تقهقر حوثي في مأرب... والجيش اليمني يتقدم لاستعادة حزم الجوف

اتهامات للميليشيات باستخدام خبراء إيرانيين لترويج انتصارات وهمية

TT

تقهقر حوثي في مأرب... والجيش اليمني يتقدم لاستعادة حزم الجوف

أكدت مصادر يمنية عسكرية يوم (الخميس) استمرار الميليشيات الحوثية في التقهقر والانكسار في أكثر من جبهة لا سيما في محافظتي مأرب والجوف وذلك بعد أن خسرت المئات من عناصرها في المواجهات التي يخوضها الجيش الوطني بإسناد من تحالف دعم الشرعية.
وفي الوقت الذي تحدثت فيه مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» عن إمكانية استعادة قوات الجيش لمدينة الحزم (مركز محافظة الجوف) اتهمت الحكومة الشرعية الجماعة الانقلابية بأنها لجأت إلى «التضليل الإعلامي» من أجل ترويج انتصارات وهمية في سياق سعيها لرفع معنويات أتباعها، بحسب ما جاء في تصريحات لوزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال معمر الإرياني.
في غضون ذلك أفادت المصادر بأن 40 حوثيا على الأقل قتلوا الأربعاء، وجرح آخرون في مواجهات مع قوات الجيش والمقاومة وجراء ضربات لتحالف دعم الشرعية في جبهة مديرية ماهلية جنوب محافظة مأرب.
وكانت الجماعة الانقلابية استغلت في الأيام الماضية ثغرات في خطوط دفاع قوات الشرعية مكنتها من السيطرة على مديرية ماهلية والتقدم في مديرية رحبة المجاورة، قبل أن تتمكن القوات من كسر الجماعة واستعادة زمام المبادرة.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصادر ميدانية قولها إن «قوات الجيش ورجال المقاومة نفّذوا كميناً محكماً لمجاميع تابعة لميليشيات الحوثي في جبهة ماهلية، أسفر عن مصرع ما لا يقل عن 40 عنصراً حوثياً وسقوط العديد من الجرحى، إلى جانب خسائر أخرى في المعدات».
وفي حين سيطرت قوات الجيش على المواقع التي كانت تتمركز فيها ميليشيا الحوثي، استهدف طيران التحالف تعزيزات للجماعة الانقلابية في طريقها إلى المنطقة، وأسفرت الغارات عن تدمير أربع عربات ومصرع جميع من كانوا على متنها. بحسب ما أورده المركز.
وفيما يتعلق بالمعارك الدائرة في محافظة الجوف، أوضح المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد عبده مجلي أن قوات الجيش والمقاومة الشعبية نفذت هجوماً مباغتا من عدة محاور على مناطق ومواقع كانت تتمركز فيها ميليشيا الحوثي المتمردة، وتمكنت على أثره من تحرير منطقة النضود بالكامل والتقدم إلى جبال «الشهلا».
وقال مجلي في تصريحات نقلها الموقع الرسمي للجيش اليمني (سبتمبر نت): «الجيش والمقاومة يواصلون التقدم لتطهير ما تبقى من المواقع، وسط انهيار معنوي ونفسي وفرار وتقهقر في صفوف الميليشيا الحوثية».
وأكد العميد مجلي أن المعارك مستمرة حتى تحرير كامل محافظة الجوف، مشيرا إلى أن الجيش والمقاومة الشعبية سيواصلون العمليات العسكرية التي تمكنت من خلالها سابقا من تطهير منطقة «الصبايغ»، وجبال «حويشيان»، و«المحازيم»، و«عرفان»، وتحرير مساحات واسعة في مختلف جبهات الجوف.
وتكمن أهمية المناطق التي تم تحريرها - بحسب مجلي - في أنها تمكن الجيش من قطع الطرقات على الميليشيا الحوثية والعمل على تأمينها، وأهمها خط اليتمة - مأرب، والطريق باتجاه «بير المرازيق»، وكذلك الطرقات إلى مدينة الحزم.
وأفاد العميد مجلي بأن ميليشيا الحوثي تكبّدت قتلى وجرحى، في جبهتي منطقة صلب ونجد العتق بمديرية نهم شرق العاصمة صنعاء، بنيران أبطال الجيش وغارات طيران التحالف.
ولفت إلى أن قوات الجيش سيطرت على مواقع حاكمة في جبهات المخدرة، وصرواح، والماهلية، وأحبطت محاولة الميليشيا للتسلل، وحاصرت مجاميعها وقضت عليها، وقطعت طرق إمداداتها.
وفي جبهتي الفاخر وباب غلق بمديرية قعطبة، شمال محافظة الضالع، قال مجلي إن «مدفعية الجيش دكت، مواقع الميليشيا مما أدى إلى تدمير مواقعها وتحصيناتها، في حبيل العبدي والمناطق المحيطة به».
وكانت المصادر العسكرية الرسمية أفادت، الأربعاء، بأن قوات الجيش مسنودة بالمقاومة الشعبية وطيران تحالف دعم الشرعية «واصلت تقدمها الميداني في جبهات القتال شرق مدينة الحزم بمحافظة الجوف لليوم الرابع على التوالي، وحررت كافة المواقع التي تتمركز فيها الميليشيات، في جبهة الشهلا، كما واصلت الزحف لتطهير ما تبقى من المواقع في جبهة النضود، وسط انهيار واسع في صفوف الميليشيا».
وتكبدت الجماعة الحوثية - بحسب المصادر - عشرات القتلى والجرحى، فيما درت مقاتلات تحالف دعم الشرعية أربع عربات مدرعة وأربع مركبات عسكرية حوثية كانت في طريقها لتعزيز الميليشيا.
وعلى صلة بمزاعم الجماعة حول تقدمها باتجاه مأرب، اتهم وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني في تصريحات رسمية خبراء «حزب الله» اللبناني وإيران بأنهم «يديرون عمليات تضليل إعلامي للتغطية على خسائر الميليشيات الحوثية الفادحة في جبهات مأرب والجوف».
وقال الإرياني إن الميليشيات «تحاول السيطرة على مدينة مأرب عبر حملات سياسية وإعلامية واستخدام الدعاية وبث الإشاعات والحرب النفسية، بعد فشلها في تحقيق أي اختراق عسكري باتجاه المدينة رغم المحرقة التي ساقت إليها عناصرها بالآلاف بمن فيهم قيادات الصف الأول وعتادها المنهوب من معسكرات الدولة‏».
وأشار إلى أن المتابع لخريطة المعارك العسكرية يدرك أن الحوثي فشل منذ 2015 في التقدم بجبهة صرواح التي تبعد عن مدينة مأرب 14 كيلومترا، فيما تبعد مديرية الجوبة عن المدينة ٧٠ كيلومترا‏.
وتابع بالقول: «استغلت ميليشيا الحوثي بعض الثغرات على خلفية أحداث مديرية ردمان لاختراق مديريات محافظة البيضاء باتجاه مأرب، وعقدت الصفقات مع تنظيمي (القاعدة، داعش) برعاية إيرانية لتأمين مرورها وتسليم وتسلم المواقع، في ظل انشغال الجيش والمقاومة والقبائل بمعارك مفتوحة على طول جبهات مأرب والجوف»‏.
وأضاف «هذه الاختراقات البسيطة والضخ الإعلامي الهائل الذي مارسته ميليشيا الحوثي بالتعاون مع مطابخ إعلامية والطابور الخامس، لا تعني الإخلال بموازين المعركة أو تغيير ميزان القوة العسكرية في جبهة مأرب لصالح الميليشيا، أو أن مدينة مأرب أصبحت في خطر، وهو ما يجب أن يستوعبه جيدا كل من وقع ضحية لهذه الدعايات الكاذبة»‏. وأكد أن الميليشيات الحوثية «لن تحقق أي إنجاز يذكر سوى الإلقاء بالمزيد من قياداتها وعناصرها وعتادها في محارق مفتوحة بجبهات مأرب والجوف، في وقت يدير فيه الجيش والمقاومة والقبائل بإسناد من تحالف دعم الشرعية معارك استنزاف ويمسكون بزمام المبادرة»، مشيرا إلى أن الأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت.


مقالات ذات صلة

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».