جائحة كورونا تحول لاعب كرة مصرياً إلى بائع حلوى (صور)

محمود محروس خلال عمله في صناعة القطائف الشهيرة (أ.ب)
محمود محروس خلال عمله في صناعة القطائف الشهيرة (أ.ب)
TT

جائحة كورونا تحول لاعب كرة مصرياً إلى بائع حلوى (صور)

محمود محروس خلال عمله في صناعة القطائف الشهيرة (أ.ب)
محمود محروس خلال عمله في صناعة القطائف الشهيرة (أ.ب)

في يوم صيفي حار، يعمل محروس محمود كبائع بأحد المحال في محافظة بني سويف الواقعة جنوب مصر، رغم أنه لاعب كرة محترف، لكنه مثل الكثيرين الذين تضرر عملهم نتيجة جائحة كورونا.
ويلعب محمود (28 عاما) كمدافع في نادي بني سويف، وهو أحد نوادي دوري الدرجة الثانية في المحافظة، ومع توقف النشاط الرياضي في مصر، يلجأ محروس إلى العمل كبائع للحلوى الرمضانية في أحد الأسواق المزدحمة.

وقبل الجائحة، كان محمود يكسب ما يقارب من 200 دولار شهريا من لعب كرة القدم، وهو ما يكفي لإطعام أسرته المكونة من 3 أفراد، وكان يعمل في وظيفة جانبية كعامل للبناء، وفقا لما قاله اللاعب لوكالة «أسوشييتد برس».
وأوقفت مصر الأنشطة الرياضية منذ منتصف مارس (آذار) الماضي، وعليه طلب النادي الذي يلعب فيه محروس منه أن يبقى في المنزل.

ولا يعتبر الجلوس في المنزل خيارا بالنسبة إلى محمود، إذ لا يملك دخلا إلا العمل اليومي لإطعام أسرته، ويقول: «يجب أن أعمل في أي شيء لإطعام أهلي». ويعيش محروس مع شقيقه الأصغر ووالدته ووالده الذي يعمل كسائق بدوام جزئي لأنه يعاني من مشكلات في القلب.

ويعمل محمود في أحد الشوادر بسوق مزدحم في قرية منفلوط بمحافظة بني سويف الواقعة على بعد 350 كيلومتراً (230 ميلاً) من القاهرة، ويعد الكنافة والقطائف الشهيرة في مصر والمرتبطة بشهر رمضان.
ويقول محمود: «لقد بحثت عن وظائف ولكن لم أجد. كنت أعمل كعامل يومي في البناء، وكنت أجني أكثر من 7 دولارات يوميا، لكن بعد الإغلاق ومع بداية شهر رمضان توقفت معظم أعمال البناء»، يقول الشاب العشريني إنه يشعر بأنه محظوظ إذ تمكن من الحصول على عمل لمدة يومين في الأسبوع في شادر (محل) الحلوى الرمضانية.

وحسب «أسوشييتد برس»، فمعظم سكان قرية منفلوط يعملون باليومية، والبقاء في المنزل خيار غير قابل للتطبيق. وقبل تفشي الوباء كان واحد من كل ثلاثة مصريين، أو ما يقرب من 33 مليون شخص، يعيش على حوالي 1.45 دولار في اليوم، في البلد الذي يقطنه قرابة 100 مليون مصري.
وأظهر محمود موهبته الرياضية منذ الصغر. إذ بدأ كملاكم في نادٍ محلي، ثم انتقل إلى كرة اليد، قبل أن يقنعه المدربون بالانضمام إلى فريق كرة القدم بالنادي. في سن السادسة عشرة، ليصبح محترفاً.

ويقول محمود، الذي أطلق عليه زملاؤه في الفريق كومباني على اسم قائد فريق مانشستر سيتي السابق فنسنت كومباني: «زملائي قالوا لي بأنني سأكون مدافعاً جيداً». ومع ذلك، يرى محمود مدافع ليفربول فيرجيل فان ديك كمثال يحتذى به.
وساعد محمود فريقه في صدارة الدوري المحلي بالمحافظة، ويأمل أن يتقدم إلى دوري الدرجة الأولى في البلاد.

في هذه الأثناء، سيتعين عليه فقط الاستمرار في العمل، رغم المخاطر. لمساعدة عائلته، وسبب آخر هو الادخار لزواجه حيث كان من المقرر أن يتزوج محمود الشهر المقبل.
وعن العمل اليومي في ظل وباء كورونا، يقول محروس: «لا يوجد أحد محصن. ولكن أولئك الذين هم مثلي وعائلتي يجب أن يعيشوا».

وبلغ إجمالي إصابات كورونا في مصر 12764 حالة من ضمنهم 645 حالة وفاة، حتى أمس (الاثنين)، وفقا لبيان لوزارة الصحة المصرية.


مقالات ذات صلة

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام تحمل اسم شركة «بيونتيك» خارج مقرها بمدينة ماينتس الألمانية (د.ب.أ)

«بيونتيك» تتوصل إلى تسويتين بشأن حقوق ملكية لقاح «كوفيد»

قالت شركة «بيونتيك»، الجمعة، إنها عقدت اتفاقيتيْ تسوية منفصلتين مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية وجامعة بنسلفانيا بشأن دفع رسوم حقوق ملكية للقاح «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
TT

مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية

في سابقة جديدة، تسعى من خلالها وزارة الثقافة المصرية إلى تكريس «تقدير رموز مصر الإبداعية» ستُطلق النسخة الأولى من «يوم الثقافة»، التي من المقرر أن تشهد احتفاءً خاصاً بالفنانين المصريين الذي رحلوا عن عالمنا خلال العام الماضي.

ووفق وزارة الثقافة المصرية، فإن الاحتفالية ستُقام، مساء الأربعاء المقبل، على المسرح الكبير في دار الأوبرا، من إخراج الفنان خالد جلال، وتتضمّن تكريم أسماء عددٍ من الرموز الفنية والثقافية الراحلة خلال 2024، التي أثرت الساحة المصرية بأعمالها الخالدة، من بينهم الفنان حسن يوسف، والفنان مصطفى فهمي، والكاتب والمخرج بشير الديك، والفنان أحمد عدوية، والفنان نبيل الحلفاوي، والشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، والفنان صلاح السعدني، والفنان التشكيلي حلمي التوني.

أحمد عدوية (حساب نجله محمد في فيسبوك)

وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري في تصريحات الأحد، إن الاحتفال بيوم الثقافة جاء ليكون مناسبة وطنية تكرم صُنّاع الهوية الثقافية المصرية، مشيراً إلى أن «هذا اليوم سيُعبِّر عن الثقافة بمعناها الأوسع والأشمل».

وأوضح الوزير أن «اختيار النقابات الفنية ولجان المجلس الأعلى للثقافة للمكرمين تم بناءً على مسيرتهم المميزة وإسهاماتهم في ترسيخ الهوية الفكرية والإبداعية لمصر». كما أشار إلى أن الدولة المصرية تهدف إلى أن يُصبح يوم الثقافة تقليداً سنوياً يُبرز إنجازات المتميزين من أبناء الوطن، ويحتفي بالرموز الفكرية والإبداعية التي تركت أثراً عظيماً في تاريخ الثقافة المصرية.

وفي شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي، رحل الفنان المصري الكبير صلاح السعدني، الذي اشتهر بلقب «عمدة الدراما المصرية»، عن عمر ناهز 81 عاماً، وقدم الفنان الراحل المولود في محافظة المنوفية (دلتا مصر) عام 1943 أكثر من 200 عمل فني.

صلاح السعدني (أرشيفية)

كما ودّعت مصر في شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2024 كذلك الفنان التشكيلي الكبير حلمي التوني عن عمر ناهز 90 عاماً، بعد رحلة طويلة مفعمة بالبهجة والحب، مُخلفاً حالة من الحزن في الوسط التشكيلي والثقافي المصري، فقد تميَّز التوني الحاصل على جوائز عربية وعالمية عدّة، بـ«اشتباكه» مع التراث المصري ومفرداته وقيمه ورموزه، واشتهر برسم عالم المرأة، الذي عدّه «عالماً لا ينفصل عن عالم الحب».

وفي وقت لاحق من العام نفسه، غيّب الموت الفنان المصري حسن يوسف الذي كان أحد أبرز الوجوه السينمائية في حقبتي الستينات والسبعينات عن عمر ناهز 90 عاماً. وبدأ يوسف المُلقب بـ«الولد الشقي» والمولود في القاهرة عام 1934، مشواره الفني من «المسرح القومي» ومنه إلى السينما التي قدم خلالها عدداً كبيراً من الأعمال من بينها «الخطايا»، و«الباب المفتوح»، و«للرجال فقط»، و«الشياطين الثلاثة»، و«مطلوب أرملة»، و«شاطئ المرح»، و«السيرك»، و«الزواج على الطريقة الحديثة»، و«فتاة الاستعراض»، و«7 أيام في الجنة»، و«كفاني يا قلب».

الفنان حسن يوسف وزوجته شمس البارودي (صفحة شمس على فيسبوك)

وعقب وفاة حسن يوسف بساعات رحل الفنان مصطفى فهمي، المشهور بلقب «برنس الشاشة»، عن عمر ناهز 82 عاماً بعد صراع مع المرض.

وجدّدت وفاة الفنان نبيل الحلفاوي في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الحزن في الوسط الفني، فقد رحل بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

السيناريست المصري بشير الديك (وزارة الثقافة)

وطوى عام 2024 صفحته الأخيرة برحيل الكاتب والمخرج بشير الديك، إثر صراع مع المرض شهدته أيامه الأخيرة، بالإضافة إلى رحيل «أيقونة» الأغنية الشعبية المصرية أحمد عدوية، قبيل نهاية العام.