من الهذيان إلى الشلل الرعاش... اضطرابات دماغية خطيرة تهدد مرضى «كورونا»

طبيب ينظر في الأشعة الخاصة بأحد مرضى «كورونا»... (أرشيفية - أ.ف.ب)
طبيب ينظر في الأشعة الخاصة بأحد مرضى «كورونا»... (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

من الهذيان إلى الشلل الرعاش... اضطرابات دماغية خطيرة تهدد مرضى «كورونا»

طبيب ينظر في الأشعة الخاصة بأحد مرضى «كورونا»... (أرشيفية - أ.ف.ب)
طبيب ينظر في الأشعة الخاصة بأحد مرضى «كورونا»... (أرشيفية - أ.ف.ب)

منذ بداية تفشي فيروس «كورونا» المستجد حول العالم، لاحظ كثير من الأطباء والباحثين تسببه في اضطرابات ومشكلات عقلية لعدد كبير من المرضى.
وبحسب صحيفة «التلغراف» البريطانية، فقد أشار الباحثون إلى أن هناك تفسيرين محتملين لتأثيرات «كورونا» على الدماغ؛ الأول أن فيروس «كورونا» يهاجم الجهاز العصبي المركزي، والدليل على ذلك، تأثيره على حاسة الشم. والثاني قوة الاستجابة المناعية للجسم، والتي يمكن أن تترك آثاراً غير محمودة على المخ.
ولاحظ الأطباء في مختلف أنحاء العالم أن «كورونا» غالباً ما يكون مصحوباً ليس فقط بضيق التنفس والسعال والحمى وغيرها من أعراض الفيروس الشهيرة، ولكن أيضاً بمجموعة كبيرة من المشكلات التي تصيب الدماغ، مثل التفكير الضبابي والهذيان والسكتات الدماغية ومرض «باركنسون (الشلل الرعاش)».
وأثار أمر تأثير «كورونا» على المخ مخاوف الأطباء في بريطانيا لدرجة دفعتهم إلى تشكيل لجنة لبحث التقارير الخاصة بتسبب الفيروس في اضطرابات الدماغ.
وكان طبيب الأعصاب الدكتور هادي مانغي من بين أولئك الأطباء.
ويقول: «في البداية أجريت اللجنة اجتماعها كل شهر، إلا إننا بعد ذلك أدركنا أن علينا أن نجريه أسبوعياً بسبب الارتفاع الشديد في عدد الإحالات التي أصيبت بمشكلات وإضرابات بالمخ».
وأضاف: «منذ بداية الوباء، لاحظنا وجود سكتات دماغية لدى المرضى دون أي عوامل خطر طبيعية مثل العمر أو مرض السكري. لم تكن سكتات دماغية بسيطة؛ بل قوية للغاية يمكن أن تسبب إعاقة مغيرة للحياة».
وتابع: «بالإضافة إلى ذلك، عانى بعض المرضى نوبات من الذهان (انفصام الشخصية) والهلوسات البصرية والسمعية، بل كان كثير منهم يركض قائلاً إن الممرضات تريد تسميمه».
وأشار مانغي إلى أن بعض مرضى «كورونا» عانوا من التهاب شديد في الدماغ أيضاً.
ووفقاً لماري ني لوكلي، أستاذة طب الشيخوخة في جامعة «كينغز كوليدج - لندن»، فإن ما يصل إلى 80 في المائة من أولئك الذين كانوا يعالجون من الفيروس في العناية المركزة، يعانون من الهذيان.
وفي شيكاغو، أجرى عدد من الباحثين دراسة أكدت أن ثلث مرضى «كورونا» الذين دخلوا المستشفى في وقت مبكر من الوباء عانوا شكلاً من أشكال المشكلات العقلية؛ بدءاً من الارتباك، وصولاً إلى عدم الاستجابة بشكل تام.
وأشار الباحثون إلى أن أولئك الذين يعانون من اضطرابات الدماغ يحتاجون إلى المكوث بالمستشفى لمدة أطول من غيرهم بنحو 3 مرات، كما أنهم أكثر عرضة للوفاة بـ7 مرات.
ووجدت دراسة أجريت في أبريل (نيسان) 2020 في ووهان بالصين - حيث نشأ الفيروس - أن نحو ثلث 214 مريضاً يعانون من مشكلات عصبية. وشمل ذلك السكتات الدماغية، وتمدد الأوعية الدموية، والدوخة، وفقدان الوعي، ومعظمها لدى المرضى الذين يعانون من مرض شديد.
ووجد تقرير آخر من إسبانيا أن نصف المرضى الذين دخلوا إلى مستشفيين في البلاد، ظهرت عليهم أعراض عصبية.
أما الدكتور جوناثان روجرز، من جامعة «كاليفورنيا» في لوس أنجليس، والذي درس العواقب النفسية لتفشي فيروسات سابقة، فيقول إنه في كثير من الأوبئة السابقة عانى المرضى من مضاعفات عصبية كبيرة طويلة المدى.
وأوضح قائلاً: «طور كثير من الناس ما يشبه مرض (باركنسون) في السنوات التي تلت جائحة الإنفلونزا الإسبانية؛ كانت نسبة أولئك الأشخاص صغيرة نسبياً، ولكن التأثير كان قوياً للغاية».
وعبر روجرز عن مخاوفه من تكرار ذلك الأمر مع وباء «كورونا».
وأشار الباحثون إلى أن بعض المرضى الذين أصيبوا بسكتات دماغية أو التهاب دماغي نتيجة عدوى «كورونا» تعافوا تماماً، في حين أن البعض الآخر قد يعاني من إعاقة لبقية حياته.


مقالات ذات صلة

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)
صحتك طفل يخضع لاختبار الكشف عن فيروس كورونا (أرشيفية - أ.ب)

دراسة: «كورونا» يزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بالسكري

كشفت دراسة جديدة عن أن عدوى فيروس كورونا تزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بعدوى أمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

مؤتمر النقد السينمائي يطلق رحلة استكشافية بالرياض لفن «الصوت في السينما»

المؤتمر في نسخته الثانية تناول الصوت في السينما (الشرق الأوسط)
المؤتمر في نسخته الثانية تناول الصوت في السينما (الشرق الأوسط)
TT

مؤتمر النقد السينمائي يطلق رحلة استكشافية بالرياض لفن «الصوت في السينما»

المؤتمر في نسخته الثانية تناول الصوت في السينما (الشرق الأوسط)
المؤتمر في نسخته الثانية تناول الصوت في السينما (الشرق الأوسط)

انطلقت في الرياض جلسات مؤتمر النقد السينمائي الذي تنظمه هيئة الأفلام في نسخته الثانية، لينقل حضوره إلى الجانب الآخر من الشاشة الكبيرة، ومستكشفاً المسار الفكري والمهني الثري الذي تمر به الأفكار قبل تشكّلها أفلاماً.

وشهد افتتاح المؤتمر، الأربعاء، الاحتفاء بالرائد والمخرج السعودي عبد الله المحيسن، المولود عام 1947، أحد رواد صناعة السينما السعودية، وأول متخصص سعودي في السينما وضع اللبنات الأولى لمفهوم صناعة السينما في المملكة.

ورحب رئيس هيئة الأفلام عبد الله آل عياف، بضيوف المؤتمر، وقال: «مرحباً بكم في مدينة الرياض، المدينة الممزوجة بعبق الماضي وألق المستقبل، مدينة تستمد عظمتها من إرثها الخالد، وتبني مجدها بيدين إحداهما تنغرس عميقاً في جذور التراث والتاريخ، وأخرى تمتد عالياً لتعانق المستقبل».

وأكد آل عياف خلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر، أن مدينة الرياض تعد المكان المثالي لملتقى فريد من نوعه مثل هذا، فهي من جهة قلب مستقبل صناعة السينما في المنطقة بسوقها الأكبر الذي يبشر باقتصاد قوي، ومن جهة أخرى حضن الثقافة ومستقبل الفكر، مشيراً إلى أن قطاع الأفلام في السعودية أضحى واعداً ومؤثراً على الصعيد الإقليمي والدولي.

عبد الله آل عياف رئيس هيئة الأفلام في افتتاح المؤتمر (الشرق الأوسط)

وأضاف: «انطلاقاً من (رؤية السعودية 2030) تولي هيئة الأفلام اهتماماً كبيراً بتأسيس وتطوير واستدامة قطاع أفلام قوي وحيوي، وانطلاقاً من أهمية تمكين النقد كأداة فكرية وفنية تنير الطريق للسينما وتفتح نوافذ جديدة لها، يأتي هذا المؤتمر بوصفه منصة تجمع بين النقاد والمبدعين، تتيح لهم فرصة لتبادل الأفكار والخبرات، وصولاً إلى تشكيل وعي سينمائي عربي أعمق ينقلها نحو آفاق عالمية دون التخلي عن الأصالة والهوية».

وأشار آل عياف إلى أن موضوع المؤتمر لهذا العام، «الصوت في السينما»، اختير لأن «الصوت هو نصف التجربة السينمائية الذي يحكي ما لا تستطيع أن تحكيه الصورة، سواء كان الصوت موسيقى تصل مباشرة إلى الروح، أو حواراً يظهر الحقيقة، أو صمتاً هو أقوى من كل صوت، فإن الصوت هو صنو الصورة في حمل الفيلم والسينما إلى تحقيق التأثير المطلوب».

من جهته، رحب مشاري الخياط، المشرف العام على مؤتمر النقد السينمائي الدولي، بضيوف المؤتمر الذي يجمع نخبة من صناع الأفلام والمثقفين والإعلاميين للاحتفاء بمسيرة النقد السينمائي، الذي بدأ بوصفه أداة للتعبير عن الذات واستكشاف التحديات المجتمعية، وقد تطور مع مرور الزمن ليصبح منارة تضيء دروب الفنانين وتلهم الأجيال الجديدة من المبدعين.

وقال الخياط: «اليوم ونحن نواصل رحلة السينما السعودية، نعتزّ بما تحقق من إنجازات، حيث نجحت السينما السعودية في الوصول إلى أفق العالمية، وأصبح النقد جزءاً لا يتجزأ من هذا التطور، يسهم في تعزيز جودة الأعمال السينمائية وإبراز روحها».

ندوة افتتاحية عن تجربة ومسيرة المخرج السعودي عبد الله المحيسن (الشرق الأوسط)

وأبدى الخياط سعادته وسروره باستضافة مؤتمر هذا العام، للرائد والمخرج السعودي عبد الله المحسين، أحد أهم رموز السينما السعودية والعربية، الذي أثرت أعماله الرائدة في مسيرة السينما، ولدى كثير من صناع الفيلم ومبدعيه.

وأضاف: «كان ولا يزال المحيسن أحد أبرز رواد السينما السعودية، وأحد أعمدتها في توثيق تاريخنا وعكس قصصنا، وجاءت أفلامه مثقلة بتطلعاته وأفكاره بصفته مثقفاً سعودياً وعربياً، تطرح قضايا عميقة تعكس تحولات المجتمع السعودي والعربي، واستحق نظيرها نيل جوائز محلية وإقليمية، بوصفه من أوائل السعوديين الذي شقوا طريق السينما السعودية نحو الساحة العربية والدولية، وأصبح مثالاً في الإبداع والإصرار لدى عدد من الأجيال».

وتستمر أعمال مؤتمر النقد السينمائي⁩ الدولي في نسخته الثانية بمدينة الرياض لأربعة أيام، حيث يلتقي الخبراء وصناع الأفلام والمبدعون في رحلة استكشافية لفن «الصوت في السينما» الذي اختير موضوعاً لمؤتمر هذا العام، ‏ويمثل حدثاً شاملاً لكل محبي السينما لاستكشاف خفاياها ولقاء صنّاعها وروّادها ونقادها في حدث متكامل يضم عشاق الشاشة الكبيرة بكل مجالاتها.