبحث عن مدير فني جديد، وإما بتجديد الثقة به وتقديم جميع أشكال الدعم له من أجل إنقاذ الفريق من الهبوط من الدوري الإنجليزي الممتاز. وبعد خسارة نيوكاسل أمام منافسه المباشر في صراع الهبوط (برايتون) بثلاثية نظيفة، السبت الماضي، يتعيّن على مالك النادي أن يتخذ قراراً صعباً. فهل يُقيل المدير الفني على أمل أن يؤدي وجود مدير فني جديد إلى رأب الصدع الموجود في غرفة خلع الملابس خلال المباريات التسع المتبقية من الموسم، أم أن الخيار الأفضل هو تجديد الثقة بالمدير الفني وتقديم الدعم اللازم له؟
وتحت قيادة بروس، يواجه نيوكاسل صعوبات كبيرة، وحالياً يحتل المركز 17 بين فرق البطولة العشرين. ويواجه بروس معضلة كبيرة تتعلق بما إذا كان سيتخلى عن طريقة 4 - 3 - 1 - 2 التي تعتمد على مهاجم وهمي ويدفع بمهاجمين نجحوا في حل المشكلة الهجومية للفريق، عندما نجح ميغيل ألميرون في سد تلك «الثغرة»، وبجانبه كالوم ويلسون وآلان سانت ماكسيمين.
وفي ظل غياب أبرز هذه العناصر الهجومية بسبب الإصابة، فإن هذه الطريقة تبدو غير ملائمة على الإطلاق للاعبين المتاحين الآن. وكان من غير المنطقي تماماً أن يلعب الجناح ريان فريزر، الذي يصل طوله إلى 1.63 متر فقط، في مركز المهاجم الصريح في المباراة التي تعادل فيها نيوكاسل على ملعبه أمام أستون فيلا قبل الهزيمة أمام برايتون، كما بدا دوايت غايل غير مرتاح تماماً وهو يلعب ناحية اليسار.
ولعب الفريق بهذه الطريقة بعد قدوم غرايم جونز من بورنموث ليعمل كمساعد لستيف بروس في نيوكاسل في أواخر يناير (كانون الثاني)، وكان من الواضح للجميع أن جونز ساعد في تطوير مستوى ألميرون. وربما يجب أن نشير في هذا الصدد إلى أن الفوزين اللذين حققهما نيوكاسل في مبارياته الـ19 الماضية جاء بعد تعيين جونز في هذا المنصب، لكن يجب الإشارة أيضاً إلى أن طريقة عمله لا تناسب كل اللاعبين. إن الدفع بغونغو شيلفي في الآونة الأخيرة في مركز صانع الألعاب تطلب تغيير مركز إيزاك هايدن لكي يلعب ناحية اليسار في خط وسط مكون من ثلاثة لاعبين، وهي الطريقة التي لم تحقق نجاحاً كبيراً. ورغم أن شيلفي يلعب في مركزه المفضل، فإنه يعاني من عدم ثبات المستوى، فمرة تراه يقدم أداءً جيداً ومرة أخرى تراه تائهاً تماماً.
وقد يتساءل الشقيقان شون وماتي لونغستاف عن المعايير التي يعتمد عليها بروس في اختياره للاعبين، خاصة أنهما قد خرجا من التشكيلة الأساسية للفريق تماماً، لدرجة أن ماتي لم يكن ضمن قائمة الفريق في المباريات الأخيرة من الأساس. ويجب أن نعترف أن هناك حالة انقسام بين جمهور النادي فيما يتعلق بمستوى هذين الشقيقين، وأنه ربما يستحق اللاعب المعار من آرسنال، جو ويلوك، المشاركة في التشكيلة الأساسية للفريق بدلاً منهما، لكن السؤال المطروح الآن هو: هل جيف هندريك، الذي يتم اختياره في التشكيلة الأساسية بشكل متكرر، هو الخيار الأفضل حقاً؟ وماذا عن مات ريتشي، الذي يمكنه اللعب في أكثر من مركز ويقدم مستويات جيدة في كثير من الأحيان، والذي ظل حبيساً لمقاعد البدلاء منذ المشاجرة التي حدثت بينه وبين بروس في ملعب التدريب؟
وما الذي حدث أيضاً مع كريستيان أتسو؟ لقد قدّم الجناح الغاني مستويات جيدة في أكثر من 100 مباراة بقميص نيوكاسل قبل أن يتم استبعاده من تشكيلة الفريق هذا الموسم! لقد كان المدير الفني السابق لنيوكاسل، رافائيل بينتيز، معجباً للغاية بسرعة وذكاء اللاعب الغاني، وكان يعتمد عليه، على الأقل كبديل يحدث الفارق وقت الحاجة. لقد خرج اللاعب البالغ من العمر 29 عاماً من حالة الجمود الشديد في النادي ليقدم ظهوراً نادراً مع فريق الشباب تحت 23 عاماً مؤخراً، مسجلاً هدفاً في المباراة التي خسرها نيوكاسل أمام ليدز بهدفين مقابل هدف وحيد. فهل لا يثق بروس بقدرات أتسو إلى هذا الحد؟
ويعرف بروس جيداً أن مستقبل المديرين الفنيين المتعثرين يكون معرضاً للخطر قبل فترات التوقف الدولية، لكن إذا كان آشلي يرغب في إجراء تغيير في القيادة الفنية للفريق خلال فترة التوقف وقبل مواجهة توتنهام بعد نحو أسبوعين من الآن، فإن التاريخ الحديث يحمل رسالة تحذيرية لمالك نيوكاسل. ففي موسم 2008 - 2009 تولى آلان شيرر القيادة الفنية للفريق في آخر ثماني مباريات، لكنه فشل في إنقاذ الفريق من الهبوط، وفي موسم 2015 - 2016 قاد بينتيز الفريق في 10 مباريات خلفاً لستيف مكلارين، لكن النادي هبط إلى دوري الدرجة الأولى في نهاية المطاف.
وقبل خمس سنوات، كان سام ألاردايس، الذي كان يسعى جاهداً لإبقاء سندرلاند في الدوري الإنجليزي الممتاز، قد توقع بشكل خاص أن يتمكن عدوه القديم رافائيل بينتيز من تغيير شكل نيوكاسل تماماً، لكنه تساءل عما إذا كان آشلي قد اتخذ قرار التغيير في القيادة الفنية بعد فوات الأوان! وتوقع ألاردايس، الذي يتولى الآن القيادة الفنية لنادي وست بروميتش ألبيون، أن يظهر تأثير بينتيز على نيوكاسل في المباراة الرابعة أو الخامسة لتوليه قيادة الفريق، مشيراً إلى أن «أي تغيير في وقت سابق سيكون بمثابة معجزة»، كما أشار إلى أن آمال سندرلاند في البقاء يمكن أن تتوقف أيضاً على هذا الإطار الزمني.
ومن المثير للاهتمام أن نعرف أن نيوكاسل حصل على نقطة واحدة فقط من أول أربع مباريات تحت قيادة بينتيز، ثم حصل على 12 نقطة من المباريات الست التالية، لينهي الموسم متأخراً بمركز وحيد وبنقطتين فقط خلف سندرلاند صاحب المركز السابع عشر، وهو ما كان يعني أن بينتيز ربما كان يستطيع إنقاذ الفريق من الهبوط لو تولى القيادة الفنية قبل ذلك بمباراة واحدة فقط.
وبصرف النظر عن تردد آشلي في إقالة بروس لأن ذلك سيعني دفع قيمة الشرط الجزائي البالغ أربعة ملايين جنيه إسترليني، يتعين على مالك النادي أن يخشى من فشل خطوة إقالة بروس وتعيين إيدي هاو أو مارك هيوز بدلاً منه.
وبالنظر إلى معرفة بينتيز بكل الأمور الداخلية في نيوكاسل يونايتد، يبدو أن المدير الفني الوحيد القادر على إحداث فرق في هذه المرحلة هو المرشح المفضل. ورغم أن كرة القدم قد علمتنا أنه لا يمكن استبعاد أي شيء، فإن الطريقة الحادة التي انفصل بها بينتيز وآشلي عن بعضهما تجعل من الصعب على أي من الرجلين الموافقة على العودة للعمل معاً مرة أخرى. ويبدو أن آشلي لا يزال متردداً في إقالة بروس، لكن لا شيء مؤكداً. وقال المدير الفني لنيوكاسل مؤخراً: «أنا أريد دائماً الأفضل لهذا النادي، وأدرك تماماً أنه خلال الأشهر القليلة الماضية لم أكن جيداً بما يكفي لتحقيق النتائج الضرورية، لكنني سأبذل قصارى جهدي لإبقاء هذا الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولن أنسحب من هذه المعركة أبداً».
ستيف بروس ونيوكاسل يواجهان لحظة الحقيقة
قبل فوات الأوان يتعيّن على آشلي مالك النادي أن يقرر ما إذا كان سيجدد الثقة بالمدرب أم لا
ستيف بروس ونيوكاسل يواجهان لحظة الحقيقة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة