الحكومة المصرية تمهد لـ«التعايش» مع «كوفيد ـ 19»

جولات ميدانية موسعة... وإجراءات احترازية لحين اكتشاف علاج

رئيس الوزراء المصري خلال جولة تفقدية لمشروعات في القاهرة أمس (الحكومة المصرية)
رئيس الوزراء المصري خلال جولة تفقدية لمشروعات في القاهرة أمس (الحكومة المصرية)
TT

الحكومة المصرية تمهد لـ«التعايش» مع «كوفيد ـ 19»

رئيس الوزراء المصري خلال جولة تفقدية لمشروعات في القاهرة أمس (الحكومة المصرية)
رئيس الوزراء المصري خلال جولة تفقدية لمشروعات في القاهرة أمس (الحكومة المصرية)

مهدت الحكومة المصرية، أمس، لـ«التعايش والتأقلم» ضمن إجراءات احترازية مع فيروس كورونا المستجد، عبر جولات ميدانية موسعة لرئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، وعدد من وزراء حكومته في مناطق مختلفة بالعاصمة القاهرة.
وأجرى مسؤولو الحكومة، أمس، زيارات لمواقع إنشاءات ومشروعات يجري تنفيذها ضمن خطط التوسع العمراني، فضلاً عن تنفيذ عمليات إزالة لمبانٍ مخالفة «تم تشييدها خلال فترة الحظر على التجوال ضمن خطط مواجهة (كورونا)».
كما قال مدبولي، أمس، في تصريحات على هامش جولاتها، إن «حركة تنمية الاقتصاد لا بد أن تستمر، بينما تواصل الدولة عملها بصورة كبيرة جداً»، ومضيفاً أن «دولة بحجم مصر يجب أن تظل تعمل، لكن في الوقت نفسه بالتوازي مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية كافة والاستباقية للتعايش والتأقلم مع فيروس كورونا المستجد، حتى يتم التوصل إلى اكتشاف مصل وعلاج نهائي لهذا المرض».
وقلصت مصر ساعات الحظر المؤقت المفروض على حركة مواطنيها بحلول شهر رمضان، لتبدأ من الساعة التاسعة مساءً وحتى السادسة صباحاً، وكانت سابقاً تبدأ في الثامنة مساءً، وبدأت بعض المؤسسات الحكومية، أول من أمس، استئناف تقديم خدمات محددة للمواطنين مع اتخاذ إجراءات احترازية ضمن منع انتشار عدوى «كوفيد - 19».
وأعلنت وزارة الصحة، أمس، تسجيل 248 حالة إصابة جديدة بالفيروس، فضلاً عن 20 وفاة وخروج 60 شخصاً بعد تعافيهم.
وأفادت بأن «إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بكورونا المستجد حتى (يوم الاثنين) هو 4782 حالة، من ضمنهم 1236 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و337 حالة وفاة».
واصطحب رئيس الوزراء المصري، أمس، خلال زيارته لمناطق مختلفة بمحافظة القاهرة، وزراء «السياحة والآثار، والتنمية المحلية، والإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية»، ومحافظ القاهرة، ومسؤولو الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وأشار مدبولي إلى أن «الهدف من الجولة هو تفقد عدد كبير من المشروعات التنموية التي يتم العمل على تنفيذها داخل نطاق محافظة القاهرة، فضلاً عن مُتابعة أعمال الإزالات التي تتم لأعمال البناء العشوائي من العمارات والأبراج المخالفة التي تم إنشاؤها في الفترة الحالية استغلالاً لانشغال الدولة بالتصدي لبعض التحديات مثل انتشار الجائحة».
وشدد على، أن «الدولة لن تسمح بأي بناء عشوائي بهذه الطريقة، خاصة مع ارتفاع حجم الكثافات الموجودة اليوم في مدن القاهرة والجيزة والإسكندرية».
كما تضمنت الجولة مُعاينة مشروعات تطوير منطقة عين الصيرة، ومتحف الحضارة بمنطقة مصر القديمة، وكذلك «متابعة أعمال تطوير ميدان التحرير، وكذلك متابعة أعمال تطوير (منطقة مثلث ماسبيرو)».
من جهة أخرى، استأنفت وزارة السياحة والآثار، أمس، اجتماعات اللجنة المشرفة على «مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة»؛ وذلك «لمتابعة موقف اختيار الشركة العالمية التي ستتولى أعمال تنظيم حفل افتتاح المتحف عام 2021».
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قرر إرجاء افتتاح عدد من المشروعات الكبرى، ومنها «المتحف المصري الكبير»، والتي كان مقرراً الانتهاء منها العام الحالي، على خلفية الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.
في السياق ذاته، أعلن المتحدث العسكري للقوات المسلحة، أمس، أن «عناصر الجيش وزعت عدداً من الأقنعة الطبية في محطة سكك حديد الجيزة، وفي مواقف النقل الجماعي ومكاتب البريد بمحافظة السويس، فضلاً عن محطة قطارات محافظة الإسماعيلية، وأنفاق قناة السويس».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.