نسخة «كورونا» الحالية معدية أكثر من السابقة

عمال صحة يأخذون قسطاً من الراحة في مستشفى بهيوستن (أ.ف.ب)
عمال صحة يأخذون قسطاً من الراحة في مستشفى بهيوستن (أ.ف.ب)
TT

نسخة «كورونا» الحالية معدية أكثر من السابقة

عمال صحة يأخذون قسطاً من الراحة في مستشفى بهيوستن (أ.ف.ب)
عمال صحة يأخذون قسطاً من الراحة في مستشفى بهيوستن (أ.ف.ب)

أظهرت دراسة نشرتها مجلة «سيل» أن النسخة الحالية من فيروس «كورونا» المستجد، تصيب خلايا أكثر من تلك التي كانت منتشرة في البداية في الصين، ما جعلها أكثر تسبباً للعدوى بين البشر.
وبينما لا تزال هذه النظرية بحاجة إلى إثبات، قال أنطوني فاوتشي مدير معهد الأمراض المعدية في الولايات المتحدة لمجلة «جاما»: «لا نعرف حتى الآن ما إذا كان الشخص يتحمل هذه النسخة بشكل أفضل أم لا؛ لكن يبدو أن الفيروس يتناسخ بشكل أكبر، وقد تكون عدواه أقوى، إلا أننا لا نزال في طور تأكيد ذلك. وثمة علماء كبار في جينيات الفيروس يعملون على ذلك»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وبعد خروجها من الصين ووصولها إلى أوروبا، أصبحت النسخة الجديدة للفيروس الذي يتحول مثل كل الفيروسات الأخرى، مسيطرة. وانتقلت هذه النسخة الأوروبية لاحقاً إلى الولايات المتحدة. ويتقفى باحثون عبر العالم التحولات الجينية للفيروس، ويفككون مجين تلك التي يجدونها، ويتشاركونها في قاعدة بيانات دولية، باتت تضم أكثر من 30 ألف مجين حتى الآن.
وأجرى الدراسة الجديدة باحثون من جامعتي «شيفيلد» و«ديوك» والمختبر الوطني في لوس ألاموس. وتبين لهم أن النسخة المتحولة التي سميت «دي 614 جي» باتت مهيمنة، وعبروا عن قلقهم من أن التحول يجعل الفيروس «أكثر قابلية للانتقال». وقد عرضوا نتائج أعمالهم عبر الإنترنت على موقع مخصص للأبحاث والدراسات العلمية، قبل نشرها رسمياً.
إلا أن هذه النتيجة تعرضت للانتقاد؛ لأن الفريق لم يثبت أن التحول بحد ذاته هو سبب هيمنة هذه النسخة من الفيروس، وربما استفاد من عوامل أخرى أو بالصدفة؛ ما دفع العلماء إلى إجراء تجارب إضافية بطلب من ناشري مجلة «سيل». وحللوا بداية بيانات 999 مريضاً بريطانياً أُدخلوا المستشفى لإصابتهم بـ«كوفيد- 19» ووجدوا لدى الذين أصيبوا بالفيروس المتحول عدداً أكبر من الجزئيات الفيروسية، من دون أن يؤثر ذلك على خطورة إصابتهم، ما شكل نبأ مشجعاً.
من جهة أخرى، أظهرت تجارب في المختبر أن النسخة المتحولة من الفيروس قادرة على إصابة الخلايا البشرية أكثر بثلاث إلى ست مرات. وقالت إريكا أولمان سافاير التي أجرت إحدى هذه التجارب في «لا جويا إينستيتوت فور إيميونولودجي»، إنه «يبدو مرجحاً أنه فيروس أكثر قدرة». لكن كل ذلك يبقى «في خانة الترجيح»، إذ إن التجربة في الأنبوب لا يمكن أن تحاكي الدينامية الفعلية للجائحة. لكن يمكن القول بالحد الأدنى، إن فيروس «كورونا» المستجد المنتشر حالياً «معدٍ أكثر»؛ لكن هذا لا يعني أن عدواه تنتقل أكثر بين البشر، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وكتب نايثن غروبو من جامعة «يال»، وزملاؤه، في مقال منفصل، أن «هذه النسخة باتت هي الجائحة الآن». وأضاف أن النسخة الجديدة «لا ينبغي أن تغير بشيء إجراءات الحماية أو أن تفاقم الإصابات الفردية».
وأضاف: «إننا نشهد على عمل علمي بالوقت الحقيقي. هذا اكتشاف مثير للاهتمام، وقد يطال ملايين الأشخاص؛ لكن لا نزال نجهل تأثيره النهائي. لقد اكتشفنا الفيروس قبل ستة أشهر، وسنستمر بتعلم الكثير بشأنه في الأشهر الستة المقبلة».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.