اعتمد معظم المشرعين الجمهوريين في الكونغرس سياسة الصمت وعدم المواجهة فيما يتعلق بتصريحات الرئيس دونالد ترمب التي تراوحت بين إعلانه الشخصي عن فوزه، وزعمه أن انتخابات عام 2020 زائفة ومغشوشة.
وفي وجه هؤلاء، بدأت بعض الأصوات من الحزبين الديمقراطي والجمهوري تتعالى مطالبة جمهوريي الكونغرس بتغيير مواقفهم. وورد أبرز تصريح على لسان الرئيس السابق باراك أوباما، الذي تحدث لأول مرة بعد الانتخابات معرباً عن خيبة أمله من أن أغلبية المشرعين الجمهوريين اختاروا عدم تحدي ترمب. وقال أوباما في مقابلة مع برنامج «60 دقيقة» على «سي بي إس»: «ردهم كان مخيباً للآمال، لكنهم فعلوا الأمر نفسه خلال السنوات الأربع الماضية. من الواضح أنهم لا يعتقدون بوجود أي غش لأنهم لم يذكروا الأمر مطلقاً بعد يومين من الانتخابات».
ودعا أوباما الجمهوريين إلى التصدي لما وصفها بـ«نظريات المؤامرة» التي يروجها ترمب، محذراً من الضرر الذي ستحدثه على الانتقال السلمي للسلطة. وأضاف: «ما يجري سيضر بعادات الانتقال السلمي للسلطة، فكل شخص يفوز بصوت الناخبين، حتى لو كان رئيساً، هو في منصبه لخدمة الشعب. وعمله مؤقت». وقال إنه قلق للغاية من مواقف الجمهوريين الذين يجارون ترمب في مواقفه هذه، عادّاً أنها تهدد الديمقراطية في البلاد. وتابع: «المقلق بشكل كبير هو أن الرئيس ترمب كرّس فكرة عدم قول الحقيقة؛ بل ووصل إلى درجة تقول إن الحقيقة غير مهمة».
ورغم أن كلمات أوباما عكست الجو العام بين الديمقراطيين، فإن البعض الآخر منهم استعمل كلمات أكثر حدة في وصف ما يجري. أبرز هؤلاء السيناتور المستقل بيرني ساندرز، الذي وصف رفض ترمب الاعتراف بنتيجة الانتخابات بـ«التصرف المخزي». وقال ساندرز في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»: «ترمب سيُعرف بأنه الشخص الأبرز في تاريخ البلاد الذي آذى الديمقراطية الأميركية». وأعرب عن استغرابه الشديد من عدم تعاون الإدارة الحالية في المرحلة الانتقالية، مشدداً على أهمية هذا التعاون لتحضير بايدن وفريقه للمرحلة المقبلة.
وفي تقارب نادر للمواقف، وافق حاكم ولاية أوهايو الجمهوري مايك ديواين على أهمية التعاون في المرحلة الحالية، وقال ديواين، في موقف من شأنه أن يزيد الضغوط على القيادات الجمهورية: «من الواضح أنه وبناء على المعطيات التي نعرفها الآن؛ فإن جو بايدن هو الرئيس المنتخب، ويجب أن تبدأ عملية الانتقال لمصلحة البلاد». وأضاف: «يمكن للرئيس أن يستمر في التحديات القانونية، وهذا حقه، ونحن نحترمه، لكن يجب أيضاً البدء في المرحلة الانتقالية».
وقد انضم مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون إلى مجموعة الجمهوريين الداعية إلى الاعتراف بنتيجة الانتخابات. وقال بولتون، الذي تجمعه علاقة مضطربة بترمب: «أعتقد أنه من المهم جداً أن تفسر القيادات الجمهورية للناخبين الجمهوريين، وهم ليسوا أغبياء كما يظن الديمقراطيون، أن ترمب خسر الانتخابات وأن ادعاءات الغش لا أساس لها من الصحة».
وتتوجه الآن الأنظار إلى جمهوريي الكونغرس، الذين يستعدون لخوض سباق حاسم في ولاية جورجيا، الذي سيقرر مصير الأغلبية في مجلس الشيوخ. ويتخوف هؤلاء من أن يؤدي أي موقف معارض لترمب من قبلهم إلى خسارتهم المقعدين الجمهوريين في الولاية، فيما يشير البعض الآخر إلى أن خسارة ترمب الولاية قد تعني أن الناخب هناك لن يتأثر بمعارضة الجمهوريين له.
ضغوط على الجمهوريين للتصدي لمزاعم ترمب عن {الغش} في الانتخابات
ضغوط على الجمهوريين للتصدي لمزاعم ترمب عن {الغش} في الانتخابات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة