خفض تكلفة الإقراض وتوسيع التمويل حلول الشركات السعودية لعبور الجائحة

اقتصاديون لـ«الشرق الأوسط»: الدور الحكومي محوري لدعم القطاع الخاص واستعادة ثقة الأعمال

الدكتور عبد الرحمن باعشن
الدكتور عبد الرحمن باعشن
TT

خفض تكلفة الإقراض وتوسيع التمويل حلول الشركات السعودية لعبور الجائحة

الدكتور عبد الرحمن باعشن
الدكتور عبد الرحمن باعشن

أكد اقتصاديون أن السياسات الاقتصادية السعودية الداعمة للقطاع الخاص لمواجهة آثار «كورونا» قادرة على استعادة الثقة في الشركات والمؤسسات العاملة، مؤكدين أن تخفيض تكلفة الإقراض وتوسيع التمويل ستمكنها من الصمود خلال الفترة المقبلة لعبور أزمة الجارحة الراهنة.
ويرى الدكتور عبد الرحمن باعشن، رئيس مركز الشروق للدراسات الاقتصادية، لـ«الشرق الأوسط»، أن السياسات الاقتصادية التي أعلنت عنها المملكة والرامية لتقوية القطاع الخاص، لمواجهة آثار «كورونا» قادرة على استعادة الثقة في القطاع الخاص بشكل عام والشركات الصغيرة والمتوسطة بشكل خاص، في ظل التعويضات الحكومية التي تتلقاها.
وتوقع باعشن أن تؤتي هذه السياسات الداعمة أكلها من حيث تمكين القطاع العام السعودي عامة والشركات الصغيرة والمتوسطة عامة في ظل سياسة يخفف أعباء تذبذب التدفقات النقدية، فضلاً عن تخفيض تكلفة الإقراض والتوسع في التمويل، بالإضافة إلى تأجيل دفع مستحقات القطاع المالي للبنوك وشركات التمويل لمدة تمتد إلى ستة أشهر.
وأفاد باعشن بأن المبادرات التمويلية التي أطلقتها الدولة بما في ذلك مبادرات الصناديق السعودية التنموية المختلفة لتنمية الإقراضية بمختلف القطاعات، الغرض منها التركيز على شرائح واسعة للمشاريع الصغيرة، فضلاً عن الإجراءات الأخرى ذات العلاقة المتخذة لتقليل الآثار المترتبة على جائحة «كورونا» من تعزيز لقطاعات حيوية في الأنشطة الصناعية والغذائية والدوائية وغيرها لاستدامة التنمية وعبور الأزمة بسلام.
من جهته، قال المحلل الاقتصادي فضل بن سعد البوعينين، لـ«الشرق الأوسط»، إن قطاع السوق المحلية ليست في منأى عما يحدث في العالم؛ إلا أن التضرر يختلف بين الشركات الصغيرة والشركات المؤثرة في حجم الإنتاج والتصدير والتأثير على الاقتصاد الوطني، مضيفاً أن هناك أثراً استثمارياً سيتعرض له المستثمرون من حملة أسهم الشركات المساهمة.
ويرى البوعينين، أن الشركات ستعاني بشكل أكبر، خاصة المرتبطة بالأسواق العالمية التي ستقع في براثن أزمة حقيقية تمتد لسنوات، وهو ما يفسر اتجاه الدولة لتوفير حزم الدعم العامة للاقتصاد والخاصة للشركات المتضررة.
ويضيف «لكن أعتقد أن الوضع أكبر بكثير مما نتصوره؛ لذا ما زلت تداعيات (كورونا) ولن تتوقف عند انقشاع الوباء بإيجاد اللقاح والعلاج، لكنها ستستمر لسنوات نتيجةً للتعطل الذي تعرض له الاقتصاد وانقطاع سلاسل الإمداد والخلل الكبير في سوق العمل والانكماش الذي يصعب الخروج منه بسهولة».
وفيما يتعلق بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة السعودية لمواجهة فيروس كورونا والتخفيف من آثار وتداعيات هذه المواجهة على المنشآت، قدمت وزارة المالية مجموعة من التدابير العاجلة شملت الكثير من المبادرات المالية والنقدية والاقتصادية، حيث تم تخصيص أكثر من 170 مليار ريال (45.3 مليار دولار) لتنفيذها، ما يتخطى 9 في المائة من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي، كما شمل الدعم 9 مليارات ريال (2.4 مليار دولار) لحماية السعوديين العاملين بالقطاع الخاص من فقد وظائفهم وتوفير دخل بديل لمن يفقد الدخل من العمل.
وخصصت الحكومة السعودية 50 مليار ريال (13.3 مليار دولار) لتعجيل سداد مستحقات القطاع الخاص، وأعلنت عن حسم 30 في المائة من فواتير الكهرباء للقطاعات التجارية والصناعية والزراعية، مع دعم الأفراد العاملين في أنشطة نقل الركاب من خلال دفع مبلغ بمقدار الحد الأدنى من الرواتب لهم.


مقالات ذات صلة

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

الاقتصاد وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة).

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)

قطاعا البنوك والطاقة يعززان السوق السعودية... ومؤشرها إلى مزيد من الارتفاع

أسهمت النتائج المالية الإيجابية والأرباح التي حققها قطاع البنوك وشركات عاملة بقطاع الطاقة في صعود مؤشر الأسهم السعودية وتحقيقه مكاسب مجزية.

محمد المطيري (الرياض)
عالم الاعمال المائدة المستديرة في الرياض (تصوير: مشعل القدير)

مائدة مستديرة في الرياض تشدد على ضرورة «بناء أنظمة طاقة نظيفة ومرنة»

شدد مختصون بالطاقة النظيفة على ضرورة تنويع مصادر الإمداد وتعزيز قدرات التصنيع المحلية لضمان أمن الطاقة على المدى الطويل وتقليل نقاط الضعف.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)

منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

أكد رئيس «الهيئة العامة للطيران المدني السعودي»، عبد العزيز الدعيلج، أن السعودية حريصة على التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات الأمنية.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
الاقتصاد تتولى الهيئة الملكية لمدينة الرياض تنفيذ عدد من المشاريع الضخمة بالعاصمة السعودية (الهيئة)

«بارسونز» الأميركية تفوز بعقد قيمته 53 مليون دولار لبرنامج الطرق في الرياض

فازت شركة «بارسونز» الأميركية بعقد لإدارة تطوير شبكة الطرق بالرياض، في وقت تستعد العاصمة السعودية لاستضافة «إكسبو 2030» وكأس العالم لكرة القدم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

رئيس الإمارات يوافق على تشكيل مجلس إدارة ذراع الاستثمار العالمية لـ«أدنوك»

منظر عام لمقر شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في أبوظبي (رويترز)
منظر عام لمقر شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في أبوظبي (رويترز)
TT

رئيس الإمارات يوافق على تشكيل مجلس إدارة ذراع الاستثمار العالمية لـ«أدنوك»

منظر عام لمقر شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في أبوظبي (رويترز)
منظر عام لمقر شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في أبوظبي (رويترز)

وافق رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تشكيل مجلس إدارة شركة «إكس آر جي (XRG)»، الذراع الاستثمارية الدولية الجديدة لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) العملاقة للنفط، منهم جون غراي من «بلاكستون» وبرنارد لوني الرئيس السابق لشركة «بريتيش بتروليوم (BP)»، حسبما أعلنت «أدنوك»، يوم الخميس.

وكانت شركة بترول أبوظبي الوطنية قد أعلنت، الشهر الماضي، عن تأسيس شركة «إكس آر جي»، وقالت إن قيمتها تزيد على 80 مليار دولار وستركز على الطاقة منخفضة الكربون، بما في ذلك الغاز والكيماويات.

وقد تم تعيين سلطان الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة «أدنوك»، رئيساً تنفيذياً لشركة «إكس آر جي».

وبالإضافة إلى غراي ولوني، ضم مجلس الإدارة أيضاً الملياردير المصري ناصف ساويرس، ووزير الاستثمار الإماراتي والرئيس التنفيذي لصندوق الثروة السيادي في أبوظبي محمد حسن السويدي، ورئيس مكتب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة للشؤون الاستراتيجية أحمد مبارك المزروعي، وجاسم الزعابي، رئيس دائرة المالية في أبوظبي وشركة الاتصالات «إي آند».

وقد أبرمت «أدنوك» سلسلة من الصفقات في مجال الغاز والغاز الطبيعي المسال والكيميائيات، التي تعتبرها ركائز لنموها المستقبلي إلى جانب مصادر الطاقة المتجددة. كما قامت شركة «مصدر» الإماراتية المملوكة للدولة في مجال الطاقة المتجددة، التي تمتلك «أدنوك» 24 في المائة من أسهمها، بالعديد من عمليات الاستحواذ.

فقد أبرمت «أدنوك» صفقة في أكتوبر (تشرين الأول) لشراء شركة «كوفيسترو» الألمانية لصناعة الكيميائيات مقابل 16.3 مليار دولار، بما في ذلك الديون. وقالت «كوفيسترو»، الشهر الماضي، إن مجلس إدارتها ومجالسها الإشرافية أيّدت عرض الاستحواذ، الذي سيكون إحدى كبرى عمليات الاستحواذ الأجنبية من قبل دولة خليجية وأكبر استحواذ لـ«أدنوك».

ويشير تعيين أسماء مشهورة من عالم المال والطاقة في مجلس إدارة مجموعة «إكس آر جي» إلى طموحاتها الكبيرة، في الوقت الذي تسعى فيه «أدنوك» إلى تنفيذ استراتيجيتها القوية للنمو.