حافلة ذاتية القيادة تجوب شوارع ملقة الإسبانية

حافلة ذاتية القيادة في شوارع ملقة (رويترز)
حافلة ذاتية القيادة في شوارع ملقة (رويترز)
TT
20

حافلة ذاتية القيادة تجوب شوارع ملقة الإسبانية

حافلة ذاتية القيادة في شوارع ملقة (رويترز)
حافلة ذاتية القيادة في شوارع ملقة (رويترز)

في مشروع وُصِفَ بأنه الأول من نوعه في أوروبا، بدأت حافلة ذاتية القيادة تجوب شوارع ملقة بجنوب إسبانيا. ووُضعت هذه الحافلة في الخدمة، السبت، وهي كهربائية بالكامل ومزوّدة بأجهزة استشعار وكاميرات، وتنفذ ستّ رحلات يومياً مسافة كلّ منها ثمانية كيلومترات بين الميناء ووسط المدينة الأندلسية.
وأوضح رافاييل دوربان كارمونا، مدير القسم الجنوبي في شركة «أفانزا» التي تتولى إدارة الكونسورتيوم المسؤول عن المشروع، أن «الحافلة تعرف في كل الأوقات مكانها وما حولها». وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية أن من أبرز خصائصها قدرتها على «التفاعل مع إشارات المرور» المزودة هي الأخرى بأجهزة استشعار تشير إلى توقيت تحولها إلى اللون الأحمر. وفي الحافلة أيضاً نظام يعمل بالذكاء الصناعي يمكّنها من تحسين «قراراتها» استناداً إلى البيانات المسجلة على طول مسارها. وتشبه هذه المركبة التي صممتها شركة «إيريزار» الإسبانية أي حافلة تقليدية مخصصة للمدن، ويبلغ طولها 12 متراً ويمكن أن تحمل 60 راكباً.
وفي أوروبا راهناً عدد من المشاريع التجريبية الأخرى لمركبات ذاتية القيادة، كما في فرنسا أو إستونيا على سبيل المثال، لكنها لا تتعلق بحافلات مدن ذات حجم تقليدي تُسيّر في شوارع مفتوحة أمام المركبات الأخرى. ولأن القانون الإسباني لا يسمح بتسيير مركبة ذاتية القيادة، يجلس السائق في مكانه المعتاد، لكنه لا يلمس المقود ولا الدواسات، إلاّ في حالات استثنائية لتصحيح المسار قليلاً، عند الاقتراب من دوّار مثلاً. وفي حال طرأت مشكلة، يمكن السائق تولّي القيادة في أي وقت.
وقالت مارتا التي كانت في عداد الركاب: «كل شيء طبيعي، حتى لَيعتقدنّ المرء أن السائق هو الذي يقود... أنا مرتاحة وأشعر بالأمان، وإلا لَما كنت ركبت في الحافلة، خصوصاً أنني جئت مع حفيدي». وتلقّى هذا المشروع تمويلاً من الحكومة الإسبانية، وحظي بتعاون عدد من الجامعات. أما خارج النطاق الأوروبي، فبدأت سنغافورة في اختبار التشغيل التجاري للحافلات الذاتية القيادة في نهاية شهر يناير (كانون الثاني)، بينما يجري اختبار سيارات الأجرة الذاتية القيادة في مدن صينية عدة.
وفي الولايات المتحدة، من المتوقع أن تختبر «وايمو» (إحدى الشركات التابعة لمجموعة «غوغل») سيارات الأجرة الآلية ذاتية القيادة في سان فرانسيسكو، علماً بأنها وُضعت في الخدمة في ولاية أريزونا منذ عام 2017، وتعرضت سيارة ذاتية القيادة تابعة لشركة «أوبر» لحادث في مارس (آذار) 2018 في الولايات المتحدة أسفر عن سقوط ضحايا. ويرى الخبراء أن أبرز العقبات التي تَحول دون الاستقلالية الكاملة للمركبات تتمثل في الجوانب التنظيمية وفي تردد العامّة في القبول باستخدامها نظراً إلى المخاطر التي يخشون أن تشكّلها من حيث السلامة والأمن السيبراني.


مقالات ذات صلة

«غوغل» تكشف رسمياً عن «بيكسل 9a» بتحديثات قوية... إليك جميع الميزات

تكنولوجيا أعلنت «غوغل» عن «بيكسل 9a» بسعر 499 دولاراً بتصميم جديد وشاشة أكثر سطوعاً ومعالج تينسور G4 وذكاء اصطناعي متطور (غوغل)

«غوغل» تكشف رسمياً عن «بيكسل 9a» بتحديثات قوية... إليك جميع الميزات

هو أحدث هواتف سلسلة «A» من «غوغل» التي تقدم مزيجاً رائعاً من الأداء القوي والذكاء الاصطناعي المتطور والكاميرا المحسنة.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا خدمة أتمتة متقدمة تتيح إنشاء سير عمل مرن يدمج أكثر من 400 تطبيق مما يسهل تنفيذ المهام تلقائياً دون تدخل يدوي (n8n)

كيف تتيح منصة «n8n» ربط التطبيقات وأتمتة الأعمال دون تدخل يدوي متكرر؟

توفر المنصة بيئة منخفضة التعليمات البرمجية ومفتوحة المصدر، مما يسمح للمستخدمين بتشغيلها على خوادمهم الخاصة.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص التقارب بين الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية يمكن أن يسرع الاكتشافات في مجالات مثل الأدوية والمناخ (أدوبي)

خاص كيف يغير تقارب الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية وجه الاكتشافات العلمية؟

الحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي يجتمعان لقيادة الابتكار العلمي، مع تقدم سريع في التطبيقات التجارية، من اكتشاف الأدوية إلى الأمن السيبراني.

نسيم رمضان (سياتل)
تكنولوجيا توظيف الذكاء الاصطناعي لخلق «أطلس الذوق» الشخصي

توظيف الذكاء الاصطناعي لخلق «أطلس الذوق» الشخصي

تخيل عملية تحويل كل سجل قراءاتك من الكتب إلى «خريطة البحث عن كنز». إذ ومن خلال تزويد مُساعد الذكاء الاصطناعي بقائمة كتبك وكذلك أفلامك المفضلة،

جيريمي كابلان (واشنطن)
عالم الاعمال «تكنو» تطلق سلسلة هواتف «CAMON 40» المدعومة بالذكاء الاصطناعي

«تكنو» تطلق سلسلة هواتف «CAMON 40» المدعومة بالذكاء الاصطناعي

أطلقت العلامة التجارية «تكنو TECNO» خلال مشاركتها في معرض برشلونة 2025، سلسلة هواتفها الذكية الجديدة «كامون CAMON 40»، المدعومة بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.


علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT
20

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.