مصر: اعتقال شاب بشبهة الاعتداء جنسياً على عشرات الفتيات

رجل يمر من أمام جدارية تحمل اسم القاهرة في أحد شوارع العاصمة المصرية (رويترز)
رجل يمر من أمام جدارية تحمل اسم القاهرة في أحد شوارع العاصمة المصرية (رويترز)
TT

مصر: اعتقال شاب بشبهة الاعتداء جنسياً على عشرات الفتيات

رجل يمر من أمام جدارية تحمل اسم القاهرة في أحد شوارع العاصمة المصرية (رويترز)
رجل يمر من أمام جدارية تحمل اسم القاهرة في أحد شوارع العاصمة المصرية (رويترز)

اعتقلت السلطات المصرية، مساء أمس السبت، شاباً يُشتبه في أنّه اعتدى جنسياً على عشرات الفتيات، حسب ما أعلن مصدر أمني، وذلك بعد حملة على وسائل التواصل الاجتماعي دعت السلطات إلى التحرّك.
ونُشرت في الآونة الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي شهادات تُفصّل عمليات ابتزاز واعتداء جنسي رهيبة ارتكبها شاب ضدّ فتيات كثيرات في مصر، الأمر الذي أثار غضب مستخدمي الإنترنت.
ويشتبه بأنّ الموقوف اغتصب أو حاول اغتصاب عشرات النساء والفتيات، وتحرّش بهن، وبين هؤلاء فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً فقط حاول الاعتداء جنسياً عليها.
وحسب إحدى الشهادات، التي نُشرت الأربعاء على موقع «إنستغرام»، فإنّ هذه الاعتداءات الجنسية حصلت اعتباراً من عام 2018 على أقلّ تقدير. كما انتشر على نطاقٍ واسع في كلّ من «تويتر» و«فيسبوك» وَسمٌ باسم الجاني المزعوم، ودعا مستخدمو الموقعَين السلطات إلى التحرّك.
وقال المصدر الأمني إنّ «الشخص المتّهم بالتحرّش بهؤلاء النساء اعتُقل، وسيُلاحق قضائياً بعد الاتهامات التي وُجّهت إليه على مواقع التواصل الاجتماعي». وأشار إلى أن «على الأشخاص المعنيّين تقديم شكاوى رسميّة» بحقّ الموقوف، من دون أن يُحدّد هويته.
ولاحقاً أعلنت النيابة العامة اسم المشتبه به، مؤكدة أنها فتحت تحقيقاً في القضية.
وأوضحت النيابة العامة، في بيان، أنّها لم تتلقّ أي شكاوى رسمية أو بلاغات بحق المشتبه به «سوى شكوى واحدة من إحدى الفتيات قدّمتها عبر الرابط الإلكتروني الرسمي لتقديم الشكاوى إلى النيابة العامة، مساء أمس الموافق الثالث يوليو (تموز) الحالي، التي أبلغت فيها عن واقعة تهديد المشكو في حقّه لها خلال نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2016 لممارسة الرذيلة معها. وجارٍ اتخاذ اللازم قانوناً بشأنها».
كان المجلس القومي للمرأة قدّم، السبت، شكوى إلى النائب العام لفتح تحقيق. وقال المجلس، في بيان، إنه «في ضوء متابعة المجلس القومي للمرأة لمواقع التواصل الاجتماعي، تبيَّن وجود صفحة على تطبيق (إنستغرام) تمّ تدشينها من قبل بعض الفتيات والسيّدات يشكين فيها من قيام شخص باغتصاب البعض منهنّ، وهَتك عرض والتحرش جنسيّاً بالبعض الآخر».
وأضاف البيان أنّ «الصفحة التي يُتابعها الآلاف من المتابعين، تتضمّن رسائل نصّية وصوتيّة خادشة للحياء قام هذا الشاب بإرسالها إلى العديد من الطفلات والفتيات بهدف التهديد والابتزاز». وتابع: «تلقّى المجلس العديد من النّداءات والمناشدات من الضحايا المجني عليهن بشأن قيام الشخص ذاته بابتزازهن وتهديدهن، مستغلاً ما يَحتفظ به من صور ومقاطع توثّق جرائمه النكراء في التشهير بهن إذا قمن بالإبلاغ عنه للسلطات المختصّة».
وناشد المجلس جميع النساء المعنيّات «التقدّم ببلاغ رسمي ضدّ هذا الشابّ، حتّى ينال عقابه الذي يستحقّ طبقاً للقانون».
وحسب معلومات نشرت على الإنترنت، فإنّ الموقوف طالب جامعي. وقالت الجامعة الأميركيّة في القاهرة، في بيان، إنّ المشتبه فيه كان طالباً لديها قبل أن يُغادرها في عام 2018.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».