مكسيم خليل: وصول الممثل إلى قمة يحتّم عليه جهداً لبلوغ غيرها

دوره في «أولاد آدم» يطبع أحاديث اللبنانيين

خليل اختار بعض العبارات لإكمال صورة شخصية الإعلامي المريض نفسياً
خليل اختار بعض العبارات لإكمال صورة شخصية الإعلامي المريض نفسياً
TT

مكسيم خليل: وصول الممثل إلى قمة يحتّم عليه جهداً لبلوغ غيرها

خليل اختار بعض العبارات لإكمال صورة شخصية الإعلامي المريض نفسياً
خليل اختار بعض العبارات لإكمال صورة شخصية الإعلامي المريض نفسياً

تشكل شخصية «غسان» التي يلعبها مكسيم خليل في المسلسل الرمضاني «أولاد آدم» مادة لحديث الناس في لبنان. فهو استطاع بأدائه المتمكّن أن يذكرنا بنجوم عالميين برعوا في إتقان الأدوار السيكولوجية، أمثال أنطوني هوبكينز، إذ ارتكز بأدائه على تفاعله الداخلي مع الدور من دون الاستعانة بما يسمونه «عكازات» التمثيل لشد عصب المشاهد. شخصية «غسان» التي تسكنها المكيافيلية والتلذذ بإيذاء الآخرين لم تمنع الناس من التعلق بها ومتابعتها بانتظام، وعلى مدى 30 حلقة متتالية في موسم رمضان التلفزيوني. وكما سائق التاكسي والخباز وخبيرة التجميل والمهندس والطبيب وغيرهم، تركت شخصية غسان أثرها عند نجوم تمثيل وفنانين أشادوا ببراعة مكسيم خليل. كما اكتسحت التعليقات الإيجابية وسائل التواصل الاجتماعي، لتتصدر «التراندات» على موقع «تويتر» الإلكتروني.
ويعلّق مكسيم خليل، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «يهمني كثيراً أن تصلني ردود فعل الشارع، وليس فقط تلك التي أقرأها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فالناس على اختلاف شرائحهم الاجتماعية يشكلون الجمهور الذي يحفّز الممثل على الاستمرارية أو العكس».
ويتابع: «مهم جداً أن يحب الجمهور الممثل مؤدي الدور، بغض النظر عن طبيعة ما يقدمه. وأنا بصفتي فناناً لا أقبل أن يتفاعل الناس مع الشخصية فقط، بل أود أن يحبوا الفنان نفسه، وهذا له علاقة مباشرة بعملية الأداء».
ويشير خليل إلى أنه حضّر لهذه الشخصية بشكل كبير، واطّلع على هذا النوع من الحالات المرضية النفسية، إذ يقول: «اكتشفت في علم النفس أن هذا المرض (سايكوبات) يجمع بين المكيافيلية والاهتمام بالشكل الخارجي والنرجسية التي يعرّف عنها بـ(الثالوث المظلم). وهي نتيجة ضمور يصيب منطقتين في الدماغ: واحدة خلفية مسؤولة عن التأثيرات الخارجية عند هذا الشخص، وثانية أمامية ضامرة أيضاً مسؤولة عن تحديد الأخلاقيات عنده. كما أن صاحب هذه الشخصية عادة ما يتمتع بنسبة ذكاء عالية، ويكون متحدثاً لبقاً مقنعاً يهتم بهندامه. كل ذلك جمعته في خلطة (غسان) طبعاً بمواكبة كاميرا مبدعة للمخرج الليث حجو.
وكي لا يمل المشاهد من إيقاع الشر والأذية اللذين يسكنان الشخصية، حاولت أخذها إلى حدّ ما نحو الطرافة. وهو ما طرح علامة استفهام عند المشاهد عما إذا كان (غسان) مجنوناً أم مجرماً، وبالتالي فهناك خط رفيع جداً يفصل بين الاثنين، وقد لعبت على هذه الفكرة».
ويؤكد مكسيم خليل أنه انطلق من المثلث هذا لقولبة أدائه، مما فرض عليه أسلوباً خاصاً في عمليات النطق والشكل والحوار، ووقفته وكيفية جلوسه، مشيراً إلى أنه «لا شك من أصعب الأدوار التي أديتها في مشواري المهني، وعلى أي ممثل يقوم بدور مماثل أن يكون صادقاً فيه إلى أبعد الحدود كي يلامس المشاهد عن قرب. وهنا، لا بد من الإشارة إلى أن (غسان) عكس شخصيتي الحقيقية تماماً، وهو لا يشبهني أبداً، ولكني استمتعت بتقمص شخصيته. وفي المقابل، هناك ممثلون يسعون للعب أدوار تحبب الناس بهم، ويخافون من القيام بأدوار مركبة أو شريرة خوفاً من ردود فعل عكسية يواجهونها، وهذا الأمر لا ينطبق علي».
وعن دور رقص الباليه الذي تعلمه لعشر سنوات ماضية، وتأثيره على لغة جسده كممثل، يقول: «رقص الباليه بالتحديد إيمائي تعبيري يبرز لغة الجسد ومكنوناته إلى الخارج، ولا شك أني تأثرت به وأسهم في أدائي التمثيلي، وأعد أنه يولّد (الكاريزما الجسدية)».
ويشير الممثل السوري إلى أن هناك «غساسنة» كثيرين موجودين في الحياة، وليس هناك من يحاكمهم، ويعلّق: «سعدت بردود فعل الناس الذين راحوا يطالبون في تعليقاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي بضرورة معاقبة غسان. فباطن المتلقي يولّد عنده نزعة عدم التبرير للمجرم، مهما كانت طبيعة جرمه».
تصرفات تلقائية وأخرى ارتجالية لوّنت أداء خليل في «أولاد آدم»، فأكملت الصورة التي رسمها في ذهنه، وطبعها بعبارات تميز شخصية الإعلامي السوري التي يمثلها، مثل استخدام كلمة «ليترلي» بالإنجليزية و«استنوني» التي ينهي بها حلقاته التلفزيونية، إضافة إلى لعقه مصّاصة «سوسيت» في كل مرة ينجح بها في أذية آخر. وعن ذلك يقول مكسيم خليل: «هي أمور تولد مع الشخصية تلقائياً عندما نغوص فيها. وقد اخترت بعض العبارات والتصرفات لإكمال صورتها، كون غسان شخصية إعلامية مشهورة منفتحة، وتستوعب أي أمر يواجهها. فكلمة (ليترلي) التي تعني (حرفياً) بالعربية لها دلالة على اقتناعه بكل ما يقوم به. و(استنوني) هي بمثابة توقيع خاص يلجأ إلى ما يشبهها إعلاميون كثر لتأكيد هويتهم الخاصة في التقديم. أما قطعة الحلوى فترتبط ارتباطاً مباشراً بطفولته، وهي المرحلة التي عانى فيها، وتركت أثرها السلبي عليه. كما تشير أيضاً إلى الفراغ الذي يعاني منه بعد أن حرمته زوجته الأولى من رؤية طفله أو التعاطي معه».
وعن دور المرآة التي يتحدث معها في مشاهد كثيرة من المسلسل، يقول: «أنا شخصياً لا تربطني علاقة وطيدة مع المرآة، ولكن غسان يستخدمها للبوح بمكنوناته، فيدخل أعماقه ويتعرف معها على نفسه من جديد».
وقد انتقد بعضهم شخصية الإعلامي «غسان» في المسلسل، وعدها موجهة إلى الإعلام اللبناني بشكل خاص، وعن ذلك يقول: «هذا غير صحيح بتاتاً، فغسان إعلامي سوري الجنسية، وشخصيته نصادفها في إطار مهن كثيرة، وليس في مجال الإعلام وحده. ولكن وجوده يشكل الخطورة بحد ذاتها لأن الأضواء تجمل صورته وتزينها. والهدف هو الإضاءة على خطورة هذه الشخصية، خاصة إذا حضرت في عالم الإعلام. فأنا شخصياً لا أبرئ الإعلام بمجمله، إذ هناك الموجه منه والمرتزق والمأجور. والشخصيات الشبيهة بغسان تخبئ الفساد وراء صورتها اللماعة».
ويرى مكسيم خليل أن الشخصية التي لعبها في مسلسل «صانع الأحلام» كانت صعوبتها مرعبة، فذاب بتقمصها إلى حدّ جعل فريق العمل يشعر بتبدل جذري لديه عندما كان يحضر إلى موقع التصوير: «تجربتي في (صانع الأحلام)، بغض النظر عن الهفوات والمشكلات التي أحاطت بتسويق العمل وخسارته لنسب مشاهدة، هي التي أوصلتني إلى النضج الفني الذي يبرز في أدائي لشخصية غسان. وبرأيي، على الممثل أن يبقى متيقظاً ناضجاً، فلا يشعر بالارتياح عندما يصل إلى القمة. فكل قمة يصلها يجب أن تقابلها أخرى جديدة يعمل على بلوغها. فلا يرتاح أو يسكن كلما حقق نجاحاً، وهذا هو التجديد بحد ذاته عند الممثل. فهو ليس مجرد ماكينة، بل عبارة عن مخزون تجارب وتراكمات تساهم في صنع أدائه، وبالتالي نجاحاته».
ويعد خليل نفسه من الممثلين المحظوظين الذين استطاعوا اجتياز زمن «كورونا» بسلام من خلال عمل رمضاني. ويعلق في معرض حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «كنا من بين الممثلين المحظوظين الذين استطاعوا إكمال أعمالهم وإنهائها كما يجب، ضمن 30 حلقة كاملة. وكنت أتمنى لو أن جميع المسلسلات التي كانت تندرج على خريطة الدراما الرمضانية قد استطاعت أن توجد على الشاشة خلال الشهر. فبعضها تأثر بالجائحة، وتعثّرت عمليات التصوير، ليطل العمل بـ15 أو 17 بدلاً من 30 حلقة. ولذلك لا يجب الحكم على هذا النوع من الأعمال التي تأثرت مباشرة بوباء (كورونا) الكارثي الذي ولّد حالات استثنائية».
ولكن يتردد أن نجوم هذه الأعمال هم من اتخذوا القرار بعدم استكمال عمليات التصوير، معتبرين أنهم أكبر من أن تتحكم بهم شركات إنتاج. يرد خليل: «لا يجب على العمل بحد ذاته أن يتحمّل مسؤولية أكبر من الوباء. وهناك جهات إنتاجية ومحطات تلفزة تمسكت بعرض هذه المسلسلات رغم عدم اكتمالها. ولا يمكننا في هذه الحالة أن نرمي انتقادات على لوحة لم تكتمل معالمها. وهنا، ومن منطلق إنساني، أقول إننا، كغيرنا من الناس على الكرة الأرضية، مررنا بظروف استثنائية ولّدت رعباً في حياتنا. فجميعنا كنا خائفين من الإصابة بالعدوى. وأنا شخصياً عندما عدت لاستكمال التصوير تأكدت مسبقاً أن العملية ستكون آمنة لأني كنت خائفاً. وفي ظل ظروف كارثية أبعدت الممثل كغيره من الناس عن أفراد عائلته وأصابته بالخوف والقلق».
ويكن ماكسيم خليل حباً كبيراً للبنان ولجمهوره، ويقول: «تربطني بالجمهور اللبناني علاقة وطيدة، تماماً كلبنان الذي أعرفه منذ صغري. فكنا وعائلتي نصطاف في بلدة رياق البقاعية. كما اشتغلت فيه بأعمال البناء ولصق صور المرشحين للانتخابات النيابية وأنا في سن المراهقة. ولا أنسى دعم الجمهور اللبناني لي في مسلسل (روبي)، وكذلك أعشق بيروت وعلاقتي بها حميمة قديمة».
ومكسيم الذي يستقر حالياً مع أفراد عائلته في فرنسا يحنّ إلى طفولته في سوريا، ويقول: «أحن كثيراً إلى بلدي سوريا، وإلى مرحلة الطفولة بالأخص، وإلى مدرستي، ورسوم وعبارات كنا نكتبها على حيطانها الجانبية».
وعن النهاية التي يحملها «أولاد آدم» يقول: «أمثال شخصية (غسان) لا يعترفون بهزيمتهم، وهو ينتصر لنفسه على طريقته».


مقالات ذات صلة

طارق الأمير يرحل بعد بصمات مميزة رغم قلة الظهور

يوميات الشرق طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)

طارق الأمير يرحل بعد بصمات مميزة رغم قلة الظهور

غيّب الموت الفنان المصري، طارق الأمير، الأربعاء، بعد مشوار فني قدم خلاله العديد من الأدوار اللافتة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة هند رستم وابنتها بسنت رضا (خاص لـ«الشرق الأوسط»)

«هنومة»... مسلسل عن هند رستم يجدد أزمات دراما السيرة الذاتية

جدد الحديث عن صناعة عمل فني يتناول سيرة الفنانة المصرية الراحلة هند رستم بعنوان «هنومة»، أزمات دراما «السير الذاتية».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من كواليس التصوير (حساب ياسمينا العبد على «فيسبوك»)

«ميد تيرم»... حكايات طلابية في زمن الخصوصية الهشّة

يقدّم مسلسل «ميد تيرم» معالجة درامية تنطلق من الحياة اليومية داخل الجامعة بوصفها مساحة تتكثف فيها الأسئلة والضغوط والتجارب الأولى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق خيرية نظمي في مشهد من فيلم «هجرة» (الشرق الأوسط)

خيرية نظمي لـ«الشرق الأوسط»: حياتي الفنّية بدأت بعد الخمسين

تعود خيرية نظمي إلى فكرة السلام الداخلي، مؤكدةً أنها تعيش حالة رضا وتصالح مع الذات...

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)

رحيل «الوجه الأرستقراطي» سمية الألفي

صدم خبرُ وفاة الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاماً الوسطَ الفني. ونعى وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو، الراحلة، مؤكداً أنَّها «أسهمت بأعمالها المتنوعة.

أحمد عدلي (القاهرة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.


رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».


ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».