واشنطن تتعهد بملاحقة المسؤولين عن القمع في ذكرى الاحتجاجات الإيرانية

الإيرانيون يستذكرون الضحايا عبر شبكات التواصل الاجتماعي

واشنطن تتعهد بملاحقة المسؤولين عن القمع في ذكرى الاحتجاجات الإيرانية
TT

واشنطن تتعهد بملاحقة المسؤولين عن القمع في ذكرى الاحتجاجات الإيرانية

واشنطن تتعهد بملاحقة المسؤولين عن القمع في ذكرى الاحتجاجات الإيرانية

تعهد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الأحد، بفرض مزيد من الإجراءات في ملاحقة المسؤولين عن قمع الاحتجاجات الإيرانية في نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي، من أجل «تحقيق العدالة للشعب الإيراني، فيما أحيا الإيرانيون الذكرى الأولى لسقوط مئات القتلى في أكثر من 200 مدينة برصاص قوات الأمن»، مطالبين بإطلاق المعتقلين كافة.
وقال بومبيو، في بيان نشره موقع الخارجية الأميركية بمناسبة الذكرى الأولى لاحتجاجات نوفمبر العام الماضي: «نزل الإيرانيون الشجعان إلى شوارع أكثر من 200 مدينة في أنحاء إيران للاحتجاج على 4 عقود من سوء الإدارة من قبل نظام فاسد، بدد ثروات شعبه على الإرهاب في الخارج والقمع في الداخل»، لافتاً إلى أن المتظاهرين «مارسوا حريتهم في التعبير، وردّ النظام بالتعبير عن آيديولوجيته الراديكالية القائمة على العنف والإرهاب العشوائيين». وأضاف: «بذلك، كشف النظام مرة أخرى عن طبيعته الحقيقية، وبدد أي مطالبة متبقية بالشرعية في نظر الشعب الإيراني. قتل النظام ما يصل إلى 1500 إيراني، من بينهم 23 طفلاً على الأقل».
واندلعت شرارة الاحتجاجات في 15 نوفمبر العام الماضي في مدينة الأحواز، جنوب غربي البلاد، وسرعان ما امتدت لأنحاء البلاد، بعد قرار مفاجئ لإدارة حسن روحاني برفع أسعار البنزين إلى 300 في المائة.
وبالتزامن مع حملة أمنية في مواجهة الاحتجاجات، قطعت السلطات خدمة الإنترنت، لفترة تراوحت من أسبوع إلى شهر، حسب المناطق التي شهدت الاحتجاجات.
وفي مايو (أيار) الماضي، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، مجتبى ذو النوري، إن 230 قتيلاً سقطوا في الاحتجاجات. وفي التوقيت نفسه، أشار وزير الداخلية، عبد الرضا رحماني فضلي، خلال مقابلة تلفزيونية، إلى مقتل ما بين 220 و225 شخصاً، متهماً «الأعداء» بمحاولة إذكاء حرب داخلية.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، نقلت وكالة «رويترز» عن 4 مصادر إيرانية مسؤولة أن «المرشد» علي خامنئي، ترأس اجتماعاً لكبار المسؤولين في أجهزة الأمن والحكومة، على رأسهم الرئيس حسن روحاني، لبحث الاحتجاجات، وأصدر أمراً لهم: «افعلوا ما يلزم لوضع حد لها». ونقلت «رويترز» عن 3 مسؤولين بوزارة الداخلية الإيرانية أن نحو 1500 شخص سقطوا قتلى خلال الاحتجاجات. وقال المسؤولون إنه كان من بين القتلى 17 في سن المراهقة، ونحو 400 امرأة، وبعض رجال الأمن والشرطة.
ونقل أحد المصادر عن خامنئي قوله للحاضرين: «الجمهورية الإسلامية في خطر. افعلوا ما يلزم لوضع نهاية لذلك. هذا هو أمري لكم». وقال خامنئي إنه سيحمّل المسؤولين المجتمعين المسؤولية عن عواقب الاحتجاجات إذا لم يوقفوها على الفور. واتفقت آراء الحاضرين في الاجتماع على أن المحتجين يهدفون لإسقاط نظام الحكم، حسب «رويترز».
وقال بومبيو، في بيان الذكرى الأولى للاحتجاجات، إن «عهد النظام الإرهابي يستمر حتى يومنا هذا، بشكل مأساوي»، لافتاً إلى أن النظام «يتجاهل قوانينه والتزاماته الدولية تجاه حقوق الشعب الإيراني».
ولفت بيان بومبيو إلى أنه «لا يزال آلاف من المتـظاهرين في السجن؛ حيث تعرضوا للجلد والصدمات الكهربائية والتجويع والضرب والاعتداء الجنسي والاغتصاب وغيرها من أعمال التعذيب». وتابع البيان أن أفراد عائلات الضحايا «يزجّ بهم في السجون لدفاعهم عن أحبائهم».
وأضاف البيان: «يجب على العالم أن يفهم أنه لا يوجد معتدلون لتمكينهم في مثل هذا النظام الشرير»، معرباً عن أمله أن تنضم جميع الحكومات إلى دعوة النظام الإيراني للإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي، متهماً النظام الإيراني بالعمل على إخفاء الأدلة على قمعه الوحشي من خلال الرقابة والترهيب وإغلاق الإنترنت.
كما انتقد بومبيو رفض النظام الإيراني إجراء تحقيقات مستقلة في عمليات القتل التي ارتكبها خلال الأسبوع الأول من الاحتجاجات، وقال: «لن ننسى أبداً ضحايا النظام». مشدداً على أن الولايات المتحدة «ستواصل تعزيز المساءلة ضد المسؤولين عن القمع في وقت لاحق من هذا الأسبوع، عبر إعلان مزيد من الإجراءات».
وفي مطلع سبتمبر (أيلول)، قال تقرير أصدرته منظمة العفو الدولية إن النظام الإيراني مارس شتى أنواع التعذيب، وارتكب «انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان» ضد 7 آلاف رجل وامرأة وطفل اعتقلوا، بحسب تقديراتها، في أعقاب تلك المظاهرات. واستند التقرير؛ الذي حمل عنوان «سحق الإنسانية» وجاء في 60 صفحة، إلى شهادات عشرات المعتقلين.
وفي أكتوبر (تشرين الأول)، نقلت وكالة إيلنا الإصلاحية عن محمد رضا نائب رئيس البرلمان السابق قوله إن قمع الاحتجاجات منع حدوث ثورة، وأعادها إلى «غلاء الأسعار، والعجز الإداري، وعدم سماع المطالب الشعبية» وإلى انعدام «السلوك المناسب والحكيم من الحكومة» أثناء رفع أسعار البنزين، محذراً في الوقت عينه، من أن شرارة واحدة يمكن أن تفجر «برميل بارود» من المطالب الشعبية في إيران.

وخلال الأيام الأخيرة، أطلق الإيرانيون حملة «كدام آبان»، لتسليط الضوء على ما جرى في نوفمبر العام الماضي، وللمطالبة بالعدالة للضحايا والمعتقلين.
وجاءت الحملة بعدما صرحت شقيقة أحد القتلى لراديو «فردا» الأميركي، بأن أسرتها تلقت اتصالاً من مكتب خامنئي حول شكوى قضائية، لكن المسؤول في مكتب خامنئي تجاهل توقيت الأحداث، عندما سألها عن احتجاجات «أي آبان».
وآبان حسب التقويم الإيراني، هو الشهر الذي يبدأ في الأسبوع الأخير من أكتوبر، وينتهي مطلع الأسبوع الأخير من نوفمبر كل عام.
وأعلنت منظمة العفو الدولية هذا الأسبوع عن إطلاق موقع باللغتين الفارسية والإنجليزية «يوثق كيف تم إخفاء حملة القمع المميتة عن العالم».
وقالت المنظمة، في تغريدة عبر حساب «تويتر» خاص بالملف الإيراني: «لقد مرّ عام على نوفمبر الدامي، عندما قتلت قوات الأمن مئات الرجال والنساء والأطفال خلال الاحتجاجات التي عمت البلاد».
https://twitter.com/AmnestyIran/status/1327914243002273797?s=20
وقالت المغردة شيما بابايي: «لقد مضى عام من قتل جواد نظري فتح آبادي أول قتيل في احتجاجات نوفمبر، لقد كان في 30 من عمره، بعده زهقوا أرواح 1500 شخص، لكن دماءهم لن تندثر حتى يوم الحرية في أرض إيران».
وقالت الناشطة مهدية غلرو إن «مثل هذه الأيام قطعوا صوت إيران، كان لدى البعض إنترنت، وتحدث البعض الآخر عن احتجاج الأوباش، والبعض سافر ونشر صوره التذكارية دون أن يتذكر الدماء التي سفكت في الشارع».

وقال الناشط مجيد توكلي إن «صوت آبان متواصل. لم ننس، ولم نكن صامتين. لهذا فإن تلك الأيام لا تزال حاضرة بيننا في المجتمع، بكل تفاصيلها. لم يجد أي من المذنبين ومؤيدي أخطاء هذه الأعوام إمكانية لإحياء أنفسهم وفضيحتهم، وذلك أكثر من أي وقت مضى».
وأجرت الصحافية مسيح علي نجاد أثناء مشاركة في برنامج حول الاحتجاجات بثّ على الهواء مباشرة عبر قناة «إيران إينترنشنال» اتصالاً بوالدة إبراهيم كتابدار إحدى ضحايا الاحتجاجات. وقالت إن ضباط الأمن منعوا ترخيص مراسم ذكرى مقتله. ونقلت عن الضباط قولهم: «قتلنا ابنك، وحسناً فعلنا بذلك».
ورصد وثائقي بثّته قناة «صوت أميركا» تسجيلات لعدد من أمهات القتلى في رسالة بالصوت والصورة، من بعض المناطق التي سقط فيها القتلى، لمقتل أبنائهن.
https://twitter.com/AlinejadMasih/status/1328023588138528771?s=20
وأطلق الإيرانيون هاشتاغ «هنا قتلوا ابني» بناء على شهادة إحدى الأمهات. وقالت المغرد شهرام بهرامي نجاد: «عندما تقول أماً؛ هنا قتلوا ابني، لا تتحدث عن حادثة مؤلمة فقط. إنها تتحدث عن جريمة منظـمة ومجرمين على رأس السلطة».
وقالت مغردة، تدعى مريم، إنه «في أي مكان من هذا البلد، بإمكان إحدى الأمهات أن تعبر شارعاً ما دون أن تقول؛ هنا قتلوا ابني، إلى أي نقطة من هذه المدينة سنذهب، ولم تسفك دماء عزيزة علينا».



تركيا «منزعجة» من إيران: لا تساعد على محاربة الإرهاب

أنقرة تقول إنها تهدف لمنع «العمال الكردستاني» من استخدام العراق منطلقاً لشن هجمات (رويترز)
أنقرة تقول إنها تهدف لمنع «العمال الكردستاني» من استخدام العراق منطلقاً لشن هجمات (رويترز)
TT

تركيا «منزعجة» من إيران: لا تساعد على محاربة الإرهاب

أنقرة تقول إنها تهدف لمنع «العمال الكردستاني» من استخدام العراق منطلقاً لشن هجمات (رويترز)
أنقرة تقول إنها تهدف لمنع «العمال الكردستاني» من استخدام العراق منطلقاً لشن هجمات (رويترز)

أبدت تركيا انزعاجها من سلوك إيران مع «العمال الكردستاني»، الذي تصنفه «تنظيماً إرهابياً»، وأكدت أن عملياتها ضد هذا الحزب في شمال العراق ستستمر في إطار استراتيجية تعتمد مبدأ «تدمير الأوكار».

وقال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، إن تركيا غيرت استراتيجيتها لمكافحة التنظيمات الإرهابية، وتتبنى مبدأ الذهاب إلى الإرهابيين وتدميرهم في أوكارهم.

استراتيجية جديدة

وذكر غولر، في مقابلة تلفزيونية ليل الخميس - الجمعة، أن «حزب العمال الكردستاني الإرهابي» متمركز في شمال العراق منذ سنوات طويلة، وينفذ عملياته الإرهابية انطلاقاً من تلك المنطقة، وينشط في دول عدة بالمنطقة منها العراق وسوريا وإيران.

وأضاف غولر: «القوات التركية موجودة في شمال العراق منذ نحو 6 أعوام، والتنظيم الإرهابي اضطر إلى مغادرة العديد من الأماكن التي كان يوجد فيها»، لكنه أشار إلى أن عناصر «العمال الكردستاني» يتحركون بحرية في مدينة السليمانية بإقليم كردستان.

وأوضح الوزير التركي أن الرئيس رجب طيب إردوغان أكد خلال الاجتماعات الأخيرة في بغداد وأربيل، أنهم «إذا كانوا يريدون العيش في سلام هناك فعليهم الابتعاد عن هذه المنظمة الإرهابية».

وقال غولر: «لقد غيرنا مبادئنا في مكافحة الإرهاب، نحن نقاتل باستراتيجية تدمير الإرهابيين من مصدرهم».

وشدد غولر على أن الأنظمة الموضوعة لأمن حدود تركيا كافية، وقال: «لا يمكن لأحد الدخول عبر حدودنا، حدودنا مؤمّنة بأحدث الأنظمة، وهناك 60 ألف فرد يعملون على الحدود على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع».

عناصر من حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق (أرشيفية - رويترز)

انزعاج من إيران

وحول العمليات التي تنفذها القوات التركية في شمال العراق، ضمن عملية «المخلب - القفل»، عبّر وزير الدفاع التركي عن ارتياحه وترحيبه بالتغير في موقف المسؤولين العراقيين تجاه حزب «العمال الكردستاني».

وأضاف أن حزب «العمال الكردستاني» قد «أخلى 800 قرية في العراق، وأن المدنيين هناك في حالة بائسة»، لافتاً إلى أن «العراق لم يصنف حزب (العمال الكردستاني) منظمة إرهابية من قبل، لكن بعد سلسلة الاجتماعات تم وصفه بأنه منظمة محظورة».

في السياق، عبّر غولر عن انزعاج بلاده من موقف إيران، قائلاً إن «نهج أصدقائنا الإيرانيين ليس لطيفاً».

وأضاف غولر: «نتحدث إلى أصدقائنا الإيرانيين ونقول: (انظر يا أخي، لقد عبروا الطريق من هذه النقطة، وذهبوا إلى هناك، ونحن نتابعهم، نرصدهم بالطائرات المسيّرة)، فيرد الإيرانيون: (لقد بحثنا هناك، لا يوجد أحد)، وهذا ليس نهجاً لطيفاً، بالطبع نحن منزعجون».

تدريبات لمقاتلي حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق (أرشيفية - أ.ف.ب)

«تخريب التقارب»

في السياق، تحدث الكاتب بصحيفة «حرييت» القريبة من الحكومة التركية، عن محاولات إيرانية - أميركية لتخريب التقارب بين أنقرة وبغداد.

وقال سيلفي: «هناك نشاط كبير على الحدود وقد نتحدث في الأيام المقبلة عن عملية العراق الكبرى ضد (العمال الكردستاني) التي يجري الاستعداد لها، لكن العراق ليس دولة يمكنها أن تتخذ قراراتها بنفسها، نفوذ الولايات المتحدة وإيران مستمر بكل ثقله، الانقسام الشيعي - السني يحدد توازن البلاد على أساس طائفي، في حين أن الوجود العربي والكردي والتركماني يحدد التوازن العرقي في البلاد».

وأضاف أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني هو أحد مهندسي التقارب بين تركيا والعراق، وهو اسم يكتسب قوة في العراق.

ومع ذلك، اتخذت إيران والولايات المتحدة إجراءات لتخريب التقارب التركي - العراقي.

وتابع الكاتب التركي: «رغم زيارة إردوغان، فالأمور ليست سهلة عندما يتعلق الأمر بالعراق، الذي كان مسرحاً لحربَي الخليج، وكل سلبيات الحرب الأهلية، ومع ذلك فإن الاستعداد للعملية ضد حزب (العمال الكردستاني) في شمال العراق مستمر».

ولفت إلى أن بغداد أعلنت حزب «العمال الكردستاني منظمة محظورة»، لكن لم تصل إلى تصنيفه منظمة إرهابية؛ لأن مثل هذا القرار بحاجة إلى قرار من البرلمان العراقي.

وأوضح أن إيران تستخدم نفوذها للتأثير على النواب الشيعة لمنع العملية العسكرية ضد «العمال الكردستاني»، لكن الجهود التركية مستمرة لتجاوز هذه العقبة والبدء بعملية عسكرية يشارك فيها «الحشد الشعبي».

استعداد مشترك

وكشف سيلفي، نقلاً عن مصادر بالحكومة التركية، أن بغداد وأربيل تستعدان لنصب نقاط مشتركة على الحدود العراقية - السورية وقواعد في نقاط استراتيجية قريبة من الحدود التركية - العراقية بدعم لوجستي من أنقرة.

وذكر سيلفي أن العراق أنشأ قاعدتين قريبتين من حدود تركيا للمرة الأولى منذ حرب الخليج الثانية، بالتنسيق مع تركيا.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان الجمعة، مقتل 32 من مسلحي «العمال الكردستاني» في منطقة عملية «المخلب ـ القفل»، وفي مناطق هاكورك، وغارا، وهفتانين، بعد رصد مواقعهم.

وأكد البيان أن عمليات مكافحة الإرهاب ستتواصل بكل حزم حتى القضاء على آخر «إرهابي» في المنطقة.


إسرائيل تؤكد مقتل أحد المحتجزين في غزة

متظاهرة تحمل لافتة في تل أبيب تطالب بإبرام صفقة لتحرير المحتجزين في غزة (رويترز)
متظاهرة تحمل لافتة في تل أبيب تطالب بإبرام صفقة لتحرير المحتجزين في غزة (رويترز)
TT

إسرائيل تؤكد مقتل أحد المحتجزين في غزة

متظاهرة تحمل لافتة في تل أبيب تطالب بإبرام صفقة لتحرير المحتجزين في غزة (رويترز)
متظاهرة تحمل لافتة في تل أبيب تطالب بإبرام صفقة لتحرير المحتجزين في غزة (رويترز)

أعلنت السلطات الإسرائيلية فجر الجمعة أنّها تأكّدت من مقتل درور أور، أحد الرهائن الإسرائيليين الذين احتجزتهم حركة «حماس» في غزة خلال هجومها غير المسبوق على الدولة العبرية في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

وقال كيبوتس بئيري حيث كان يعيش أور إنّ الرجل البالغ 49 عاماً قُتل في السابع من أكتوبر على أيدي مقاتلي «حماس» الذين اختطفوا جثته ونقلوها إلى قطاع غزة.

وحتى هذا الإعلان كان أور يُعد في عداد الرهائن الأحياء المحتجزين في قطاع غزة.

وكيبوتس بئيري هو أحد التجمّعات السكنية الإسرائيلية التي تعرّضت لأكبر مقدار من الخسائر، سواء البشرية أو المادية، في الهجوم غير المسبوق الذي شنّته «حماس» على جنوب الدولة العبرية انطلاقاً من قطاع غزة، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وخلال الهجوم، قُتلت يونات زوجة أور واختطف اثنان من أبنائهما الثلاثة.

واحتجزت «حماس» نوعام (17 عاماً) وألما (13 عاماً) رهينتين في قطاع غزة إلى أن أطلقت سراحهما في نوفمبر (تشرين الثاني) في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار سرى لمدة أسبوع وتبادلت بموجبه إسرائيل و«حماس» رهائن وأسرى.

وفجر الجمعة، قالت الحكومة الإسرائيلية في منشور على منصّة «إكس»: «يُحزننا أن نعلن أنّ درور أور الذي اختطفته حماس في 7 أكتوبر، قد تأكّد مقتله وأنّ جثّته محتجزة في غزة».

وأضافت أنّه «بتأكّد مقتل أور أصبح نوعام وألما وشقيقهما الأكبر ياهلي يتامى الأب والأم».

وأتى الإعلان عن مقتل هذا الرهينة بينما ينتظر الوسطاء القطريون والأميركيون والمصريون ردّ «حماس» على مقترح جديد لهدنة مؤقتة يتخللها تبادل رهائن وأسرى.

وقال منتدى عائلات الرهائن: «وحده الإفراج عن كل الرهائن الأحياء لكي يتعافوا والأموات لكي يدفنوا، يضمن ولادة شعبنا من جديد ومستقبله».

وأضاف: «يجب على الحكومة الإسرائيلية بذل كل الجهود لإعادة درور والرهائن الآخرين المقتولين لكي يدفنوا بكرامة في إسرائيل».

من جهته، أشار إلعاد شقيق أور إلى أنّ قوات الأمن أبلغت العائلة بالأخبار المأساوية، وألقى باللوم على السلطات في وفاة درور.

وقال في بيان إنّ «الحكومة الإسرائيلية تتهرّب من المسؤولية وتفشل في إعادة الرهائن، بل إنّ وزراءها الوقحين يواجهوننا ويهينوننا». وأضاف: «نحن بحاجة إلى اتفاق فوري! كفى مماطلة وألعاباً سياسية».

وأكد إلعاد أنّ «الاتفاق فقط يمكنه إعادة الرهائن الأحياء الذين يتوسّلون للعودة إلى ديارهم، وبعد ذلك إعادة جثمان درور لدفنه في إسرائيل».

وفي أواخر نوفمبر التزمت إسرائيل و«حماس» هدنة استمرت أسبوعاً وأطلقت خلالها الحركة سراح 105 رهائن، من بينهم 80 إسرائيلياً، بينما أفرجت الدولة العبرية بالمقابل عن 240 فلسطينياً كانوا محتجزين في سجونها.

وأسفر هجوم «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر عن خطف خلال الهجوم أكثر من 250 شخصاً من جنوب إسرائيل، ما زال 129 منهم محتجزين رهائن في غزة، بينهم 35 تقول إسرائيل إنّهم لم يعودوا على قيد الحياة وجثثهم محتجزة في غزة.

وردّاً على هجوم «حماس»، تعهّدت إسرائيل بالقضاء على الحركة، وتشنّ مذّاك عملية عسكرية ضخمة ضدّ قطاع غزة أسفرت حتى اليوم عن مقتل 34622 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».


إردوغان: بدأنا مرحلة جديدة بقطع تجارتنا مع إسرائيل

إردوغان يلقي كلمة بعد صلاة الجمعة بإسطنبول الجمعة (أ.ب)
إردوغان يلقي كلمة بعد صلاة الجمعة بإسطنبول الجمعة (أ.ب)
TT

إردوغان: بدأنا مرحلة جديدة بقطع تجارتنا مع إسرائيل

إردوغان يلقي كلمة بعد صلاة الجمعة بإسطنبول الجمعة (أ.ب)
إردوغان يلقي كلمة بعد صلاة الجمعة بإسطنبول الجمعة (أ.ب)

أعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أن حجم التجارة السنوي بين بلاده وإسرائيل وصل إلى 9.5 مليار دولار، وقال: «ونحن اعتبرنا أن هذه التجارة غير موجودة، وبدأنا مرحلة جديدة» بقطع العلاقات التجارية.

وفي تعليق على قرار أعلنته وزارة التجارة التركية بوقف التجارة مع إسرائيل إلى حين وقف إطلاق النار في غزة، والسماح بدخول المساعدات بشكل كاف ومستدام، قال إردوغان، في تصريحات في إسطنبول، الجمعة، إن «ما يحدث من تطورات من جانب إسرائيل بحق الفلسطينيين لا يمكن قبوله، وإسرائيل قتلت حتى الآن نحو 40 - 45 ألف فلسطيني، بوصفنا مسلمين، لا يمكننا الصمت على هذه الجرائم».

انتقادات للمعارضة ونتنياهو

ووجه إردوغان انتقادات لأحزاب المعارضة التي هاجمت حكومته قبل الانتخابات المحلية التي أجريت في 31 مارس (آذار) الماضي بسبب استمرار التجارة مع إسرائيل، قائلاً: «للأسف، في بلادنا، استخدمت الأحزاب، التي تمثل الوجه الوحشي للسياسة، هذا الأمر بلا رحمة خلال أجواء الانتخابات، بعض الأطراف السياسية كانت تهاجمنا قبل الانتخابات حول العلاقات مع إسرائيل، وكانت هجمات غير محقة... نحن صبرنا حتى انتهاء الانتخابات، واتخذنا الآن قرار قطع العلاقات التجارية مع إسرائيل بشكل كامل».

أضاف إردوغان: «خطوة قطع العلاقات التجارية مع إسرائيل كانت لازمة، وتم اتخاذها. اعتبرنا أن التجارة التي يبلغ حجمها السنوي 9.5 مليار دولار، غير موجودة، وبدأنا مرحلة جديدة».

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك (أرشيفية - د.ب.أ)

وتابع: «خلال لقائي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أميركا، العام الماضي، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، قلت له مواقفنا والخطوات التي يجب القيام بها، ولكن نتنياهو عديم الرحمة، وانعدام رحمته يستخدمه ضد الفلسطينيين من خلال المجازر، ونحن لم يكن بالإمكان أن نصبر أكثر من ذلك».

وقف التجارة

وأعلنت وزارة التجارة التركية، في بيان على «إكس»، ليل الخميس - الجمعة، أن تركيا أوقفت جميع الصادرات والواردات مع إسرائيل، بما يشمل جميع المنتجات، ابتداء من الخميس، بسبب تفاقم المأساة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية.

وقالت: «تركيا ستنفذ هذه الإجراءات الجديدة بشكل صارم وحاسم حتى تسمح الحكومة الإسرائيلية بتدفق غير متقطع وكاف للمساعدات الإنسانية إلى غزة».

وقال وزير التجارة التركي، عمر بولاط، الجمعة، إن تعليق التجارة مع إسرائيل سيستمر حتى تأمين وقف إطلاق نار دائم في غزة، وتدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق للفلسطينيين هناك.

وأضاف، خلال كلمة في إسطنبول حيث أعلن بيانات التجارة خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، أن موقف إسرائيل المتشدد والوضع المتدهور في غزة دفعا تركيا إلى تعليق التجارة.

متظاهرون يتضامنون مع فلسطين في ساحة بيازيد بإسطنبول الجمعة (رويترز)

وعبرت كبريات اتحادات رجال الأعمال والكيانات الاقتصادية في تركيا دعمها لقرار وزارة التجارة. وقال رئيس جمعية الصناعيين ورجال الأعمال المستقلين (موصياد) محمود أصمالي، في بيان، إن قرار وزارة التجارة من أهم القرارات في فرض الحصار على إسرائيل، في ظل عدم تحرك العالم حيال العدوان الإسرائيلي الوحشي، وعدم تحرك النظام الدولي الحالي لإيجاد حل لتحقيق العدالة والسلام.

وقال رئيس جمعية «رجال أعمال أسود الأناضول»، أورهان أيدين، إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية غير مسبوقة في غزة، أمام أعين العالم أجمع، بضربها عرض الحائط القرارات والاتفاقيات القانونية الدولية.

وأكد رئيس غرفة تجارة إسطنبول، شكيب أوداغيتش، دعمه لقرار تعليق التجارة مع إسرائيل، لافتاً إلى أن تركيا أظهرت بهذا القرار موقفها على أعلى المستويات تجاه الجريمة ضد الإنسانية المرتكبة في فلسطين.

دعم وترحيب

ورحبت حركة «حماس» بالخطوة التركية وعدّتها انتصاراً للشعب الفلسطيني. وقالت، في بيان الجمعة: «نثمن عالياً القرارات التي اتخذتها الجمهورية التركية مؤخراً، ونراها انتصاراً لشعبنا الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة مروعة».

وأضافت أن من هذه القرارات، وقف التعامل التجاري مع إسرائيل، والإعلان عن الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها دولة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.

في المقابل، اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إردوغان بانتهاك الاتفاقات بإغلاق الموانئ أمام الواردات والصادرات الإسرائيلية. وقال عبر منصة «إكس»: «هذه هي الطريقة التي يتصرف بها الديكتاتور، متجاهلاً مصالح الشعب التركي ورجال الأعمال الأتراك، ومتجاهلاً اتفاقات التجارة الدولية».

وقال كاتس إنه أصدر توجيهات لوزارة الخارجية بالعمل على إيجاد بدائل للتجارة مع تركيا، مع التركيز على الإنتاج المحلي، وواردات من دول أخرى.

ضغوط على إسرائيل

وسبق أن أعلنت وزارة التجارة التركية فرض قيود على تصدير 54 منتجاً كان يدخل فيها وقود الطائرات والإسمنت وحديد التسليح والأوناش ومعدات الحفر والمواد الكيميائية، وغيرها.

كما أعلن وزير الخارجية هاكان فيدان، الأربعاء، انضمام بلاده إلى الاستئناف المقدم من جنوب أفريقيا على قرار محكمة العدل الدولية بشأن دعواها ضد إسرائيل لارتكابها إبادة جماعية في غزة.

وأرجع محللون، منهم الصحافي مراد يتكين، قرار تركيا تكثيف إجراءاتها ضد إسرائيل، سواء بالانضمام إلى دعوى جنوب أفريقيا أو وقف تجارتها مع إسرائيل، إلى عدم حصول وزير الخارجية هاكان فيدان، خلال لقاءيه مع كل من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في السعودية قبل أيام، على أي إشارات توضح أن الدول الغربية ستمارس المزيد من الضغوط على إسرائيل؛ كخفض المساعدات العسكرية وزيادة المساعدات الإنسانية لغزة.


إيران تفرج عن طاقم «إم إس سي» وتواصل احتجاز السفينة

إيرانيون في أحد شوارع طهران وتظهر جدارية كبيرة عن «الثورة الإسلامية» (إ.ب.أ)
إيرانيون في أحد شوارع طهران وتظهر جدارية كبيرة عن «الثورة الإسلامية» (إ.ب.أ)
TT

إيران تفرج عن طاقم «إم إس سي» وتواصل احتجاز السفينة

إيرانيون في أحد شوارع طهران وتظهر جدارية كبيرة عن «الثورة الإسلامية» (إ.ب.أ)
إيرانيون في أحد شوارع طهران وتظهر جدارية كبيرة عن «الثورة الإسلامية» (إ.ب.أ)

أعلنت إيران أنها أفرجت عن طاقم السفينة المحتجزة، لكنها تواصل احتجازها، طبقاً لتصريحات وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان.

وقال الوزير الإيراني، في منشور على منصة «إكس»، ليلة أمس الخميس، إن «إطلاق سراح الطاقم تصرف إنساني ويمكنهم بذلك العودة إلى بلدانهم وكذلك قبطان السفينة».

واحتجز «الحرس الثوري» الإيراني سفينة الشحن «إم إس سي أريس» في مضيق هرمز في 13 أبريل (نيسان) وعلى متنها طاقم مكون من 25 فرداً بعد أيام من تعهد طهران بالرد على هجوم يشتبه في أنه إسرائيلي على قنصليتها في دمشق.

وحذرت إيران حينها من أنها قد تغلق طريق الشحن الحيوي.

وأوضح عبداللهيان أن «السفينة المحتجزة، التي أغلقت رادارها في المياه الإقليمية الإيرانية وعرضت أمن الملاحة للخطر، تخضع للاحتجاز القضائي».

وانخرطت إيران منذ عام 2019 في سلسلة من عمليات الاستيلاء على السفن، وسط التوترات المستمرة مع الغرب بشأن برنامجها النووي الذي يتقدم بسرعة.

وليس من الواضح حتى الآن لماذا أبقت السلطات الإيرانية على السفينة، رغم إطلاق طاقمها، لكن المراقبين اعتادوا خلال السنوات الماضية تفسير هذه الأنشطة على أنها جزء من المناورات الإيرانية مع الغرب.

وقالت الخارجية الإيرانية، في وقت سابق، إن احتجاز السفينة جاء بسبب «انتهاكها لقوانين ملاحة بحرية»، وإن ارتباط السفينة بإسرائيل ليس محل شك.

وتستأجر «إم إس سي» السفينة «أريس» من «جورتال شيبنج»، وهي شركة تابعة لشركة «زودياك ماريتايم» المملوكة جزئيا لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر، على ما تقول وكالة «رويترز».

وأثرت الهجمات التي تشنها حركة الحوثي المتحالفة مع إيران على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، على الشحن العالمي. وتقول الحركة إنها تقوم بذلك تضامناً مع الفلسطينيين خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

ناقلة الحاويات «إم إس سي أيرس» (إكس)

وزعم مسؤول إيراني أن حالة طاقم السفينة المحتجزة لدى «الحرس الثوري» بصحة جيدة، ويعيشون بحرية ورفاهية على متنها، رداً على تقارير صحافية غربية كانت أشارت إلى أنهم محتجزون «رهائن».

وبعد الإفراج عنهم، مساء الخميس، لم تعلن أي دولة عن حالة رعاياها من طاقة السفينة.

وقال علي أكبر مرزبان، وكيل الشؤون البحرية بمؤسسة الموانئ الإيرانية، إن «جميع أفراد طاقم السفينة البالغ عددهم 24 فرداً بصحة جيدة»، وإنه لا داعي للقلق بشأن سلامة هؤلاء الأشخاص، ونظافتهم، ورفاهيتهم، وسلامتهم»، طبقاً لما نقلته وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري الإيراني».

وأوضح أكبر مرزبان أن «الحرس الثوري» ضبط السفينة «لمخالفتها القوانين».

وقال أكبر مرزبان: «في البداية كان على متن السفينة MCS Aries 25 فرداً من الهند وباكستان والفلبين وروسيا وإستونيا، وعلى الفور انفصلت واحدة من أفراد الطاقم التي كانت هندية تعمل متدربةً عن البقية، وعادت إلى وطنها».

وفور احتجاز السفينة، والقلق الذي أعربت عنه سفارات أفراد الطاقم على متنها السفينة، أجرت الحكومات المعنية اتصالات مع وزارة الخارجية الإيرانية، «تم إجراء المراسلات اللازمة لتتم متابعة الملف»، طبقاً للمسؤول الإيراني.

واستدعت الخارجية البرتغالية في 16 من الشهر الماضي السفير الإيراني في لشبونة، منددة بالهجوم الإيراني على إسرائيل، ومطالبة بالإفراج عن السفينة.


تركيا تعلن تعليق التجارة مع إسرائيل حتى إعلان وقف إطلاق نار دائم في غزة

علما تركيا وإسرائيل (متداولة)
علما تركيا وإسرائيل (متداولة)
TT

تركيا تعلن تعليق التجارة مع إسرائيل حتى إعلان وقف إطلاق نار دائم في غزة

علما تركيا وإسرائيل (متداولة)
علما تركيا وإسرائيل (متداولة)

قال وزير التجارة التركي عمر بولات، اليوم (الجمعة)، إن تعليق التجارة مع إسرائيل سيستمر حتى إعلان وقف إطلاق نار دائم وتأمين تدفق المساعدات الإنسانية.

وذكر بولات في كلمة له بإسطنبول بينما كان يعلن بيانات التجارة لشهر أبريل (نيسان) أن موقف إسرائيل المتشدد والوضع المتدهور في غزة دفعا تركيا إلى تعليق التجارة. وبلغ حجم التجارة بين البلدين 6.8 مليار دولار في عام 2023.


إسرائيل تطوّر «قبةً سيبرانيةً» في وجه الهجمات المعلوماتية الإيرانية

لوحة مفاتيح كمبيوتر مضاءة بواسطة رمز إلكتروني في إشارة إلى عملية قرصنة في هذه الصورة التوضيحية التي جرى التقاطها في 1 مارس 2017 (رويترز)
لوحة مفاتيح كمبيوتر مضاءة بواسطة رمز إلكتروني في إشارة إلى عملية قرصنة في هذه الصورة التوضيحية التي جرى التقاطها في 1 مارس 2017 (رويترز)
TT

إسرائيل تطوّر «قبةً سيبرانيةً» في وجه الهجمات المعلوماتية الإيرانية

لوحة مفاتيح كمبيوتر مضاءة بواسطة رمز إلكتروني في إشارة إلى عملية قرصنة في هذه الصورة التوضيحية التي جرى التقاطها في 1 مارس 2017 (رويترز)
لوحة مفاتيح كمبيوتر مضاءة بواسطة رمز إلكتروني في إشارة إلى عملية قرصنة في هذه الصورة التوضيحية التي جرى التقاطها في 1 مارس 2017 (رويترز)

في حين يبدو خطر التصعيد العسكري مستبعداً في الوقت الراهن، تدور حرب «صامتة» بين إسرائيل وإيران في الفضاء السيبراني، حيث تسعى الدولة العبرية إلى إحباط الهجمات الإيرانية.

بين الدولتين العدوّتين، «حرب صامتة بعيدة عن الأنظار»، على حدّ قول أفيرام أتزابا المسؤول عن التعاون الدولي في المديرية الوطنية الإسرائيلية للأمن السيبراني، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وتُعنى هذه الهيئة الواقعة في حيّ راقٍ في شمال تل أبيب والخاضعة لسلطة رئيس الوزراء، بالدفاع عن أنظمة المعلوماتية في القطاع المدني الإسرائيلي، حسب أتزابا.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و«حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، لُوحظ ارتفاع شديد في الهجمات المتأتية من إيران ومن «وكلائها» في المنطقة، حسب ما قال أفيرام أتزابا في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، خصوصاً «حزب الله» اللبناني و«حماس».

وأكد: «يحاولون قرصنة كلّ ما في وسعهم قرصنته، من دون أن يتمكنوا من إلحاق أضرار فعلاً».

وكشف المسؤول عن إحباط 800 هجوم واسع منذ السابع من أكتوبر.

واستهدفت تلك الهجمات، في جملة أهدافها، منظمات حكومية والجيش الإسرائيلي ومنشآت مدنية.

وتعرّضت الأنظمة المعلوماتية في مستشفيين إسرائيليين في حيفا وصفد في الشمال للقرصنة، وعُممّت بيانات شخصية لمرضى.

«مصدر قلق للمستقبل»

أتت استثمارات إيران في المجال «السيبراني» متأخّرة نسبياً ومدفوعة بحدثين رئيسيين، حسب ما أوضح البروفسور تشاك فرايليش، الباحث في «المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي» في دراسته التي صدرت في فبراير (شباط) تحت عنوان «التهديد السيبراني الإيراني».

فخلال الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية سنة 2009 في إيران، تحوّلت شبكة الإنترنت إلى وسيلة لحشد الصفوف وتعظيم الأثر. وقمعت السلطات هذه الحركة الاحتجاجية بالرصاص الحيّ في الشارع، وقطعت أيضاً النفاذ إلى شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع التي ساهمت في اتّساع رقعة المظاهرات.

وفي سبتمبر (أيلول) 2010، تعرّض البرنامج النووي الإيراني لهجوم سيبراني متطوّر جدّاً بواسطة فيروس «Stuxnet» نسبته طهران إلى إسرائيل والولايات المتحدة، ما تسبب بسلسلة من الأعطال في أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم.

ومذاك، طوّرت إيران استراتيجية سيبرانية فعلية وصقلت مهاراتها في هذا المجال، «فباتت من أكثر الدول نشاطاً في هذا الميدان»، على ما قال البروفسور فرايليش لوكالة الصحافة الفرنسية.

وهو عدَّ أن «هجماتها تهدف إلى تقويض منشآت وتدميرها، فضلاً عن جمع بيانات للاستخبارات وتداول معلومات خاطئة لأغراض دعائية»، مؤكّداً أن الجمهورية الإسلامية فعالة جداً في التضليل الإعلامي.

وفي المقابل، تعدّ إسرائيل «قوّة سيبرانية» كبيرة نسبت إليها عدّة هجمات قويّة على أهداف إيرانية، مثل العطل المعلوماتي الذي شلّ فجأة العمل في مرفأ بندر عباس سنة 2020.

غير أن إسرائيل تواجه «عدوّاً مرهوب الجانب» سيواصل تعزيز قدراته، خصوصاً بفضل الدعم الروسي والصيني، حسب فرايليش.

ولفت الباحث إلى أن سكّان إيران هم أكثر عدداً بتسع مرّات من سكّان إسرائيل، وتسعى طهران إلى أن يتخصّص المزيد من الطلاب في التكنولوجيا السيبرانية، وأن يتدرّب عدد أكبر من العسكريين الشباب على استراتيجيات الحرب السيبرانية، الأمر الذي يشكّل «مصدر قلق للمستقبل».

«خطر الإرهاب السيبراني»

غير أن أفيرام أتزابا رأى، من جانبه، أن النوعية أهمّ من الكمّية بالنسبة إلى قراصنة المعلوماتية، فضلاً عن سبل استخدام التكنولوجيا.

وقال: «نطوّر منذ سنتين قبّة سيبرانية للتصدّي للهجمات المعلوماتية تعمل مثل القبّة الحديدية في وجه الصواريخ»، مستعرضاً نظاماً دفاعياً «استباقياً» قادراً على جمع معلومات مشتّتة لإعطاء لمحة عامة عن التهديد ومواجهته بطريقة منسّقة وشاملة.

وكشف أتزابا أن «أجهزة مسح ضوئي تحلّل على مدار الساعة المجال السيبراني الإسرائيلي لرصد مكامن الهشاشة وإبلاغ الجهات الفاعلة في الدفاع السيبراني بسُبل الحدّ منها باستمرار».

وأشار إلى أن «بعض وظائف القبّة السيبرانية هي قيد التشغيل».

ورأى أفيرام أتزابا أن قوّة إسرائيل تكمن في التعاون القائم بين الجهات المختلفة، من مؤسسات حكومية وأمنية وشركات خاصة ومجموعات تكنولوجيا وأمن تكنولوجي، وجامعات ومعاهد بحثية، فضلاً عن بعض قراصنة المعلوماتية الإسرائيليين.

وأكد «نعمل يداً بيد»، مضيفاً: «نتعاون أيضاً عن كثب مع عدّة بلدان»، في مقدّمتها الولايات المتحدة وفرنسا «إذ إنّ كلّ الدول تواجه خطر الإرهاب السيبراني».

وأكّد أتزابا: «لا بدّ من إقامة شبكة لمواجهة شبكة أخرى».


بن غفير يدعو لإقالة غالانت بعد تعيينات جديدة في هيئة الأركان الإسرائيلية

إيتمار بن غفير مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال جلسة في الكنيست يوليو الماضي (إ.ب.أ)
إيتمار بن غفير مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال جلسة في الكنيست يوليو الماضي (إ.ب.أ)
TT

بن غفير يدعو لإقالة غالانت بعد تعيينات جديدة في هيئة الأركان الإسرائيلية

إيتمار بن غفير مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال جلسة في الكنيست يوليو الماضي (إ.ب.أ)
إيتمار بن غفير مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال جلسة في الكنيست يوليو الماضي (إ.ب.أ)

دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، لإقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، بعد الإعلان عن تعيينات جديدة في هيئة الأركان العامة، بينما يخوض الجيش معارك ضد حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في قطاع غزة وضد حزب الله على الحدود اللبنانية.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن بن غفير قوله إن التعيينات التي أقرها غالانت مع رئيس الأركان «تظهر أنه يتجاهل الجمهور تماماً».

واتهم بن غفير غالانت بالتسبب في «الفشل الأكبر في تاريخ البلاد»، في إشارة إلى هجوم حماس على مستوطنات ومعسكرات إسرائيلية الذي أشعل شرارة الحرب الحالية في القطاع في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقال بن غفير، إن غالانت «هو واحد من المسؤولين البارزين عن هجوم السابع من أكتوبر، وليس لديه تفويض للموافقة على التعيينات في هيئة الأركان العامة القادمة لجيش الدفاع».


خطة إسرائيلية «للاكتفاء» باحتلال محور فيلادلفيا

دوريات حرس الحدود على طريق مواز لمحور فيلادلفيا وهي منطقة عازلة تفصل مصر عن غزة 19 مارس 2007. (أرشيفية- أ.ف.ب)
دوريات حرس الحدود على طريق مواز لمحور فيلادلفيا وهي منطقة عازلة تفصل مصر عن غزة 19 مارس 2007. (أرشيفية- أ.ف.ب)
TT

خطة إسرائيلية «للاكتفاء» باحتلال محور فيلادلفيا

دوريات حرس الحدود على طريق مواز لمحور فيلادلفيا وهي منطقة عازلة تفصل مصر عن غزة 19 مارس 2007. (أرشيفية- أ.ف.ب)
دوريات حرس الحدود على طريق مواز لمحور فيلادلفيا وهي منطقة عازلة تفصل مصر عن غزة 19 مارس 2007. (أرشيفية- أ.ف.ب)

في وقت تنشر فيه معلومات عن «بشائر إيجابية» للتوصل إلى اتفاق لوقف النار وإبرام صفقة تبادل أسرى، ذكرت أوساط أمنية في تل أبيب أن الجيش الإسرائيلي أجرى مداولات حول عمليات عسكرية في رفح تكون بديلة عن الاجتياح الواسع للمدينة.

ونقلت وسائل الإعلام العبرية عن مصادر عسكرية موثوقة قولها إنه في ظل المعارضة والتحذيرات الدولية، وبضمنها الأميركية، من اجتياح رفح التي يوجد فيها أكثر من 1.4 مليون نازح، لا بد من البحث عن بديل يؤدي الغرض. والبديل الأفضل هو السيطرة على الحدود بين قطاع غزة وسيناء المصرية، المعروفة باسم محور فيلادلفيا، أو محور صلاح الدين، كما كان الحال عليه قبيل الانسحاب الإسرائيلي منه في سنة 2005.

ما هو «محور فيلادلفيا» على الحدود بين غزة ومصر؟

وأكدت هذه المصادر أن الهدف من هذه الخطوة منع معابر فوق الأرض أو تحتها بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية، فهي واثقة من وجود أنفاق فاعلة، رغم نفي مصر القاطع لذلك.

وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإنه تبقت في رفح حالياً 4 كتائب لحركة «حماس»، يبدو أنها ما زالت تعمل بشكل رتيب ومنظم. ومن أجل تفكيكها فإن الأمر سيستغرق أشهراً لأن الجيش الإسرائيلي سيحتاج إلى العمل من أجل تدمير شبكة الأنفاق والحصون تحت الأرض داخل المدينة.

وبحسب التقرير، من دون الإضرار بها بشكل كبير، فإنه لا تحييد حقيقي لسلسلة القيادة والسيطرة التي تشغلها «حماس»، في مدينة غزة. فرغم المناورة البرية الواسعة والعنيفة للجيش الإسرائيلي، بدأت منظومة القيادة والسيطرة لـ«حماس» في النهوض في أعقاب انسحاب القوات.

لذلك، بحسب التقرير، فإن «احتلال رفح لن يؤدي إلى هزيمة (حماس)، رغم أن إسرائيل ستستكمل بذلك، للوهلة الأولى، احتلال كل القطاع، لسبب بسيط وهو أنه طوال الحرب، لا يسيطر الجيش الإسرائيلي على كل مناطق القطاع في الوقت نفسه، رغم مرور 7 أشهر على حربه. حتى المناطق التي تم احتلالها، العدو (حماس) يمكنه مواصلة حرب العصابات»، بحسب التقرير.

جنود من الجيش المصري عند معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة (وكالة الأنباء الألمانية)

لكن الإذاعة تحدثت أيضاً عن حراك مصري غير مفهوم حتى الآن، على الطرف الآخر من الحدود. تقول إن الجيش الإسرائيلي رصد في الأسبوعين الماضيين انتشاراً غير عادي للجيش المصري عند الحدود مع قطاع غزة، حيث ظهر جنود المدرعات مع آلياتهم وعتادهم القتالي بشكل واسع.

تضيف: «ربما يكون ذلك تخوفاً مصرياً من توجه حشود المهجرين في رفح نحو الحدود، وقد يكون الأمر تعبيراً عن الانزعاج من احتمال اجتياح إسرائيلي».

نازحون من شمال غزة بالقرب من الجدار الفاصل بين مصر والقطاع يناير الماضي (وكالة الأنباء الألمانية)

وفي الحالتين، فإن قوات الجيش المصري تنتشر في مناطق لم توجد فيها في السنوات الأخيرة، بل قوات من الشرطة المصرية فقط، حسبما تنص عليه الملاحق الأمنية في اتفاقيات كامب ديفيد، الموقعة بين البلدين عام 1979.

يذكر أن البلدين خرقا، سابقاً، مبادئ اتفاقيات كامب ديفيد الأمنية، باتفاق بينهما، عندما كانت مصر تحارب تنظيمات الإرهاب في سيناء، وكانت إسرائيل تحارب مظاهر التهريب (أسلحة ومخدرات وتجارة بالبشر).

جنود إسرائيليون يفحصون المعدات العسكرية في موقع على الحدود الجنوبية مع قطاع غزة قرب رفح (إ.ب.أ)

ونقلت إذاعة الجيش عن ضباط إسرائيليين إنه يجري الاستعداد لمواجهة سيناريو مشابه للعملية المسلحة التي وقعت في عام 2012، خرج خلالها مقاتلون فلسطينيون من القطاع إلى سيناء، واستولوا على مركبة مدرعة اقتحموا بها الحدود لمهاجمة إسرائيل.

تجدر الإشارة إلى أن اليمين الإسرائيلي لا يصدق أن الجيش أعدّ خطة حقيقية جادة لاجتياح رفح، وأن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يسير وراء الجيش في هذا الموضوع، وكل ما يقولونه لغرض الدعاية والتهديد فقط.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يسير مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت والمنسقة الأولى للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ عند معبر كرم أبو سالم الحدودي (رويترز)

وقد تعززت شكوك اليمين عندما أعلن وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، وهو يزور منطقة غزة، الأربعاء، أن بلاده لم تحصل بعد على خطة حربية مقنعة لاجتياح رفح، وأنها لا تزال تعارض هذا الاجتياح، وتعتقد أن عملية كهذه ستلحق ضرراً بقضية المحتجزين لدى «حماس».

وجاء في صحيفة اليمين المركزية «يسرائيل هيوم»، الخميس، أنه «بالرغم عن أن الأصوات السياسية في إسرائيل تتهم رئيس الوزراء بأنه لا يتنازل بما يكفي، فإن تصريحات وزير الخارجية بلينكن لا تدع مجالاً للشك أن المسؤول بشأن عدم الوصول إلى صفقة لتحرير الرهائن هي (حماس)، وأنها لا تستخدم كلمة (لا)، لكنها تتلاعب بالأطراف المشاركة في المفاوضات».

التقرير ألمح إلى أن لدى الحكومة شرعية كاملة لاحتلال رفح وتفكيك كتائب «حماس» المتبقية.


لقاء «تاريخي» بين إردوغان وزعيم المعارضة ناقش «مشاكل تركيا»

جانب من لقاء إردوغان وأوزيل في مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم - الخميس (الرئاسة التركية)
جانب من لقاء إردوغان وأوزيل في مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم - الخميس (الرئاسة التركية)
TT

لقاء «تاريخي» بين إردوغان وزعيم المعارضة ناقش «مشاكل تركيا»

جانب من لقاء إردوغان وأوزيل في مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم - الخميس (الرئاسة التركية)
جانب من لقاء إردوغان وأوزيل في مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم - الخميس (الرئاسة التركية)

في الوقت الذي تسارعت فيه مفاوضات إعداد الدستور الجديد لتركيا، التقى الرئيس رجب طيب إردوغان زعيم المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل وسط ترقّب واسع في الأوساط السياسية، وكذلك على مستوى الشارع التركي.

وعُقد اللقاء، الذي يعدّ الأول منذ 8 سنوات بين الرئيس وزعيم المعارضة، بمقر حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة، الخميس، بحضور مستشار الرئيس التركي مصطفى أليطاش، ومستشار أوزيل السفير الأسبق نامق تان.

وسبق اللقاء، الذي استغرق ساعة ونصف الساعة ووُصف بـ«التاريخي»، جدل واسع حول المكان الذي سيعقد فيه، حيث تحدث الحزب الحاكم عن انعقاده بالقصر الرئاسي (بيشتبه)، في حين نقل عن أوزيل أنه كان يفضل انعقاده في قصر الرئاسة القديم في تشانكايا. لكن أوزيل أشار إلى أنه لن يتوقف أمام مكان انعقاد اللقاء، حتى لو كان في بيشتبه، الذي فجّر منذ إنشائه غضباً من جانب المعارضة، سواء من حيث تكلفته الضخمة، أو من حيث اعتباره إعلاناً للتخلي عن رمز من رموز مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك (قصر تشانكايا).

وعشية لقائه إردوغان، أجرى أوزيل سلسلة اتصالات مع رؤساء حزب الشعب الجمهوري السابقين، حكمت شتين، وألطان أويمان، ومراد كارايالتشين وكمال كيليتشدار أوغلو لتلقي اقتراحاتهم وآرائهم حول الموضوعات التي سيناقشها مع إردوغان، مؤكداً أن اللقاء لن يكون لقاءً للمجاملة.

وقبل ذلك، تلقى أوزيل آراء واقتراحات آراء نواب الحزب ورؤساء البلديات ورؤساء المقاطعات.

قضايا أساسية

كشفت مصادر حزب الشعب الجمهوري أن الأجندة التي حملها أوزيل إلى اللقاء تألفت من 8 بنود رئيسية، هي: ارتفاع تكاليف المعيشة والأزمة الاقتصادية بالبلاد، وزيادة رواتب المتقاعدين، وزيادة الحد الأدنى للأجور، ومشكلة تعيين آلاف المعلمين، وإلغاء المقابلات الشخصية قبل التعيين في الوظائف الحكومية، وزيادة موارد الدخل للبلديات التي تعاني مشاكل بسبب ديونها، والمشروعات الحيوية للبلديات التي تنتظر موافقة الحكومة المركزية، إلى جانب ملف معتقلي أحداث «غيزي بارك» والمشاكل التي يعانيها القضاء التركي.

على الجانب الآخر، أكدت مصادر حزب العدالة والتنمية الحاكم أن قضية الدستور الجديد والحصول على دعم حزب الشعب الجمهوري لمشروع الدستور ستتصدر أجندة إردوغان، وأن الأزمة الاقتصادية والأوضاع المعيشية ستناقش أيضاً.

انفتاح جديد

عقب الفوز الكبير الذي حققه حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات المحلية التي أجريت في 31 مارس (آذار) الماضي، محققاً الفوز على حزب العدالة والتنمية للمرة الأولى في 18 انتخابات على مدى 22 عاماً، أعلن أوزيل أنه سيفتح الباب للحوار مع جميع الأحزاب، وبينها حزب العدالة والتنمية؛ كونه الحزب الأول في البلاد حالياً.

وقال نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري برهان الدين بولوط، في تعليق على لقاء إردوغان وأوزيل، إن «رؤية حزبنا تقوم الآن على الانفتاح والحوار حول المشاكل التي تعانيها البلاد، وهذا لا يعني التخلي عن دورنا في معارضة الحكومة وإظهار أخطائها». ولفت إلى أن إردوغان لم يكن بمقدوره أن يتجاهل الدعوة للحوار، بعدما أظهرت صناديق الاقتراع في الانتخابات المحلية أن هناك غضباً شعبياً من سياسات الحكومة.

بدوره، لفت الكاتب في صحيفة «حرييت» القريبة من الحكومة، عبد القادر سيلفي، إلى أن جميع الأنظار كانت تترقب اللقاء بين إردوغان وزعيم المعارضة، مشيراً إلى أن قضية الدستور الجديد تصدرت أجندة اللقاء، وكان متوقعاً أن يثير أوزيل قضية الناشطين والسياسيين المسجونين في قضية أحداث «غيزي بارك» التي وقعت عام 2013.

قضية كافالا

لفت سيلفي إلى أن الناشط المدني رجل الأعمال عثمان كافالا، فضلاً عن النائب البرلماني جان أتالاي وتايفون كهرمان وشيدم ماتر ومنا أوزردين، لا يزالون في السجن؛ لأن الأحكام الصادرة بحقهم وافقت عليها محكمة الاستئناف العليا، لكن مجلس أوروبا يطالب تركيا بتنفيذ قرارات محكمة حقوق الإنسان الأوروبية بتنفيذ قرارات الإفراج الفوري عن كافالا المحكوم بالسجن مدى الحياة، وتطالب المعارضة بالإفراج عن بقية المتهمين في القضية.

وفجّر سيلفي، المقرب من الرئيس رجب طيب إردوغان، مفاجأة تتعلق بإمكانية استغلال التعديل الدستوري الذي أُقرّ في استفتاء العام 2017 وتم التحول بموجبه إلى النظام الرئاسي، لحل هذه القضية.

وأوضح أنه تمت تبرئة كافالا من تهمة التجسس السياسي والعسكري، وحكم عليه لاحقاً بالسجن مدى الحياة بتهمة محاولة إطاحة الحكومة التركية وتعطيلها عن أداء واجبها عبر دعم محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو (تموز) 2016، كما عوقب المتهمون الآخرون بالسجن 18 سنة.

وشرح سيلفي أنه بموجب التعديل الدستوري، ألغي منصب رئيس الوزراء و«مجلس الوزراء» وأصبح هناك نظام رئاسي، وبالتالي انتفى أساس العقوبة؛ لأنه لا توجد جريمة دون ضحية (رئيس ومجلس الوزراء).

وأشار إلى أن المعارضة يمكنها أن تستفيد من هذا التعديل الدستوري الذي لطالما أثار غضبها، وأن الرئيس إردوغان نفسه استفاد منه، حيث تمسكت المعارضة بأنه لا يحق له الترشح للرئاسة في مايو (أيار) الماضي، على اعتبار أن الدستور ينص على فترتين رئاسيتين فقط، لكن تم الاحتكام إلى التعديلات الدستورية في 2017، حيث تم احتساب مدته في الرئاسة على أساس هذه التعديلات وتمكن بذلك من الترشح لفترة ثانية (ثالثة عملياً بعد فترته الأولى حسب الدستور قبل تعديله 2014 - 2019).

مفاوضات الدستور

بالتوازي، واصل رئيس البرلمان نعمان كورتولموش جولاته على الأحزاب الممثلة بالبرلمان. والتقى، الخميس، الرئيسان المشاركان لحزب «الديمقراطية ومساواة الشعوب»، المؤيد للأكراد، تولاي حاتم أوغللاري وتونجار بكيرهان، ورئيس المجموعة البرلمانية المشتركة لحزبي السعادة والمستقبل، ورئيس حزب «الجيد» موساوات درويش أوغلو ونائب رئيس حزب «الديمقراطية والتقدم» إدريس شاهين.

وقال كورتولموش إنه شرح خلال اللقاءات «الإطار العام، ووجهات النظر حول الدستور الجديد، وكيف يمكننا المضي قدماً في الدراسات الدستورية، وأتيحت لنا الفرصة للاستماع لقادة الأحزاب الممثلة في البرلمان».


تركيا تعلن تعليق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)
TT

تركيا تعلن تعليق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة التجارة التركية أن تركيا أوقفت جميع الصادرات والواردات بينها وبين إسرائيل ابتداء من اليوم الخميس، مشيرة إلى «تفاقم المأساة الإنسانية» في الأراضي الفلسطينية.

وقالت الوزارة في بيان: «تم وقف معاملات التصدير والاستيراد المرتبطة بإسرائيل، بما يشمل جميع المنتجات».

وأضافت: «تركيا ستنفذ هذه الإجراءات الجديدة بشكل صارم وحاسم حتى تسمح الحكومة الإسرائيلية بتدفق غير متقطع وكاف للمساعدات الإنسانية إلى غزة».

وفي المقابل، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ينتهك الاتفاقات بإغلاق الموانئ أمام الواردات والصادرات الإسرائيلية. وقال عبر منصة «إكس»: «هذه هي الطريقة التي يتصرف بها الديكتاتور، متجاهلاً مصالح الشعب التركي ورجال الأعمال الأتراك، ومتجاهلاً اتفاقات التجارة الدولية».

وقال كاتس إنه أصدر توجيهات لوزارة الخارجية بالعمل على إيجاد بدائل للتجارة مع تركيا، مع التركيز على الإنتاج المحلي، وواردات من دول أخرى.