السعودية تتصدر دولياً ممارسات الأخلاقيات العادلة للعمل

TT

السعودية تتصدر دولياً ممارسات الأخلاقيات العادلة للعمل

في إطار ما تشهده سوق العمل من كثير من الإصلاحات؛ بما فيها تحسين العلاقات التعاقدية، التي أطلقتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية مؤخراً، وتحسين البنية التحتية لتتواكب مع احتياجات السوق، كشف تقرير دولي عن تقدم المملكة على المستوى العالمي في الممارسات الأخلاقية العادلة للعمل، وحفظ حقوق العمالة وتحسين الخدمات المقدمة لهم، إضافة إلى زيادة التنافسية والشفافية.
وتصدرت المملكة في تقرير «منظمة العمل الدولية» الصادر مؤخراً عن الممارسات الأخلاقية العادلة للعمل، متمثلة في منصة «مساند» التابعة للوزارة، لدورها الريادي في حفظ حقوق العمالة المنزلية وتحسين الخدمات المقدمة لهم، من خلال توظيف التقنية، بما يسهم في خلق سوق عمل مرنة وشفافة وجاذبة.
وأشاد التقرير بالتحول الرقمي للخدمات المقدمة للعمالة وأصحاب العمل ومكاتب الاستقدام المحلية والخارجية، من خلال تقديم خدمات نوعية في جزء من منظومة إلكترونية متكاملة لتنظيم عملية الاستقدام المتضمنة استخراج التأشيرات والتعاقد والدفع الإلكتروني، «حيث ساهمت هذه المنظومة في رفع جودة الخدمات، وزيادة التنافسية بين المكاتب والشركات، مما أدى إلى تقليل التكلفة في المنصة».
وتناولت المنظمة في التقرير فاعلية منصة «مساند» في حوكمة وتنظيم آلية التعاقد لتوظيف العمالة المنزلية، وسن التشريعات، التي أثمرت ضمان حقوق أطراف العلاقة وضمان حياة كريمة للعمالة، وكذلك دور «مساند» في تزويد جميع المختصين بكل المعلومات والسياسات والإجراءات لأطراف العلاقة، إضافة إلى أداء المنصة لمراقبة القطاع، وتحقيق درجة عالية من الوضوح، عبر توثيق الآلية التعاقدية ومراقبتها، والسماح للمتضررين بتقديم الشكاوى بطريقة مباشرة إلى الجهات الرسمية.
وتلقت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية؛ ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الدولية، خطاباً للإشادة بدور «مساند» في تنسيق العلاقة بين القطاعين العام والخاص، وكذلك تعزيز التواصل مع الأطراف الخارجية في الدول المرسلة للعمالة، من خلال تسريع الإجراءات والآليات المتبعة بالمنصة الإلكترونية، وتعزيز المبادرات لحفظ حقوق أطراف العلاقة، وزيادة الشفافية، وتعزيز البنى التحتية الإلكترونية للخدمات الحكومية.
وأطلقت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية مؤخراً «خدمة الشكاوى» حول قطاع العمالة المنزلية إلكترونيّاً من خلال البوابة الإلكترونية لمنصة «مساند»، حيث سيتمكن أصحاب الأعمال ممن لديهم عقود توسط لاستقدام العمالة المنزلية، من رفع الشكاوى عن طريق المنصة إلكترونيّاً.
وكشفت الوزارة عن أتمتة الخدمة بشكل كامل من خلال تقليل الخطوات وعدم الحاجة لزيارة الفروع أو قنوات التواصل الخاصة بالوزارة، حيث قُلصت مدة المعالجة، مؤكدة سعيها إلى تحسين وتطوير الخدمات للراغبين في استقدام العمالة المنزلية، من خلال مراجعة السياسات السابقة والعمل على تطويرها بشكل مستمر.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.