المغرب يقرّ تدابير لتخفيف الحجر الصحي

فتح محلات الترفيه بنسبة ٥٠ % من الطاقة الاستيعابية

عناصر من الطاقم الطبي المغربي أثناء جولة لإجراء فحص «كوفيد - 19» (أ.ف.ب)
عناصر من الطاقم الطبي المغربي أثناء جولة لإجراء فحص «كوفيد - 19» (أ.ف.ب)
TT

المغرب يقرّ تدابير لتخفيف الحجر الصحي

عناصر من الطاقم الطبي المغربي أثناء جولة لإجراء فحص «كوفيد - 19» (أ.ف.ب)
عناصر من الطاقم الطبي المغربي أثناء جولة لإجراء فحص «كوفيد - 19» (أ.ف.ب)

أقرت السلطات المغربية أمس الأحد مجموعة من الإجراءات والتدابير لتأطير المرحلة الثانية من مخطط تخفيف الحجر الصحي بالبلاد.
ذكر بيان مشترك بين ثلاث وزارات هي: الداخلية والصحة والصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، اليوم الأحد، أنه بناء على القرار المتخذ من طرف السلطات العمومية، والمتعلق بالمرور إلى المرحلة الثانية من «مخطط تخفيف الحجر الصحي» ابتداء من 24 يونيو (حزيران) الجاري عند منتصف الليل، وأخذا بعين الاعتبار ضرورة تحقيق التوازن بين تطورات الوضعية الوبائية في المملكة ومتطلبات العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية وإعادة تحريك عجلة الاقتصاد الوطني، فقد تم اتخاذ مجموعة من التدابير.
ففيما يتعلق بالتدابير المقررة لإنعاش الأنشطة الاقتصادية في سائر أنحاء البلاد تقرر السماح للمقاهي والمطاعم بتقديم خدماتها بعين المكان، مع عدم تجاوز نسبة 50 في المائة من طاقتها الاستيعابية، واستئناف الأنشطة التجارية بكل من المراكز التجارية والمجمعات التجارية الكبرى والقيساريات، وفق شروط محددة.
كما تقررت إعادة فتح محلات الترفيه والراحة، مثل القاعات الرياضية والحمامات، مع عدم تجاوز نسبة 50 في المائة من طاقتها الاستيعابية، واستئناف الأنشطة المرتبطة بالإنتاج المسموع والمرئي والسينمائي.
وتقرر أيضا استئناف النقل العمومي بين المدن، سواء الطرقي أو السككي، وفق شروط محددة، واستئناف الرحلات الجوية الداخلية، وفق شروط محددة.
وبالنسبة للتدابير المقررة على مستوى منطقة التخفيف رقم 1، تقرر السماح بالتنقل بين الجهات المصنفة في منطقة التخفيف رقم 1، شريطة الإدلاء بالبطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية (الهوية)، وفتح الفضاءات الشاطئية، مع ضرورة احترام التباعد الجسدي، وإعادة فتح ملاعب القرب المقامة بالهواء الطلق، واستئناف الأنشطة السياحية الداخلية وفتح المؤسسات السياحية، على ألا تتجاوز 50 في المائة من طاقتها في الإيواء والإطعام.
وبخصوص التدابير المقررة على مستوى منطقة التخفيف رقم 2، تقرر أيضا السماح بالتنقل داخل المجال الترابي للعمالة أو الإقليم (المحافظات)، دون «رخصة استثنائية للتنقل»، وإلزامية التوفر على رخصة مهنية (أمر بمهمة) أو رخصة استثنائية مسلمة من طرف السلطات المحلية لأسباب أو ظروف قاهرة، من أجل التنقل خارج المجال الترابي للعمالة والإقليم (المحافظة)، ورفع الإجراء القاضي بإغلاق المتاجر على الساعة 8 مساء، إعادة فتح قاعات الحلاقة والتجميل، مع عدم تجاوز نسبة 50 في المائة من طاقتها الاستيعابية.
وتقرر أيضا إعادة فتح الفضاءات العمومية بالهواء الطلق، من متنزهات وحدائق وأماكن عمومية، واستئناف ممارسة الأنشطة الرياضية الفردية بالهواء الطلق، كالمشي واستعمال الدراجات الهوائية. كما تقرر الإبقاء، على المستوى الوطني، يضيف البيان، على جميع القيود الاحترازية الأخرى التي تم إقرارها سابقا في حالة الطوارئ الصحية مثل إغلاق المتاحف، وقاعات السينما، والمسارح، والمسابح العمومية، ومنع التجمعات، وحفلات الزواج والأفراح، والجنائز.
على صعيد ذي صلة ، أعلن وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت، الليلة قبل الماضية، أنه على أثر ظهور بؤرة وبائية للعدوى بفيروس «كورونا» في بعض الوحدات الخاصة بتعليب الفواكه الحمراء (الفراولة) بإقليم القنيطرة، تم إنشاء مستشفى ميداني بمدينة سيدي يحيى الغرب سيخصص لاستقبال حوالي 700 حالة إصابة التي تم اكتشافها بهذه البؤرة.
وأوضح لفتيت في تصريح صحافي أنه إثر ظهور هذه البؤرة الوبائية تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات، ومن ضمنها إجراء التحاليل المخبرية لجميع العاملين في هذه الوحدات، مضيفا أنه تم إغلاق جميع هذه الوحدات، وسيتم نقل جميع حالات الإصابة المسجلة بها إلى المستشفى الميداني بسيدي يحيى الغرب ابتداء من صباح (أمس) الأحد.
وحسب لفتيت، فقد تقرر تشديد قيود الحجر الصحي بمجموعة من الجماعات (البلديات) التابعة لأقاليم القنيطرة ووزان والعرائش التي يأتي منها عمال الوحدات المذكورة، داعيا مواطني ومواطنات هذه الجماعات للالتزام بالحجر الصحي التام «لنتغلب في القريب العاجل على هذه البؤرة، وتعود الحياة لطبيعتها في هذه المنطقة».
وأشار لفتيت إلى أن اكتشاف حالات الإصابة بهذه البؤرة الوبائية جاء في إطار التحاليل التي تنجز في جميع الوحدات الصناعية والتجارية وغيرها، وهو ما مكن من اكتشاف هذه البؤرة والتحكم فيها بسرعة، مؤكدا أنه تم الشروع في إجراء التحاليل لجميع مخالطي الحالات المصابة، وهي العملية التي ما زالت مستمرة.
من جهة أخرى، أعلن وزير الداخلية المغربي أنه تقرر فتح تحقيق في هذا الشأن من طرف لجنة مكونة من وزارات الصحة، والفلاحة، والشغل، والداخلية لتحديد المسؤوليات.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».