عطلات المصريين «مُجمَّدة» في عُزلة «كوفيد ـ 19»

العين السخنة
العين السخنة
TT

عطلات المصريين «مُجمَّدة» في عُزلة «كوفيد ـ 19»

العين السخنة
العين السخنة

«هنصيف فين هذا العام؟»... عبارة كانت تشغل الأسر المصرية خلال أشهر الصيف خلال السنوات الماضية؛ لكن في ظل «أزمة كورونا»، تبدَّل الحال وضرب الفيروس خطط المصريين في قضاء العطلات الصيفية.
المهندسة الأربعينية رحاب يونس، تشعر بالملل بعدما حرمها «كورونا» من برنامج عطلاتها السنوية. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «كنت أقضي عطلتين سنويتين خارج مصر، واحدة في (عيد الربيع)، والأخرى في يوليو (تموز)؛ لكن (كورونا) غيَّر خططي لقضاء الإجازات». رحاب تفكر في قضاء إجازة «عيد الفطر» بمدينة الغردقة السياحية، ثم تتوجه إلى الساحل الشمالي لقضاء إجازتها الصيفية. وتقول: «الجميل أن الدولة قرَّرت البدء في إعادة تشغيل الفنادق والمطاعم جزئياً، حتى نستطيع التحرك... وآمل أن تقدم الفنادق خدماتها بأسعار معقولة».
وقرَّرت الحكومة المصرية تشغيل الفنادق جزئياً، اعتباراً من منتصف الشهر الجاري بنسبة إشغال 50 في المائة، وتشغيل المطاعم بنسبة 25 في المائة، وفقاً للضوابط الصحية. وترجع الحكومة القرار «لتشجيع السياحة الداخلية، ومحاولة تشغيل المنشآت السياحية التي تم إغلاقها في منتصف مارس (آذار) الماضي».
«لن يعوض هذا التشغيل الجزئي خسائر قطاع السياحة المصري» بحسب غادة شلبي، نائبة وزير السياحة والآثار المصرية التي أوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن «الإيرادات المباشرة للسياحة في مصر العام الماضي بلغت مليار دولار شهرياً، دون إضافة إيرادات الصناعات الأخرى المعتمدة على السياحة»، مشيرة إلى أن «التشغيل الجزئي للفنادق هو بمثابة تشغيل تجريبي، لن يعوض خسائر القطاع؛ لأن الدخل الأساسي للسياحة يعتمد على السياحة القادمة من الخارج؛ لكن القرار جاء بعد مطالبات من الفنادق والمطاعم بهدف تدوير عجلة الاقتصاد، وسد بعض رواتب العاملين بها».
واعتمدت وزارة السياحة والآثار المصرية علامة السلامة الصحية (Hygiene Safety)، وهي علامة ينبغي على الفنادق الراغبة في التشغيل الجزئي الحصول عليها، للتأكد من اتباعها للضوابط التي وضعتها الحكومة.
ورغم أنه لا يمكن التنبؤ بمدى إقبال المصريين على السياحة الداخلية في ظل «كورونا»؛ فإن «هناك بعض المؤشرات قد تُعطي انطباعاً بأن المصريين سيستجيبون لدعوات السياحة الداخلية»، بحسب أحمد يوسف، رئيس هيئة تنشيط السياحة الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «ما حدث في الإجازات الماضية من محاولة المصريين السفر إلى بعض المدن الساحلية، مثل العين السخنة (أقرب منتجعات البحر الأحمر إلى العاصمة القاهرة)، ربما يعطي انطباعاً برغبتهم في البحث عن أماكن لقضاء عطلاتهم».
محمود محمد، تاجر قرَّر قضاء إجازة العيد في «الشاليه» الخاص به في العين السخنة. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نبحث عن أي تغيير، حتى وإن كان التغيير مُجرد الانتقال من منزلنا بالقاهرة إلى منزلنا بالعين السخنة».
ووضعت الحكومة المصرية بعض الضوابط المتعلقة بتعقيم وتطهير الفنادق والمطاعم قبل فتحها بشكل تدريجي، من بينها: «عدم تسكين الغرفة إلا بعد 48 ساعة من إخلائها، وعدم إقامة أي حفلات أو أفراح داخل الفنادق، والالتزام بقياس درجات الحرارة للعاملين بشكل يومي، وعدم تشغيل «البوفيه المفتوح» في مطاعم الفنادق، وتطهير وتعقيم الغرف بشكل يومي». وأكَّد يوسف أن «أهم إجراء يُمكن اتخاذه حالياً لتنشيط السياحة الداخلية والخارجية، هو طمأنة المصريين من خلال وضع ضوابط احترازية في جميع أركان العملية السياحية، وتدريب العاملين على هذه الإجراءات، وهذا ما سيعمل عليه العالم في الفترة المقبلة».
قد يكون هذا التشغيل التجريبي جاذباً للسياحة الداخلية في المدن الساحلية خلال الصيف؛ لكن الأمر مختلف في مدن جنوب مصر التي ترتفع فيها درجات الحرارة. وقال ثروت عجمي، رئيس غرفة سياحة الأقصر لـ«الشرق الأوسط»، إن «فتح الفنادق بضوابط خطوة جيدة لإعادة الضوء لهذه الأماكن؛ لكنه بالتأكيد لن يجذب سياحة داخلية للأقصر؛ إلا أن فتح المطاعم والكافيهات قد يُساهم في بعض الحركة».


مقالات ذات صلة

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».