مصر تفتتح أول متحف للفنون الشعبية والتراثية

يضم مقتنيات نادرة منذ زمن الفراعنة وحتى العصر الحديث

مصر تفتتح أول متحف للفنون الشعبية والتراثية
TT

مصر تفتتح أول متحف للفنون الشعبية والتراثية

مصر تفتتح أول متحف للفنون الشعبية والتراثية

تستعد مصر، خلال الفترة المقبلة، لافتتاح أول متحف شامل للفنون الشعبية والتراثية كي يكون مرآة لإرثها الثقافي والفني بدايةً من عصر الفراعنة وانتهاءً بالعصر الحديث، بما في ذلك الحرف والصناعات التقليدية.
ويشمل المشروع نقل المقتنيات التراثية إضافة إلى تصميم العروض المتحفية وتجهيزها وفق أحدث التصاميم العالمية. ويلقى المتحف اهتماماً كبيراً من جانب القيادة السياسية للدولة، حسب الدكتور مصطفى جاد عميد المعهد العالي للفنون الشعبية، والمسؤول عن المتحف، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أنّه «يعكس إيمان الدولة بأهمية المحافظة على التراث».
وعلى مدار أكثر من 60 سنة، جمع باحثون وخبراء مقتنيات المتحف، الذي يُعد تطويراً لقسم صغير أنشئ عام 1957 من غرفتين بالمركز التابع لمعهد الفنون إلى أن قررت الدولة تحويله إلى متحف كامل في مبنى مستقل به كي يحتضن المقتنيات القديمة وعددها نحو 3000 قطعة إلى جانب عدد كبير من المقتنيات الجديدة التي جُمعت خلال هذا العام وفق أحدث المعايير المعروفة في علم المتاحف.
ويُعد المتحف، على حد تعبير جاد، «الأول من نوعه في مصر، إن لم يكن في المنطقة، لأسباب تتعلق بثراء مقتنيات المتحف، وأساليب العرض من جهة، وتفرد التراث المصري وتنوع مفرداته من جهة أخرى، فإذا كانت هناك متاحف هنا وهناك تتناول التراث، كمتحف الوادي الجديد أو سيوة فهي تخص بيئة بعينها، لكن لم يسبق أن تضمن متحف عرضاً شاملاً لجميع البيئات المصرية في مكان واحد، وكذلك لم يتضمن متحف من قبل كل مظاهر الإبداع الشعبي المصري بكل تقاسيمه المختلفة من عادات وتقاليد ومعتقدات وفنون الأداء الموسيقى والرقص والأزياء والحرف، حتى الفنون الخاصة بالأدب الشعبي والسير الذاتية والحكايات والأغاني، بحيث يمثل إطلالة شاملة لزائريه على الحياة المصرية».
ويعكس مبنى المتحف، المكون من طابقين، الهوية العمرانية والتراثية لمصر، حيث تستقبلك في الخارج مجموعة قطع تخص فولكلور الزراعة المصري مثل: الساقية المصرية والشادوف والمنجل والبلطة. يقول جاد: «يسهم ذلك في إبراز الدور الريادي المصري في مجال الزراعة، وقمنا بالحصول على هذه المقتنيات من بيئاتها الأصلية».
في الدور الأرضي ستشاهد في المدخل مجسماً للمحمل المصري ومكوناته ورحلة العائلة المقدسة، وشعراء السيرة الهلالية، ومنها تنتقل إلى القاعات على الجانبين وتضم عناصر من فولكلور مختلف أنحاء مصر، منها آلات الموسيقى الشعبية والأراجوز والأزياء والحليّ وقطع أثاث نادرة جُمعت من النوبة وسيناء والدلتا والصعيد والواحات وغير ذلك، كما يشمل وحدتي الترميم والتخزين، وبازاراً للنماذج المصنوعة للبيع، استناداً إلى المفهوم الحديث للمتاحف الذي يحتفي بالاستثمار الثقافي».
على يسار الدور الأرضي مساحة كبيرة تمت تغطيتها بالزجاج الأزرق السماوي، وهو عبارة عن مشهد فولكلور البحر وما يشمله من مراكب وأدوات صيد وبامبوطية وحلقات بيع السمك وعمل الشباك. ويطلق عليه «المتحف المفتوح» وأمامه ثلاثة مراكب. يقول جاد: «مجموعة حرفيين متخصّصين صنعوا المراكب خصيصاً للمتحف، في مراكب (الصال - السنمبك - الشراعي) كنوع محاكاة واحدة من أهم البيئات الساحلية في مصر وهي دمياط».
ويشمل المتحف مجسمات تعكس حياة الحارات والنجوع والقرى المصرية من الميلاد إلى الزواج إلى الوفاة مروراً بالأسواق والمقاهي الشعبية والاحتفالات. فضلاً عن مجسمات تمثل الحرف مثل الخيامية والنسيج والفخار والسجاد اليدوي والجلود والزجاج والخوص والنحاس والفضة، إلى جانب مفردات المهن الشعبية المصرية مثل بائع العرقسوس وبائعة الخضراوات، ومشاهد من الأسواق.
ووفق خبير التراث المصري فإنّ للمتحف «دوراً رئيسياً في ترشيح عناصر جديدة للتراث الثقافي غير المادي على قوائم منظمة اليونيسكو، لأنّ استمارة اليونيسكو تسأل عن مدى توفر البيانات والمعلومات المرتبطة بالعناصر المراد توثيقها في الأرشيفات والمتاحف الوطنية، لا سيما أن المتحف سيروي تفاصيل تخص الحرف».
ويضم المتحف مجموعة من القاعات الفنية التي من المقرر أن تقدّم برامج ثقافية وفنية، وقاعة تُنظّم برامج تدريبية للأطفال وورشاً لتعليمهم عمل مجسمات فنية تحاكي مقتنيات المتحف، وقاعة الوسائط المتعددة، التي ستقدم شرحاً وافياً للتراث الشعبي، إضافةً إلى قاعات التوثيق وقواعد البيانات والسينما، بما يسهم في نشر الثقافة الشعبية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.