أعلنت شركة «ديزني»، أمس (الخميس)، أنها تعتزم إعادة تشكيل واحدة من أشهر الألعاب الترفيهية في متنزهها الشهير، وهي «سبلاش ماونتن»، التي تصور شخصيات وأغاني من فيلم «أغنية الجنوب» الموسيقي العنصري من إنتاج عام 1946. ومن شأن المجرى المائي الترفيهي في المتنزه أن يُعاد تصميمه، وفقاً لفيلم «الأميرة والضفدع» الموسيقي من إنتاج عام 2009، الذي يقدم شخصية الأميرة السمراء «تيانا»، للمرة الأولى من إنتاج شركة «ديزني».
ومن شأن اسم «سبلاش ماونتن» أن يتغير هو الآخر، ليحل محله اسم «مغامرات جديدة مع الأميرة تيانا»، بصفته العنوان الجديد، وهو تيمة الفيلم الجديد من إنتاج الشركة الذي تدور أحداثه في خليج لويزيانا.
وتقول السيدة كارمن سميث، نائبة رئيس شركة «والت ديزني» لشؤون التطوير الإبداعي واستراتيجيات الإدماج في شعبة التخيل الابتكاري: «من المهم للغاية أن يتمكن ضيوفنا من رؤية أنفسهم ضمن التجارب الإبداعية التي نخرجها من أجلهم».
ومن شأن التعديلات الجديدة التي سوف تجري على المجرى المائي في حديقة ديزني وورلد في فلوريدا، وحديقة ديزني لاند في كاليفورنيا، أن تكلف الشركة عشرات الملايين من الدولارات بكل بساطة.
وتعمل شركة «ديزني» في الآونة الراهنة على حذف صور «أغنية الجنوب»، مع الوضع في الحسبان الحسابات الوطنية لإقرار العدالة العرقية في البلاد. وكانت الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في طول البلاد وعرضها، إثر مقتل الموطن الأميركي الأسود جورج فلويد على أيدي ضابط شرطة أبيض في مدينة مينيابوليس، قد حفزت مجموعة واسعة من الشركات العاملة في الولايات المتحدة على اتخاذ إجراءات لازمة طال انتظارها. وقد أعلنت شركة «كواكر أوتس» للمواد الغذائية، على سبيل المثال، اعتزامها التخلي تماماً عن علامة «العمة جميما»، وهي من العلامات التجارية العنصرية المعروفة منذ 131 عاماً.
وفي قصة «سبلاش ماونتن» المشار إليها، ناقش المسؤولون التنفيذيون في شركة «والت ديزني» بصورة خاصة التخلي تماماً عن تيمات «أغنية الجنوب» المعروفة لمدة 5 سنوات على الأقل. وكانت الشركة قد أعلنت، خلال الصيف الماضي، عن خطة جديدة لتغيير جولة المجرى المائي، اتساقاً مع رواية «الأميرة والضفدع». وكان السيد بوب وايز، رئيس شعبة التخيل الابتكاري لدى الشركة، قد أصدر التكليف بصياغة المفهوم الفني للرواية الجديدة. وقالت الشركة إنها سارعت إلى الكشف عن المشروع الجاري للمجال العام نتيجة للجدالات الثقافية الدائرة في الآونة الراهنة حول الحوادث ذات الطبيعة العرقية في البلاد.
وقال السيد وايز، في مقابلة مع أحد المنافذ الإعلامية من إدارة شركة ديزني، موقع «D23.com»: «لقد مر عام كامل، أو نحوه، منذ أن شرعنا في مناقشة وتطوير هذا المفهوم الفني الجديد على وجه الخصوص».
وبدأت الالتماسات والعرائض في الظهور عبر شبكة الإنترنت، خلال الأسابيع الأخيرة، بشأن تيمة «سبلاش ماونتن» لدى شركة ديزني. ووقع أكثر من 21.300 شخص على التماس، يطالبون شركة ديزني من خلاله بالتخلص من «السمات النمطية العنصرية المسيئة» الواضحة في جولة المجرى المائي في «سبلاش ماونتن». كما وقع نحو 26.300 شخص آخرين على التماس آخر عبر موقع «Change.org»، يطلبون فيه من شركة «ديزني» المحافظة على جولة المجرى المائي كما هي، مع تغيير التيمات المصاحبة لها. وربما يبدو لبعضهم أن التنافس على تغيير التيمات المصاحبة لجولة ترفيهية بأحد المجاري المائية في حديقة «ديزني» من المطالبات السخيفة، لا سيما على خلفية جائحة وباء كورونا الراهنة التي تعاود التصاعد مرة أخرى، غير أن شركة «ديزني» تمثل جزءاً كبيراً من الأسلوب الذي يعيش به عدد كبير من الأشخاص حياتهم -وكيف يصنعون ذكرياتهم- لدرجة أن أقل التغييرات التي تدخل على تيمات الحدائق الترفيهية لدى الشركة من شأنها إثارة حفيظة، وربما غضب، كثير من الناس. وللسبب نفسه أيضاً، من شأن إضافة تيمة رئيسية جديدة حول شخصية ترفيهية سمراء أن يكون له أبلغ الآثار الإيجابية على زوار الحديقة، من الصغار والشباب والكبار، لا سيما الملونين منهم.
وهناك من قال إن «الجمال النائم» و«سندريلا» كان لديهما قلاع، وأن «ليتل ميرميد» و«فروزن سيسترز» كان لهما جولات مائية، فلماذا لا يكون هناك شيء مخصص للأميرة السمراء «تيانا»؟
ويروي فيلم «الأميرة والضفدع» قصة امرأة شابة سمراء جرى إقناعها بتقبيل ضفدع هو أمير في الأساس. ولكن التعويذة تأتي بنتائج معاكسة، إذ تتحول الشابة السمراء نفسها إلى كائن برمائي، وتواصل رحلة البحث عن علاج رفقة فراشة الكاجون وتمساح محلي.
وعلى غرار مثيلاتها من أميرات عالم ديزني الحديث، تعد «تيانا» من الطيور المغردة قوية الإرادة (وهي تصور شخصية الممثلة الأميركية السمراء أنيكا نوني روز الحائزة على جائزة توني في التمثيل في عام 2004). وتتكشف الرواية على خلفية صاخبة من تيمات السحر الأسود وموسيقى الجاز القوية، وقد شاركت الإعلامية الأميركية السمراء الشهيرة أوبرا وينفري، رفقة الممثلة السمراء جينفر لويس، بالأداء الصوتي المميز في الفيلم الترفيهي.
وحصل الفيلم حتى الآن على كثير من التعليقات والتعقيبات القوية، وجرى ترشيحه لنيل 3 جوائز أوسكار، بيد أن مبيعات التذاكر كانت غير مشجعة، ويرجع ذلك في جزء منه إلى صعوبة تعامل الأطفال المعتادين على التقنيات الحديثة المستخدمة في أفلام من إنتاج شركة «بيكسار»، على سبيل المثال، مع الرسوم المنفذة يدوياً في «الأميرة والضفدع». ومنذ إصدار الفيلم للعرض العام، تحول إلى نجم التسويق الأول لشركة «والت ديزني»، لا سيما مع ارتفاع مبيعات فساتين الأميرة «تيانا» للفتيات الصغيرات. وكانت شركة «ديزني» قد عملت على تحديث جولات المجاري المائية في المتنزهات الخاصة بها عدة مرات على مدار السنوات الماضية حتى تجعلها أكثر اتصالاً بالأطفال، ولإزالة التصاوير القديمة. وفي عام 2017، على سبيل المثال، تمت إزالة مزاد العروس، ومشهد مطاردة المجرمون المخالفون للقانون للنساء من «قراصنة الكاريبي». وأيضاً في العام نفسه، أغلقت شركة «ديزني» فندق «توايلايت زون تاور أوف تيرور»، وهي لعبة شهيرة تصور فندقاً شهيراً بمصاعد لا تعمل بصورة جيدة، وحولت مبنى الفندق إلى جولة جديدة تماماً، تعتمد على تيمة «مارفلز غارديانز أوف ذا غالاكسي».
وحتى الآن، على أقل تقدير، سوف يبقى لدى الشركة «سبلاش ماونتن» واحد فقط، وهو موجود في الجولة المائية بحديقة ديزني لاند في العاصمة اليابانية طوكيو التي لا تملكها شركة ديزني الأميركية (حيث رخصت الشركة الأميركية حق استخدام الشخصيات والمنتجات لشركة أورينتال لاند اليابانية). وقالت المتحدثة الرسمية باسم شركة «ديزني» الأميركية إنه لا توجد خطط حالية لترخيص حق استغلال شخصيات ومنتجات فيلم «الأميرة والضفدع» لصالح أي جهة أو شركة خارجية حتى الآن.
- خدمة «نيويورك تايمز»
«ديزني» تزيل لعبة «عنصرية» وتستبدل «الأميرة السوداء تيانا» بها
https://aawsat.com/home/article/2356091/%C2%AB%D8%AF%D9%8A%D8%B2%D9%86%D9%8A%C2%BB-%D8%AA%D8%B2%D9%8A%D9%84-%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A9-%C2%AB%D8%B9%D9%86%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9%C2%BB-%D9%88%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%A8%D8%AF%D9%84-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%86%D8%A7%C2%BB-%D8%A8%D9%87%D8%A7
«ديزني» تزيل لعبة «عنصرية» وتستبدل «الأميرة السوداء تيانا» بها
رسم تصوري للعبة الجديدة «مغامرات مع الأميرة تيانا» (نيويورك تايمز)
- نيويورك: بروكس بارنز
- نيويورك: بروكس بارنز
«ديزني» تزيل لعبة «عنصرية» وتستبدل «الأميرة السوداء تيانا» بها
رسم تصوري للعبة الجديدة «مغامرات مع الأميرة تيانا» (نيويورك تايمز)
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة

