هيئة الانتخابات التونسية تستعد لسيناريو اقتراع مبكر

جانب من جلسات البرلمان التونسي
جانب من جلسات البرلمان التونسي
TT

هيئة الانتخابات التونسية تستعد لسيناريو اقتراع مبكر

جانب من جلسات البرلمان التونسي
جانب من جلسات البرلمان التونسي

أكد نبيل بفون، رئيس الهيئة التونسية العليا المستقلة للانتخابات، استعداد الهيئة لكل الاحتمالات والسيناريوهات، وذلك بسبب الوضع السياسي المتأزم في ظل الخلافات المتفاقمة بين رأسي السلطة التنفيذية في البلاد، والدعوات المتكررة لتنظيم انتخابات برلمانية مبكرة.
وقال بفون على هامش افتتاح مقر «المتحف الدائم للديمقراطية»، أمس، إن مهمة الهيئة «إنجاز الانتخابات، وإنجاح المسار الديمقراطي»، مؤكداً أن باب التسجيل للانتخابات «مفتوح للجميع في 27 إدارة جهوية، حتى بالنسبة للتونسيين المقيمين في الخارج». كما أوضح أنه سيتم خلال أيام تقديم مقترح لتنقيح القانون الانتخابي، بشراكة مع كل الأطراف المعنية، يشمل تحديد تعريف الإشهار السياسي، ووضع شروط موضوعية للترشح للانتخابات البرلمانية والرئاسية.
من جهة ثانية، كشف رضا الزغمي، النائب عن الكتلة الديمقراطية المعارضة، أن عدد النواب الذين وقّعوا على عريضة سحب الثقة من راشد الغنوشي، رئيس البرلمان ورئيس حركة النهضة الإسلامية، بلغ 103 أعضاء، وهو ما يعني أن 6 أصوات فقط هي التي ما تزال تفصل المعارضة عن النجاح في سحب الثقة من الغنوشي.
واتبعت المعارضة، التي يتزعمها حزب التيار الديمقراطي وحركة الشعب، هذه المرة طريقة مختلفة في جمع توقيعات النواب، بحيث تبادر أي كتلة برلمانية مؤيدة لقرار سحب الثقة بجمع توقيع النواب المنتمين لها، لتكون حسب تعبير الزغمي «التزاماً أخلاقياً يضمن تحقيق أهداف هذه اللائحة حتى لا يتم إسقاطها في التصويت»، كما حدث للائحة الأولى التي أسقطت نهاية شهر يوليو (تموز) الماضي.
كما اعتمدت المعارضة مبدأ عدم الكشف عن أسماء الموقعين على اللائحة، وضمان الوصول إلى الأغلبية المطلقة، المحددة بـ109 أصوات قبل عرضها على مكتب البرلمان. علماً بأن النظام الداخلي للبرلمان يشترط توقيع 73 نائباً على الأقل لضمان عرض أي لائحة على مكتب البرلمان، وتحديد جلسة عامة للتصويت عليها.
وفي حال نجاح سيناريو سحب الثقة من الغنوشي، أوضح المصدر ذاته أنه قدم مقترحاً للكتل البرلمانية لاختيار بديل لرئاسة المجلس. لكن لم يحصل إجماع حول شخصية بعينها، وتم الاتفاق على إرجاء هذا الأمر إلى مرحلة لاحقة، على حد تعبيره.
وتعتبر المعارضة أن رئيس البرلمان «هو المسؤول الرئيسي عن تأزم الوضع في البلاد عموماً، وفي البرلمان بشكل خاص». كما تتهمه بالإخلال بالنظام الداخلي، والفشل في إدارة الجلسات البرلمانية، والانحياز إلى الكتل المتحالفة معه على حساب كتل المعارضة.
على صعيد آخر، وجّه تونسيون مقيمون في الخارج، ينتمي معظمهم لجمعيات وأحزاب سياسية، رسالة مفتوحة إلى الرئيس قيس سعيد لطلب الإفراج عن عدد من نشطاء المجتمع المدني، وعن الشبان المحتجين، الذين تم الزجّ بهم في السجون، على خلفية تحركات اجتماعية واحتجاجات متواصلة.
وطلب الموقعون على الرسالة من رئيس الجمهورية استعمال صلاحياته لـ«العفو عن الشباب الموقوف الذي حوكم بأسلوب لا يليق بدولة القانون»، على حد تعبيرهم. وجاء في الرسالة أن «ممارستكم لسلطة العفو ستبعث إشارة قوية من أجل خفض حدّة التوتر، وتساهم في تصالح الدولة مع الشباب، وتعيد البلاد إلى طريق دولة القانون بوضع حد للانحرافات القمعية».
وحملت الرسالة توقيع «ائتلاف مساندة الحركات الاجتماعية في تونس» بكل من فرنسا وبلجيكا وسويسرا وإيطاليا وكندا.
على صعيد متصل، أعلنت تنسيقية «اعتصام الكامور» تنظيم إضراب عام عن العمل لمدة 3 أيام في ولاية (محافظة) تطاوين (جنوب شرقي)، باستثناء المستشفيات والصيدليات والمخابز، بداية من اليوم. ويطالب المحتجون بالتزام الحكومة بتنفيذ مختلف بنود الاتفاق الموقع مع تنسيقية المحتجين في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في آجاله المحددة. كما قررت مواصلة الاعتصامات، ونصب الخيام في الطرقات الرئيسية والمدن والتجمعات السكنية، كخطوة تصعيدية ضد تباطؤ الحكومة في توفير التمويلات الموجهة للمشروعات الصغرى.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.