السعودية تعمل على تحديد كلفة أسعار الطاقة الشمسية الرخيصة للكهرباء

الأمير عبد العزيز بن سلمان يطالب بالتزام دولي للتعاون في تحييد الانبعاثات لمستقبل الأجيال المقبلة

وزير الطاقة السعودي خلال مشاركته في يوم الطاقة والمناخ الذي نظمه منتدى الطاقة والاتحاد الأوروبي (الشرق الأوسط)
وزير الطاقة السعودي خلال مشاركته في يوم الطاقة والمناخ الذي نظمه منتدى الطاقة والاتحاد الأوروبي (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تعمل على تحديد كلفة أسعار الطاقة الشمسية الرخيصة للكهرباء

وزير الطاقة السعودي خلال مشاركته في يوم الطاقة والمناخ الذي نظمه منتدى الطاقة والاتحاد الأوروبي (الشرق الأوسط)
وزير الطاقة السعودي خلال مشاركته في يوم الطاقة والمناخ الذي نظمه منتدى الطاقة والاتحاد الأوروبي (الشرق الأوسط)

كشف وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أن السعودية تشرع الشهر المقبل في العمل على تحديد كلفة الطاقة الشمسية الرخيصة لأغراض توليد وإنتاج الكهرباء، مشيرا في الوقت ذاته إلى ضرورة الإجماع على زيادة التعاون لجلب الحلول العالمية في ملفات الانبعاثات الكربونية والوصول إلى تحييد الانبعاثات بأسرع وقت من أجل الأجيال المقبلة.
وذكر الأمير عبد العزيز أن السعودية تواصل جهودها الدولية في مجال الطاقة والمناخ، حيث كانت من أولى الدول التي وقّعت اتفاقية باريس، كما تمثل مطالب رئيسية بأمن الطاقة العالمي، وتعد قائدة في مجال حلول تحديات المناخ، كما أن حصتها في سوق النفط لا تتخطى 12%، في مقابل ذلك لا تتخطى حصتها في الانبعاثات الكربونية العالمية 1.4%.
وأضاف أن السعودية تستهدف إنتاج 50% من احتياج الطاقة لديها عبر الطاقة المتجددة بحلول 2030، وهو ما سيجعل السعودية سابقة كثيراً من الاقتصادات المتقدمة، مستطرداً بأنه «على استعداد للتحدي على ذلك... سنحوّل قرابة مليون برميل من السوائل من أنظمة المرافق، تحديداً الطاقة والتحلية، ما يخفض الانبعاث والتكلفة ويرفع الصادرات والعوائد».
وقال وزير الطاقة السعودي أمام فعالية «يوم الطاقة والمناخ» بالتعاون بين منتدى الطاقة العالمي والاتحاد الأوروبي، أول من أمس: «سنبدأ الشهر المقبل العمل الكامل على تحديد تكلفة قيمة الطاقة الشمسية الرخيصة لنموذج إنتاج الكهرباء»، لافتاً إلى أن المشروع بدأ عملياً في مدينة «نيوم» –شمال غربي المملكة- وأظهر نتائج عملية ناجحة، مؤكداً أن السعودية نجحت في جهودها الكبيرة تجاه ابتكار حلول الطاقة الخضراء.
وأشار إلى أن الأمونيا الخضراء انطلقت عملياً في السعودية حيث تم شحن أولى الدفعات إلى اليابان، مشدداً على أن لدى المملكة مكونات إنتاج الطاقة بأشكالها حيث الشمس والمياه، ما يجعلها دائماً تدعو إلى التعاون من أجل ابتكار الحلول والتقنيات التي تدعم الطاقة المتجددة.
وأضاف: «لا بد من الإجماع على التعاون بإخلاص والتزام من أجل العمل بجهود حقيقية للأجيال المقبلة للوصول إلى مستوى عالٍ من تحييد الانبعاثات بأسرع وقت ممكن»، مضيفاً: «الهيدروكربون مادة مفيدة تستخدم في كثير من مجالات الحياة اليومية مع الأخذ في الاعتبار الانبعاثات وتخفيف مستوياته، وهو ما يجعلنا نتحقق من أن الاقتصاد الدائري الكربوني بإمكانه أن يقودنا جميعاً للحد من الانبعاثات وتحقيق الأهداف المرجوّة».
وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان في مشاركته في الفعالية: «لا بد أن نكون يقظين لأولوياتنا، فحينما نكون مجمعين على مبدأ أهمية خفض الانبعاث لمواردنا وقطاعاتنا، وأصبح همنا وهدفنا المشترك، فإن ذلك سيمكّن الجميع من استخدام وسائلهم وأدواتهم الخاصة في الموارد وكذلك الرغبة في إنفاق المال لتطوير التقنيات سواء منفردين أو متعاونين، سنكون في وضع أفضل».
وزاد وزير الطاقة السعودي: «إذا ما رغب الأوروبيون وغيرهم الهيدروجين السعودي الأخضر سنكون الاختيار المناسب، لو تسمح اقتصاديات الطاقة لضخها»، مستطرداً: «نحن مؤهلون تأهيلاً عالياً لتحويل النفط الخام إلى منتجات عديدة يمكن تحويلها إلى بتروكيماويات ومنتجات أخرى... أسّسنا سجلاً ضخماً في كيفية إنتاج النفط الخام بطريقة نموذجية فيما يخص الانبعاثات... كما نعمل جادين في الهيدروجين الأزرق».
كانت السعودية، عملياً، قد شرعت مطلع فبراير (شباط) الجاري، في التوجه نحو العمل بمنظومات الطاقة الشمسية في البلاد، حينما أعلنت وزارة الطاقة بدء العمل بمنظومة الطاقة الشمسية الكهروضوئية الصغيرة، متيحةً للمستهلك إنتاج الطاقة الكهربائية من المنزل أو المنشأة، وربطها بأنظمة توزيع الشبكة العامة.
ويأتي هذا المشروع ضمن جهود الوزارة لتوفير التشريعات اللازمة لتحقيق جميع الخيارات للحصول على الطاقة المتجددة، وتعزيز فُرص بناء المحتوى المحلي للمكونات اللازمة لإنتاج الطاقة الشمسية محلياً، وتشجيع التوطين في جميع مجالات وتخصصات الطاقة المتجددة، لتحقيق مستهدفات «رؤية المملكة 2030».


مقالات ذات صلة

ارتفاع الصادرات السعودية غير النفطية 16.8 % خلال الربع الثالث

الاقتصاد ميناء جدة الإسلامي (الشرق الأوسط)

ارتفاع الصادرات السعودية غير النفطية 16.8 % خلال الربع الثالث

أعلنت «الهيئة العامة للإحصاء» السعودية، اليوم، ارتفاع الصادرات غير النفطية بنسبة 16.8 في المائة خلال الربع الثالث من العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)

تحت رعاية ولي العهد... السعودية تستضيف المؤتمر السنوي العالمي 28 للاستثمار

تحت رعاية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، تستضيف المملكة المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار «دبليو آي سي»

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «تداول» السعودية، المهندس خالد الحصان، إن إعلان وكالة «موديز» رفع التصنيف الائتماني للمملكة إلى «إيه إيه 3» يعزز ثقة المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)

عرض استحواذ مفاجئ من «يونيكريدت» الإيطالي على بنك «بي بي إم» بـ11 مليار دولار

شعار بنك «يونيكريديت» أمام فرع المجموعة في كييف (رويترز)
شعار بنك «يونيكريديت» أمام فرع المجموعة في كييف (رويترز)
TT

عرض استحواذ مفاجئ من «يونيكريدت» الإيطالي على بنك «بي بي إم» بـ11 مليار دولار

شعار بنك «يونيكريديت» أمام فرع المجموعة في كييف (رويترز)
شعار بنك «يونيكريديت» أمام فرع المجموعة في كييف (رويترز)

أطلقت مجموعة «يونيكريدت» الإيطالية يوم الاثنين عرضاً مفاجئاً للاستحواذ على منافستها المحلية الأصغر، بنك «بي بي إم»، من خلال عرض بأسهم فقط بقيمة 10 مليارات يورو (نحو 11 مليار دولار). جاء هذا العرض في وقت تسعى فيه «يونيكريدت» أيضاً لإتمام صفقة محتملة مع بنك «كوميرتس» الألماني.

وتحت قيادة الخبير المخضرم في صفقات الدمج والاستحواذ، أندريا أورسيل، منذ عام 2021، كانت «يونيكريدت» قد أعدت في وقت سابق عرضاً للاستحواذ على بنك «بي بي إم»، قبل أن يتحول تركيزها نحو ألمانيا، حيث أثارت تحركاتها ردود فعل معاكسة، وفق «رويترز».

وأعلنت «يونيكريدت» يوم الاثنين أن عرض الاستحواذ على بنك «بي بي إم» مستقل تماماً عن استثمارها المقترح في بنك «كوميرتس».

ويأتي هذا العرض بعد أن اشترى بنك «بي بي إم» في وقت سابق من هذا الشهر 5 في المائة من بنك «مونتي دي باشي» (إم بي إس) الذي تم إنقاذه، وهو تحرك يُعتقد أنه قد يمهد الطريق لدمج محتمل بينهما، في ظل سعي الدولة للخروج بالكامل من بنك «إم بي إس».

كما يأتي بعد عرض الاستحواذ الذي قدمه بنك «بي بي إم» بقيمة 1.6 مليار يورو (نحو 1.7 مليار دولار) هذا الشهر للاستحواذ الكامل على شركة إدارة الأصول «أنيما هولدينغ»، في مسعى لتعزيز الإيرادات من الرسوم في ظل تراجع أسعار الفائدة.

وأشارت «يونيكريدت» إلى أنها قد أخذت في اعتبارها عرض بنك «بي بي إم» لشراء «أنيما». ويعمل أورسيل على تعزيز دخل الرسوم في «يونيكريدت» وتقليل الاعتماد على إيرادات الإقراض.

وقدمت «يونيكريدت» عرضاً يقدر بـ0.175 من أسهمها العادية مقابل كل سهم من أسهم بنك «بي بي إم»، مما يعادل سعر 6.67 يورو لكل سهم، مع علاوة تقدر بنحو 0.5 في المائة عن سعر إغلاق السهم يوم الجمعة.

وقال أورسيل في بيان: «أوروبا بحاجة إلى بنوك أقوى وأكبر لدعم تطوير اقتصادها وتمكينها من منافسة الكتل الاقتصادية الكبرى الأخرى».

وأوضحت «يونيكريدت» أن صفقة بنك «بي بي إم» من المتوقع أن تساهم في زيادة ربحية السهم بنسبة مرتفعة ضمن نطاق رقم أحادي في غضون عامين بعد إتمام الصفقة.

وقد ارتفعت أسهم بنك «بي بي إم» بنحو 5.3 في المائة منذ إغلاقها يوم 6 نوفمبر (تشرين الثاني)، قبل أن يعلن عن عرضه لشراء «أنيما».