غريفيث: التصعيد في الحديدة يتعارض مع روح مفاوضات الحل الشامل

TT

غريفيث: التصعيد في الحديدة يتعارض مع روح مفاوضات الحل الشامل

وصف المبعوث الأممي الخاص باليمن التصعيد العسكري الأخير في الحديدة بأنه يتعارض مع روح المفاوضات القائمة بين الأطراف اليمنية لوقف إطلاق النار الشامل في البلاد، وأن هذا التصعيد ينتهك اتفاق وقف إطلاق النَّار في الحديدة، طبقا لبيان صدر أمس.
ورحبت الحكومة ببيان المبعوث الأممي، مبينة أن الميليشيات الحوثية هي المسؤولة عن هذا التصعيد وكان يتوجب على غريفيث قول ذلك بشكل واضح وصريح. وحذرت من أن تصعيد الحوثيين في الساحل الغربي سيؤثر على الجهود الأممية فيما يتعلق بالإعلان المشترك والحل الشامل، مشيرة إلى أن كل الخيارات مفتوحة أمامها في حال استمر التصعيد الحوثي في الحديدة.
وقال غريفيث في البيان إنه «يتابع بقلق بالغ التصعيد العسكري الذي حدث مؤخراً في محافظة الحديدة والتقارير الواردة حول وقوع عدد من الضحايا المدنيين بمن فيهم نساء وأطفال».
وأضاف أنَّ «التصعيد العسكري لا يمثِّل انتهاكاً لاتفاقية وقف إطلاق النَّار في الحديدة فحسب بل يتعارض مع روح المفاوضات القائمة التي ترعاها الأمم المتحدة للتوصّل إلى وقف لإطلاق النَّار في كافة أنحاء اليمن وتدابير إنسانية واقتصادية واستئناف العملية السياسية»، متابعا «أعمل مع جميع الأطراف، وأناشدهم لوقف القتال فوراً، واحترام التزاماتهم في اتفاق استوكهولم والتفاعل مع آليات التنفيذ المشتركة لبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة».
إلى ذلك، رحب راجح بادي المتحدث باسم الحكومة اليمنية بالبيان الذي أصدره المبعوث الخاص لليمن فيما يتعلق بالتصعيد العسكري الأخير في الساحل الغربي الذي قامت به الميليشيات الحوثية وهي التي قامت بهذا الانتهاك والتصعيد والاعتداءات على القوات رغم اتفاق استوكهولم ووجود المراقبين هناك. بحسب وصفه. وأضاف بادي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «كنا نتمنى من المبعوث الأممي أن يحدد من هي الجهة التي قامت بهذا التصعيد، والجهة التي قامت باختراق اتفاق استكهولم لكي يكون لهذا البيان مصداقية وجدية».
وتمنى المتحدث باسم الحكومة اليمنية على المبعوث الأممي «التحرك السريع لإيقاف هذا التصعيد واحترام الاتفاق الذي للأسف الشديد طيلة الفترة الماضية حوله الحوثيون إلى حبر على ورق في ظل صمت غريب وعجيب من المبعوث الأممي ورئيس بعثة المراقبين في الحديدة الجنرال (أبهاجيت) غوها الذي اتسم أداء بعثته للأسف بالضعف الشديد». وأشار بادي إلى أن «هذا التصعيد العسكري الخطير سيؤثر على جهود المبعوث فيما يتعلق بالإعلان المشترك، ويؤكد أن الحركة الحوثية غير جادة مطلقاً سواء في وقف النار أو التعاطي الإيجابي مع الإعلان المشترك، وكل الخيارات مفتوحة أمامنا للتعاطي مع هذا التصعيد الخطير».
وفي أول رد حوثي على بيان غريفيث الداعي إلى التهدئة في الحديدة زعم المتحدث باسم الجماعة وزير خارجيتها الفعلي المقيم في عمان محمد عبد السلام فليتة أن جماعته ترحب بالبيان بخصوص «التأكيد على الالتزام باتفاق استوكهولم والتعامل الإيجابي والفعال مع آليات التنفيذ المشتركة لبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة».
ويرجح سياسيون يمنيون أن الترحيب الحوثي جاء لمجرد ما وصفوه بـ«ذر الرماد في العيون» إذ إن الجماعة فعليا تواصل التصعيد في مختلف جبهات الحديدة وتحشد التعزيزات في مسعى لشن حرب شاملة ضد القوات المشتركة الموالية للحكومة الشرعية.
في الشق الميداني أفادت المصادر العسكرية اليمنية بأن الجماعة واصلت الخميس شن هجماتها لليوم السابع على التوالي في مناطق متفرقة من جبهات الحديدة وريفها الجنوبي باستخدام مختلف أنواع الأسلحة.
وذكر الإعلام العسكري أن القوات المشتركة صدت الهجمات الحوثية التي تجددت منذ الصباح حتى وقت الظهيرة في شارع صنعاء وقطاع شرق مدينة الصالح والمنظر بمدينة الحديدة بالتزامن مع تجدد الاشتباكات في قطاع الدريهمي جنوب المدينة بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وأوضحت المصادر أن الميليشيات التابعة لإيران «حاولت اختراق خطوط التماس في جولة سيتي ماكس بشارع صنعاء وكذلك شرق مدينة الصالح وجنوب غربي مدينة الدريهمي وباءت بالفشل الذريع ولقي العشرات من مسلحيها مصرعهم وجرح العشرات».
وأفاد المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة بأن القوات المشتركة التي تضم أيضا ألوية «حراس الجمهورية» و«الألوية التهامية» أحبطت الهجمات الحوثية بعد أن حاولت مجاميع مسلحة التسلل صوب مواقع القوات المشتركة.
وفي الأيام السبعة الماضية طالت الهجمات الحوثية مديرية حيس وبلدة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا ومركز مدينة التحيتا وعددا من القرى السكنية في مديرية الدريهمي ومنطقة كيلو 16 ومدينة الصالح شرق مدينة الحديدة ومنطقة الجاح بمديرية بيت الفقيه. وفق مصادر الإعلام العسكري للقوات المشتركة.
وتنوعت الخروق الحوثية للهدنة الأممية - بحسب الإعلام العسكري - بين عمليات استهداف وقصف مكثفة على القرى والأحياء السكنية ومزارع المواطنين والطرقات العامة والفرعية بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وبالقذائف المدفعية الثقيلة، وبين محاولات لاختراق الخطوط الأمامية وتنفيذ هجمات على مواقع القوات المشتركة.
وتتهم القوات الحكومية الجماعة الحوثية بأنها تسعى لنسف الهدنة الأممية الهشة المبرمة بموجب اتفاق استوكهولم أواخر 2018 من خلال آلاف الخروق التي ارتكبتها طيلة عامين، بخاصة بعد أن فشلت خطة الميليشيات في الزحف نحو مدينة مأرب في الأسابيع الماضية.
وتهدف الجماعة في أكثر محاولاتها إلى فك الحصار عن المئات من عناصرها المحاصرين في مركز مديرية الدريهمي والتي تسيطر القوات المشتركة على أغلب مناطق المديرية الواقعة جنوب مدينة الحديدة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».