موسكو تدحض اتهامات غربية بـ«سرقة» معلومات عن لقاح «كورونا»

عاملة صحة روسية تستعرض عيّنتين من فحص {كورونا} في موسكو (أ.ف.ب)
عاملة صحة روسية تستعرض عيّنتين من فحص {كورونا} في موسكو (أ.ف.ب)
TT

موسكو تدحض اتهامات غربية بـ«سرقة» معلومات عن لقاح «كورونا»

عاملة صحة روسية تستعرض عيّنتين من فحص {كورونا} في موسكو (أ.ف.ب)
عاملة صحة روسية تستعرض عيّنتين من فحص {كورونا} في موسكو (أ.ف.ب)

نفى الكرملين صحة اتهامات غربية لروسيا بالعمل على سرقة معلومات تتعلق بتطوير لقاح لفيروس كورونا المستجد. وشدد الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف على «رفض محاولات جديدة لتشويه سمعة روسيا»، فيما أشار صندوق الاستثمارات المباشرة، المسؤول عن تطوير لقاحات روسية ضد الفيروس، إلى أن «آليات غير نزيهة للتنافس» تقف وراء الاتهامات الجديدة لروسيا.
وكان المركز البريطاني للأمن السيبراني قال إن لديه معطيات تثبت تورط أجهزة خاصة روسية بمحاولات هجمات إلكترونية، استهدفت الحصول على معلومات حول اللقاحات الجاري العمل عليها في بريطانيا. وتبع ذلك اتهامات مماثلة من جانب الولايات المتحدة وكندا. وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب في بيان أنه «من غير المقبول على الإطلاق أن تقوم أجهزة المخابرات الروسية بمهاجمة أولئك الذين يحاربون وباء فيروس كورونا. ستواصل بريطانيا مقاومة مثل هذه الهجمات الإلكترونية، وستعمل مع الحلفاء لكشف المسؤولين عنها ومعاقبتهم بشكل عادل».
وأثارت هذه التصريحات حفيظة موسكو التي نفت صحة الاتهامات «بشكل قاطع»، ولوحت «برد مناسب وملائم» على أي خطوات يمكن أن تتخذها لندن وحليفاتها في الغرب. وقال بيسكوف: «ليست لدينا معلومات عن الجهة التي كان بإمكانها اختراق شركات الأدوية ومراكز الأبحاث في المملكة المتحدة. يمكننا أن نقول أمرا واحدا: «لا علاقة لروسيا بهذه المحاولات». وزاد: «نحن لا نقبل مثل هذه الاتهامات وكذلك الاتهامات التي لا أساس لها من التدخل في الانتخابات البرلمانية لعام 2019».
ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية عن السفارة الروسية في لندن أن موسكو عرضت على الجانب البريطاني منذ سنوات التعاون في مجال مواجهة الهجمات السيبرانية. و«إذا تحدثنا عن التهديدات السيبرانية، فإننا نعرض منذ عدة سنوات على لندن إقامة حوار مهني لمعالجة القضايا الناشئة. وتعلم السلطات البريطانية عن نشاط المركز الوطني الروسي لتنسيق حوادث الكومبيوتر الذي تم إنشاؤه خصيصا لهذا الغرض. ومع ذلك، لم نتلق أي طلبات تتعلق بهذه الحوادث من خلال القنوات الرسمية. لذلك نحن ندرك أننا لا نتعامل مع اهتمام جدي بالأمن السيبراني، ولكن مع خطوة دعاية بحتة».
إلى ذلك، قال كيريل دميترييف، رئيس صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي، إن الهدف من اتهام موسكو بمحاولة سرقة معلومات تتعلق بتطوير لقاح لفيروس كورونا، هو «تشويه» اللقاح الروسي. وأضاف أن وراء الاتهامات «محاولة غير نزيهة للمنافسة». وزاد: «أعتقد أن هذه القصة برمتها هي محاولة لتشويه سمعة اللقاح الروسي من قبل بعض الأشخاص الذين يخشون النجاح، لأنه من المحتمل أن يكون المنتج الروسي أول لقاح يطرح في السوق والأكثر فعالية».
في غضون ذلك، أعلنت شركة «ر - فارم» للأدوية الروسية، الشروع بالترويج لعقارها المضاد لفيروس كورونا المستجد «كورونافير» في أسواق روسيا. وقالت الشركة، في بيان صحافي، إنها وزعت في الأسواق الروسية 7374 عبوة من الدواء الجديد «كورونافير» الذي وصفته بأنه يعد من الأدوية التي تستهدف مباشرة تكاثر فيروس كورونا المستجد وليس المضاعفات الناجمة عنه. وأوضحت أن العقار يمنع بشكل فعال تناسخ عناصر الفيروس، الأمر الذي تم إثباته خلال الاختبارات السريرية الضرورية لتسجيل الدواء، الذي صادقت عليه وزارة الصحة الروسية.
في الأثناء، واصلت روسيا تسجيل معدلات انتشار مستقرة للوباء، برغم أنها ما زالت مرتفعة. وأعلنت السلطات الصحية الروسية عن تسجيل 6406 إصابات و186 حالة وفاة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الأخيرة. لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية إلى 759203 إصابات و12123 وفاة منذ بداية تفشي الوباء.
وذكر مركز العمليات الروسي لمكافحة فيروس كورونا في تقريره اليومي أن عدد المتعافين ارتفع خلال اليوم الأخير بواقع 7681 حالة ليصل إلى 539373 حالة، بينما تبقى هناك 207707 حالات نشطة.
وتشير الأرقام إلى استقرار معدلات الإصابة اليومية بواقع لا يتجاوز 6.5 ألف حالة خلال الأسبوعين الأخيرين.


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.