إرشادات أميركية جديدة: من يجب أن يخضع لفحوصات سرطان الرئة سنوياً؟

موظفون صحيون يجهزون مريضاً لفحص التصوير المقطعي المحوسب (أ.ب)
موظفون صحيون يجهزون مريضاً لفحص التصوير المقطعي المحوسب (أ.ب)
TT

إرشادات أميركية جديدة: من يجب أن يخضع لفحوصات سرطان الرئة سنوياً؟

موظفون صحيون يجهزون مريضاً لفحص التصوير المقطعي المحوسب (أ.ب)
موظفون صحيون يجهزون مريضاً لفحص التصوير المقطعي المحوسب (أ.ب)

ستضاعف الإرشادات الجديدة من الخبراء الطبيين تقريباً عدد الأشخاص في الولايات المتحدة الذين يُنصح بخضوعهم لفحوصات التصوير المقطعي المحوسب (سي تي سكان) سنوياً للكشف عن سرطان الرئة، وستشمل العديد من الأميركيين الأفارقة والنساء بنسب أكثر من الماضي، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز».
ويعتبر المرض هو السبب الرئيسي لوفيات السرطان في الولايات المتحدة، والهدف من الفحص الموسع هو اكتشافه مبكراً بما يكفي لعلاجه، خاصة عند المزيد من الأشخاص المعرضين لخطر كبير بسبب التدخين. وجدت دراسات كبيرة أنه عند هؤلاء الأفراد، يمكن أن تقلل فحوصات التصوير المقطعي المحوسب من خطر الوفاة من السرطان بنسبة 20 إلى 25 في المائة.
تشمل التوصيات الجديدة، التي أصدرتها فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية الأميركية، الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و80 عاماً ممن يدخنون علبة واحدة على الأقل يومياً لمدة 20 عاماً أو أكثر، والذين ما زالوا يدخنون أو أقلعوا عن التدخين خلال الـ15 عاماً الماضية.
وتختلف النصيحة، التي نُشرت أمس (الثلاثاء) في المجلة الطبية «جاما»، بطريقتين رئيسيتين عن الإرشادات السابقة لفريق العمل، والتي صدرت في عام 2013: إنها تقلل العمر عند بدء الفحص إلى 50 من 55. وتقلل من تاريخ التدخين إلى 20 سنة من 30.
وستضيف هذه التغييرات المزيد من النساء والأميركيين من أصل أفريقي إلى المجموعة المؤهلة للفحص، لأنهم يميلون إلى التدخين بشكل أقل من المشاركين في الدراسة من الذكور البيض الذين استندت عليهم المبادئ التوجيهية السابقة. وقال الخبراء إن النساء والأميركيين السود يميلون أيضاً إلى الإصابة بسرطان الرئة في وقت مبكر ومن التعرض للتبغ بشكل أقل من الرجال البيض.
والسبب الرئيسي وراء اختلاف نسبة الخطر حسب العرق والجنس لا يزال غير معروفاً. وقالت الدكتورة مارا أنتونوف، جراحة الرئة في مركز «إم دي أندرسون» للسرطان في هيوستن، في مقابلة: «أشارت بعض الدراسات إلى بعض التأثيرات الهرمونية لدى النساء... فيما يتعلق بالاختلافات العرقية، ليس لدينا إجابة. لدينا بيانات مستندة إلى السكان لإظهار أن لديهم ميلاً للإصابة بسرطان الرئة في سن أصغر ومع تعرض أقل للتبغ، ولكن ليس لدينا آلية معينة لشرح الأسباب».
وبموجب المعايير الجديدة، سيتأهل 14.5 مليون شخص في الولايات المتحدة للفحص، بزيادة قدرها 6.4 مليون.
وتضم فرقة العمل 16 طبيباً وعالماً وخبيراً في الصحة العامة يقومون بشكل دوري بتقييم اختبارات الفحص والعلاجات الوقائية.
وتم التخلي عن استخدام الأشعة السينية للصدر للكشف عن سرطان الرئة إلى حد كبير منذ عقود لأنها لم تتمكن من العثور على المرض في وقت مبكر بما يكفي كي تعتبر مفيدة.
وتبلغ تكلفة فحوصات التصوير المقطعي المحوسب نحو 300 دولار. يُنصح المرضى بعدم الخضوع للفحص بمجرد توقفهم عن التدخين لمدة 15 عاماً، أو إذا أصيبوا بمشاكل صحية من شأنها أن تقصر بشكل كبير من متوسط العمر المتوقع أو تجعلهم غير قادرين على إجراء جراحة الرئة إذا لزم الأمر.
ولم يتدفق المرضى إلى العيادات لإجراء هذا الفحص. يقدر الباحثون أن 6 إلى 18 في المائة فقط من المؤهلين والذين يمكن مساعدتهم من خلال الفحص قد استفادوا منه.
وقال الدكتور روبرت سميث، خبير الفحوصات في جمعية السرطان الأميركية: «جزء من الإقدام المنخفض هو ببساطة عدم إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية... التدخين بشكل عام يتركز في السكان ذوي الدخل المنخفض».
وتنص المبادئ التوجيهية على أنه يجب فحص الأشخاص الذين لديهم تاريخ من «علبة واحدة». يمكن أن يشير مصطلح «علبة واحدة» إلى تدخين علبة واحدة من 20 سيجارة يومياً لمدة عام - أو علبتين يومياً لمدة نصف عام، أو نصف علبة يومياً لمدة عامين. ويشمل ذلك أيضاً الأشخاص الذين يدخنون علبتين يومياً لمدة 10 سنوات، أو نصف علبة يومياً لمدة 40 عاماً.
وقال الدكتور أليكس هـ. كريست، رئيس فريق العمل وأستاذ طب الأسرة وصحة السكان في جامعة فرجينيا كومنولث، في مقابلة، إن التغييرات في معايير تاريخ التدخين والعمر عند الفحص تستند إلى بيانات جديدة من دراسات متعددة.
وقال كريست: «سرطان الرئة هو المسبب الأول لوفيات السرطان في أميركا»، مضيفاً أنه مع البيانات الجديدة: «لدينا ثقة أكبر في أن الفحص ينقذ الأرواح».
ومثل الأنواع الأخرى من الفحوصات المتأثرة بوباء «كورونا»، تظل تلك الخاصة بسرطان الرئة أقل من مستويات عام 2019.
وبينما بدأ عدد الفحوصات في الانتعاش بالصيف، تسبب الارتفاع الجديد في حالات «كورونا» في وقت لاحق من العام في انخفاضه مرة أخرى. في نوفمبر (تشرين الثاني)، انخفضت الفحوصات بنسبة 30 في المائة، مقارنة بعام 2019. وانخفض أيضاً عدد خزعات الرئة، مما يشير إلى عدم تشخيص الحالات.


مقالات ذات صلة

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)

التوتر قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية في منتصف العمر

يقول الخبراء إن هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الرجال المتزوجون يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب (رويترز)

الزواج يبطئ شيخوخة الرجال

أظهرت دراسة جديدة أن الرجال المتزوجين يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب، إلا إن الشيء نفسه لا ينطبق على النساء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

انطلاق المؤتمر العالمي لـ«موهبة» لتعزيز التعاون الإبداعي لـ«جودة الحياة»

المؤتمر يشكل منصة ملهمة تجمع العقول المبدعة من كل العالم (واس)
المؤتمر يشكل منصة ملهمة تجمع العقول المبدعة من كل العالم (واس)
TT

انطلاق المؤتمر العالمي لـ«موهبة» لتعزيز التعاون الإبداعي لـ«جودة الحياة»

المؤتمر يشكل منصة ملهمة تجمع العقول المبدعة من كل العالم (واس)
المؤتمر يشكل منصة ملهمة تجمع العقول المبدعة من كل العالم (واس)

انطلقت فعاليات النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع بعنوان «عقول مبدعة بلا حدود» في العاصمة السعودية الرياض، الأحد، الذي يجمع نخبةً من الخبراء والموهوبين في مجالات العلوم والتقنية والابتكار، ويشارك فيه أكثر من 300 موهوب ومتحدثون محليون ودوليون من أكثر من 50 دولةً، وذلك برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. ونيابة عنه، افتتح الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، فعاليات المؤتمر العالمي والمعرض المصاحب للمؤتمر الذي تنظمه مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»، في مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية «كابسارك» بالعاصمة السعودية، وشهد توقيع عدد من الاتفاقيات بين «موهبة» وعدد من الجهات.

أمير الرياض خلال افتتاحه فعاليات المؤتمر العالمي والمعرض المصاحب للمؤتمر (واس)

ورفع أمين عام «موهبة» المكلف الدكتور خالد الشريف، كلمة رفع فيها الشكر لخادم الحرمين الشريفين على رعايته للمؤتمر، ودعمه المستمر لكل ما يُعزز ريادة السعودية في إطلاق المبادرات النوعية التي تمثل قيمة مضافة لمستقبل الإنسانية، مثمناً حضور وتشريف أمير منطقة الرياض لحفل الافتتاح.

وقال الدكتور الشريف: «إن قيادة السعودية تؤمن بأهمية الاستثمار برعاية الموهوبين والمبدعين باعتبارهم الركيزة الأساسية لازدهار الأوطان والطاقة الكامنة التي تصنع آفاقاً مستقبلية لخدمة البشرية»، مشيراً إلى أن العالم شاهد على الحراك الشامل لمنظومة تنمية القدرات البشرية في المملكة لبناء قدرات الإنسان والاستثمار في إمكاناته، في ظل «رؤية السعودية 2030»، بقيادة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي رئيس لجنة برنامج تنمية القدرات البشرية.

وأكد الدكتور الشريف أن هذا الحراك يواكب ما يزخر به وطننا من طاقات بشرية شابة موهوبة ومبدعة في شتى المجالات، يتجاوز إبداعها حدود بلادنا ليصل إلى العالمية، وهو ما مكن المملكة من أن تصبح حاضنة لألمع العقول العالمية الموهوبة والمبدعة، وحاضرة إنسانية واقتصادية واعدة بمستقبل زاهر ينعكس على العالم أجمع.

وأوضح أن المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع بنسخته الثالثة يشكّل منصةً ملهمة تجمع العقول المبدعة من كل العالم، لتستلهم معاً حلولاً مبتكرة تعزز جودة الحياة في مجتمعاتنا، وتبرز الفرص، وتعزز التعاون الإبداعي بين الشعوب.

انعقاد هذا المؤتمر يتزامن مع احتفالية مؤسسة «موهبة» بيوبيلها الفضي (واس)

ولفت النظر إلى أن انعقاد هذا المؤتمر يتزامن مع احتفالية مؤسسة «موهبة» بيوبيلها الفضي؛ حيث أمضت 25 عاماً في دعم الرؤى بعيدة المدى للموهبة والإبداع، وباتت مشاركاً رئيسياً في المنظومة الداعمة لاكتشاف ورعاية الطاقات الشابة الموهوبة والمبدعة، بمنهجية تُعد الأكثر شمولاً على مستوى العالم لرعاية الأداء العالي والإبداع.

عقب ذلك شاهد أمير منطقة الرياض والحضور عرضاً مرئياً بمناسبة اليوبيل الفضي لإنشائها، وإنجازاتها الوطنية خلال الـ25 عاماً الماضية، ثم دشن «استراتيجية موهبة 2030» وهويتها المؤسسية الجديدة، كما دشن منصة «موهبة ميتا مايندز» (M3)، وهي منصة عالمية مصممة لربط ودعم وتمكين الأفراد الموهوبين في البيئات الأكاديمية أو قطاعات الأعمال، إلى جانب تدشين الموقع الإلكتروني الجديد لـ«موهبة»، الذي تواصل المؤسسة من خلاله تقديم خدماتها لجميع مستفيديها من الموهوبين وأولياء الأمور.

ويهدف المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع إلى إظهار إمكانات الموهوبين، وتطوير نظام رعاية شامل ومتكامل للموهوبين، وتعزيز التكامل والشراكات الاستراتيجية، وتحسين وتعزيز فرص التبادل والتعاون الدولي، ويشتمل المؤتمر على 6 جلساتٍ حوارية، و8 ورش عمل، وكرياثون الإبداع بمساراته الـ4، ومتحدثين رئيسيين؛ حيث يسعى المشاركون فيها إلى إيجاد الحلول الإبداعية المبتكرة للتحديات المعاصرة، إلى جانب فعاليات مصاحبة، تشمل معرضاً وزياراتٍ ثقافيةً متنوعةً على هامش المؤتمر.