ناشطة انتقدت عون و«حزب الله» تواجه تهمة «التعامل مع إسرائيل»

TT

ناشطة انتقدت عون و«حزب الله» تواجه تهمة «التعامل مع إسرائيل»

تحوّلت الناشطة اللبنانية كيندا الخطيب، من محتجزة بسبب آرائها السياسية وتغريداتها التي طالت رئيس الجمهورية ميشال عون و«حزب الله» والسلطة، إلى متهمة بـ«التعامل مع إسرائيل»، بعد أن وجّه القضاء العسكري اتهاماً رسمياً لها بـ«التواصل مع جواسيس يعملون لحساب الدولة العبرية، ودخول فلسطين المحتلة».
فبعد أربعة أيام على التحقيقات الأولية التي خضعت لها أمام جهاز الأمن العام اللبناني، بإشراف مباشر من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالإنابة القاضي فادي عقيقي، ادعى الأخير على الخطيب (24 عاماً)، بـ«التعامل مع إسرائيل». وأسند إليها جرائم «دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة والتعامل مع جواسيس العدو الإسرائيلي ومع المتعاملين لمصلحته، وتسهيل تعامل اللبناني المدعى عليه شربل الحاج مع العدو الإسرائيلي عن طريق تأمين ظهوره الإعلامي على القناة 11 الإسرائيلية، مستغلة علاقتها بأحد الصحافيين الإسرائيليين».
وأحال القاضي عقيقي المدعى عليها مع الملف على قاضي التحقيق العسكري الأول بالإنابة القاضي فادي صوان، طالباً استجوابها وإصدار مذكرة توقيف وجاهية بحقها سنداً للجرائم المذكورة، كما طلب إصدار مذكرة توقيف غيابية بحق اللبناني الفار من الملاحقة شربل الحاج، وهو موجود خارج لبنان. وباشر القاضي صوّان دراسة الملف تمهيداً للبدء في استجوابها اليوم أو غداً بحضور وكيلها القانوني، واتخاذ القرار المناسب في ضوء نتائج التحقيق.
ويتزامن اتهام الخطيب بهذه الجرائم، مع استدعاء الأجهزة الأمنية عشرات الناشطين في الحراك الشعبي، على خلفية تغريدات وحملات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، تهاجم عهد الرئيس ميشال عون والحكومة و«حزب الله» وتتهمهم بإيصال البلاد إلى الانهيار الاقتصادي والمالي وبلوغ اللبنانيين مرحلة المجاعة.
إلا أن مصدراً قضائياً تحدث إلى «الشرق الأوسط» أصر على أن «الأفعال المنسوبة إلى كيندا الخطيب تقع ضمن اختصاص القضاء العسكري، ولا علاقة لها بمواقفها السياسية من الحكومة وأحزاب السلطة. والجرائم التي اتهمت فيها استندت إلى معطيات ومعلومات استقتها الأجهزة الأمنية، وبعد التثبت من دخولها الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2020 ولقائها هناك بأشخاص إسرائيليين».
وعما إذا كانت الموقوفة اعترفت في التحقيقات الأولية بدخول إسرائيل، وعلاقتها بأشخاص إسرائيليين كما ورد في الادعاء، دعا المصدر القضائي إلى «انتظار نتائج التحقيق الاستنطاقي الذي سيجريه قاضي التحقيق بحضور محامي الدفاع، وعندها يتبيّن ما إذا كانت هذه المعلومات صحيحة أم ملفقة». وواجه مناهضون لـ«حزب الله» اتهامات بـ«التعامل مع إسرائيل» ثبت لاحقاً بطلانها. وأدى كشف تلفيق قضية مشابهة للناشط زياد عيتاني إلى محاكمة المقدّم في قوى الأمن الداخلي سوزان الحاج، والمقرصن إيلي غبش العام الماضي.
ومع إحضار الناشطة من مكان احتجازها لدى المديرية العامة للأمن العام، إلى مقرّ المحكمة العسكرية في المتحف، نفّذ العشرات من أقارب ورفاق الخطيب وعدد من الناشطين، اعتصاماً أمام مقرّ المحكمة العسكرية، ورفعوا لافتات حملت شعار «الحريّة لكيندا الخطيب». ورددوا هتافات تطالب بوقف ملاحقة الناشطين على مواقفهم السياسية، وإطلاق سراح كل من يخضعون للتحقيق.
وترافقت هذه التحركات مع إجراءات أمنية مشددة فرضتها الشرطة العسكرية في الجيش اللبناني، وفرقة مكافحة الشغب التابعة لقوى الأمن الداخلي عند مداخل المحكمة العسكرية وفي محيطها. وتخوّف المشاركون في الاعتصام من «استخدام تهمة العمالة لإسرائيل للانقضاض على الثوار والناشطين». وحذّرت سلوى م. وهي إحدى زميلات كيندا من «مخطط يهدف لاعتقال كل صوت يعترض العهد والحكومة».
وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن اتهام زميلتها بالتعامل مع إسرائيل سبق اعتقالها مع شقيقها بأسابيع. وأشارت إلى أن «جمهور (حزب الله) كان يردّ على تغريداتها بوصفها عميلة إسرائيلية... هل هي مصادفة أن يجري اعتقالها على خلفية تغريدة ثم تكتشف الدولة أنها عميلة؟».
في المقابل، برر المصدر القضائي توقيف بندر الخطيب، شقيق كيندا، بأنه «جاء في معرض مداهمة كيندا، وليس بسبب تغريداته، وذلك بعد ضبط بندقية حربية في المنزل عائدة له وهي غير مرخصة». وأضاف أنه «بعد ساعات قليلة على توقيفه وضبط إفادته عن أسباب حيازة بندقية جرى الإفراج عنه».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.