العزل يفرز انتكاسة صناعية في ألمانيا

مخاوف من أزمة طويلة بالعمالة الماهرة

أسفرت القيود المفروض لمكافحة «كورونا» عن تراجع كبير للطلبيات والأرباح الصناعية الألمانية (رويترز)
أسفرت القيود المفروض لمكافحة «كورونا» عن تراجع كبير للطلبيات والأرباح الصناعية الألمانية (رويترز)
TT

العزل يفرز انتكاسة صناعية في ألمانيا

أسفرت القيود المفروض لمكافحة «كورونا» عن تراجع كبير للطلبيات والأرباح الصناعية الألمانية (رويترز)
أسفرت القيود المفروض لمكافحة «كورونا» عن تراجع كبير للطلبيات والأرباح الصناعية الألمانية (رويترز)

كشفت بيانات الجمعة، عن أن طلبيات توريد السلع المصنعة في ألمانيا انخفضت بأكثر من المتوقع على أساس شهري في ديسمبر (كانون الأول) الماضي؛ إذ قلص أثر القيود المفروض لمكافحة فيروس كورونا الطلب من بقية دول منطقة اليورو.
وأظهرت البيانات التي نشرها مكتب الإحصاءات الاتحادي، أن طلبيات توريد السلع الصناعية تراجعت 1.9 في المائة على أساس التعديل في ضوء العوامل الموسمية، مقارنة مع توقع «رويترز» لانخفاض بنسبة واحد في المائة. ويأتي الانخفاض بعد زيادة عُدلت بالرفع إلى 2.7 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني).
وأظهرت بيانات من وزارة الاقتصاد، أن الطلبيات المحلية تراجعت 0.9 في المائة على أساس شهري، بينما انخفضت الطلبيات من الخارج 2.6 في المائة. وهوت العقود من منطقة اليورو 7.5 في المائة.
وعلى مدار العام الماضي، تسببت أزمة جائحة كورونا في تراجع الأرباح والطلب بالقطاع الصناعي في ألمانيا على نحو واضح. وأعلن مكتب الإحصاء، أنه رغم التعافي الذي بدأ الصيف الماضي، تراجع الطلب الصناعي بنسبة 7.2 في المائة في عام 2020 بأكمله. وبحسب البيانات، تراجعت المبيعات أيضاً بنسبة 10.1 في المائة مقارنة بعام 2019.
وفي سياق منفصل، حذرت وكالة العمل الألمانية من تفاقم النقص في العمالة الماهرة في ألمانيا بسبب جائحة كورونا. وقال رئيس الوكالة، ديتليف شيله، في تصريحات لصحيفة «أوجسبورغر ألجماينه» الألمانية الصادرة الجمعة «(كورونا) يفاقم التطور الديموغرافي: مجتمعنا المتقدم في السن يتراجع فيه عدد العمال المهرة المتاحين. بمجرد أن ننجو من الجائحة، ستتضح مشكلة نقص العمال المهرة بصورة أقوى».
وعزا شيله ذلك، على نحو رئيسي، إلى تراجع عدد العمال المهرة الذين هاجروا إلى ألمانيا خلال الأزمة، وأضاف «يأتي عدد قليل جداً من العمال إلى ألمانيا. بسبب (كورونا)، انخفضت الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي بشكل كبير».
ويتوقع شيله، أن يستغرق سد هذه الفجوة وقتاً طويلاً، وقال «على المدى الطويل، تحتاج ألمانيا إلى صافي هجرة سنوي يبلغ 400 ألف شخص للحفاظ على توازن سوق العمل. وفي العام الماضي كان هذا الصافي أدنى من ذلك بكثير، حيث تراوح بين 200 ألف و250 ألف شخص».
إلى ذلك، وعلى الرغم من التزايد الحالي في العمل من المنزل، تعتزم نسبة أقل من 10 في المائة من الشركات في ألمانيا حالياً تقليص مساحات مكاتبها في المستقبل القريب.
وبحسب استطلاع أجراه معهد «آي دابليو» الألماني للبحوث الاقتصادية، فإن معظم الشركات تتوقع على ما يبدو أن تظل في حاجة إلى المكاتب حتى بعد أزمة «كورونا».
وأظهر الاستطلاع، الذي شمل 1200 شركة، أن ثلثي الشركات لا تعتزم إتاحة إمكانية العمل من المنزل لموظفيها بعد أزمة «كورونا» أكثر مما كان عليه الحال قبل الأزمة.
ووفقاً للاستطلاع، فإن 6.4 في المائة فقط من الشركات تعتزم تقليص مساحات مكاتبها في الأشهر الاثني عشر القادمة. وأشار الاستطلاع إلى أن الشركات الكبيرة، التي تضم أكثر من 250 موظفاً، بالإضافة إلى شركات المحاماة والاستشارات والتدقيق الاقتصادي أكثر استعداداً للقيام بهذه الخطوة، لكن نسبتها أيضاً لم تتجاوز 10 في المائة.
وأكد معدّ الدراسة أوليفر شتيتيس، أن إمكانية العمل من المنزل يتم استغلالها حالياً على نحو مكثف، وعلى نحو مستمر تقريباً إذا أمكن ذلك. ويرى شتيتيس، أن الأمر إذا سار وفقاً لرغبة الشركات، فإن العمل من المنزل سيصبح مجرد إجراء مؤقت، موضحاً أن هذا ما يفسر أيضاً سبب عدم تحقق الانخفاض المتوقع في الأسعار في سوق العقارات المكتبية. وأكد المعهد، أن الإيجارات ارتفعت بشكل طفيف العام الماضي.


مقالات ذات صلة

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:45

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجوم الأوكراني في كورسك لن يوقف تقدم جيشه في منطقة دونباس، متعهداً بمواصلة العمليات الحربية حتى تحقيق أهداف بلاده.

رائد جبر (موسكو)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)

رفعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، اليوم، تصنيف السعودية إلى «Aa3» من«A1»، مشيرة إلى جهود المملكة لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

وتستثمر المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم، مليارات الدولارات لتحقيق خطتها «رؤية 2030»، التي تركز على تقليل اعتمادها على النفط وإنفاق المزيد على البنية التحتية لتعزيز قطاعات مثل السياحة والرياضة والصناعات التحويلية.

وتعمل السعودية أيضاً على جذب المزيد من الاستثمارات الخارجية لضمان بقاء خططها الطموحة على المسار الصحيح.

وفي الشهر الماضي، سعى وزير الاستثمار السعودي إلى طمأنة المستثمرين في مؤتمر بالرياض بأن السعودية تظل مركزاً مزدهراً للاستثمار على الرغم من عام اتسم بالصراع الإقليمي.

وقالت موديز في بيان: «التقدم المستمر من شأنه، بمرور الوقت، أن يقلل بشكل أكبر من انكشاف المملكة العربية السعودية على تطورات سوق النفط والتحول الكربوني على المدى الطويل».

كما عدلت الوكالة نظرتها المستقبلية للبلاد من إيجابية إلى مستقرة، مشيرة إلى حالة الضبابية بشأن الظروف الاقتصادية العالمية وتطورات سوق النفط.

وفي سبتمبر (أيلول)، عدلت وكالة «ستاندرد اند بورز» نظرتها المستقبلية للسعودية من مستقرة إلى إيجابية، وذلك على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية.