بخلاف النظام الغذائي والرياضة... كيف تتفادى زيادة الوزن أثناء الحجر المنزلي؟

رجل يضع قناعاً واقياً على وجهه خوفاً من فيروس «كورونا» بينما ينام في أحد شوارع إسطنبول (إ.ب.أ)
رجل يضع قناعاً واقياً على وجهه خوفاً من فيروس «كورونا» بينما ينام في أحد شوارع إسطنبول (إ.ب.أ)
TT

بخلاف النظام الغذائي والرياضة... كيف تتفادى زيادة الوزن أثناء الحجر المنزلي؟

رجل يضع قناعاً واقياً على وجهه خوفاً من فيروس «كورونا» بينما ينام في أحد شوارع إسطنبول (إ.ب.أ)
رجل يضع قناعاً واقياً على وجهه خوفاً من فيروس «كورونا» بينما ينام في أحد شوارع إسطنبول (إ.ب.أ)

تُعد الحياة أثناء الحجر الصحي صعبة، وكلنا نكافح عقلياً وعاطفياً وجسدياً. ولن يلومك أحد في حال قررت عدم الالتزام بنظامك الغذائي أو تمارينك الرياضية؛ لكن خبراء الصحة يوصون بشدة بأن تبذل قصارى جهدك لمنع زيادة الوزن خلال هذه الفترة التاريخية والمخيفة التي يعيشها عديد من السكان حول العالم، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
ويرى الدكتور ديفيد بوتشين، مدير جراحة الوزن الزائد في مستشفى هنتنغتون بولاية كاليفورنيا الأميركية، أن نسبة كبيرة من المرضى الذين يحاربون «كوفيد- 19» في وحدة العناية المركزة بالمركز الطبي يعانون من السمنة.
وقال إن المرضى الذين يعانون من السمنة يواجهون صعوبة خاصة في الاهتمام بهم. بالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسة حديثة أنه لدى المرضى الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً، ضاعفت السمنة من خطر دخولهم إلى المستشفى في حال إصابتهم بالفيروس.
وأوضح الطبيب: «أنا لا أقترح بدء نظام غذائي صارم، أو برنامج تمرين مكثف أثناء الحجر المنزلي، ولكن هناك بعض الأشياء البسيطة التي يمكنك القيام بها لمنع زيادة الوزن، وحماية نفسك، ليس فقط من المضاعفات المتعلقة بـ(كورونا)، ولكن أيضاً من الأمراض مثل السكري وأمراض القلب التي ستبقى من أهم أسباب الوفاة، بعد أن نتخلص من هذا الوباء».
ومن بعض النصائح التي تساعدك على تفادي زيادة الوزن، بحسب تقرير للدكتورة ميلينا جامبوليس، وهي اختصاصية تغذية معتمدة، نشرته «سي إن إن»:

- التسوق بذكاء

عندما يتعلق الأمر بالتسوق في الحجر الصحي، فمن المهم أن تكون منظماً؛ خصوصاً فيما يخص تناول ما يكفي من الفواكه والخضراوات (استهدف الحصول على خمس حصص يومياً إذا استطعت). وقم بشراء مزيج من الأطعمة الطازجة والمجمدة والمعلبة لتدوم لمدة أسبوع على الأقل أو أكثر. واستهلك المنتجات الطازجة أولاً، ثم انتقل إلى المجمدة والمعلبة.
وتأكد من تناول الفاكهة الطازجة أو المجمدة يومياً؛ حيث إن كمية فيتامين «سي»، وهو مهم لتقوية المناعة، الموجودة في الفواكه والخضراوات المعلبة، تعتبر أقل من تلك التي تجدها في المأكولات الطازجة أو المجمدة.

- السيطرة على التوتر

خلال هذه الأزمة العالمية، أصبح من المهم أكثر من أي وقت مضى إيجاد طرق للتغلب على التوتر وإدارة القلق.
ومن الطبيعي أن يكون تطبيق ذلك ليس بالأمر السهل. وتعد الموازنة بين التعليم المنزلي والتحديات المالية والعزلة الاجتماعية أمراً مرهقاً، ولكن الإجهاد يمكن أن يساهم في ضعف خيارات تناول الطعام وزيادة الدهون في عمق بطنك (أسفل العضلات) التي يمكن أن تساهم في أمراض القلب والسكري، حتى أكثر من الدهون السامة التي تقع مباشرة تحت جلدك.
ويمكنك أيضاً تدريب نفسك على بذل قصارى جهدك للعيش في الوقت الحاضر مقابل القلق بشأن المستقبل. وهذه نصيحة من جوان كوغل، وهي معالجة نفسية عائلية تطلب من العملاء قضاء بعض الوقت في يومهم للتركيز على أشياء بسيطة، مثل دفء الشمس، وجمال الزهور، وطعم الشوكولاتة، أو ضحكة طفل.

- النوم بشكل صحيح

تم ربط كل من النوم الزائد والنوم غير الكافي بزيادة الوزن وزيادة الشهية، لذا حاول ألا تتخلى تماماً عن جدول نومك، من خلال النوم حتى ساعات متأخرة من النهار أو البقاء مستيقظاً طوال الليل لمشاهدة التلفزيون.
ويوصي الخبراء بمحاولة الالتزام بجدول نوم طبيعي نسبياً. هذا أسهل بكثير إذا اتبعت مبادئ النوم الأساسية، إبقاء غرفتك مظلمة قدر الإمكان، وممارسة الرياضة بانتظام. ومن الضروري أيضاً الابتعاد عن سماع الأخبار واستخدام الهواتف الجوالة في الساعات السابقة للنوم.

- النشاط البدني

إن قضاء كثير من الوقت في المنزل له عواقب أخرى غير متوقعة. ويحرق الشخص سعرات حرارية أقل بكثير أثناء الحجر مما كان يحرقه في حياته اليومية ما قبل الحجر الصحي، بغض النظر عما إذا كان يمارس الرياضة يومياً.
وإن الجلوس على الكومبيوتر لساعات، سواء لإجراء مكالمات عمل أو لقضاء الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي، والبقاء في الداخل في عطلات نهاية الأسبوع لمشاهدة التلفزيون، إلى جانب التسوق والاختلاط عبر الإنترنت، كلها تزيد عدة مئات من السعرات الحرارية التي لا نحرقها بسبب عدم ممارسة النشاط البدني. من الضروري القيام بمزيد من الحركة في المنزل كل يوم.
ويخبر الدكتور بوتشين مرضاه بالالتزام بقدر معين من التمارين الرياضية، قبل أن يشاهدوا التلفزيون أو الأفلام. على سبيل المثال، بالنسبة لكل فيلم يشاهدونه، يجب أن يدمجوا 20 دقيقة من النشاط البدني معه، مثل التنظيف، أو اللعب مع العائلة، أو البستنة، أو حتى الوقوف أثناء التحدث على الهاتف، أو المشاركة في مكالمة فيديو.


مقالات ذات صلة

ترمب يخطط للانسحاب مجدداً من «منظمة الصحة العالمية»

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ومرشحه لمنصب وزير الصحة روبرت كيندي يوم 23 أكتوبر الماضي (أ.ب)

ترمب يخطط للانسحاب مجدداً من «منظمة الصحة العالمية»

أفاد أعضاء في الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بأنه يدرس الانسحاب من «منظمة الصحة العالمية» في اليوم الأول لتوليه السلطة في 20 يناير.

هبة القدسي (واشنطن)
صحتك صورة توضيحية لفيروس «كوفيد-19» (أرشيفية - رويترز)

«كوفيد» الطويل الأمد لا يزال يفتك بكثيرين ويعطّل حياتهم

منذ ظهور العوارض عليها في عام 2021، تمضي أندريا فانيك معظم أيامها أمام نافذة شقتها في فيينا وهي تراقب العالم الخارجي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)

الفيلم المصري «شرق 12» يفتتح «أسبوع النقاد» في «مهرجان برلين»

لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)
لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)
TT

الفيلم المصري «شرق 12» يفتتح «أسبوع النقاد» في «مهرجان برلين»

لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)
لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)

اختار «مهرجان برلين السينمائي» الفيلم المصري «شرق 12» للمخرجة هالة القوصي، ليكون فيلم افتتاح برنامج «أسبوع النقاد» خلال دورته الـ75 المقررة في الفترة من 13 إلى 22 فبراير (شباط) 2025.

وكان الفيلم الذي يُعدّ إنتاجاً مشتركاً بين هولندا، ومصر، وقطر، قد عُرض للمرة الأولى عالمياً في مهرجان «كان السينمائي» ضمن برنامج «نصف شهر المخرجين»، خلال دورته الـ77، كما انفرد مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» بعرضه الأول في الشرق الأوسط ضمن برنامج «رؤى جديدة»، وحاز الفيلم على تنويه خاص من لجنة التحكيم في مهرجان «كيرالا السينمائي الدولي» بالهند، للتناغم بين عناصر الديكور والصوت والتصوير، كما جاء في حيثيات لجنة التحكيم. ويشارك الفيلم في مهرجان «روتردام السينمائي» ضمن قسم «أفضل الأفلام العالمية» في دورته التي تنطلق في 30 يناير (كانون الثاني) المقبل.

الفيلم من بطولة منحة البطراوي، وأحمد كمال، وعمر رزيق، وفايزة شمة، وينتمي لفئة «الكوميديا السوداء»، حيث تدور أحداثه في إطار الفانتازيا الساخرة من خلال الموسيقي الطموح «عبده» العالق في مستعمرة صحراوية معزولة ويقضي وقته بين حفر القبور وتأليف الموسيقى باستخدام آلات موسيقية اخترعها من أدوات منزلية، ويخطّط عبده للهروب من المستعمرة رفقة حبيبته للتخلص من هيمنة «شوقي بيه»، بينما الحكاءة «جلالة» تروي للناس قصصاً خيالية عن البحر، والفيلم من تأليف وإخراج هالة القوصي في ثاني أفلامها الطويلة بعد «زهرة الصبار».

وأبدت المخرجة المصرية الهولندية سعادتها باختيار الفيلم في «برلين»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إنها تفاجأت باختياره لأن موزعته هي من تقدمت به، وأضافت: «لم أكن أعرف أن مهرجان (برلين) يقيم أسبوعاً للنقاد، على غرار مهرجاني (كان) و(فينيسيا)، عَلِمتُ بذلك حين اختاروا فيلمنا بوصفه فيلم افتتاح، هذا في حد ذاته شرف كبير، وقد قال لي الناقد طارق الشناوي إنها ربما المرة الوحيدة التي يتم فيها اختيار فيلم مصري لافتتاح هذا القسم».

المخرجة هالة القوصي في مهرجان «البحر الأحمر» (الشرق الأوسط)

وتلفت هالة إلى أن «أسبوع النقاد يُعد جهة مستقلة في جميع المهرجانات الكبرى عن إدارة المهرجان نفسه، ويقام تحت إدارة نقاد، وهو في مهرجان (برلين) لديه طبيعة نقدية وله بعد مفاهيمي من خلال عقد مناقشات بين الأفلام».

وترى هالة أن «أول عرض للفيلم يحدّد جزءاً من مسيرته، وأن التلقي الأول للفيلم في مهرجان (كان) الذي يُعد أكبر تظاهرة سينمائية في العالم، ويحضره عدد من نقاد العالم والمنتجين ومبرمجين من مختلف المهرجانات يتيح للفيلم تسويقاً أكبر وحضوراً أوسع بمختلف المهرجانات».

وعُرض فيلم «شرق 12» في كلٍ من السعودية والبرازيل وأستراليا والهند، حيث شاهده جمهور واسع، وهو ما تراه هالة القوصي غاية السينما؛ كونها تملك هذه القدرة لتسافر وتتفاعل مع مختلف الثقافات، في حين يرى الناس في بلاد مختلفة صدى لتجربتها الشخصية بالفيلم، موضحة: «لذلك نصنع السينما، لأنه كلما شاهد الفيلم جمهور مختلف وتفاعل معه، هذا يجعلنا أكثر حماساً لصناعة الأفلام».

بوستر اختيار الفيلم في مهرجان «برلين» (الشرق الأوسط)

وعن صدى عرض الفيلم في مهرجان «البحر الأحمر» مؤخراً، تقول المخرجة المصرية: «كان من المهم بالنسبة لي عرضه في مهرجان (البحر الأحمر) لأتعرف على ردود فعل عربية على الفيلم، وقد سعدت بها كثيراً، وقد سألني كثيرون، كيف سيستقبل الجمهور العربي الفيلم؟ فقلت، إن أفق الجمهور أوسع مما نتخيل، ولديه قدرة على تذوّق أشكالٍ مختلفة من الفنون، وهذا هو رهاني دائماً، إذ إنني لا أؤمن بمقولة (الجمهور عايز كده)، التي يردّدها بعض صناع الأفلام، لأن هذا الجمهور سيزهد بعد فترة فيها، وفي النهاية فإن العمل الصادق سيلاقي حتماً جمهوره».

لا تستعين هالة بنجوم في أفلامها، وتبرر ذلك قائلة: «لأن وجود أي نجم بأفلامي سيفوق أجره ميزانية الفيلم كلّه، فنحن نعمل بميزانية قليلة مع طموحٍ فني كبيرٍ، ونقتصد في كل النفقات التي لا تضيف قيمة للفيلم، نعمل في ظروف صعبة ليس لدينا كرافانات ولا مساعدين للنجوم، ونحرص على تكثيف فترات العمل وضغط النفقات في كل شيء، وهو ما لا يناسب النجوم».

ووفق الناقد خالد محمود، فإن «مهرجان (برلين) دائماً ما يمنح فرصاً للتجارب السينمائية الجريئة والمختلفة من المنطقة العربية والشرق الأوسط، والأفلام خارج سياق السينما التجارية، التي تجد متنفساً لها في مهرجان (برلين)».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «فيلم (شرق 12) يُعدّ أحد الأفلام المستقلة التي تهتم بها المهرجانات الكبرى وتُسلط عليها الضوء في برامجها، وقد حقّق حضوراً لافتاً في مهرجانات كبرى بدءاً من عرضه الأول في (كان)، ومن ثمّ في (البحر الأحمر)، ولا شك أن اختياره في أسبوع النقاد بـ(برلين) يمثل إضافة مهمة له».