مسيرة الروبيان البرية من قلب المياه إلى سطح الأرض

تجذب آلاف السياح في شمال شرقي تايلند

روبيان من فصيلة ماكروبراكيوم صغيرة السن
روبيان من فصيلة ماكروبراكيوم صغيرة السن
TT

مسيرة الروبيان البرية من قلب المياه إلى سطح الأرض

روبيان من فصيلة ماكروبراكيوم صغيرة السن
روبيان من فصيلة ماكروبراكيوم صغيرة السن

تتوقف جموع الروبيان عن السباحة عند غروب الشمس لتجتمع بالقرب من حافة النهر، وبعد غروبها تبدأ بالخروج من المياه. ثمّ تشرع في المسير طوال الليل، حيث تواصل تلك الكائنات القشرية التي يبلغ طول الواحد منها بوصة واحدة فقط المسير على طول الصخور خارج المياه. كانت مسيرة الروبيان البرية الواقعة قد أثارت العديد من الأساطير، والرقصات، وحتى إقامة التماثيل لأجلها في شمال شرقي تايلند (ويتغذى السكان المحليون على تلك القشريات). وخلال موسم الأمطار الغزيرة، ما بين أواخر أغسطس (آب) وأوائل أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام، يحتشد السياح من مختلف أنحاء العالم على ضفاف النهر وهم يحملون المصابيح الكهربائية من أجل مشاهدة مسيرة الروبيان البرية.
علم السيد واتشارابونغ هوغامراسيلب، وهو طالب علوم الأحياء البحرية من تايلند، بشأن مسيرة الروبيان البرية، وعن مئات الآلاف أو نحوها من السياح الذين يفدون إلى البلاد في كل عام من أجل المشاهدة، منذ نحو 20 سنة. ولقد عاد إلى تذكر هذه الحادثة الفريدة من نوعها عندما شرع في دراسة علم الأحياء، وفي ذلك قال: «لقد أدركت أنّنا لا نعرف شيئاً البتة عن هذا الأمر. أيُّ نوع من الروبيان هذه؟ ولماذا وكيف تغادر سلامة المياه من أجل المسير في اتجاه منبع النهر على اليابسة؟ وإلى أين تذهب؟».
ولقد قرر السيد هوغامراسيلب، وهو طالب دراسات علوم الأحياء في جامعة كاليفورنيا فرع لوس أنجليس، العمل على إجابة هذه التساؤلات بنفسه. ونُشرت النتائج التي توصل إليها خلال الشهر الجاري في دورية علوم الحيوان.
ومن خلال مواصلة العمل مع موظفي مركز الحياة البرية، تمكن هوغامراسيلب من رصد 9 مواقع على طول مجرى النهر في مقاطعة «أوبون راتشاثاني» في تايلند، ولقد عثروا على الروبيان يسير في موقعين اثنين من المواقع التسعة المحددة – عبر امتداد للمنحدرات بالقرب من سد منخفض.
وأظهرت مقاطع الفيديو المصوّرة أنّ الروبيان تبدأ في التحرك مع غروب الشمس وحتى شروقها. وتقطع في تلك الرحلة مسافة تبلغ 65 قدماً باتجاه منبع النهر. وبعض فرادى الروبيان تظل خارج المياه لفترة تبلغ 10 دقائق أو ربما أكثر.
يقول هوغامراسيلب: «لقد فاجأني الأمر للغاية، ذلك لأنّني لم أفكر على الإطلاق في أنّ الروبيان تملك المقدرة على المسير لفترة طويلة خارج المياه». ومن شأن البقاء ضمن منطقة رذاذ مياه النهر أن تحافظ على رطوبة خياشيمها، حتى تتمكّن من مواصلة امتصاص الأكسجين من المياه. كما أنه لاحظ أيضاً أنّ أصداف الروبيان تبدو كأنّها تحتفظ بقدر قليل من المياه حول الخياشيم، تماماً كمثل خوذة الغوص العكسية.
ولقد أظهر تحليل الحمض النووي للروبيان الملتقط من تلك المسيرة أنّهم جميعهم ينتمون تقريباً إلى فصيلة (ماكروبراكيوم)، وهي جزء رئيسي من جنس الروبيان الذي يعيش في الغالب أو بصورة كاملة في مياه الأنهار العذبة. ويقضي جنس (ماكروبراكيوم) من الروبيان جزءاً من الحياة في الهجرة في اتجاه منبع النهر صوب موائل العيش المفضلة لديها.
وكان أغلب الروبيان الذي التقطه هوغامراسيلب من المسيرة البرية صغير السن. وأظهرت الملاحظات المباشرة والفحوصات المختبرية أنّ هذا النوع من الروبيان قد يغادر المياه عندما يكون التيار شديداً للغاية بالنسبة لها. ويمكن للروبيان الكبيرة البالغة والأكبر حجماً التعامل مع تيارات المياه القوية من دون التعرض للانجراف بعيداً، ومن ثم فهي أقلّ عُرضة لمغادرة المياه مثل صغار الحجم من أقرانها.
وتعد المسيرة البرية على اليابسة بالغة الخطورة على الروبيان صغير الحجم، حتى إن كانت تحت جُنح الظلام بعد غروب الشمس. فهناك الحيوانات المفترسة المتربصة بها كالضفادع، والثعابين، والعناكب كبيرة الحجم التي تكمن في أماكن قريبة. ويقول هوغامراسيلب: «إنها تنتظر وصول الروبيان لتقتات عليها على طول النهر».
ويمكن للروبيان أن تعيش على اليابسة لفترة طويلة فقط. وإذا ما ضلت تلك القشريات الضعيفة طريقها صوب المنبع، فربما تتعرض للجفاف القاتل وتلقى حتفها قبل العودة إلى النهر. وفي عدة مرات، عثر هوغامراسيلب على مجموعات من الروبيان الميتة على الصخور، وكانت أجسادها الزاهية قد اتخذت اللون الوردي الداكن بعد الوفاة.
* خدمة «نيويورك تايمز»



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.