واشنطن تطالب بكين بتعويضات عن «الدمار الهائل» للعالم

إجراءات مشددة لحماية ترمب بعدما أصاب الفيروس 3 من موظفي البيت الأبيض

عمال في ورشة بناء في نيويورك أمس بعد تخفيف السلطات إجراءات العزل لمنع انتشار فيروس {كورونا} (إ.ب.أ)
عمال في ورشة بناء في نيويورك أمس بعد تخفيف السلطات إجراءات العزل لمنع انتشار فيروس {كورونا} (إ.ب.أ)
TT

واشنطن تطالب بكين بتعويضات عن «الدمار الهائل» للعالم

عمال في ورشة بناء في نيويورك أمس بعد تخفيف السلطات إجراءات العزل لمنع انتشار فيروس {كورونا} (إ.ب.أ)
عمال في ورشة بناء في نيويورك أمس بعد تخفيف السلطات إجراءات العزل لمنع انتشار فيروس {كورونا} (إ.ب.أ)

يبذل البيت الأبيض جهوداً كبيرة لتأمين حماية الدائرة المحيطة بالرئيس دونالد ترمب بعدما أصاب فيروس «كورونا» المستجد 3 من موظفي مقر الرئاسة الأميركية، وسط مخاوف من أن الفيروس ينتشر بسرعة بالفعل في المبنى التنفيذي المجاور للبيت الأبيض (مبنى أيزنهاور) الذي يتكون من 3 طوابق تضم كثيراً من الموظفين والمسؤولين بمجلس الأمن القومي.
جاء ذلك في وقت قال بيتر نافارو، المستشار الاقتصادي للرئيس ترمب، أمس (الاثنين)، إنه يجب على الصين أن تدفع تعويضات عن الأضرار الناجمة عن وباء «كوفيد - 19»، محملاً بكين المسؤولية عن تفشي هذه الجائحة، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية. وقال نافارو لشبكة «سي إن بي سي»: «لقد ألحقوا دماراً هائلاً بالعالم، ولا يزال مستمراً». وأضاف: «يجب أن يصدر مشروع قانون حيال الصين... لا يتعلق بمعاقبتهم، بل بمحاسبتهم وتحميلهم المسؤولية». وكرر نافارو، الأكاديمي السابق والمعروف بانتقاده للصين، التأكيد على ذلك في وقت لاحق في مقابلة ثانية بثّتها قناة «فوكس نيوز» وأصرّ على أن واشنطن يجب أن تعيد سلاسل التوريد إلى الولايات المتحدة. وقال: «أعتقد بقوة، وكذلك الشعب الأميركي، أن الصين ألحقت أضراراً بلغت قيمتها تريليونات الدولارات على هذا البلد، ويجب أن يكون هناك شكل من أشكال التعويضات عن هذه الأضرار».
وبالتزامن مع ذلك، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي يستعدان لإصدار تحذير من أن أكثر القراصنة والعملاء مهارة في الصين يعملون على سرقة الأبحاث الأميركية الجارية لتطوير لقاحات وعلاجات لفيروس «كورونا». وذكرت الصحيفة أن مسودة التحذير العام، التي يقول المسؤولون إنه من
المرجح أن تصدر في الأيام المقبلة، تفيد بأن الصين تسعى للوصول إلى «البيانات القيمة التي تتعلق باللقاحات والعلاجات والاختبارات، بوسائل غير مشروعة»، وتركز على السرقة الإلكترونية والعمل عن طريق «عملاء غير تقليديين»، وهو تعبير ملطف للإشارة إلى الباحثين والطلاب الذين تقول إدارة ترمب إنه جرى تنشيطهم لسرقة البيانات من داخل المختبرات الأكاديمية والخاصة، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية.
وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن مسؤولين حاليين وسابقين يرون أن قرار إصدار اتهام محدد ضد فرق القرصنة التابعة للدولة الصينية «هو جزء من استراتيجية رادعة أوسع تشارك فيها القيادة السيبرانية الأميركية ووكالة الأمن القومي».
وهدّدت الصين أمس بالردّ على إرشادات أميركية جديدة، تشدد القيود على منح تأشيرات للصحافيين الصينيين، في إطار خلاف تصاعدت حدته بعدما طردت بكين أكثر من 10 صحافيين أميركيين. وأصدرت وزارة الأمن الداخلي الأميركية التي أشارت إلى سوء معاملة الصين للصحافيين، قواعد جديدة الجمعة تقلّص مدة التأشيرات الصادرة للصحافيين الصينيين إلى 90 يوماً حداً أقصى، مع إمكانية طلب تمديد. وكانت تأشيرات الصحافيين الصينيين حتى الآن مفتوحة بقدر فترة عملهم في الولايات المتحدة.
وأعرب المتحدث باسم الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، في مؤتمره الصحافي اليومي عن اعتراض شديد و«معارضتنا القوية لهذا التصرّف الخاطئ من الجانب الأميركي، ما يعد تصعيداً في الحملة السياسية على وسائل الإعلام الصينية». وأضاف بحسب ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية: «نطلب من الولايات المتحدة تصحيح الخطأ فوراً، وإلا لن يكون لدى الصين أي خيار آخر غير اتّخاذ تدابير مضادة»، من دون إعطاء تفاصيل.
في غضون ذلك، دفع اكتشاف إصابة 3 موظفين في البيت الأبيض بفيروس «كورونا» إلى تكثيف إجراءات مكافحة الفيروس وزيادة استخدام الأقنعة وفحص الأشخاص الذي يدخلون إلى مجمع الرئاسة الأميركية بشكل أكثر صرامة. كما طلب البيت الأبيض من عدد كبير من الموظفين العمل من منازلهم، وبدأت سلسلة من التحقيقات حول الأشخاص الذين كانوا على اتصال مع الموظفين الثلاثة المصابين.
وفرض البيت الأبيض على الموظفين المخصصين لخدمة الرئيس ترمب ارتداء الأقنعة بشكل دائم، وكذلك أعضاء الخدمة السرية والحرس الخاص بالرئيس والمساعدين المقربين الذين يعملون بشكل يومي معه، مثل كايلي ماكناني المتحدثة الصحافية الجديدة للبيت الأبيض، والجنرال مارك ميدوز رئيس هيئة الأركان المشتركة، وهوب هيكس مستشارة ترمب. وأعطيت الأوامر لموظفي مكتب السيدة الأولى ميلانيا ترمب بالعمل من منازلهم.
ومساء الأحد، أصدر البيت الأبيض بياناً أشار فيه إلى أن نائب الرئيس مايك بنس لم يغير جدول أعماله، ولم يقم بحجر نفسه ذاتياً.
وأعلن 3 من كبار المسؤولين الصحيين من أعضاء فريق مكافحة فيروس كورونا في البيت الأبيض قيامهم بعزل أنفسهم ذاتياً، بعد أن جاءت نتائج اختبار الفيروس إيجابية لاثنين من الموظفين القريبين من ترمب، وإصابة كاتي ميلر المتحدثة الصحافية باسم نائب الرئيس. واضطر ستيفن ميلر مستشار ترمب والعضو الرئيسي في ملف الهجرة إلى البقاء بالبيت، بعد إصابة زوجته كاتي بالفيروس.
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن 3 من أبرز أعضاء فريق مكافحة الفيروس، هم الدكتور أنتوني فاوتشي مدير مركز مكافحة الأمراض الوبائية CDC والدكتور روبرت ريدفيلد مدير مركز السيطرة على الأمراض والدكتور ستيفن هان مفوض إدارة الغذاء والدواء سيكونون قيد الحجر الصحي لمدة أسبوعين، بعد شكوك من اتصالهم بموظفي الرئيس المصابين بالفيروس. ومن المقرر أن يقدم الأطباء الثلاثة شهادتهم أمام لجنة بمجلس الشيوخ، اليوم (الثلاثاء)، لمناقشة إعادة فتح الاقتصاد وسط انتشار وتفشي الفيروس.
وأعلن السيناتور لامار ألكسندر، رئيس لجنة الصحة والتعليم والعمل بمجلس الشيوخ، أن الخبراء الثلاثة، وأيضاً وزير الصحة بريت جيروير، سيشاركون في الجلسة عبر الفيديو. وكانت إدارة ترمب قد عرقلت إجراءات شهادة الخبراء الثلاثة أمام مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، وجرى التحضير لشهادتهم أمام لجنة في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عله الجمهوريون.
وبدأ كثير من الولايات الأميركية خطوات لإعادة فتح الاقتصاد وفتح المتاجر والشركات منذ أواخر أبريل (نيسان) وبداية مايو (أيار) الحالي. وكانت ولايتا جورجيا وكارولينا الجنوبية من أوائل الولايات التي أعلنت فتح الشركات والمتاجر. وخلال الأسبوع الحالي تكون 48 ولاية قد قامت بالفعل بتخفيف القيود وبدأت مراحل إعادة فتح مرحلية للشركات والمتاجر.
وتشير إحصاءات الإصابة والوفيات بالفيروس في ولايات مثل أركنساس ووايومينغ وتكساس وفيرجينيا إلى تزايد في أعداد الإصابات بما يثير القلق. وتشير إحصاءات جامعة جونز هوبكنز إلى أن أعداد الإصابة بالفيروس قد تجاوزت مليوناً و283 ألف إصابة، بينما تقترب حالات الوفيات من 80 ألف حالة.
ويتوقع معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن أن تصل حالات الوفيات إلى 137 ألف حالة بحلول أوائل أغسطس (آب) وهي أرقام مرتفعة عن توقعات المركز السابقة بأن تصل أعداد الوفيات إلى 134 ألف حالة. وقال مدير المركز الدكتور، كريستوفر موراي، إن الارتفاع في توقعات أعداد الوفيات يرجع إلى الاتجاه التصاعدي في حركة المواطنين، مع تخفيف الإجراءات على مستوى كل ولاية.


مقالات ذات صلة

كيف أثّر وباء «كوفيد» على مرحلة البلوغ لدى الفتيات؟

يوميات الشرق امرأة ترتدي الكمامة خلال فترة انتشار الجائحة في كندا (رويترز)

كيف أثّر وباء «كوفيد» على مرحلة البلوغ لدى الفتيات؟

تسبب الإغلاق الذي فُرض بعد انتشار جائحة «كوفيد - 19» في توقف شبه تام للحياة، وشهد مئات الملايين من الأشخاص تغيُّرات جذرية في أنماط حياتهم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك طفلة تتلقى جرعة من لقاح «موديرنا» لفيروس «كورونا» بصيدلية سكيباك في شوينكسفيل - بنسلفانيا (رويترز)

تقرير أميركي: وفاة 10 أطفال بسبب جرعات التطعيم ضد فيروس «كورونا»

قال مارتي ماكاري، مفوض إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية، اليوم (السبت)، إن البيانات أظهرت وفاة 10 أطفال؛ بسبب جرعات التطعيم ضد فيروس «كورونا».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك رجل في المكسيك يتلقى جرعة من لقاح الحصبة (رويترز)

لقاحات شائعة تمنع الأمراض المزمنة وبعض أنواع السرطان... تعرّف عليها

لا تقتصر فوائد اللقاحات على حمايتك من أمراض معدية محددة أو تخفيف حدة الأعراض عند الإصابة بالمرض، بل يمكنها أيضاً الوقاية من الأمراض المزمنة الشائعة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شخص يجهز جرعة من لقاح «كوفيد-19» (رويترز)

تقرير: «الغذاء والدواء» الأميركية تربط وفاة 10 أطفال بلقاحات «كوفيد»

كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس (الجمعة) أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية ذكرت في مذكرة داخلية أن 10 أطفال على الأقل لقوا حتفهم على «بسبب» لقاحات «كوفيد-19».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك اغلاق كورونا تسبب في ارتفاع كبير في عدد الرضع والأطفال الصغار الذين يعانون من مشاكل في النطق (رويترز)

دراسة: إغلاقات «كورونا» أعاقت قدرة الأطفال على تعلم الكلام

ارتبطت عمليات الإغلاق التي نتجت عن تفشي كوفيد 19 بارتفاع كبير في عدد الرضع والأطفال الصغار الذين يعانون من مشاكل في النطق وتعلم الكلام وغيرها من مشاكل النمو.

«الشرق الأوسط» (لندن)

روسيا: المفاوضات مع أميركا بشأن أوكرانيا تستغرق وقتاً لأن الطريق ليست سهلة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومساعده يوري أوشاكوف خلال اجتماع مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومساعده يوري أوشاكوف خلال اجتماع مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
TT

روسيا: المفاوضات مع أميركا بشأن أوكرانيا تستغرق وقتاً لأن الطريق ليست سهلة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومساعده يوري أوشاكوف خلال اجتماع مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومساعده يوري أوشاكوف خلال اجتماع مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)

أكد يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، أن الطريق نحو التوصل إلى تسوية للصراع الأوكراني ليست سهلة؛ ولذلك فالمفاوضات بين بوتين والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف «تأخذ وقتاً طويلاً».

ونقل تلفزيون «آر تي» عن أوشاكوف قوله إن روسيا والولايات المتحدة تعملان على تنسيق النقاط الصعبة التي يجب أن تحدد شكل ومصدر وثيقة مستقبلية بشأن أوكرانيا.

لكن أوشاكوف شدد على أن العمل على صياغة الاقتراحات والنصوص للوثيقة المتعلقة بأوكرانيا ما زال في مراحله المبكرة.

وحذّر مساعد بوتين من مصادرة أي أصول روسية، قائلاً إن أي مصادرة محتملة للأصول الروسية سيتحملها أفراد محددون ودول بأكملها.

على النقيض، قال كيث كيلوغ المبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا، الأحد، إن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب هناك «قريب جداً»، وإنه يعتمد على حل قضيتين رئيسيتين عالقتين؛ هما مستقبل منطقة دونباس، ومحطة زابوريجيا للطاقة النووية.

وقال كيلوغ، الذي من المقرر أن يتنحى عن منصبه في يناير (كانون الثاني) المقبل، في «منتدى ريغان للدفاع الوطني» إن الجهود المبذولة لحل الصراع في «الأمتار العشرة النهائية»، التي وصفها بأنها «دائماً الأصعب».

وأضاف كيلوغ أن القضيتين الرئيسيتين العالقتين تتعلقان بالأراضي، وهما مستقبل دونباس في المقام الأول، ومستقبل محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، وهي الكبرى في أوروبا، وتقع حالياً تحت السيطرة الروسية.

وأكد: «إذا حللنا هاتين المسألتين، فأعتقد أن بقية الأمور ستسير على ما يرام... كدنا نصل إلى النهاية». وتابع: «اقتربنا حقاً».


تبادل إطلاق النار بين سفينة وزوارق صغيرة قبالة اليمن

صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)
صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)
TT

تبادل إطلاق النار بين سفينة وزوارق صغيرة قبالة اليمن

صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)
صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)

ذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، اليوم (الجمعة)، أن سفينة على بعد 15 ميلاً بحرياً غربي اليمن أبلغت عن تبادل لإطلاق النار بعد رصدها نحو 15 قارباً صغيراً على مقربة منها.

وأضافت السفينة أنها لا تزال في حالة تأهب قصوى وأن القوارب غادرت الموقع.

وأفاد ربان السفينة بأن الطاقم بخير، وأنها تواصل رحلتها إلى ميناء التوقف التالي.

وتشن جماعة الحوثي في اليمن هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر تقول إنها مرتبطة بإسرائيل، وذلك منذ اندلاع الحرب في غزة بعد هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على جنوب إسرائيل. وقالت الجماعة إن هجماتها للتضامن مع الفلسطينيين.


بوتين: المقترح الأميركي بشأن أوكرانيا يتضمّن نقاطاً «لا يمكن الموافقة عليها»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)
TT

بوتين: المقترح الأميركي بشأن أوكرانيا يتضمّن نقاطاً «لا يمكن الموافقة عليها»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بعض المقترحات في خطة أميركية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، غير مقبولة للكرملين، مشيراً في تصريحات نُشرت اليوم (الخميس) إلى أن الطريق لا يزال طويلاً أمام أي اتفاق، لكنه شدد على ضرورة «التعاون» مع واشنطن لإنجاح مساعيها بدلاً من «عرقلتها».

وقال بوتين في التصريحات: «هذه مهمّة معقّدة وصعبة أخذها الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب على عاتقه».

وأضاف أن «تحقيق توافق بين أطراف متنافسة ليس بالمهمة بالسهلة، لكن الرئيس ترمب يحاول حقاً، باعتقادي، القيام بذلك»، متابعاً: «أعتقد أن علينا التعاون مع هذه المساعي بدلاً من عرقلتها».

وأطلق الرئيس الأميركي دونالد ترمب أقوى دفعة دبلوماسية لوقف القتال منذ شنت روسيا الغزو الشامل على جارتها قبل نحو أربع سنوات. ولكن الجهود اصطدمت مجدداً بمطالب يصعب تنفيذها، خاصة بشأن ما إذا كان يجب على أوكرانيا التخلي عن الأراضي لروسيا، وكيف يمكن أن تبقى أوكرانيا في مأمن من أي عدوان مستقبلي من جانب موسكو.

وتأتي تصريحات الرئيس الروسي في الوقت الذي يلتقي فيه المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، جاريد كوشنر، بكبير المفاوضين الأوكرانيين رستم أوميروف، اليوم، في ميامي لإجراء مزيد من المحادثات، بحسب مسؤول أميركي بارز اشترط عدم الكشف عن هويته؛ لأنه غير مخوّل له التعليق علانية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وشخصيات روسية سياسية واقتصادية يحضرون محادثات مع المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب في قصر مجلس الشيوخ بالكرملين في موسكو بروسيا يوم 2 ديسمبر 2025 (أ.ب)

محادثات «ضرورية»

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن محادثاته التي استمرت خمس ساعات، الثلاثاء، في الكرملين مع ويتكوف وكوشنر كانت «ضرورية» و«مفيدة»، ولكنها كانت أيضاً «عملاً صعباً» في ظل بعض المقترحات التي لم يقبلها الكرملين، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وتحدث بوتين لقناة «إنديا توداي تي في» قبل زيارته لنيودلهي، اليوم. وبينما لم تُبث المقابلة بأكملها بعد، اقتبست وكالتا الأنباء الروسيتان الرسميتان «تاس» و«ريا نوفوستي» بعض تصريحات بوتين.

ونقلت وكالة «تاس» عن بوتين القول في المقابلة، إن محادثات الثلاثاء في الكرملين تحتّم على الجانبين «الاطلاع على كل نقطة» من مقترح السلام الأميركي «وهذا هو السبب في استغراق الأمر مدة طويلة للغاية».

وأضاف بوتين: «كان هذا حواراً ضرورياً وملموساً»، وكانت هناك بنود، موسكو مستعدة لمناقشتها، في حين «لا يمكننا الموافقة» على بنود أخرى.

ورفض بوتين الإسهاب بشأن ما الذي يمكن أن تقبله أو ترفضه روسيا، ولم يقدّم أي من المسؤولين الآخرين المشاركين تفاصيل عن المحادثات.

ونقلت وكالة «تاس» عن بوتين القول: «أعتقد أنه من المبكر للغاية؛ لأنها يمكن أن تعرقل ببساطة نظام العمل» لجهود السلام.