شكري: سياسات تركيا التوسعية تزعزع استقرار المنطقة ولا تقود للحوار

أكد دعم مصر للحل الليبي - الليبي تحت مظلة الأمم المتحدة

وزير الخارجية المصري سامح شكري(رويترز)
وزير الخارجية المصري سامح شكري(رويترز)
TT

شكري: سياسات تركيا التوسعية تزعزع استقرار المنطقة ولا تقود للحوار

وزير الخارجية المصري سامح شكري(رويترز)
وزير الخارجية المصري سامح شكري(رويترز)

حذر وزير الخارجية المصري سامح شكري اليوم الأحد من الاعتماد على الأطراف الخارجية في الأزمة الليبية لأنها تعمل على تزكية الصراع وزيادة معاناة الشعب الليبي.
وقال شكري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأرميني زهراب مناتساكانيان، إن مصر تدعم الحل التوافقي الليبي - الليبي تحت مظلة الأمم المُتحدة، ويؤدي للانتقال من مرحلة مؤقتة إلى مرحلة دائمة تتسم بالاستقرار، ودعم كل الجهود المبذولة لحل أزمة ليبيا، لافتا إلى تدخلات خارجية لخدمة سياسات توسعية في ليبيا، ولا تخدم حل الأزمة وإنما تخدم فكرا تطرفيا يؤذي الأبرياء.
ولفت إلى أن مصر تعزز كل الجهود المبذولة للتوصل إلى حل ليبي يؤدي إلى خروج ليبيا من أزمتها، مشيرا إلى أن هناك جهودا تبذل وحوارات تتم بشكل مباشر وغير مباشر، ومصر ليس لديها أي تحفظ في هذا الصدد.
وعلق شكري على التصريحات التركية بشأن عودة العلاقات المصرية التركية، مشددًا على أن مصر ترصد الأفعال لا الحديث والتصريحات لأن الحديث إن لم يكن متفقا ومتوافقا مع السياسات فلا يصبح لهذا الحديث أهمية.
وأضاف: «نرى سياسات تركيا في التواجد العسكري على الأراضي الليبية والعراقية والتوتر القائم بشرق المتوسط، وكل ذلك ينبئ بسياسات توسعية مزعزعة للاستقرار في المنطقة، وهذا لا يقود لحوار وتفاهم وبدء صفحة جديدة، وليس الأمر بما يصرح به بل الأفعال والسياسات التي تعزز من الاستقرار وتتسق مع قواعد العلاقات الدولية».
بدوره، أكد زير خارجية أرمينيا أن أي محاولة لزعزعة الاستقرار في المنطقة وخاصة نقل الإرهابيين إلى بعض المناطق، أمر مرفوض تماما.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.