قبرص تدعو تركيا إلى وقف {الاستفزازات } والمستشارة الألمانية تسعى إلى التهدئة

قبرص تدعو تركيا إلى وقف {الاستفزازات } والمستشارة الألمانية تسعى إلى التهدئة
TT

قبرص تدعو تركيا إلى وقف {الاستفزازات } والمستشارة الألمانية تسعى إلى التهدئة

قبرص تدعو تركيا إلى وقف {الاستفزازات } والمستشارة الألمانية تسعى إلى التهدئة

طلب الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن تنقل إلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رسالة مفادها أنه على تركيا الابتعاد عن أي استفزازات وتجنب أي أنشطة يمكن أن تؤثر على الوضع الراهن لمدينة فاماغوستا. وأثار إعادة فتح شاطئ فاروشا في مدينة فاماغوستا، المهجور منذ أكثر من 46 عاما في شمال قبرص، وزيارة إردوغان للمنطقة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، اعتراضات من جانب اليونان وقبرص على اعتبار أن الخطوة شكلت انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة القبرصية. وأغلقت تركيا منطقة فاروشا السياحية الفاخرة، بعد سيطرتها على جزء من جزيرة قبرص، بينها مدينة فاماغوستا، عام 1974. وتقع المدينة حاليا ضمن ما يعرف بـ«جمهورية شمال قبرص التركية» التي لا تحظى باعتراف دولي ولا يعترف بها سوى تركيا. واعتمد مجلس الأمن الدولي قرارا في 1984 يحمي وضع فاروشا وينص على أن المنطقة المهجورة لا يمكن أن يسكنها سوى سكانها الأصليين.
وجاءت تصريحات أناستاسياديس عقب اتصال بالفيديو مع ميركل، حيث أكد أنه من أجل أجندة إيجابية يجب على تركيا تهيئة الظروف التي لا يتم فيها تجاهل أي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، وأن تتخذ تدابير بشأن قضية وقف تدفقات اللاجئين وتحقيق تحسن ملموس على الأرض فيما يتعلق بهذا الوضع. وقال أناستاسياديس إن ميركل «أبدت استعدادها للعب دور في الجهود من أجل تجنب أي أعمال استفزازية من قبل تركيا، وأنها كانت حريصة على المساهمة في أن يكون الاتحاد الأوروبي حاضراً، وأنها ستقدم أي مساعدة أخرى على المستوى القانوني حتى يتم التوصل إلى التسوية المنشودة».
وبحسب بيان للرئاسة القبرصية، أمس، ناقش أنستاسياديس مع ميركل الموضوعات التي ستناقشها القمة الأوروبية المقبلة في 25 و26 مارس (آذار) الحالي، والتي سيتم خلالها مناقشة قضية الهجرة، مشيراً إلى أن تدفقات اللاجئين القادمين من تركيا لها تأثير كبير على التركيبة السكانية لجمهورية قبرص وبالأخص القبارصة اليونانيين.
وعقب اتصال ميركل مع الرئيس القبرصي أجرت اتصالا عبر الفيديو مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان جرت خلاله مناقشة العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي والملفات الخلافية ومسألة اللاجئين والوضع في شرق المتوسط، حيث لعبت ألمانيا دور الوساطة لاستئناف المباحثات بين تركيا واليونان والقمة الأوروبية المقبلة، التي من المقرر أن تجري تقييما لعقوبات فرضها الاتحاد على أشخاص في تركيا خلال القمة السابقة بسبب أنشطة تركيا «غير القانونية» للتنقيب عن النفط والغاز في شر المتوسط في مناطق متنازع عليها مع قبرص واليونان.


مقالات ذات صلة

تركيا تندد باتفاق دفاعي بين واشنطن ونيقوسيا يتجاهل القبارصة الأتراك

شؤون إقليمية قبرص كشفت في يوليو الماضي عن إنشاء قاعدة جوية أميركية قرب لارنكا (وسائل إعلام تركية)

تركيا تندد باتفاق دفاعي بين واشنطن ونيقوسيا يتجاهل القبارصة الأتراك

نددت تركيا بتوقيع الولايات المتحدة اتفاقية خريطة طريق لتعزيز التعاون الدفاعي مع جمهورية قبرص، ورأت أنه يُخلّ بالاستقرار الإقليمي ويُصعِّب حل القضية القبرصية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان استقبل السيسي بحفاوة خلال زيارته أنقرة الأربعاء (الرئاسة التركية)

أصداء واسعة لزيارة السيسي الأولى لتركيا

تتواصل أصداء الزيارة الأولى للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لأنقرة، في وسائل الإعلام وعبر منصات التواصل الاجتماعي في تركيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد حقل «أفروديت» البحري للغاز (أ.ف.ب)

خطة لتطوير حقل الغاز القبرصي «أفروديت» بـ4 مليارات دولار

قالت شركة «نيوميد إنرجي» الإسرائيلية، إن الشركاء بحقل «أفروديت» البحري للغاز الطبيعي، قدموا خطة للحكومة القبرصية لتطوير المشروع بتكلفة تبلغ 4 مليارات دولار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية ترقب واسع في تركيا لزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أ.ف.ب)

لماذا استبقت «الإخوان» زيارة السيسي لتركيا بمبادرة جديدة لطلب العفو؟

استبقت جماعة «الإخوان المسلمين»، المحظورة، زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المرتقبة لتركيا بمبادرة جديدة للتصالح وطلب العفو من الدولة المصرية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
المشرق العربي مسؤولون لبنانيون على متن منصة الحفر «ترانس أوشن بارنتس» خلال عملها في البلوك رقم 9... أغسطس 2023 (رويترز)

حرب الجنوب تُعلّق النشاط الاستكشافي للنفط بمياه لبنان الاقتصادية

تضافر عاملان أسهما في تعليق نشاط التنقيب عن النفط والغاز في لبنان؛ تَمثّل الأول في حرب غزة وتداعياتها على جبهة الجنوب، والآخر بنتائج الحفر في «بلوك 9».

نذير رضا (بيروت)

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، نشرتها اليوم الجمعة، قالت ميركل إن ترمب «تحد للعالم، خاصة للتعددية».

وقالت: «في الحقيقة، الذي ينتظرنا الآن ليس سهلا»، لأن «أقوى اقتصاد في العالم يقف خلف هذا الرئيس»، حيث إن الدولار عملة مهيمنة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وعملت ميركل مع أربعة رؤساء أميركيين عندما كانت تشغل منصب مستشار ألمانيا. وكانت في السلطة طوال ولاية ترمب الأولى، والتي كانت بسهولة أكثر فترة متوترة للعلاقات الألمانية الأمريكية خلال 16 عاما، قضتها في المنصب، والتي انتهت أواخر 2021.

وتذكرت ميركل لحظة «غريبة» عندما التقت ترمب للمرة الأولى، في البيت الأبيض خلال شهر مارس (آذار) 2017، وردد المصورون: «مصافحة»، وسألت ميركل ترمب بهدوء: «هل تريد أن نتصافح؟» ولكنه لم يرد وكان ينظر إلى الأمام وهو مشبك اليدين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يحضران حلقة نقاشية في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا... 8 يوليو 2017 (أ.ف.ب)

ونقلت المجلة عن ميركل القول: «حاولت إقناعه بالمصافحة بناء على طلب من المصورين لأنني اعتقدت أنه ربما لم يلحظ أنهم يريدون التقاط مثل تلك الصورة... بالطبع، رفضه كان محسوبا».

ولكن الاثنان تصافحا في لقاءات أخرى خلال الزيارة.

ولدى سؤالها ما الذي يجب أن يعرفه أي مستشار ألماني بشأن التعامل مع ترمب، قالت ميركل إنه كان فضوليا للغاية وأراد معرفة التفاصيل، «ولكن فقط لقراءتها وإيجاد الحجج التي تقويه وتضعف الآخرين».

وأضافت: «كلما كان هناك أشخاص في الغرفة، زاد دافعه في أن يكون الفائز... لا يمكنك الدردشة معه. كان كل اجتماع بمثابة منافسة: أنت أو أنا».

وقالت ميركل إنها «حزينة» لفوز ترمب على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت: «لقد كانت خيبة أمل لي بالفعل لعدم فوز هيلاري كلينتون في 2016. كنت سأفضل نتيجة مختلفة».