دول الجمعية العامة للأمم المتحدة تمنح نفسها حق النقض

من أجل الحصول العادل على اللقاحات المستقبلية لفيروس كورونا

شعار الأمم المتحدة أمام مبنى مقر الأمم المتحدة في نيويورك (رويترز)
شعار الأمم المتحدة أمام مبنى مقر الأمم المتحدة في نيويورك (رويترز)
TT

دول الجمعية العامة للأمم المتحدة تمنح نفسها حق النقض

شعار الأمم المتحدة أمام مبنى مقر الأمم المتحدة في نيويورك (رويترز)
شعار الأمم المتحدة أمام مبنى مقر الأمم المتحدة في نيويورك (رويترز)

تبنت الدول الـ193 في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قراراً يدعو إلى «الوصول العادل» إلى «اللقاحات المستقبلية» لفيروس كورونا المستجدّ، في إجراء فريد من نوعه مرتبط بوباء كوفيد - 19 أتاح منح الدول حق النقض بشكل غير مسبوق في هذه الهيئة الأممية.
ويطلب النصّ الذي قدّمته المكسيك وتم تبنيه بالإجماع إلّا أنه غير إلزامي، «تعزيز التعاون العلمي الدولي لمكافحة كوفيد - 19 وتكثيف التنسيق»، بما في ذلك في القطاع الخاص.
في الأوقات العادية، لا يتمتع أعضاء الجمعية العامة بحق النقض، وهو امتياز تحظى به فقط منذ إنشاء المنظمة منذ 75 عاماً، الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا.
عادة، تتمّ المصادقة على النصوص بالإجماع من دون اقتراع أو بغالبية الأصوات من خلال عملية تصويت إلكترونية أو بطاقات سرية عندما يكون هناك اقتراع.
وبسبب عدم إمكانية الاجتماع جراء العزل، ابتكرت الجمعية آلية جديدة يمكن تطبيقها حتى نهاية مايو (أيار) أو حتى نهاية يونيو (حزيران) إذا أكدت الأجهزة الطبية في الأمم المتحدة توصيتها بتجنّب أي تجمع في مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك حتى هذا التاريخ.
عندما تنهي دولة ما مشروع نصّ، يتمّ إرساله إلى رئيس الجمعية الذي يطلق تصويتاً «صامتاً» تنتهي مدّته بعد بضعة أيام. إذا لم يكسر أي عضو الصمت، يُعتبر في هذه الحالة أنه تمّ تبني النصّ. إذا اعترض أحد الأعضاء، يُعتبر النصّ مرفوضاً.
ما معناه أن كل عضو في الأمم المتحدة يملك «حقّ نقض» نصّ الآخر، وفق ما أكد دبلوماسيون، مع احتمال أن توجه له كل الدول الأخرى انتقادات في حال كسر الصمت لوحده.
بالنسبة إلى الجمعية، لا غنى عن الآلية الجديدة لمواصلة تبني النصوص التي لا يمكن تأجيلها، على غرار تراخيص الموازنات. وبالطبع، تدفع الآلية إلى التوافق وتبني النصوص. لكنها تعطي أيضاً الدول حقّ عرقلة كامل آلية عمل الأمم المتحدة.
في حالة نصّ القرار المكسيكي الذي يحظى بتوافق، لم تجازف أي دولة بالاعتراض. وكذلك حصل أثناء تبني أول نصّ متعلق بكوفيد - 19 في الثالث من أبريل (نيسان) الذي طلب «تعاوناً» دولياً لمكافحة المرض بشكل أفضل.
في المقابل، وفي اليوم نفسه، عرقلت أوكرانيا وجورجيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي نصاً قدّمته روسيا يدعو إلى رفع العقوبات الدولية بدعوى تسهيل مكافحة كوفيد - 19.
وهذا الأسبوع، قدّمت موسكو مرة أخرى مشروع قرار جديد يطلب أيضاً الامتناع عن تطبيق العقوبات. ويضمّ نصّها التزاماً من الدول الأعضاء «بمواجهة التحديات الدولية كجيران صالحين، وعبر الامتناع عن تطبيق التدابير الحمائية والتمييزية على خلاف قواعد منظمة التجارة العالمية».
ويخضع النصّ لتصويت «صامت» تنتهي مدّته عند الساعة 16:00 ت.غ. وكذلك بالنسبة لمشروع قرار قدّمته السعودية التي تترأس مجموعة الدول العشرين حالياً، يشدّد على ضرورة «التعاون» في مواجهة الوباء العالمي.
وقال دبلوماسيون إنه يُفترض أن يتمّ تبني المشروع السعودي بينما المبادرة الروسية الجديدة محكوم عليها بالفشل.
ويرى دبلوماسي لم يكشف عن هويته أن الآلية الجديدة لتبني القرارات من جانب الجمعية العامة كانت «ضرورية لكنها غير مكتملة». إذ إن المشاورات قبل التصويت محدودة وبدون إجماع لا يحصل التبني. ويعتبر أن ذلك «أقلّ ديمقراطية» من السابق.
ولتنظيم اقتراحات النصوص المتعلقة بكوفيد - 19 لتجنّب التكرار بشأن الموضوع نفسه، عيّنت الجمعية العامة الاثنين «منسّقين» اثنين هما أفغانستان وكرواتيا.
وقد تُرغم إسبانيا ومصر اللتان تعملان على قرارات بشأن حماية النساء والفتيات، التوافق على نصّ موحّد قبل إخضاعه للتصويت.
وسينبغي على الجمعية العامة حسم قضية حساسة متعلقة بانتخاب الأعضاء الخمسة الجدد غير الدائمين في مجلس الأمن لعامي 2021 - 2022 المقرر في 17 يونيو (حزيران).
ففي حال عدم إمكانية الاجتماع في القاعة الواسعة التابعة للجمعية العامة في مقرّ الأمم المتحدة، هل سيُجرى تصويت إلكتروني بدلاً من الاقتراع الذي يكون عادة سرياً من خلال بطاقات وصناديق اقتراع؟ كيف يمكن تجنّب التلاعب وضمان شفافية الآلية؟
ومن بين المرشحين الذين يواجهون منافسة - كندا وإيرلندا والنروج وجيبوتي وكينيا - بعضهم يشعر منذ الآن بخوف شديد، وفق قول دبلوماسيين.


مقالات ذات صلة

المبعوث الأممي يرى «تحديات كثيرة» أمام تحقيق الاستقرار في سوريا

المشرق العربي أشخاص يلوحون بالأعلام السورية خلال مسيرة في السويداء بسوريا في 13 ديسمبر 2024، احتفالاً بانهيار حكم بشار الأسد (أ.ف.ب)

المبعوث الأممي يرى «تحديات كثيرة» أمام تحقيق الاستقرار في سوريا

نقلت متحدثة باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن عنه قوله، اليوم (الجمعة)، إنه يرى تحديات كثيرة ماثلة أمام تحقيق الاستقرار في سوريا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي توافد النازحين السوريين إلى معبر المصنع لدخول لبنان (أ.ف.ب)

مليون نازح إضافي في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل

أفادت الأمم المتحدة، الخميس، أن أكثر من مليون شخص، معظمهم نساء وأطفال، نزحوا في الآونة الأخيرة في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل المسلحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

طالَبت السعودية، الخميس، بإنهاء إطلاق النار في قطاع غزة، والترحيب بوقفه في لبنان، معبرةً عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)

غوتيريش قلق بشأن الضربات الإسرائيلية على سوريا ويدعو للتهدئة

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه البالغ إزاء «الانتهاكات الواسعة النطاق مؤخراً لأراضي سوريا وسيادتها»، وأكد الحاجة الملحة إلى تهدئة العنف على كل الجبهات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي تظهر الصورة زنزانة في سجن صيدنايا الذي عُرف بأنه «مسلخ بشري» في عهد نظام الأسد بينما يبحث رجال الإنقاذ السوريون عن أقبية مخفية محتملة في المنشأة في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية بأربعة آلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا، آملين مع سقوط الرئيس بشار الأسد بضمان المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.