«عدم اليقين» يضع شركات الطيران الإماراتية في وضع الانتظار

«عدم اليقين» يضع شركات الطيران الإماراتية في وضع الانتظار
TT

«عدم اليقين» يضع شركات الطيران الإماراتية في وضع الانتظار

«عدم اليقين» يضع شركات الطيران الإماراتية في وضع الانتظار

أحدث تفشي فيروس «كورونا» المستجدّ، (كوفيد19)، تغيراً هيكلياً في قطاع الطيران العالمي، مما جعله أكثر القطاعات الاقتصادية تأثّراً بالتدابير الوقائية لمواجهة الفيروس، في ظل اعتماد شركات الطيران على العمليات التشغيلية بشكل كبير، في الوقت الذي توقع فيه مسؤول بشركة «طيران الإمارات» أن الطلب على السفر لن يعود إلى طبيعته قبل 18 شهراً من الآن، في حدود نهاية العام المقبل 2021.
وسعت الشركات الإماراتية إلى مواصلة عمليات تشغيل عدد من طائراتها في قطاع الشحن، في الوقت الذي تسببت فيه الضبابية وعدم اليقين في اختلال بالصورة المستقبلية لعمليات تشغيل طائرات الركاب، مما يعني أن موسم الصيف الذي يعدّ الأكثر ذروة لعمليات التشغيل لن يكون كما كان في السنوات السابقة بسبب التدابير الوقائية لمواجهة مرض العصر.
وقال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لـ«طيران الإمارات» والمجموعة، في التقرير السنوي للناقلة الإماراتية، إن «جائحة (كوفيد19) سيكون لها أثر بالغ على أدائنا خلال السنة المالية الجارية 2020 – 2021، نظراً لتعليق رحلات الركاب مؤقتاً منذ 25 مارس (آذار) الماضي، وكذلك تأثر أعمال (دناتا) - ذراع المجموعة لخدمات تزويد الطيران - نتيجة لتوقف حركة الطيران والطلب على السفر عبر العالم. وبينما نخطّط حالياً لاستئناف عملياتنا، فإننا نواصل اتّخاذ إجراءات صارمة لضبط النفقات، وانتهاج خطوات ضرورية أخرى لحماية أعمالنا».
وأضاف: «نتوقع أن يمضي 18 شهراً على الأقل، وربما أكثر، قبل أن يعود الطلب على السفر إلى طبيعته. ونحن حالياً على تواصل دائم مع واضعي السياسات ومختلف الأطراف ذات الصلة التي تعمل على تحديد معايير تضمن صحة وسلامة المسافرين والمشغلين في عالم ما بعد الجائحة. وحتى ذلك الحين، فإن (طيران الإمارات) و(دناتا) تقفان على أهبة الاستعداد لاستئناف العمل وخدمة عملائنا فور أن تسمح الظروف بذلك».
وبحسب تقديرات «الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا)» في بداية شهر مايو (أيار) الحالي، فقد سجّلت الإمارات انخفاضاً في عدد المسافرين بما يعادل 31 مليون مسافر، في الوقت الذي سجلت فيه خسائر بالإيرادات تقدر بنحو 6.8 مليار دولار، كما وضع «اياتا» نحو 287.7 ألف وظيفة في خطر.
وقال متحدث باسم «فلاي دبي»، الطيران الاقتصادي، إن انتشار «كوفيد19» كان له تأثير كبير على قطاعي الطيران والسياحة، بما في ذلك «فلاي دبي»، حيث اضطرت الشركة للتكيف مع هذا الوضع سريع التطور واتّخاذ قرار بخفض رواتب الموظفين لمدة 3 أشهر بدءاً من أبريل (نيسان) 2020، مشيراً إلى أنه لم يتم اتخاذ هذا القرار بسهولة، وأنه جاء لتعزيز الاستقرار في ظل حالة عدم اليقين، وتقليل التأثير على جميع موظفيها مع تعطل نمط الحياة العادي. وأكّد المتحدث في معلومات أرسلت لـ«الشرق الأوسط» أنه تم «اتخاذ هذه التدابير من قبل فريق الإدارة العليا، اضطراراً، وذلك بهدف الاحتفاظ بموظفيها والتأكد من أن (فلاي دبي) في أفضل مكان ممكن عند استئناف جدول الرحلات المعتاد».
وخصصت «فلاي دبي» 6 طائرات من طراز «بوينغ 800 - 737» من الجيل الجديد للعمل في رحلات شحن كاملة لضمان انسياب مرن لحركة السلع الأساسية عبر شبكتها وخارجها. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب التعليق المؤقت لعمليات المسافرين في جزء من الإجراءات الاحترازية التي أعلنتها الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث والهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات.
ويعد قطاع السياحة من أهم القطاعات الحيوية في الإمارات؛ حيث تبلغ مساهمته الإجمالية نحو 11.9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، كما أنه يساهم في توفير نحو 745 ألف فرصة عمل؛ طبقاً لبيانات «مجلس السياحة والسفر العالمي» لعام 2019.


مقالات ذات صلة

صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )

السفير الإيراني لـ«الشرق الأوسط»: علاقاتنا مع السعودية تنمو بخطوات مدروسة

ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي خلال استقباله نائب الرئيس الإيراني في الرياض (واس)
ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي خلال استقباله نائب الرئيس الإيراني في الرياض (واس)
TT

السفير الإيراني لـ«الشرق الأوسط»: علاقاتنا مع السعودية تنمو بخطوات مدروسة

ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي خلال استقباله نائب الرئيس الإيراني في الرياض (واس)
ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي خلال استقباله نائب الرئيس الإيراني في الرياض (واس)

قال مسؤول إيراني إن العلاقات مع السعودية تسير وفق خطوات مدروسة، مشيراً إلى أن التعاون بين البلدين وما يمتلكانه من موارد طبيعية وبشرية وغيرها يساهم بشكل مباشر في تحقيق النمو والازدهار للمنطقة.

وأوضح علي رضا عنايتي، السفير الإيراني لدى السعودية، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن تطور العلاقات وتعزيزها بين طهران والرياض يأتي استجابةً لتوجيهات وعزم القادة، مضيفاً: «لقد قطعنا خطوات ملموسة، ولا تزال هناك خطوات أخرى سنمضي بها لاستكمال هذه المسيرة».

جاءت تصريحات عنايتي على هامش إطلاق أول رحلة تجارية مباشرة ومجدولة بين مطار الدمام (شرق السعودية) ومطار مشهد الإيراني أمس (الثلاثاء) لأول مرة منذ سنوات، والتي سيكون لها «بالغ الأثر في تيسير التنقل بين البلدين والمدينتين، وتقرب الشعبين»، وفقاً للسفير.

وشدد عنايتي على أن نمو العلاقات بين البلدين جاء «تلبية لعزم القادة في هذا المجال»، مشيراً إلى ما أكده نائب الرئيس الإيراني خلال لقائه مع الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أنه «لا رجعة عن هذه العلاقات».

كما اعتبر السفير الإيراني في الرياض زيارة رئيس هيئة الأركان السعودية لطهران مهمة في إطار التعاون الدفاعي بين البلدين، وقال: «زيارة رئيس هيئة الأركان مهمة في مجال التعاون الدفاعي بين البلدين، وقمنا بخطوات ولنا خطوات أخرى سنخطوها لنكمل هذه المسيرة».

السفير الإيراني علي رضا عنايتي خلال استقبال أمير الرياض له مؤخراً (إمارة الرياض)

ولفت إلى أن رحلات الطيران سابقاً كانت «مخصصة للعمرة بين المدن الإيرانية ومدينتي جدة والمدينة المنورة، أما هذه الرحلة فهي تجارية ومجدولة، وتتم يومي الثلاثاء والخميس بين مدينة الدمام السعودية ومشهد الإيرانية».

ووصف السفير هذه الخطوة بأنها مشجعة لتعزيز السياحة والتجارة بين البلدين، قائلاً: «على مدار أكثر من عام، تقدمنا بخطوات ملموسة ومدروسة لتعزيز العلاقات وتوطيدها، هناك تواصل مستمر بين القادة والمسؤولين، وعلاقات وثيقة بين وزيري الخارجية في البلدين، بالإضافة إلى ارتباطات شعبية تدعم هذا التوجه».

وتابع: «كل هذه الجهود تسهم في توطيد العلاقات التي أُسست على أسس الخير والمحبة، وهذه الخطوة تمثل امتداداً لما بدأناه في تعزيز العلاقات التي تشهد نمواً مستمراً في المجالات السياسية والدفاعية والثقافية والاجتماعية والسياحية، وستمتد لاحقاً إلى المجالات الاقتصادية والتجارية وغيرها».

وأعرب الدبلوماسي الإيراني عن شكره وتقديره «للمسؤولين السعوديين الذين سهلوا هذه الرحلات»، مشيراً إلى أن «الشكر موصول أيضاً للمسؤولين في كلا البلدين على جهودهم في ترتيبها».

صورة من تدشين أولى الرحلات التجارية المباشرة بين الدمام ومشهد لأول مرة منذ سنوات (السفارة الإيرانية)

دبلوماسية الزيارات

أوضح علي عنايتي أن الفترة الماضية شهدت تبادلاً لزيارات متعددة بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين، مشيراً إلى أن «هناك زيارات مستمرة بين البلدين في إطار الاجتماعات التي تُعقد في السعودية، ومن بينها مشاركة وزير الاقتصاد والمالية الإيراني في المؤتمر العالمي للاستثمار، حيث التقى وزيري الاقتصاد والتخطيط والاستثمار السعوديين، وناقش الطرفان أوجه التعاون الاقتصادي والتجاري».

واستطرد قائلاً: «كما قام وزير الزراعة الإيراني بزيارة للمشاركة في مؤتمر «كوب 16»، حيث التقى نظيره السعودي، وكانت هذه الزيارة فرصة للطرفين لاستكشاف مجالات تعاون تخدم مصالحهما المشتركة».

وأشار السفير الإيراني إلى أن «البلدين، بما يملكانه من إمكانيات هائلة وموارد طبيعية ومالية وبشرية، لديهما القدرة على التعاون في عدة مجالات تسهم في تحقيق النمو والازدهار للإقليم بأكمله».

خطوات مدروسة

يرى السفير الإيراني أن طهران والرياض تسيران بخطوات مدروسة لتنمية وتعزيز العلاقات في مختلف المجالات، مشدداً على الدور البارز الذي يمكن أن يلعبه المفكرون والأكاديميون في دعم وتنمية هذه العلاقات.

جانب من زيارة رئيس هيئة الأركان السعودية ولقاء نظيره الإيراني في طهران (وزارة الدفاع السعودية)

وأضاف: «شهدنا زيارة لرئيس مركز الدراسات والبحوث الدبلوماسية الإيرانية إلى المملكة، حيث التقى رئيس معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية، كما شارك في ندوة فكرية متخصصة في هذا المجال، وتم خلال الزيارة توقيع مذكرة تفاهم بين المركزين، ما يفتح آفاقاً أوسع لدراسة سبل توطيد العلاقات بين البلدين، ليس فقط من منظور الدبلوماسيين أو السياسيين، بل من خلال رؤية المفكرين والأكاديميين أيضاً».

وقال: «أعتقد أن للمجاميع الفكرية دوراً مهماً في تنمية هذه العلاقات وتوطيدها بما يخدم مصالح شعبي البلدين، هذه خطوات مدروسة ومضبوطة تُتخذ لإضفاء زخم أكبر وتعزيز أفق التعاون بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية الشقيقة».