ليبيا: حملات توعوية لمحاصرة «كورونا»... وارتفاع نسبة المتعافين

فريق الحملة الوطنية للتوعية بـ«كورونا» في مراكز احتجاز للمهاجرين بطرابلس (المركز الوطني)
فريق الحملة الوطنية للتوعية بـ«كورونا» في مراكز احتجاز للمهاجرين بطرابلس (المركز الوطني)
TT

ليبيا: حملات توعوية لمحاصرة «كورونا»... وارتفاع نسبة المتعافين

فريق الحملة الوطنية للتوعية بـ«كورونا» في مراكز احتجاز للمهاجرين بطرابلس (المركز الوطني)
فريق الحملة الوطنية للتوعية بـ«كورونا» في مراكز احتجاز للمهاجرين بطرابلس (المركز الوطني)

وسط ازدياد الوفيات والإصابات بـ«كوفيد - 19» في ليبيا، تتواصل حملات التوعية المجتمعية بمخاطر الوباء، وكيفية التصدي له. وفي ظل تسجيل يومي لمئات من المصابين الجدد، أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض أمس، عن تعافي أكثر من 12 ألف حالة «بعد اعتماد بروتوكول الشفاء الجديد».
وتحدث المركز الوطني في مؤتمر صحافي عقده صباح أمس، عن اعتماد «بروتوكول الشفاء الجديد» من فيروس «كورونا»، وتأثيره في رفع نسبة المتعافين بالبلاد، مشيراً إلى أن الفرق التابعة للحملة الوطنية للتوعية المجتمعية تفقدت 5 مراكز لإيواء المهاجرين غير النظاميين داخل بلدية سوق الجمعة، ووزعت عليهم منشورات إرشادية بالإجراءات التي يجب اتخاذها تجنباً لتفشي الفيروس وخصوصاً في الأماكن المغلقة، مشيراً إلى أن الحملة التي تتم بشراكة مع المنظمة الدولية للهجرة ستتواصل في باقي البلديات بغية محاصرة الوباء. ووضع المركز الوطني خمسة شروط لتأكيد تماثل المرضى المصابين بـ«كورونا المستجد» للشفاء، وهي الشروط التي اعتمدتها اللجنة العلمية بالمركز. وقال بالنسبة للمرضى ذوي الأعراض، يستوجب مرور عشرة أيام من بداية ظهور الأعراض، بالإضافة إلى ثلاثة أيام إضافية على الأقل دون أعراض، «حيث لا توجد حمى ودون استخدام خافضات الحرارة، وتحسن في باقي الأعراض». وبالنسبة للحالات التي ليس لديها أي أعراض، اشترط المركز مرور عشرة أيام بعد ظهور النتيجة الموجبة لاختبار «RT - OCR»، على أن يستثنى من ذلك الحالات الحرجة التي يجب الاعتماد فيها على إجراء الاختبار، بحيث تكون النتيجة سلبية لإعلان شفائها. ونوه المركز الوطني إلى عدم ضرورة إجراء اختبارات لإنهاء العزل المنزلي، وقال إن الأشخاص الذين تم تشخيص حالتهم موجبة بالاختبار، ولم تظهر عليهم أعراض مرضية، أو كانت لديهم أعراض خفيفة، فيمكنهم إنهاء الحجر المنزلي، بعد مرور عشرة أيام على تشخيص الحالة وإضافة يوم واحد يكون فيه المريض خاليا من الحرارة دون استخدام خافضات الحرارة، مع حدوث تحسن في باقي الأعراض.
وانتهى المركز الوطني إلى أن الأشخاص الذين يعانون من أعراض شديدة فلا بد من بقائهم مدة قد تصل إلى 20 يوماً من بداية ظهور الأعراض. ورغم أن أعداد المتعافين في تصاعد، إلا أن نسبة الإصابات في تزايد مستمر اقترب من 23 ألف حالة، بالإضافة إلى تسجيل 352 وفاة بالمستشفيات والمراكز الطبية. وأعلن مدير مكتب الإعلام بمستشفى الهواري العام ببنغازي، هاني العريبي، تسجيل حالتي وفاة متأثرين بإصابتهم بفيروس «كورونا»، وقال العريبي في بيان أمس، إن الحالتين لرجلين من كبار السن. في السياق ذاته، قدمت القيادة العامة لـ«الجيش الوطني» مكافآت للأطقم الطبية، وفرق التمريض في بعض المستشفيات العسكرية بشرق ليبيا. وقال المقدم أيوب بوسيف، آمر الكتيبة (166 مشاة)، إن «المكافآت عبارة عن أغنام ومواد غذائية متكاملة لكل فرد من «الجيش الأبيض» من أطقم طبية وطبية مساعدة وفنيي التخدير المتواجدين حتى هذا اللحظة بالمستشفى الميداني العسكري أجدابيا». ولفت بوسيف إلى أن «أفراد (الجيش الأبيض) ضحوا بأنفسهم وجهودهم من أجل الوطن وتطوعوا للوقوف في الصفوف الأمامية لمواجهة هذا الوباء».
وكانت الأطقم الطبية وفرق التمريض في شرق ليبيا اشتكوا من تعرضهم لمضايقات واعتداءات وصلت إلى تهديد بعضهم بالأسلحة، بالإضافة إلى وفاة وإصابات العديد منهم بـ«كورونا».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.