رحالة رومانية خاضت بسبب «كورونا» تجربة العيش مع أسرة سعودية

قالت لـ«الشرق الأوسط» إن السعوديين مميزون بالكرم وفريدون في الضيافة

الرحالة الرومانية أكسينتي زارت العلا في الأسابيع الأولى من دخولها السعودية
الرحالة الرومانية أكسينتي زارت العلا في الأسابيع الأولى من دخولها السعودية
TT

رحالة رومانية خاضت بسبب «كورونا» تجربة العيش مع أسرة سعودية

الرحالة الرومانية أكسينتي زارت العلا في الأسابيع الأولى من دخولها السعودية
الرحالة الرومانية أكسينتي زارت العلا في الأسابيع الأولى من دخولها السعودية

قيدت جائحة «كوفيد-19» مسيرات كثير من الرحالة حول العالم الذين كانوا يخططون لعبور دول وقارات، وانتهى بهم الحال بإغلاق للحدود ومنع للتجول. وهذا بالفعل ما حدث مع رحالة رومانية كانت قد دخلت حدود السعودية براً وحدها، بدراجتها النارية.
وصلت الرحّالة إلى السعودية في فبراير (شباط) الماضي، بدراجتها النارية، بعد مرورها في أكثر من 16 دولة بين قارتي أوروبا وآسيا. البداية كانت من مدينة ميلان الإيطالية. ولكن ما إن دخلت السعودية، ووصلت إلى مدينة جدة، حتى صدر قرار منع التجول، ضمن الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار الجائحة. حينها، كانت في زيارة لإحدى الأسر السعودية، فاضطرت بسبب قرار الحجر إلى البقاء في ضيافتهم لمدة 5 أشهر.
تقول الرحالة إيلينا أكسينتي، في حديثها مع «الشرق الأوسط»، إنها كانت تخطط للبقاء في مدينة جدة لمدة أسبوع، ومن ثم تنطلق جنوباً، ولكن مع قرار منع التجول، رحبت العائلة السعودية بها، وعدتها جزءاً منها، وأكدوا لها أنهم سيتجاوزون الجائحة معاً.
فبقيت أكسينتي في ضيافتهم لمدة 5 أشهر. وفي سياق حديثها، قالت: «لا أستطيع التعبير عن مدى كرم هذه العائلة. فقد أصبحت خلال فترة قصيرة واحدة منهم. وخلال الشهور الثلاثة الأولى معهم، كنت أجالس أطفالهم، وأساعدهم في أداء واجباتهم المدرسية. كما شاركتهم في تنفيذ الأعمال المنزلية، وعشت معهم تجربة الصيام في شهر رمضان الكريم». وتُعبر عن ذلك بقولها إن روحها أصبحت سعودية مع مرور الوقت.
وبعد شهر رمضان، في يونيو (حزيران) الماضي، بدأت الحياة تعود لطبيعتها، وأُصيبت أكسينتي بفيروس «كورونا»، فاضطرت للبقاء مع العائلة لنحو شهر إضافي. وبعد تعافيها بشكل كامل، أكملت مسيرتها نحو جنوب المملكة، في يوليو (تموز) الماضي.
تقول الرحالة الرومانية أكسينتي التي تشارك مغامراتها بشكل مستمر من خلال حساباتها في منصات التواصل الاجتماعي، مثل «إنستغرام» و«فيسبوك» و«يوتيوب»، عبر حسابها @Helebiker، إنّها حاصلة على درجة الماجستير في «Drama therapist»، لكنّ مهنتها اليوم لم تعد تمثّلها، حسب وصفها، وتحوّلت منذ أكثر من سنة إلى رحّالة تسعى لتحقيق حلمها، وهو زيارة مختلف دول العالم بدراجتها النارية «هارلي».
وفي عام 2018، بدأت أولى مغامراتها مع الدراجة التي عبرت بها 7 دول في القارة الأفريقية، من المغرب إلى بوركينا فاسو، وقد استغرقت رحلتها ذهاباً وإياباً قرابة 4 أشهر.
واليوم، تخوض أكسينتي وحدها جولتها الجديدة حول العالم التي تسعى من خلالها إلى التواصل مع مختلف الشعوب، بهدف نشر التسامح، وإنشاء شبكة علاقات عالمية.
تقول أكسينتي إنّها هي مموّلة رحلتها بالكامل، فقد ادخرت بعض المال، وباعت سيارتها، من أجل هذه الرحلة. وتضيف أن ميزانيتها الأولية على وشك النفاد، بيد أنّها تفكّ بخطة بديلة للتمويل، وذلك استناداً إلى ما تملكه من معرفة وخبرات في مجال التمثيل الدرامي والمعالجة الدرامية، من خلال ممارسة عملها حيثما كان الأمر ممكناً، وقد تقوم بوظائف أخرى، في حال لم تتمكن من ممارسة عملها في مجال تخصصها. ولديها متجر عبر الإنترنت لبيع قمصان عليها شعارها ورسائل ملهمة.
ومن ميلان، حيث انطلقت رحلة أكسينتي عابرة كثيراً من الدول، مثل دول البلقان وسلوفينيا وكرواتيا ومونتينيغرو وكوسوفو وصربيا، وصولاً إلى رومانيا، ومنها إلى مولدوفا وترانسنيستريا، حيث عبرت بلغاريا واليونان وتركيا، لتبدأ بعدها رحلتها في دول الشرق الأوسط، فوصلت إلى لبنان بالعبارة، ودخلت إلى سوريا، حتى وصلت الأردن، وأخيراً عبرت الحدود لتصل إلى السعودية. وبذلك، تكون قد زارت 17 بلداً في رحلتها هذه، ولا تزال اللائحة طويلة، فهي في طريقها لزيارة إلى دول شرق آسيا.
ودخلت أكسينتي السعودية قبل 7 أشهر من تفشي الفيروس، وبدأت باستكشاف المملكة، من شمالها إلى جنوبها. وخلال رحلتها، صادفت قصصاً مثيرة. فبداية رحلتها كانت من تبوك (شمال غربي السعودية)، واستمرت في طريقها متجهة جنوباً على الشريط الغربي، لتعبر أملج والعلا وينبع، حتى وصلت مدينة جدة، حيث بقيت 5 أشهر.
وبعد عودة الحياة لطبيعتها، عادت أكسينتي لتكمل مسيرتها في استكشاف كنوز السعودية السياحية، فزارت فوهة الوعبة (فوهة بركانية قريبة من المدينة المنورة). ومن ثمّ أكلمت طريقها إلى الطائف، ومنها إلى جنوب السعودية، حيث الباحة والنماص، وزيارة مختلف مناطق عسير، بما فيها مدينة أبها، ووصلت إلى منطقة جازان (جنوب غربي السعودية)، وزارت جزر فرسان في الساحل. وفي الجبال، زارت كلاً من فيفا والريث ووادي لجب، لتصل بعد ذلك إلى منطقة نجران (جنوب السعودية)، حيث استضافتها بيوت السعوديين، من شمال المملكة إلى جنوبها. وعن الاستضافة قالت: «طوال رحلتي، ولمدة 7 أشهر، اعتنت العائلات السعودية بي بطريقة لا تصدق».
تقول أكسينتي عن زيارتها للسعودية: «كل المناطق التي زرتها فريدة، وكذلك سكانها»، وتوضح قائلة إن «الاختلاف الثقافي زاد إعجابي بالسعودية، وزاد اهتمامي بالتعرف على أشياء جديدة، وتبينها على المستوى الشخصي». وتابعت: «السعوديون مميزون فريدون في كرمهم وضيافتهم التي لا يضعون شروطاً مقابلها.
إضافة إلى انفتاحهم على التعايش واستضافة أجنبي لديهم؛ أحب كل شيء في السعودية، فيها شعرت أنني أنتمي إلى المكان، وتصرفت مثل السعوديون، وتعلمت ثقافتهم». وأشارت إلى أنّها خلال رحلتها لم تكن تقيم في فنادق، بل كانت تُستضاف في منازل الناس.
وتسعى الرحالة الرومانية إلى إكمال رحلتها حالما تفتح الحدود مجدداً، لتزور بعض الدول الخليجية، حتى تصل إلى جنوب آسيا، وتبدأ بزيارة كثير من الدول في القارة.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.