إجراءات حازمة في محيط مطار بغداد غداة إطلاق النار على طائرة إماراتية

أبوظبي تستدعي السفير العراقي.. وتعلق الرحلات إلى العاصمة العراقية

وزير النقل العراقي باقر الزبيدي يأخذ صحافيين في رحلة جوية في محيط مطار بغداد أمس لطمأنة شركات الطيران على سلامة الإجراءات الأمنية في المطار (أ.ب)
وزير النقل العراقي باقر الزبيدي يأخذ صحافيين في رحلة جوية في محيط مطار بغداد أمس لطمأنة شركات الطيران على سلامة الإجراءات الأمنية في المطار (أ.ب)
TT

إجراءات حازمة في محيط مطار بغداد غداة إطلاق النار على طائرة إماراتية

وزير النقل العراقي باقر الزبيدي يأخذ صحافيين في رحلة جوية في محيط مطار بغداد أمس لطمأنة شركات الطيران على سلامة الإجراءات الأمنية في المطار (أ.ب)
وزير النقل العراقي باقر الزبيدي يأخذ صحافيين في رحلة جوية في محيط مطار بغداد أمس لطمأنة شركات الطيران على سلامة الإجراءات الأمنية في المطار (أ.ب)

أقلع وزير النقل العراقي باقر جبر الزبيدي بطائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية العراقية ليقوم بجولة في محيط مطار بغداد أمس غداة تعرض طائرة تابعة لشركة خطوط «فلاي دبي» الإماراتية لحادث إطلاق نار لدى هبوطها في المطار مساء أول من أمس.
وأكد الزبيدي في مؤتمر صحافي أن الهدف من جولته الاستطلاعية الجوية في محيط المطار هو إيصال رسالة للعالم وللخطوط الجوية الأجنبية بسلامة الأجواء العراقية. وعد الزبيدي حادث إطلاق النار على الطائرة الإماراتية عرضيا. ورجح أن «يكون إطلاق النار من سلاح أوتوماتيكي نوع (بي كي سي) وإن كانت هناك روايات تشير إلى أنه كان من سلاح كلاشنيكوف، لكن المسافة التي تعرضت فيها الطائرة إلى الهجوم ترجح أن تكون من السلاح الأول».
بدوره، قال عدنان الجبوري المتحدث الإعلامي باسم وزير النقل في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الحادث هو فعلا عرضي لأن مطار بغداد مؤمن بالكامل وتتولى حمايته شركة أجنبية ومصدر إطلاق النار في خارج المطار ومحيطه»، مبينا أن «هناك إصابة لأحد الأطفال بخدوش بسيطة». وأكد الجبوري أن «هناك الكثير من الإجراءات اتخذتها وزارة النقل وهي تشديد إجراءات الحراسة للحفاظ على سلامة الطيران والمسافرين». وردا على سؤال بشأن ما إذا كان هذا الحادث سيؤثر على حركة الطيران، قال الجبوري: إن «بعض الشركات علقت رحلاتها ليوم واحد فقط حيث لدينا رحلات كثيرة بدءا من يوم غد (اليوم) من مختلف دول العالم من بينها تركيا».
من ناحيته، رجح رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، حاكم الزاملي، في تصريح أن يكون «إطلاق النار وقع من داخل حدود المطار»، لافتا إلى أن «الإجراءات الأمنية المتخذة في المطار غير جيدة».
في السياق نفسه، قال مدير إعلام مطار بغداد الدولي حسين كريم لـ«الشرق الأوسط»: إن «الطائرة الإماراتية تعرضت لإطلاق نار خارج نطاق المطار بينما كانت تحلق فوق إحدى المناطق الساخنة وكانت تستعد للهبوط»، فيما رجح مسؤول أمني عراقي لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم نشر اسمه، أن «تكون عملية إطلاق النار قد تمت من منطقة أبي غريب، وهناك احتمالان لذلك الأول هو قيام بعض المسلحين بعملية إثبات وجود لا أكثر أو أن الطيار قد خرج عن مساره المحدد وهو ما جعله عرضة لمثل هذا الحادث».
وأكد المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي أن الحكومة العراقية تتطلع لئلا تكون الحادثة مبررا لقطع الرحلات الجوية، وفيما أشار إلى أن الأجواء العراقية مؤمنة، شدد على أن الحكومة العراقية ستقوم بكل ما من شأنه تجنب تكرار الحادثة.
ورغم تطمينات الحكومة العراقية بشأن سلامة الإجراءات الأمنية في مطار بغداد، استدعت الإمارات السفير العراقي في أبوظبي، وأبلغته قلقها الشديد من الحادثة وطالبت بتحقيق شامل. وحسب بيان لوزارة الخارجية الإماراتية فإنها استدعت السفير العراقي موفق مهدي عبود وأعربت له عن قلق دولة الإمارات الشديد من هذه الحادثة، وطالبت السلطات العراقية «بإجراء تحقيق شامل لمعرفة كل الملابسات المحيطة بحادثة إطلاق النار على طائرة (فلاي دبي)، والحرص على اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تنفيذ الاتفاقيات الدولية فيما يتصل بسلامة الطيران المدني وتوفير الضمانات والحماية اللازمة». وفي غضون ذلك أعلنت شركات الطيران الإماراتية تعليق رحلاتها إلى بغداد بينما استمر بعضها في تسيير رحلات إلى جنوب العراق وشماله حيث مطار البصرة جنوبا ومطارا أربيل والسليمانية في إقليم كردستان.
وقال مواطنون عراقيون لـ«الشرق الأوسط» إن «الكثير من المسافرين وحاملي بطاقات المنطقة الخضراء منعوا من دخول المطار بغداد الدولي، فضلا عن تشديد إجراءات دخول المواطنين إلى المطار مما تسبب بحصول تذمر شديد بين المواطنين الراغبين بالسفر».
وشهد مطار بغداد الدولي اضطرابا في حركة الرحلات عقب الحادثة. وأوضح أحد موظفي المطار لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم ذكر اسمه، أن شركات طيران ألغت أو أجلت رحلاتها إلى المطار، ومنها الخطوط الأردنية والخطوط التركية.
وقالت شركة طيران «فلاي دبي» إن رحلتها «إف زد 215» المتجهة من دبي إلى بغداد أول من أمس تعرضت لضرر ناتج عن طلق ناري من سلاح صغير تم اكتشافه بعد هبوط الطائرة في مطار بغداد الدولي. وقال متحدث باسم الشركة «إن الطائرة هبطت بسلام وتم إنزال المسافرين عبر الجسر بشكل طبيعي ولم تكن هناك حاجة لأي عناية طبية في المطار». وأضاف أنه تم توفير طائرة بديلة للمسافرين إلى دبي في وقت لاحق، مشيرا إلى أن التحقيق جار لمعرفة أسباب الحادث، وأن «فلاي دبي» مع السلطات المعنية لفهم ملابسات وأسباب الضرر الذي أصاب طائرتها وتظهر النتائج الأولية أن هذا الضرر ناتج عن ما يبدو أنه طلقة من سلاح ناري صغير كما وردت معلومات أولية تشير إلى احتمال أن تكون هذه الطلقة طائشة وغير مقصودة.
من جهتها أعلنت «طيران الإمارات» أمس تعليق رحلاتها إلى بغداد ومنها لأسباب تشغيلية واعتبارات السلامة وذلك اعتبارا من 26 يناير (كانون الثاني) الجاري وحتى إشعار آخر.
وأوضح متحدث باسم «طيران الإمارات» في بيان أن رحلات الشركة إلى كل من أربيل والبصرة ستستمر كالمعتاد وفق الجدول المقرر، مؤكدا التزام «طيران الإمارات» القوي نحو عملائها في العراق. وأعرب المتحدث عن أمل الشركة في استئناف رحلاتها إلى بغداد فور أن تسمح الظروف التشغيلية بذلك، منوها بأن فريق خدمة العملاء قام بالاتصال مع العملاء الذين تأثروا بإلغاء الرحلات لترتيب إجراءات سفر بديلة لهم.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».