اعتاد الرؤساء الأميركيون السابقون ترك رسالة لخلفائهم قبل مغادرتهم البيت الأبيض، في تقليد يعتقد كثير من الخبراء أن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب لن يلتزم به.
وبحسب وكالة أنباء «أسوشييتد برس»، فقد ترك رونالد ريغان رسالة مميزة لخليفته جورج بوش الأب، قبل مغادرة البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) 1989؛ حيث قدم له لوحة مزينة برسمة كاريكاتورية للفنانة الفكاهية ساندرا بوينتون تحمل عبارة: «لا تدع الديوك يحبطونك»، وقد تضمنت الرسمة مجموعة من الديوك تتسلق فيلاً.
ويعتبر الفيل هو شعار الحزب الجمهوري الذي كان ريغان وبوش ينتميان له، بينما كان الديمقراطيون يستخدمون الديك رمزاً لهم في عدد من الولايات.
وكتب ريغان في الرسالة أيضاً أنه يعتز بالذكريات التي شاركها مع بوش حين كان نائباً له، وأنه «سيدعو له».
ومنذ ذلك اليوم، وُلد تقليد ترك الرؤساء رسالة مكتوبة بخط اليد لخلفائهم.
وعلى الرغم من خسارته أمام بيل كلينتون في انتخابات عام 1992، فقد اتبع بوش خطى ريغان، وترك رسالة لخليفته على مكتب البيت الأبيض جاء فيها: «عندما دخلت هذا المكتب الآن، شعرت بالشعور نفسه من الرهبة والاحترام الذي شعرت به قبل أربع سنوات. أعلم أنك ستشعر بذلك أيضاً»، وأضاف: «أتمنى لك سعادة كبيرة هنا. لم أشعر أبداً بالوحدة التي أشار إليها بعض الرؤساء».
وتابع بوش: «أنا لست شخصاً جيداً في تقديم النصائح؛ ولكن لا تدع النقاد يثبطون عزيمتك أو يدفعونك إلى الخروج عن المسار. نجاحك الآن هو نجاح بلدنا. أتمنى لك حظاً سعيداً».
وتحدث بوش عن محتويات هذه الرسالة في كتابه «حياتي في رسائل وكتابات أخرى- جورج بوش».
وسبق أن علقت هيلاري زوجة بيل كلينتون على هذه الرسالة قائلة إنها كانت «مؤثرة للغاية لدرجة أنها أبكتها».
ومن جهته، ترك كلينتون رسالة لجورج بوش الابن في عام 2000، جاء فيها: «الأعباء التي تتحملها الآن كبيرة ولكنها مبالغ فيها في كثير من الأحيان»، مضيفاً أن «الفرح المطلق بفعل ما تعتقد أنه صحيح لا يمكن وصفه».
وفي رسالته إلى الرئيس باراك أوباما بعد ثماني سنوات، قال بوش الابن: «النقاد سوف يغضبونك. وأصدقاؤك سوف يحبطونك. ولكن بغض النظر عما سيأتي، سوف يلهمك الأشخاص الذين تقودهم الآن».
أما أوباما، فقد كتب لترمب في رسالته عام 2017: «هذه الوظيفة فريدة من نوعها، من دون مخطط واضح للنجاح، لذلك لا أعرف إن كانت أي نصيحة مني ستفيدك بشكل خاص». وأضاف: «نحن مجرد موظفين مؤقتين بهذا المكتب. هذا يجعلنا أوصياء على تلك المؤسسات والتقاليد الديمقراطية - مثل سيادة القانون، وفصل السلطات، والحماية المتساوية والحريات المدنية - التي حارب أسلافنا ونزفوا من أجلها».
ويظن كثير من الخبراء أن ترمب لن يلتزم بهذا التقليد، وسط رفضه قبول نتائج الانتخابات وتعهده بعدم حضور حفل تنصيب جو بايدن غداً (الأربعاء).
وقال جيم بيندات مؤلف كتاب «يوم الديمقراطية الكبير: تنصيب رئيسنا»: «إنه تقليد عظيم. إنه أحد تلك التقاليد الأساسية الخاصة بيوم التنصيب والتي تطورت عبر السنين». وأضاف: «هذه الرسائل تكون دلالة على الهدف المشترك لمختلف الرؤساء».
يذكر أن ميلانيا ترمب زوجة الرئيس المنتهية ولايته لم تتصل بالسيدة الأولى الجديدة جيل بايدن، ولم تعرض استضافتها كما هو معتاد في الولايات المتحدة؛ حيث يستضيف عادة الرؤساء الخاسرون وزوجاتهم خلفاءهم في المنصب.
تقليد عمره 32 عاماً... هل يترك ترمب رسالة أخيرة لبايدن؟
تقليد عمره 32 عاماً... هل يترك ترمب رسالة أخيرة لبايدن؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة