هيكل عظمي مع تاج فضي يعززان فرضية حكم النساء لإسبانيا خلال العصر البرونزي

عُثر على عظام امرأة مدفونة بإكليل فضي وغيرها من الثروات الجنائزية في موقع يعود للعصر البرونزي الإسباني (ديلي ميل)
عُثر على عظام امرأة مدفونة بإكليل فضي وغيرها من الثروات الجنائزية في موقع يعود للعصر البرونزي الإسباني (ديلي ميل)
TT

هيكل عظمي مع تاج فضي يعززان فرضية حكم النساء لإسبانيا خلال العصر البرونزي

عُثر على عظام امرأة مدفونة بإكليل فضي وغيرها من الثروات الجنائزية في موقع يعود للعصر البرونزي الإسباني (ديلي ميل)
عُثر على عظام امرأة مدفونة بإكليل فضي وغيرها من الثروات الجنائزية في موقع يعود للعصر البرونزي الإسباني (ديلي ميل)

قال علماء الآثار الذين عثروا على هيكل عظمي مع تاج مصنوع من الفضة، إن مجتمعًا من العصر البرونزي عاش فيما يعرف الآن بإسبانيا قبل 4 آلاف عام ربما كانت تحكمه نساء، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل».
وتم اكتشاف عظام امرأة مدفونة بإكليل فضي وغيرها من الثروات الجنائزية في موقع العصر البرونزي الإسباني «لا ألمولويا».
وعثر علماء الآثار من جامعة في برشلونة على بقايا امرأة ورجل في «جرة بيضاوية كبيرة جدًا» دفنت تحت ما يعتقدون أنه قصر أو مبنى حكومي من العصر البرونزي.
وعاشت المرأة في مجتمع يسمى «إل أرغار» من قبل الخبراء - سمي على اسم أول موقع حفر حيث تم اكتشاف الدليل الثقافي للمجتمع القديم في عام 1880.
سيطرت الثقافة الأرغارية على الجزء الجنوبي الشرقي من إسبانيا بين 2200 و1550 قبل الميلاد، وكان يشتبه منذ فترة طويلة أن النساء يشغلن أدوارًا قيادية في المجتمع.
وقال الفريق إنه تم العثور على معظم الأمور الجنائزية على المرأة، بما في ذلك التاج والأساور الفضية، مما يشير إلى أنها، وليس الرجل، كانت الحاكمة.
وادعى روبرتو ريش، مؤلف الدراسة الرئيسي، أن النساء من الطبقة الحاكمة ربما لعبن دورًا مهمًا في حكم «إل أرغار».
وازدهر هذا المجتمع في جنوب شرقي شبه الجزيرة الأيبيرية بين عامي 2200 و1550 قبل الميلاد، واستمر لمدة قرنين وأصبح «أول منظمة حكومية في غرب البحر الأبيض المتوسط».
وحقق ريش وزملاؤه في مقبرة أميرية تحتوي على شخصين وما يصل إلى 30 قطعة من السلع الجنائزية.
تم اكتشاف القبر عام 2014 في موقع «لا ألمولويا» الأثري في بليغو، مورسيا.
وقال فيسنتي لول، أحد منسقي الدراسة: «تنتمي (لا ألمولويا) والمقبرة الأميرية 38 إلى هذه الاكتشافات الأثرية الاستثنائية، والتي تقدم من وقت لآخر لمحة عن وضع الحكم والأمور الرمزية لمجتمعات الدولة الأولى التي نشأت في أوروبا خلال العصر البرونزي».
وأعطى هذا البحث علماء الآثار نظرة ثاقبة على القوة السياسية والاقتصادية للطبقة الحاكمة في «إل أرغار».
وظهر في المدافن، الموجودة في جرة خزفية كبيرة، رجل يتراوح عمره بين 35 و40 عاما وامرأة بين 25 و30 عاما. إلى جانبهما، كان هناك مجموعة من حوالي 30 قطعة قيمة ومرموقة، تم صنع أو تزيين العديد منها بالفضة، وكلها تقريبًا تنتمي إلى الأنثى.
وكانت هناك ذخيرة كاملة من المجوهرات والأشياء الشخصية: الأساور، القلائد، والحاويات مع القرابين الحيوانية. ومن أبرز الأمور التي عثر عليها، إكليل فضي وجد على رأس الأنثى.
وتضمنت دراسة مفصلة للإكليل مقارنة بأربعة آخرين تم العثور عليهم في القرن التاسع عشر في مقابر النساء الثريات ونخبة مجتمع إل أرغار.
وتوضح كريستينا ريهويت، التي شاركت أيضًا في الدراسة: «تفرد هذه الأكاليل غير عادي. لقد كانت أشياء رمزية صنعت لتلك النساء، وبالتالي أصبحت مواضيع رمزية للطبقة الحاكمة المهيمنة».
وفقًا للباحثين، فإن ثراء المعروضات الجنائزية الموجودة في مقابر النساء هو مؤشر على دورهن المميز في إدارة بعض هذه المستوطنات.
وهذا هو الحال في «لا ألمولويا»، مسقط رأس مجتمع إل أرغار ومركز القوة السياسية والاقتصادية الأكثر صلة داخل المنطقة. ويعتقد الفريق أن النساء كن في الواقع مسؤولات، وليس مجرد رموز للمجتمع.


مقالات ذات صلة

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

يوميات الشرق زاهي حواس (حسابه على فيسبوك)

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

أكد الدكتور زاهي حواس، أن رفض مصر مسلسل «كليوباترا» الذي أذاعته «نتفليكس» هو تصنيفه عملاً «وثائقي».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

وجد علماء الأنثروبولوجيا التطورية بمعهد «ماكس بلانك» بألمانيا طريقة للتحقق بأمان من القطع الأثرية القديمة بحثًا عن الحمض النووي البيئي دون تدميرها، وطبقوها على قطعة عُثر عليها في كهف دينيسوفا الشهير بروسيا عام 2019. وبخلاف شظايا كروموسوماتها، لم يتم الكشف عن أي أثر للمرأة نفسها، على الرغم من أن الجينات التي امتصتها القلادة مع عرقها وخلايا جلدها أدت بالخبراء إلى الاعتقاد بأنها تنتمي إلى مجموعة قديمة من أفراد شمال أوراسيا من العصر الحجري القديم. ويفتح هذا الاكتشاف المذهل فكرة أن القطع الأثرية الأخرى التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ المصنوعة من الأسنان والعظام هي مصادر غير مستغلة للمواد الوراثية

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

يُذكر الفايكنغ كمقاتلين شرسين. لكن حتى هؤلاء المحاربين الأقوياء لم يكونوا ليصمدوا أمام تغير المناخ. فقد اكتشف العلماء أخيرًا أن نمو الصفيحة الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر أدى إلى فيضانات ساحلية هائلة أغرقت مزارع الشمال ودفعت بالفايكنغ في النهاية إلى الخروج من غرينلاند في القرن الخامس عشر الميلادي. أسس الفايكنغ لأول مرة موطئ قدم جنوب غرينلاند حوالى عام 985 بعد الميلاد مع وصول إريك ثورفالدسون، المعروف أيضًا باسم «إريك الأحمر»؛ وهو مستكشف نرويجي المولد أبحر إلى غرينلاند بعد نفيه من آيسلندا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

لا تزال مدينة مروي الأثرية، شمال السودان، تحتل واجهة الأحداث وشاشات التلفزة وأجهزة البث المرئي والمسموع والمكتوب، منذ قرابة الأسبوع، بسبب استيلاء قوات «الدعم السريع» على مطارها والقاعد الجوية الموجودة هناك، وبسبب ما شهدته المنطقة الوادعة من عمليات قتالية مستمرة، يتصدر مشهدها اليوم طرف، ليستعيده الطرف الثاني في اليوم الذي يليه. وتُعد مروي التي يجري فيها الصراع، إحدى أهم المناطق الأثرية في البلاد، ويرجع تاريخها إلى «مملكة كوش» وعاصمتها الجنوبية، وتقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتبعد نحو 350 كيلومتراً عن الخرطوم، وتقع فيها أهم المواقع الأثرية للحضارة المروية، مثل البجراوية، والنقعة والمصورات،

أحمد يونس (الخرطوم)
يوميات الشرق علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

اتهم علماء آثار مصريون صناع الفيلم الوثائقي «الملكة كليوباترا» الذي من المقرر عرضه على شبكة «نتفليكس» في شهر مايو (أيار) المقبل، بـ«تزييف التاريخ»، «وإهانة الحضارة المصرية القديمة»، واستنكروا الإصرار على إظهار بطلة المسلسل التي تجسد قصة حياة كليوباترا، بملامح أفريقية، بينما تنحدر الملكة من جذور بطلمية ذات ملامح شقراء وبشرة بيضاء. وقال عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس لـ«الشرق الأوسط»، إن «محاولة تصوير ملامح كليوباترا على أنها ملكة من أفريقيا، تزييف لتاريخ مصر القديمة، لأنها بطلمية»، واتهم حركة «أفروسنتريك» أو «المركزية الأفريقية» بالوقوف وراء العمل. وطالب باتخاذ إجراءات مصرية للرد على هذا

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».