الأمم المتحدة: «كورونا» يفاقم التمييز على أساس العمر

أشخاص يضعون كمامات في أحد شوارع مدينة ليون الفرنسية (أ.ف.ب)
أشخاص يضعون كمامات في أحد شوارع مدينة ليون الفرنسية (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة: «كورونا» يفاقم التمييز على أساس العمر

أشخاص يضعون كمامات في أحد شوارع مدينة ليون الفرنسية (أ.ف.ب)
أشخاص يضعون كمامات في أحد شوارع مدينة ليون الفرنسية (أ.ف.ب)

أكدت الأمم المتحدة، اليوم (الخميس)، أن «كوفيد - 19» فاقم التمييز والأفكار النمطية والمسبقة في العالم بناءً على الأعمار، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنه كان هناك تأثير مدمّر لفيروس كورونا على الأشخاص الأكبر سناً، بينما سيكون التضامن بين الأجيال أساسياً من أجل التعافي العالمي.
وحذّرت أربع وكالات تابعة للأمم المتحدة في تقرير مشترك من أن التمييز بناءً على السن واسع الانتشار، وشددت على أن المشكلة لا تؤثر على كبار السن فحسب.
وفي أماكن العمل على وجه الخصوص، يواجه الأشخاص الأصغر والأكبر سناً عوائق على حد سواء على أساس أعمارهم، بحسب التقرير الذي أضاف، أن المشكلة ذاتها موجودة في مجالي الرعاية الصحية والاجتماعية، والإعلام وأجهزة القضاء، وأن تداعياتها واسعة النطاق.
وقال غوتيريش، في التقرير، إن «التمييز على أساس العمر واسع الانتشار في المؤسسات والقوانين والسياسات في أنحاء العالم، ويضر بصحة الفرد وكرامته والاقتصادات والمجتمعات بشكل واسع، كما يحرم الناس من حقوق الإنسان وقدرتهم على بلوغ كامل إمكاناتهم».
وأفاد التقرير المكون من 203 صفحات، والصادر عن منظمة الصحة العالمية ومكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وإدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية وصندوق الأمم المتحدة للسكان، بأن التمييز على أساس العمر قد يتجسد عبر مواقف قائمة على الأفكار النمطية والمسبقة، والتمييز بشكل كامل.
وذكر التقرير، أنه يمكن الشعور بالأمر على مستوى مؤسساتي أو على مستوى العلاقات الشخصية أو تجاه الذات.
وتفاقمت المسألة التي كانت تمثّل مشكلة قبل «كوفيد - 19» جراء الوباء، بحسب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس والمفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ميشيل باشليه، ووكيل الأمين العام للشؤون الاقتصادية والاجتماعية ليو زنمين، والمديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان نتاليا كانيم. وقالوا، إنه «لطالما كانت النظرة للأشخاص الأكبر سناً على أنهم جميعاً ضعفاء بالدرجة نفسها، بينما صُوّر الأشخاص الأكثر شباباً على أنه لا يمكن قهرهم أو أنهم متهورون وعديمو المسؤولية».
وتابع المسؤولون الدوليون «في وقت تسعى الدول للتعافي من الوباء، سيواصل الناس من كل الأعمار مواجهة أشكال مختلفة من التمييز على أساس العمر. حتى أن فرص العمال الأكثر شباباً في الحصول على وظائف قد تتقلص. وقد يصبح العمال الأكبر سناً هدفاً لتدابير خفض عدد أفراد القوى العاملة». ورأوا أنه «سيكون علينا التعامل مع التمييز على أساس العمر خلال وبعد هذه الأزمة إن كنا سنؤمّن صحة الناس ورفاهيتهم وكرامتهم في كل مكان».
وأشاروا إلى أن التمييز على أساس العمر شائع؛ نظراً إلى أنه يمر من دون الالتفات إليه أو مواجهته، ويكلّف المجتمع مليارات الدولارات.
وذكر التقرير أنه ثبت بأن استراتيجيات خفض التمييز على أساس السن تنجح في ثلاثة مجالات: السياسات والقوانين والأنشطة التعليمية والتواصل عبر الأجيال.
وشدد التقرير على الحاجة إلى اتّخاذ سلسلة إجراءات للتعامل مع التمييز على أساس العمر تشمل بناء «حركة لتغيير السردية المرتبطة بالعمر والتقدّم في السن».


مقالات ذات صلة

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام تحمل اسم شركة «بيونتيك» خارج مقرها بمدينة ماينتس الألمانية (د.ب.أ)

«بيونتيك» تتوصل إلى تسويتين بشأن حقوق ملكية لقاح «كوفيد»

قالت شركة «بيونتيك»، الجمعة، إنها عقدت اتفاقيتيْ تسوية منفصلتين مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية وجامعة بنسلفانيا بشأن دفع رسوم حقوق ملكية للقاح «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.