ازدحام وسائل النقل... بريطانيا تفشل في الحفاظ على سلامة الركاب (فيديو)https://aawsat.com/home/article/2285681/%D8%A7%D8%B2%D8%AF%D8%AD%D8%A7%D9%85-%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D9%84-%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D9%81%D8%B4%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%81%D8%A7%D8%B8-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%A8-%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88
ازدحام وسائل النقل... بريطانيا تفشل في الحفاظ على سلامة الركاب (فيديو)
ركاب ينتظرون الصعود إلى حافلة في لندن (إ.ب.أ)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
ازدحام وسائل النقل... بريطانيا تفشل في الحفاظ على سلامة الركاب (فيديو)
ركاب ينتظرون الصعود إلى حافلة في لندن (إ.ب.أ)
في الأيام القليلة الماضية، كان هناك الكثير من الارتباك حول إرشادات الإغلاق الجديدة المخففة من الحكومة البريطانية، وفقاً لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية.
ومن أحد التناقضات الأكثر غرابة أن الحكومة تعتقد أنه من الجيد أن يذهب الناس إلى العمل، لكنها لا تريدهم أن يستخدموا وسائل النقل العام.
وفي المناطق الحضرية مثل لندن، حيث يذهب غالبية الناس إلى أشغالهم باستخدام السكك الحديدية أو الحافلات، تمثل هذه الوسائل العامة مشكلة خطيرة للأشخاص في وقت يسهل فيه التقاط فيروس كورونا الذي قد يكون مميتاً.
وظهرت لقطات فيديو مروعة لقطارات وحافلات مزدحمة بالركاب وذلك بعد أن أمر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، فعلياً بالعودة إلى العمل مساء الأحد. وبما أن أماكن العمل يجب أن تكون «آمنة»، يجب بالتأكيد أن تكون وسائل النقل العام كذلك أيضاً.
وانتشرت الفيديوهات التي تُظهر أشخاصاً يترجلون من حافلات، منهم من يرتدي أقنعة الوجه الواقية، وآخرون لا يفعلون ذلك. وتوضح اللقطات عدم مراعاة المسافة الآمنة بين الركاب، الأمر الذي أثار غضب الكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبينما حمَّل البعض الحكومة مسؤولية ذلك، ألقى آخرون باللوم على الركاب أنفسهم.
وأشار دون باتلر من حزب العمال، إلى أن دولاً أخرى، مثل إسبانيا، توفر أقنعة للناس لارتدائها في وسائل النقل العام بدلاً من «إرسالهم لالتقاط الفيروس هناك».
إذن، كيف تبدو وسائل النقل العام في أماكن أخرى الآن؟ كيف يحمي القادة الآخرون مواطنيهم بطريقة لا يفعلها بوريس جونسون، حسب التقرير؟
* فرنسا
في باريس، يمكننا أن نرى بوضوح أن الحكومة تقوم بعمل أفضل بكثير لجعل الناس يمارسون التباعد الاجتماعي في وسائل النقل العام. وهذا قد يكون أحد الأسباب التي تجعل معدل الإصابة في فرنسا حالياً أقل بكثير من معدل الإصابة في المملكة المتحدة.
* صربيا
في بلغراد، نرى أن الحافلات لا تزال فارغة عملياً، على الرغم من تخفيف إجراءات الإغلاق.
* إيطاليا
أدخلت روما 93 ميلاً من ممرات الدراجات الهوائية لإعطاء الركاب فرصة للسفر بأمان من خلال تقليل العبء على وسائل النقل العام، ذلك إلى جانب الفوائد البيئية الواضحة لهذه الخطوة أيضاً.
باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)
أمَّنت الإقامة في باريس للفنانة اللبنانية تانيا صالح «راحة بال» تُحرِّض على العطاء. تُصرُّ على المزدوجَين «...» لدى وصف الحالة، فـ«اللبناني» و«راحة البال» بمعناها الكلّي، نقيضان. تحطّ على أراضي بلادها لتُطلق ألبومها الجديد الموجَّه إلى الأطفال. موعد التوقيع الأول؛ الجمعة 6 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. والأحد (8 منه) تخصّصه لاستضافة أولاد للغناء والرسم. تريد من الفنّ أن يُهدّئ أنين أطفال الصدمة ويرأف بالبراءة المشلَّعة.
وطَّد كونها أُماً علاقتها بأوجاع الطفولة تحت النار؛ من فلسطين إلى لبنان. تُخبر «الشرق الأوسط» أنها اعتادت اختراع الأغنيات من أجل أن ينام أطفالها وهم يستدعون إلى مخيّلاتهم حلاوة الحلم. لطالما تمنّت الغناء للصغار، تشبُّعاً بأمومتها وإحساسها بالرغبة في مَنْح صوتها لمَن تُركوا في البرد واشتهوا دفء الأحضان. تقول: «أصبح الأمر مُلحّاً منذ تعرُّض أطفال غزة لاستباحة العصر. لمحتُ في عيون أهاليهم عدم القدرة على فعل شيء. منذ توحُّش الحرب هناك، وتمدُّد وحشيتها إلى لبنان، شعرتُ بأنّ المسألة طارئة. عليَّ أداء دوري. لن تنفع ذرائع من نوع (غداً سأبدأ)».
وفَّر الحبُّ القديم لأغنية الطفل، عليها، الكتابةَ من الصفر. ما في الألبوم، المؤلَّف من 11 أغنية، كُتب من قبل، أو على الأقل حَضَرت فكرته. تُكمل: «لملمتُ المجموع، فشكَّل ألبوماً. وكنتُ قد أنقذتُ بعض أموالي خشية أنْ تتطاير في المهبّ، كما هي الأقدار اللبنانية، فأمّنتُ الإنتاج. عملتُ على رسومه ودخلتُ الاستوديو مع الموسيقيين. بدل الـ(CD)؛ وقد لا يصل إلى أطفال في خيامهم وآخرين في الشوارع، فضَّلتُ دفتر التلوين وفي خلفيته رمز استجابة سريعة يخوّلهم مسحه الاستماع المجاني إلى الأغنيات ومشاهدتها مرسومة، فتنتشل خيالاتهم من الأيام الصعبة».
تُخطّط تانيا صالح لجولة في بعلبك وجنوب لبنان؛ «إنْ لم تحدُث مفاجآت تُبدِّل الخطط». وتشمل الجولة مناطق حيث الأغنية قد لا يطولها الأولاد، والرسوم ليست أولوية أمام جوع المعدة. تقول: «أتطلّع إلى الأطفال فأرى تلك السنّ التي تستحقّ الأفضل. لا تهمّ الجنسية ولا الانتماءات الأخرى. أريد لموسيقاي ورسومي الوصول إلى اللبناني وغيره. على هذا المستوى من العطف، لا فارق بين أصناف الألم. ليس للأطفال ذنب. ضآلة مدّهم بالعِلم والموسيقى والرسوم، تُوجِّه مساراتهم نحو احتمالات مُظلمة. الطفل اللبناني، كما السوري والفلسطيني، جدير بالحياة».
باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال، تشعر أنها تستريح: «الآن أدّيتُ دوري». الفعل الفنّي هنا، تُحرّكه مشهديات الذاكرة. تتساءل: «كم حرباً أمضينا وكم منزلاً استعرنا لننجو؟». ترى أولاداً يعيشون ما عاشت، فيتضاعف إحساس الأسى. تذكُر أنها كانت في نحو سنتها العشرين حين توقّفت معارك الحرب الأهلية، بعد أُلفة مريرة مع أصوات الرصاص والقذائف منذ سنّ السادسة. أصابها هدوء «اليوم التالي» بوجع: «آلمني أنني لستُ أتخبَّط بالأصوات الرهيبة! لقد اعتدْتُها. أصبحتُ كمَن يُدمن مخدِّراً. تطلَّب الأمر وقتاً لاستعادة إيقاعي الطبيعي. اليوم أتساءل: ماذا عن هؤلاء الأطفال؛ في غزة وفي لبنان، القابعين تحت النار... مَن يرمِّم ما تهشَّم؟».
سهَّلت إقامُتها الباريسية ولادةَ الألبوم المُحتفَى به في «دار المنى» بمنطقة البترون الساحلية، الجمعة والأحد، بالتعاون مع شباب «مسرح تحفة»، وهم خلف نشاطات تُبهج المكان وزواره. تقول إنّ المسافة الفاصلة عن الوطن تُعمِّق حبَّه والشعور بالمسؤولية حياله. فمَن يحترق قد يغضب ويعتب. لذا؛ تحلَّت بشيء من «راحة البال» المحرِّضة على الإبداع، فصقلت ما كتبت، ورسمت، وسجَّلت الموسيقى؛ وإنْ أمضت الليالي تُشاهد الأخبار العاجلة وهي تفِد من أرضها النازفة.
في الألبوم المُسمَّى «لعب ولاد زغار»، تغنّي لزوال «الوحش الكبير»، مُختَزِل الحروب ومآسيها. إنها حكاية طفل يشاء التخلُّص من الحرب ليكون له وطن أحلى. تقول: «أريد للأطفال أن يعلموا ماذا تعني الحروب، عوض التعتيم عليها. في طفولتي، لم يُجب أحد عن أسئلتي. لم يُخبروني شيئاً. قالوا لي أنْ أُبقي ما أراه سراً، فلا أخبره للمسلِّح إنْ طرق بابنا. هنا أفعل العكس. أُخبر الأولاد بأنّ الحروب تتطلّب شجاعة لإنهائها من دون خضوع. وأُخبرهم أنّ الأرض تستحق التمسُّك بها».
وتُعلِّم الصغار الأبجدية العربية على ألحان مألوفة، فيسهُل تقبُّل لغتهم والتغنّي بها. وفي الألبوم، حكاية عن الزراعة وأخرى عن النوم، وثالثة عن اختراع طفل فكرة الإضاءة من عمق خيمته المُظلمة. تقول إنّ الأخيرة «حقيقية؛ وقد شاهدتُ عبر (تيك توك) طفلاً من غزة يُفكّر في كيفية دحض العتمة لاستدعاء النور، فألهمني الكتابة. هذه بطولة».
من القصص، تبرُز «الشختورة» (المركب)، فتروي تانيا صالح تاريخ لبنان بسلاسة الكلمة والصورة. تشاء من هذه الحديقة أن يدوم العطر: «الألبوم ليس لتحقيق ثروة، وربما ليس لاكتساح أرقام المشاهدة. إنه شعوري بتأدية الدور. أغنياته حُرّة من زمانها. لم أعدّها لليوم فقط. أريدها على نسق (هالصيصان شو حلوين)؛ لكلّ الأيام».