«الجليد يموت»... أكبر مهمة لاستكشاف القطب الشمالي تعود بمعلومات مقلقة

بمشاركة 300 عالم من 20 دولة

كاسحة الجليد «بولارشتيرن» تصل إلى ميناء مدينة بريمرهافن شمال ألمانيا (أ.ف.ب)
كاسحة الجليد «بولارشتيرن» تصل إلى ميناء مدينة بريمرهافن شمال ألمانيا (أ.ف.ب)
TT

«الجليد يموت»... أكبر مهمة لاستكشاف القطب الشمالي تعود بمعلومات مقلقة

كاسحة الجليد «بولارشتيرن» تصل إلى ميناء مدينة بريمرهافن شمال ألمانيا (أ.ف.ب)
كاسحة الجليد «بولارشتيرن» تصل إلى ميناء مدينة بريمرهافن شمال ألمانيا (أ.ف.ب)

بعد سنة من الأبحاث بشأن التغير المناخي في القطب الشمالي، عادت أكبر مهمة علمية استكشافية تنفّذ في هذه المنطقة إلى مدينة بريمرهافن في شمال غربي ألمانيا، على ما أعلن معهد ألفريد - فيغينر الألماني اليوم (الاثنين).
وقد جمعت المهمة بيانات وافية خلال الأشهر التي أمضتها السفينة في المياه المتجمّدة في القطب الشمالي، ما يعد بإفشاء معلومات قيّمة عن التغيّر المناخي.
وقال قائد المهمة، ماركوس ريكس، لوكالة «أسوشييتد برس» عبر هاتف يعمل عبر الأقمار الصناعية أثناء مغادرته الدائرة القطبية الأسبوع الماضي: «نحن نشاهد الجليد البحري في القطب الشمالي يموت»، مضيفاً أنه يعتقد أنه من المحتمل ألا يكون هناك جليد بحري صيفي في القطب الشمالي قريباً.

وتابع ريكس: «لن يتسبب هذا في اضطراب كبير في مجتمعات السكان الأصليين في المنطقة فحسب، بل سيتداخل أيضاً مع نظام تبريد الكوكب. نحن بحاجة إلى بذل كل ما في وسعنا للحفاظ عليه للأجيال القادمة».
وأردف ريكس: «لقد حققنا أساساً كل ما شرعنا في القيام به. لقد أجرينا القياسات لمدة عام كامل مع استراحة قصيرة فقط».
وفي المجموع، شارك في هذه المهمة 300 خبير وعالم و70 معهداً بحثياً من 20 بلداً أقاموا على متن كاسحة الجليد «بولارشتيرن» التي سارت مع التيّار المحيطي الممتدّ من الشرق إلى الغرب في المحيط المتجمّد الشمالي. وتشارك في الحملة الدول: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، وقد بلغت تكلفة الحملة الاستكشافية 150 مليون يورو (177 مليون دولار) لقياس الظروف في واحدة من أكثر المناطق النائية على وجه الأرض.
ومن جهتها، عبرت مديرة المعهد أنتيي بويتيوس عن مهمة كاسحة الجليد «بولارشتيرن»: «عادت. قلبي ينبض بقوة، لطالما انتظرت هذه اللحظة»، وذلك لدى رسو المركبة في الميناء مع أسطول من السفن وجمهور احتشد منذ الصباح الباكر على الأرصفة، حسبما أفاد تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت ميليندا ويبستر، خبيرة الجليد البحري في جامعة ألاسكا، والتي قادت فريقاً من 14 عالماً خلال المرحلة الرابعة من الرحلة، إن الأمر سيستغرق على الأرجح سنوات، أو حتى عقوداً، لفحص البيانات.
وقد تسنّى لعلماء خلال الصيف أن يعاينوا بأنفسهم مدى انحسار الكتلة الجليدية في المنطقة القطبية الشمالية التي يعتبرها الخبراء «بؤرة الاحترار العالمي»، بحسب ما قال ريكس.
وفي خلال 389 يوماً، عكفت هذه المهمة التي أطلق عليها اسم «موزاييك» على دراسة كلّ من الغلاف الجوي والمحيط والكتلة الجليدية والنظام البيئي لجمع معطيات من شأنها تقييم تداعيات التغيّر المناخي على المنطقة والعالم أجمع.
ومن المرتقب أن يستغرق التحليل الكامل لهذه المعطيات الثمينة سنة أو سنتين. ويقضي الهدف باستنباط نماذج لاستشراف المناخ، بغية تحديد كيف ستكون موجات الحرّ والأمطار الغزيرة والعواصف مثلاً في خلال 20 أو 50 أو 100 سنة.

وأشار ريكس إلى أن السفينة واجهت ظروفاً ضعيفة وغير معتادة على نحو غير عادي في المنطقة الواقعة فوق شمال غرينلاند هذا الصيف، مما سمح لها بإجراء التفاف غير مخطط له إلى القطب الشمالي.
ومنذ انطلاق البعثة من ترومسو النرويجية في العشرين من سبتمبر (أيلول) 2019. واجه العلماء أشهراً طويلة من الظلام المطبق ودرجات حرارة تتدنّى إلى 39.5 درجة تحت الصفر وتلقوا زيارات من نحو عشرين دباً قطبياً.
وفي الربيع أتى وباء «كوفيد - 19» ليزعزع سير المهمة واضطرت الفرق للبقاء شهرين إضافيين في القطب الشمالي.


مقالات ذات صلة

الشرطة: أصدرنا أوامر إخلاء لنحو 153 ألف شخص جراء حرائق لوس أنجليس

الولايات المتحدة​ براندون رود يساعد زوجته على ارتداء قناع وجه خلال تفقُّدهم الدمار الذي لحق منزلهم جراء حرائق لوس أنجليس (رويترز)

الشرطة: أصدرنا أوامر إخلاء لنحو 153 ألف شخص جراء حرائق لوس أنجليس

قال قائد شرطة لوس أنجليس، اليوم الجمعة، إن أوامر إخلاء صدرت لنحو 153 ألف شخص جراء الحرائق، و166 ألفاً آخرين تلقوا إنذارات للاستعداد.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
علوم أشخاص يعملون في كهف تخزين في موقع يُدعى «ليتل دوم سي» في القارة القطبية الجنوبية (أ.ب)

علماء يستخرجون نواة جليدية عمرها أكثر من مليون سنة

أعلن فريق دولي من العلماء أنهم نجحوا في حفر واحدة من أعمق الحفر الجليدية حتى الآن، بعمق ميلين (2.8 كيلومتر) للوصول لطبقة جليدية في القارة القطبية.

«الشرق الأوسط» (روما)
ظواهر جوية حادة أثّرت على مناطق السعودية خلال عام 2024 (الأرصاد)

15 ظاهرة تجسّد واقع التغيرات المناخية في السعودية

كشف المركز السعودي للأرصاد عن 15 ظاهرة جوية حادة أثّرت على مناطق المملكة خلال عام 2024 وتجسّد بوضوح تأثير التغيرات المناخية التي تشهدها البلاد.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق الفيضانات المدمرة في البرازيل تسببت في مقتل أكثر من 80 شخصاً خلال مايو 2024 (رويترز)

تهجير 40 مليون شخص بسبب كوارث مناخية في 2024

أفادت دراسة دولية بأن عام 2024 شهد درجات حرارة قياسية تسببت في تغييرات جذرية بدورة المياه العالمية، مما أدى إلى فيضانات مدمرة وجفاف شديد في العديد من المناطق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال فعالية في فينيكس بولاية أريزونا الأميركية... 22 ديسمبر 2024 (رويترز)

لماذا يطالب ترمب بجزيرة غرينلاند وقناة بنما؟

يسعى ترمب من خلال مطالبته بالسيطرة على جزيرة غرينلاند وقناة بنما، لتحقيق مصالح اقتصادية وأمنية كبيرة للولايات المتحدة، لا سيما على حساب الصين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ألغام مضادة للدبابات تصل إلى مستودع أثاث في بولندا «عن طريق الخطأ»

عناصر من الجيش البولندي (رويترز)
عناصر من الجيش البولندي (رويترز)
TT

ألغام مضادة للدبابات تصل إلى مستودع أثاث في بولندا «عن طريق الخطأ»

عناصر من الجيش البولندي (رويترز)
عناصر من الجيش البولندي (رويترز)

غفل أفراد بالجيش البولندي عن نحو 240 لغماً مضاداً للدبابات، وانتهى بهم المطاف عن طريق الخطأ في مستودع إحدى شركات الأثاث، وفق ما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وأفادت وكالة «بي إيه بي» البولندية، اليوم السبت، نقلاً عن مكتب المدعي العام، بأن أربعة أفراد عسكريين مسؤولين عن هذا الخلط يواجهون عقوبات سجن لعدة أعوام.

وأكدت شركة تابعة لمجموعة الأثاث للوكالة أن الموظفين اكتشفوا شحنة بضائع عسكرية في يوليو (تموز) 2024. وأخذت الشرطة العسكرية الألغام في اليوم نفسه.

ورغم أن الخطأ تم ارتكابه قبل ستة أشهر، فإن البولنديين لم يكتشفوه إلا يوم الخميس الماضي عبر تقارير إعلامية على بوابتي «أونيت دوت بي إل» و«فيرتوالانا بولسكا» الإخباريتين.

وأقال وزير الدفاع فلاديسلاف كوسينياك كاميش رئيس إدارة تفتيش دعم القوات المسلحة في اليوم نفسه، واقترح خليفة له، أمس الجمعة. ولم تدل الوزارة بعد بسبب لتغيير المسؤول.

وكشفت بوابتا «أونيت دوت بي إل» و«فيرتوالانا بولسكا» الإخباريتان عن أن الألغام المضادة للدبابات كان من المفترض أن يتم تفريغها من قطار قرب مدينة شتشتين شمال البلاد الصيف الماضي، إلى جانب كمية كبيرة من المعدات العسكرية الأخرى، إلا أنه يبدو أن الجنود تركوا جزءاً من الشحنة الخطيرة بسبب الإهمال.