ولي العهد السعودي يطلق رؤية تصميم الجزيرة الرئيسية لمشروع البحر الأحمر العملاق

«كورال بلوم» تتضمن 11 فندقاً عالمياً وشواطئ جديدة تتبنى مفهوم حماية الطبيعية البكر على أرض «شُريرة»

أطلق الأمير محمد بن سلمان رؤية التصاميم الرئيسية لمشروع «كورال بلوم» على جزيرة شُريرة في مشروع البحر الأحمر غرب المملكة (الشرق الأوسط)
أطلق الأمير محمد بن سلمان رؤية التصاميم الرئيسية لمشروع «كورال بلوم» على جزيرة شُريرة في مشروع البحر الأحمر غرب المملكة (الشرق الأوسط)
TT

ولي العهد السعودي يطلق رؤية تصميم الجزيرة الرئيسية لمشروع البحر الأحمر العملاق

أطلق الأمير محمد بن سلمان رؤية التصاميم الرئيسية لمشروع «كورال بلوم» على جزيرة شُريرة في مشروع البحر الأحمر غرب المملكة (الشرق الأوسط)
أطلق الأمير محمد بن سلمان رؤية التصاميم الرئيسية لمشروع «كورال بلوم» على جزيرة شُريرة في مشروع البحر الأحمر غرب المملكة (الشرق الأوسط)

أطلق الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس إدارة «شركة البحر الأحمر للتطوير»، أمس، الرؤية التصميمية لمشروع «كورال بلوم» للجزيرة الرئيسية بمشروع البحر الأحمر. وكشفت «شركة البحر الأحمر للتطوير»، الشركة المطورة لأحد أكثر مشاريع السياحة المتجددة طموحاً في العالم، عن التصاميم التي صممتها الشركة البريطانية «فوستر وشركاه» ليتماهى مع البيئة الطبيعية البكر للجزيرة الرئيسية.
وقال الرئيس التنفيذي لـ«شركة البحر الأحمر للتطوير» جون باغانو، أمس «تصاميم (كورال بلوم) مستوحاة من النباتات والحيوانات الأصلية في المملكة... إنها تبشر بجعل هذه الرؤية حقيقة ملموسة»، مضيفاً «تعتبر جزيرة شُريرة البوابة الرئيسية لمشروع البحر الأحمر...لذا؛ من المهم جداً أن ترسي معايير استثنائية للهندسة المبتكرة والتصميم المستدام على مستوى العالم». وأضاف «لا يقتصر تحقيق ذلك على حماية البيئة فقط، وإنما يتعداه إلى تبني نهج متجدد في عمليات التطوير».

- معالم الجزيرة
ووفق بيان صدر أمس، تتمحور الرؤية التصميمية لجزيرة «شُريرة» حول اعتبارات التنوع البيولوجي، حيث تتم المحافظة على أشجار المانغروف والموائل الأخرى لتشكل خطوط دفاع طبيعية ضد عوامل الانجراف والتعرية، بينما سيتم إلى جانب ذلك تطوير موائل جديدة من خلال الحدائق المنسّقة لتحسين الحالة الطبيعية للجزيرة.
وتغطي الرؤية التصميمية أيضاً المنتجعات والفنادق المقرر إنشاؤها في الجزيرة، حيث تم تصميمها لتواكب تطلعات المسافرين بعد جائحة «كوفيد - 19»، بما في ذلك توفير مساحات أوسع؛ والاندماج أكثر في المشهد الطبيعي لتتماهى مع الكثبان الرملية المحيطة؛ الأمر الذي يعزز سطوة الجمال الطبيعي للجزيرة.
ويتضمن التصميم كذلك إنشاء شواطئ جديدة على الجزيرة الشبيهة بالدولفين، بالإضافة إلى بحيرة جديدة أيضاً، في خطوة لتساهم التحسينات المرتقبة في رفع مستوى أرض الجزيرة؛ لتوفر بذلك حاجزاً للوقاية من خطر ارتفاع مستوى سطح البحر والمحافظة على معالم الجزيرة وتحسّنها دون أن تلحق الأذى بالموائل والشطآن الطبيعية.

- تصاميم المستجدات
وبحسب البيان، من المقرر أن تضم جزيرة شُريرة 11 منتجعاً وفندقاً يتولى تشغيلها عدد من أشهر علامات الضيافة العالمية، حيث ستتم الاستفادة من المشهد الطبيعي لإضفاء تأثير درماتيكي على هذه المنشآت، خصوصاً أن جميع فنادق وفلل الجزيرة مكونة من طابق واحد مندمجة مع الكثبان الرملية.
ويضمن التصميم الحفاظ على روعة المناظر الطبيعية المحيطة دون أي عائق يحجب رؤيتها، كما يخلق لدى الضيوف إحساساً بالغموض بينما تتكشف أمامهم معالم الجزيرة شيئاً فشيئاً، بينما تستجيب تصاميم المنتجعات والفنادق كذلك للمستجدات العالمية وتغيّر متطلبات المسافرين خلال العام المنصرم؛ حيث لا تتضمن أي ممرات داخلية على سبيل المثال، في ضوء تنامي الطلب على المساحات الرحبة والمنعزلة بعد تفشي جائحة «كوفيد – 19».
ووفق «شركة البحر الأحمر للتطوير»، سيتم إنشاء المنتجعات باستخدام مواد بناء خفيفة ذات كتلة حرارية منخفضة ومصنّعة خارج الموقع؛ الأمر الذي يحقق كفاءة أعلى في استهلاك الطاقة وتأثيراً أقل على البيئة.

- ازدهار المرجان
من جهته، قال مدير الاستديو في شركة «فوستر وشركاه» جيرارد إيفيندين، أمس «استلهمنا الرؤية لجزيرة شُريرة من حالتها الطبيعية... حيث تصميم الفنادق يوحي وكأنها أخشاب طافية جرفتها الأمواج إلى الشطآن لتستقر بين الكثبان الرملية»، مؤكداً أن «المواد المستخدمة في التصنيع وتأثيرها البيئي منخفض من أجل حماية البيئة البكر للجزيرة، بينما تساعد الإضافات على تعزيز معالم الطبيعية القائمة». وزاد «من هنا جاء الاسم (كورال بلوم) التي تعني ازدهار المرجان».

- السياحة المتجددة
تلتزم «شركة البحر الأحمر للتطوير» بتحقيق نسبة حفظ بيئي تصل إلى 30 في المائة بحلول عام 2040، بينما سيتم تطوير أكبر نظام لتخزين البطاريات في العالم؛ مما يسمح بتشغيل الموقع بأكمله بالطاقة المتجددة على مدار 24 ساعة، كما سيشمل إنشاء محطات تبريد مناطق مركزية لضمان راحة الضيوف على امتداد أنحاء الوجهة.
وانسجاماً مع هذا الالتزام، يستند المخطط العام لمشروع البحر الأحمر إلى تخطيط مساحي بحري موسّع، ويضمن عدم المساس بـ75 في المائة من جزر الوجهة.
وفي وقت تعد شُريرة واحدة من 22 جزيرة فقط تم اختيارها بعناية لعمليات التطوير، بلغ مشروع البحر الأحمر محطات مهمة في أعمال التطوير، ويجري العمل فيه على قدم وساق لاستقبال الضيوف بحلول نهاية عام 2022 مع افتتاح المطار الدولي والفنادق الأربعة الأولى.
وسيتم افتتاح باقي الفنادق الـ12 المقرر إنشاؤها ضمن المرحلة الأولى في عام 2023، حيث يتألف مشروع البحر الأحمر عند اكتماله في عام 2030 من 50 منتجعاً وفندقاً يوفر ما يصل إلى 8 آلاف غرفة فندقية ونحو 1300 عقار سكني موزع على 22 جزيرة، و6 مواقع داخلية، كما ستضم الوجهة مراسي فاخرة، وملاعب جولف، والعديد من مرافق الترفيه والاستجمام.


مقالات ذات صلة

«التوازن العقاري» تضبط السوق وتدفع بمؤشرات إيجابية نحو التداولات في الرياض

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

«التوازن العقاري» تضبط السوق وتدفع بمؤشرات إيجابية نحو التداولات في الرياض

بعد إعلان الهيئة الملكية لمدينة الرياض نتائج القرعة الإلكترونية لشراء الأراضي السكنية علمت «الشرق الأوسط» أن بعض تلك الأراضي ستباع بأقل من 1500 ريال للمتر.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد الوتيد رئيس «إس تي سي» وطارق أمين رئيس «هيومان» خلال توقيع الاتفاقية بحضور الأمير محمد بن خالد الفيصل رئيس مجلس «إس تي سي» ويزيد الحميد نائب محافظ الاستثمارات العامة (الشرق الأوسط)

«سنتر3» و«هيوماين» تعلنان عن مراكز بيانات للذكاء الاصطناعي بسعة 1 غيغاواط في السعودية

أعلنت شركة «سنتر3» التابعة لمجموعة «إس تي سي» وشركة «هيوماين» إطلاق مشروع مشترك استراتيجي لبناء مراكز بيانات مخصصة للذكاء الاصطناعي في السعودية

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

منصة «التوازن العقاري» تعلن نتائج أول دفعة أراضٍ مدعومة في الرياض

أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض، الأربعاء، عن صدور نتائج القرعة الإلكترونية لشراء الأراضي السكنية عبر منصة «التوازن العقاري».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
جانب من الحافلات الكهربائية (تصوير: غازي مهدي)

تدشين أول شبكة حافلات تعمل بالكامل بالطاقة الكهربائية في مكة المكرمة

دُشّن في العاصمة المقدسة مكة المكرمة، الأربعاء، أول نظام حافلات سريعة التردد، يعمل بالكامل بالطاقة الكهربائية، عبر «مسار BRT».

سعيد الأبيض
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف خلال المؤتمر الصحافي الحكومي (الشرق الأوسط)

الخريف: استثمارات القطاع الصناعي السعودي ترتفع إلى 320 مليار دولار

قال وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، إن الاستثمارات في القطاع شهدت قفزة من 800 مليار إلى 1.2 تريليون ريال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«المركزي» الأوروبي يُبقي الفائدة ثابتة ويرفع توقعات النمو

مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
TT

«المركزي» الأوروبي يُبقي الفائدة ثابتة ويرفع توقعات النمو

مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

أبقى البنك المركزي الأوروبي، يوم الخميس، أسعار الفائدة دون تغيير، معتبراً أن اقتصاد منطقة اليورو أظهر مرونة ملحوظة في مواجهة الصدمات التجارية العالمية، وأبدى نظرة أكثر تفاؤلاً تجاه مسار النمو والتضخم في المنطقة.

ورفع البنك المركزي توقعاته للنمو والتضخم لدول منطقة اليورو، في خطوة يُرجَّح أن تغلق الباب أمام أي خفض إضافي لأسعار الفائدة على المدى القريب. وقد تجاوزت أرقام النمو الأخيرة توقعات البنك، مدعومةً بقدرة المصدرين على التعامل مع الرسوم الجمركية الأميركية بشكل أفضل من المتوقع، وبالإنفاق المحلي الذي عوّض تباطؤ قطاع التصنيع، وفق «رويترز».

في الوقت ذاته، ظل التضخم قريباً من هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة، مدفوعاً بارتفاع أسعار الخدمات، ومن المتوقع أن يستمر عند هذا المستوى في المستقبل المنظور. وقد دفعت هذه المؤشرات الأكثر تفاؤلاً المستثمرين إلى اعتبار أن دورة التيسير النقدي، التي شهدت خفض أسعار الفائدة إلى النصف من 4 في المائة إلى 2 في المائة خلال العام المنتهي في يونيو (حزيران)، قد تكون انتهت.

ومع ذلك، أبقى البنك المركزي الأوروبي خياراته مفتوحة، مؤكداً أنه سيحدد مسار أسعار الفائدة «اجتماعاً تلو الآخر» وفقاً للبيانات الاقتصادية، وأنه «لا يلتزم مسبقاً بأي مسار محدد».

هل رفع سعر الفائدة هو الخطوة التالية؟

رغم التكهنات بين بعض المتداولين، اعتُبر الحديث عن رفع أسعار الفائدة سابقاً لأوانه نظراً لوجود طاقة فائضة في قطاع التصنيع. وقال سبيروس أندريوبولوس، مؤسس شركة «ثين آيس» للاستشارات الاقتصادية، إن رئيسة البنك، كريستين لاغارد، ستتجنب على الأرجح أي حديث عن رفع الفائدة.

ومع ذلك، ساهمت بعض تصريحات أعضاء مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي وكبار الاقتصاديين في تأجيج تكهنات بخصوص احتمال رفع الفائدة في أواخر العام المقبل. وقد بدأت الأسواق المالية في تسعير احتمالات محدودة لرفع سعر الفائدة في أواخر 2026 أو أوائل 2027، رغم أن غالبية الاقتصاديين تتوقع إبقاء الفائدة ثابتة خلال 2026 و2027، مع تفاوت توقعات العام الأخير بين 1.5 في المائة و2.5 في المائة.

توقعات أعلى للنمو والتضخم

اعتبر البنك المركزي الأوروبي أن النشاط الاقتصادي في منطقة اليورو أفضل من المتوقع، متوقعاً نمواً بنسبة 1.4 في المائة هذا العام، و1.2 في المائة في 2026، و1.4في المائة في عامي 2027 و2028. ويرى خبراء الاقتصاد أن استمرار النمو في العام المقبل سيعتمد على استثمارات الحكومة الألمانية في الدفاع والبنية التحتية، واستقرار سوق العمل، وتحسن الأجور لمواكبة ارتفاع الأسعار بعد الجائحة.

وقال فيليكس شميدت، كبير الاقتصاديين في بيرنبيرغ: «سيساهم استقرار سوق العمل، ونمو قطاع الخدمات، والحوافز المالية الألمانية في دعم اقتصاد منطقة اليورو خلال الأشهر المقبلة». كما رفع البنك توقعاته لمعدل التضخم الأساسي لعامي 2026 و2027.

وتلعب هذه العوامل دوراً محورياً في إزالة تأثير أي تأخير في تطبيق نظام الاتحاد الأوروبي الجديد لتجارة الكربون، والذي سيؤدي إلى خفض التضخم الرئيسي خلال 2026-2027 ورفعه في 2028. ومن بين المخاطر التضخمية المحتملة، قوة اليورو مقابل اليوان الصيني، مما يصعّب قدرة أوروبا على منافسة الصين، وأيضاً مقابل الدولار الأميركي، الذي قد ينخفض إذا خفّض مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة بوتيرة أسرع في ظل إدارة جديدة.

وقالت إيزابيل ماتيوس إي لاغو، كبيرة الاقتصاديين في بنك «بي إن بي باريبا»: «عند النظر إلى الميزان التجاري لأوروبا، تبدو مشكلة القدرة التنافسية أكثر وضوحاً مع الصين مقارنةً بالولايات المتحدة. لذلك، ينبغي التركيز على سعر صرف اليورو مقابل الرنمينبي وليس فقط مقابل الدولار».


«ناسداك» تتوقع انتعاش الاكتتابات الأولية بأكثر من مليار دولار في 2026

من داخل بورصة «ناسداك» في ميدان تايمز سكوير بمدينة نيويورك (رويترز)
من داخل بورصة «ناسداك» في ميدان تايمز سكوير بمدينة نيويورك (رويترز)
TT

«ناسداك» تتوقع انتعاش الاكتتابات الأولية بأكثر من مليار دولار في 2026

من داخل بورصة «ناسداك» في ميدان تايمز سكوير بمدينة نيويورك (رويترز)
من داخل بورصة «ناسداك» في ميدان تايمز سكوير بمدينة نيويورك (رويترز)

تتوقع بورصة «ناسداك» انتعاشاً قوياً في سوق الاكتتابات العامة الأولية خلال العام المقبل، مدفوعاً بإقبال عدد كبير من الشركات الناشئة الكبرى على استغلال أسواق رأس المال الأميركية، وفقاً لما صرح به مسؤول تنفيذي رفيع المستوى لـ«رويترز».

وتُشير هذه التوقعات إلى عودة محتملة لثقة السوق بالطروحات الجديدة، وهو ما يُعدّ مؤشراً رئيسياً على متانة الاقتصاد، في وقت يتجاوز فيه كل من الشركات والمستثمرين موجات التقلب الأخيرة التي أثارتها السياسات التجارية للرئيس الأميركي دونالد ترمب وحالة الغموض الاقتصادي.

وخلال الفترة المنتهية في 18 ديسمبر (كانون الأول)، جمعت الشركات المدرجة في «ناسداك» نحو 46.65 مليار دولار، أي أكثر من ضعف ما جمعته خلال الفترة نفسها من العام الماضي، حسب بيانات البورصة. كما استفادت «ناسداك» خلال العام ذاته من انتقال إدراج 22 شركة، من بينها «وول مارت»، من بورصة نيويورك المنافسة، بإجمالي قيمة سوقية تقارب 1.2 تريليون دولار.

وجاء هذا الأداء القوي رغم فترات من تقلبات السوق، ناجمة عن الرسوم الجمركية الأميركية، وإغلاق الحكومة في أكتوبر (تشرين الأول).

وفي حديثه عن الآفاق المستقبلية، قال جيف توماس، الرئيس العالمي للإدراجات في «ناسداك»، إن فرص الطروحات التي قد تجمع أكثر من مليار دولار تبدو واعدة مع اقتراب عام 2026.

وكانت سوق الاكتتابات العامة الأولية في الولايات المتحدة قد شهدت تراجعاً حادّاً عقب موجة البيع التي أعقبت فرض الرسوم الجمركية في أبريل (نيسان)، إلا أن «وول ستريت» استعادت زخمها منذ ذلك الحين، مع إدراج عدد من الشركات البارزة، من بينها شركة «ميدلاين» للمستلزمات الطبية، وشركة «كورويف» لمراكز البيانات، وشركة «سايل بوينت» لبرمجيات المؤسسات.

وحسب بيانات «ديلوجيك»، جمعت الاكتتابات العامة الأولية في الولايات المتحدة 74.7 مليار دولار منذ بداية العام، بزيادة تقارب 80 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وقال توماس: «عندما ننظر إلى مؤشر نبض الاكتتابات العامة الأولية لدينا، نجد أن العديد من العوامل الرئيسية -من بينها تراجع أسعار الفائدة، وارتفاع التقييمات، وتحسن معنويات المستثمرين وثقة المستهلكين- تسير في الاتجاه الصحيح، وهذا يمنحنا رؤية واضحة لانطلاقة قوية مطلع العام المقبل، مع تفاؤل كبير بما قد يحمله النصف الثاني».

ومن المتوقع أن تتجه عدة شركات كبرى إلى أسواق رأس المال الأميركية خلال العام المقبل، من بينها شركة «سبيس إكس» التابعة لإيلون ماسك، ووكالات الرهن العقاري الأميركية «فاني ماي» و«فريدي ماك». وكانت «رويترز» قد أفادت في أكتوبر بأن شركة «أوبن إيه آي» تجري مناقشات أولية تمهيداً لما قد يكون أحد أكبر الاكتتابات العامة الأولية على الإطلاق.

وفي سياق متصل، انضمت «ناسداك» هذا الأسبوع إلى عدد من البورصات الأميركية التي تقدمت بطلبات تنظيمية لإطلاق التداول على مدار الساعة، في مسعى للاستفادة من الطلب العالمي المتزايد على الأسهم الأميركية.


الصين تحوّل جزيرة هاينان إلى منطقة تجارة حرة

أحد المشروعات المتعثرة لعملاق العقارات الصيني «إيفرغراند» على جزيرة دانزو في مقاطقة هاينان (رويترز)
أحد المشروعات المتعثرة لعملاق العقارات الصيني «إيفرغراند» على جزيرة دانزو في مقاطقة هاينان (رويترز)
TT

الصين تحوّل جزيرة هاينان إلى منطقة تجارة حرة

أحد المشروعات المتعثرة لعملاق العقارات الصيني «إيفرغراند» على جزيرة دانزو في مقاطقة هاينان (رويترز)
أحد المشروعات المتعثرة لعملاق العقارات الصيني «إيفرغراند» على جزيرة دانزو في مقاطقة هاينان (رويترز)

أعلنت الصين، يوم الخميس، أنها قامت بفصل جزيرة بحجم بلجيكا ذات اقتصاد يُضاهي اقتصاد دولة متوسطة الحجم عن البر الرئيسي الصيني؛ لتسهيل إجراءات التخليص الجمركي، وذلك في إطار مساعيها للانضمام إلى اتفاقية تجارية رئيسية عبر المحيط الهادئ، وإنشاء مركز تجاري جديد على غرار هونغ كونغ.

ويأمل المسؤولون أن يكون تحويل مقاطعة هاينان الجنوبية إلى منطقة معفاة من الرسوم، من شأنه الاستثمار الأجنبي، حيث ستتمكن السلع التي تحقق قيمة مضافة محلية لا تقل عن 30 في المائة من دخول ثاني أكبر اقتصاد في العالم دون رسوم جمركية. ستتمكَّن الشركات الأجنبية أيضاً من العمل في قطاعات الخدمات التي تخضع لقيود في البر الرئيسي. وتسعى الصين أيضاً إلى تعزيز مكانتها في مجال التجارة الحرة لإقناع أعضاء اتفاقية الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادئ، إحدى أكبر اتفاقات التجارة الحرة في العالم، بقدرتها على تلبية معايير التكتل العالية في مجال انفتاح التجارة والاستثمار من خلال مشروعات تجريبية مثل ميناء هاينان للتجارة الحرة.

ودعا نائب رئيس الوزراء الصيني، هي ليفنغ، المسؤولين المحليين إلى «جعل ميناء هاينان للتجارة الحرة بوابةً حيويةً تقود عهد الصين الجديد من الانفتاح على العالم»، وذلك خلال كلمة ألقاها في الميناء. ووصف وزير الاقتصاد الصيني المشروع بأنه «قرار استراتيجي مهم» اتخذه الحزب الشيوعي الحاكم «مع مراعاة الوضع العام في الداخل والخارج». ويبدو أن ذلك إشارة إلى التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والتي دفعت صانعي السياسات إلى تنويع اقتصاد الصين البالغ 19 تريليون دولار بعيداً عن أكبر سوق استهلاكية في العالم، واتخاذ خطوات لتعزيز دورها الصناعي في سلاسل التوريد العالمية.

وقد جعل القادة الصينيون من أهداف عكس تراجع الاستثمار أولويةً للعام المقبل، ساعين إلى تحويل الاقتصاد من اعتماده الحالي على التحفيز نحو تركيز مزدوج على الاستهلاك والاستثمار لتحقيق استقرار النمو على المدى القريب، بينما يدرس المسؤولون إجراء إصلاحات هيكلية مؤلمة ضرورية لإعادة التوازن إلى الاقتصاد على المدى البعيد. وتُظهر البيانات الرسمية انخفاض الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين بنسبة 10.4 في المائة على أساس سنوي في الأرباع الـ3 الأولى من عام 2025.

ويقول الاقتصاديون إنه إذا نجح التحرير الاقتصادي في هاينان، فقد يشعر صانعو السياسات بالجرأة على إخضاع مزيد من قطاعات الاقتصاد الصيني لقوى السوق.

تجربة التجارة الحرة

وقالت ران غو، مديرة قسم اقتصاد المستهلك في مجلس الأعمال الصيني البريطاني، التي تتابع تطورات الخطة منذ 5 سنوات: «المعيار مشابه لهونغ كونغ». وأضافت: «إلى جانب تعزيز قطاع السياحة في هاينان، ينبغي أن تشجع الخطة مزيداً من الاستثمارات الأجنبية والتصنيع... كما تُعد هاينان مركزاً لوجيستياً وتجارياً للصين باتجاه جنوب شرقي آسيا، ما يمنحها دوراً استراتيجياً مهماً».

وبلغ الناتج المحلي الإجمالي لهاينان 113 مليار دولار العام الماضي، وفقاً لبيانات رسمية، وهو ما يعادل اقتصاداً يحتل المرتبة الـ70 عالمياً، بحسب بيانات البنك الدولي. ومع ذلك، لا يزال هذا الرقم أقل بكثير من اقتصاد هونغ كونغ البالغ 407 مليارات دولار.

وقال شو تيانتشن، كبير الاقتصاديين في وحدة الاستخبارات الاقتصادية: «يقدم نموذج هاينان تحريراً مُداراً سيكون مثالياً لإعادة دمج سلاسل التوريد، ولكنه يفتقر إلى النظام القانوني والانفتاح المالي الذي تتمتع به هونغ كونغ». وأضاف شو أن الجزيرة ستضطر أيضاً إلى التنافس مع دول جنوب شرقي آسيا واليابان، مما يجعل النجاح غير مضمون. كما يشكك المفاوضون التجاريون في مدى جدية أعضاء اتفاقية الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادئ تجاه مشروع هاينان، مشيرين إلى أن الانضمام إلى التكتل يتطلب فتح الاقتصاد بأكمله، وهو أمر لم تثبته الصين بعد، مهما بلغت مساحة هاينان.

وقال دبلوماسي غربي، في تصريح غير رسمي، مستشهداً بالتوترات التجارية الأخيرة بين بكين واليابان وسط نزاع حول تايوان: «يبحث أعضاء اتفاقية الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادئ عن خطوات وطنية مستعدة الدول الشريكة للانضمام إلى اتخاذها، إلى جانب سجل حافل بالامتثال لاتفاقات تجارية أخرى».