خسائر فادحة لقطاع السياحة في الأردن

خسائر فادحة لقطاع السياحة في الأردن
TT

خسائر فادحة لقطاع السياحة في الأردن

خسائر فادحة لقطاع السياحة في الأردن

تتجاوز أزمة تفشي وباء «كورونا» المستجدّ الأبعاد الصحية، ويفرض الوضع الاقتصادي نفسه كتحدٍّ بارز على أجندة أصحاب القرار في الأردن. ويعد قطاع السياحة من أبرز القطاعات الاقتصادية المتضررة جراء الوباء، إذ بات مهدداً بنذر كارثة استثمارية مع انتشار عدوى «كورونا» التي فرضت شروط حياة جديدة، أبرزها حظر التجول الجزئي خلال أيام العمل، والحظر الشامل في عطلة نهاية كل أسبوع، فضلاً عن إغلاق أماكن الترفيه والسياحة والمطاعم، وقبلها تعطل حركة السفر عبر المطارات والمنافذ البحرية والبرية، وتوقف عمل الفنادق وتفريغها كمناطق حجر صحي للأردنيين العائدين من الخارج. بهذا الصدد، قال مدير هيئة تنشيط السياحة عبد الرزاق عربيات، إن «الدخل السياحي تراجع إلى حوالي صفر»، بعد الإغلاقات التي تمت منذ منتصف شهر مارس (آذار) بسبب تفشي وباء «كورونا». يشار إلى أن إيرادات القطاع السياحي لعام 2019 بلغت 5.8 مليار دولار، ما يشكل 15 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
وفرضت أزمة تفشي وباء «كورونا» إغلاق الأماكن السياحية، وإلغاء جميع حجوزات الطيران، وإغلاق المطاعم السياحية، وانقطاع دخول الأدلاء السياحيين.
وقُدرت خسائر قطاع المطاعم السياحية وحدها بنحو 200 مليون دينار خلال فترة الإغلاق على مدى الشهرين الماضيين، في حين يعمل في قطاع المطاعم أكثر من 50 ألف موظف وعامل، أصبح جزء كبير منهم مهدداً بالتسريح من عمله، نتيجة استمرار الإغلاقات بموجب توصيات لجنة الأوبئة الوطنية.
وفي احتجاج على ما اعتبروه استجابة حكومية غير كافية للمشكلات التي يعاني منها القطاع، قدَّم أعضاء جمعية وكلاء السياحة والسفر التي تضم في عضويتها رئيس جمعية المطاعم السياحية، ورئيس جمعية أدلاء السياح، ورئيس جمعية النقل السياحي، ورئيس جمعية الحرف والصناعات التقليدية الشعبية، استقالاتهم، في حين لم يوقع على الاستقالة رئيس جمعية الفنادق الأردنية.
واستند رؤساء الجمعيات في موقفهم لأهمية دعم القطاع خلال فترة التعطل، وعدم الاكتفاء بدفع رواتب العاملين في القطاع عوضاً عن تسريحهم، والنظر بتقديم سلة إعفاءات ضريبية للقطاع.
وتقديم قروض ميسرة تساعده على الاستمرارية. وتلخصت مطالب الجمعية في الإعفاء من التراخيص والكفالات والضرائب والإيجارات، عبر قرار بإعفاء مكاتب السياحة والسفر من التراخيص لمدة عامين، والمطالبة بإعفاءات ضريبية من ضريبة الدخل واقتطاعات الضمان الاجتماعي، وتعليق ترخيص مكاتب جديدة لمدة ثلاث سنوات، وتقرير مصير إيجارات المكاتب خلال فترة التوقف الإلزامي.
ويضاعف من أزمة قطاع السياحة في البلاد قرار حكومي مرتقب بفرض حظر شامل خلال عطلة عيد الفطر، وهو القرار الذي سيتسبب في مضاعفة خسائر اقتصادية لقطاعات متنوعة تعتبر الأعياد موسماً لتعويض جانب من الخسائر التي أحدثتها أزمة تفشي وباء «كورونا».


مقالات ذات صلة

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».