المغرب: اتهامات للعائدين من أوروبا بنشر الفيروس

المغرب: اتهامات للعائدين من أوروبا بنشر الفيروس
TT
20

المغرب: اتهامات للعائدين من أوروبا بنشر الفيروس

المغرب: اتهامات للعائدين من أوروبا بنشر الفيروس

في المغرب، وبعد الإعلان عن تسجيل أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في المغرب، مطلع مارس الماضي، تعرض المهاجرون المغاربة المقيمون في أوروبا للتنمر من طرف البعض، متهمين إياهم بنشر الفيروس في المغرب، وذلك بعد أن أكدت وزارة الصحة أنه تم تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد لمواطن مغربي مقيم بإيطاليا، ثم توالى تأكيد حالات الإصابة الوافدة لمهاجرين مغاربة آخرين من إسبانيا وفرنسا، قبل أن تتطور الحالة الوبائية في البلاد لتقتصر على الحالات المحلية بعد إغلاق الحدود مع مختلف دول العالم.
وتصدت السلطات الأمنية بصرامة للتنمر على أفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج لوضع حد لهذا السلوك، بعد أن جرى في 30 مارس الماضي اعتقال مغربية تبلغ من العمر 46 سنة، كانت قد بثت مقطع فيديو عبر شبكات التواصل الاجتماعي، يتضمن تحقيراً وقذفاً في حق المهاجرين المغاربة بالخارج، وتحريضاً صريحاً على التمييز والكراهية.
واتهمت السيدة المذكورة المهاجرين المغاربة بنشر الفيروس في المغرب، وتشفت فيهم بعد انتشار «كورونا» في أوروبا، وقالت إن الموتى منهم ستحرق جثتهم.
ووصفت مصالح الأمن المغربي تصريحات المعنية بأنها «تحقيرية وسب وشتم في حق المواطنين المغاربة المقيمين بالخارج»، وذكرت أن الفيديو تضمن «قذفاً صريحاً وتحريضاً على الكراهية في مواجهتهم، بسبب تطورات وباء (كورونا المستجد) على الصعيد العالمي».
واستنكر المغاربة بشكل واسع ما جاء في الفيديو، وأيدوا التصدي الحازم للأمن المغربي لهذا النوع من السلوك. وتباينت آراء المغاربة بين من أيد عودة المهاجرين المغاربة إلى بلادهم بعد تفشي الفيروس في أوروبا، وبين من طالبهم بالبقاء في البلدان التي يقيمون فيها حتى لا تنتقل العدوى إلى المغرب.
في المقابل، وقبل أسابيع من تفشي الفيروس، سجلت حالات تنمر محدودة ضد أجانب من ذوي الملامح الآسيوية، ففي مدينة طنجة روى سائق سيارة أجرة أن السائقين رفضوا نقل أستاذة جامعية يابانية كانت تضع كمامة مخافة نقل العدوى إليهم، وقال إنه وبعد تردد رثى لحالها وأوصلها إلى وجهتها.


مقالات ذات صلة

ترمب يُروِّج لنظرية «تسرب كورونا من المختبر» عبر موقع «كوفيد» الحكومي

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يُروِّج لنظرية «تسرب كورونا من المختبر» عبر موقع «كوفيد» الحكومي

يدعم موقع إلكتروني اتحادي متخصص في فيروس «كوفيد-19»، كان يعرض معلومات عن اللقاحات والفحوصات والعلاج، الآن، نظرية أن الوباء نشأ نتيجة تسرب من مختبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ تعرض الصفحة التي تشبه ملصقاً لأحد أفلام هوليوود عنواناً وهو «تسريب المختبر» (البيت الأبيض)

البيت الأبيض يدشن صفحة تدعم نظرية نشوء «كورونا» داخل مختبر

دشّن البيت الأبيض، الجمعة، صفحة إلكترونية جديدة حول أصول نشأة فيروس كورونا، على موقعه الرسمي يدعم فيها النظرية القائلة بأن «كوفيد-19» نشأ داخل مختبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس «كورونا المستجد» بقسم «كوفيد - 19» داخل مستشفى في بيرغامو... 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية» تضع اللمسات الأخيرة على «اتفاق الجوائح»

تجتمع الدول الأعضاء بمنظمة الصحة العالمية، اليوم (الثلاثاء) في جنيف، على أمل وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق الجوائح، بعد التوصل إلى اتفاق «مبدئي» الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم مقر «منظمة الصحة العالمية» في جنيف (أ.ف.ب)

أعضاء «منظمة الصحة العالمية» يقتربون من اتفاق لمواجهة الأوبئة

يقترب أعضاء «منظمة الصحة العالمية» من التوصل إلى اتفاق بشأن معاهدة للاستعداد للأوبئة التي قد تحدث في المستقبل.

صحتك المزاج قد يؤثر على فاعلية بعض اللقاحات (أ.ف.ب)

المزاج الجيد قد يحسّن فاعلية بعض اللقاحات

كشفت دراسة جديدة أن المزاج الجيد يمكن أن يُعزز فاعلية بعض اللقاحات، التي تعتمد على  تقنية الحمض النووي الريبي المرسال أو«mRNA»، مثل لقاح «كوفيد-19».

«الشرق الأوسط» (لندن)

سكان غزة يكافحون لإيجاد كسرة خبز مع اشتداد الحصار الإنساني

أصبح الطحين عملة نادرة تتشارك عائلات غزة الكميات القليلة منه (أ.ف.ب)
أصبح الطحين عملة نادرة تتشارك عائلات غزة الكميات القليلة منه (أ.ف.ب)
TT
20

سكان غزة يكافحون لإيجاد كسرة خبز مع اشتداد الحصار الإنساني

أصبح الطحين عملة نادرة تتشارك عائلات غزة الكميات القليلة منه (أ.ف.ب)
أصبح الطحين عملة نادرة تتشارك عائلات غزة الكميات القليلة منه (أ.ف.ب)

في قطاع غزة المحاصَر والمدمَّر جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من 18 شهراً، أصبح الطحين عملة نادرة تتشارك العائلات الكميات القليلة المتوافرة منه للبقاء على قيد الحياة، بينما الجوع يتربص بها.

تجلس فلسطينيات على الأرض، ويخلطن بتأنٍّ كميات الطحين القليلة.

وتقول أم محمد عيسى لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وهي متطوعة تساعد في صنع الخبز بما توافر من موارد «لأن المعابر مغلقة، لم يعد هناك غاز، ولا طحين، ولا حتى حطب يدخل القطاع».

منذ الثاني من مارس (آذار) الماضي، تمنع إسرائيل بشكل تام إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المنكوب، متهمةً حركة «حماس» بالاستيلاء على هذه الإمدادات التي كانت تصل أثناء الهدنة المبرمة في 19 من يناير (كانون الثاني) الماضي.

وقد استأنفت الدولة العبرية في منتصف مارس عملياتها العسكرية في القطاع.

وتحذر الأمم المتحدة من أزمة إنسانية متفاقمة في القطاع جراء توقُّف المساعدات لسكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.

وتفتقر المنظمات الإنسانية العاملة في غزة إلى السلع الأساسية من غذاء ودواء.

وتقول أم محمد عيسى إن المتطوعين لجأوا إلى حرق قطع الكرتون لإعداد خبز الصاج.

وتؤكد: «ستحل المجاعة. سنصل إلى مرحلة لا نستطيع فيها إطعام أطفالنا». وسبق لمنظمات إغاثة دولية أن حذرت من مجاعة وشيكة خلال الحرب المتواصلة منذ 18 شهراً.

بدأت الأفران الواحد تلو الآخر تُوقِف عملها مع نفاد مكونات الخبز الأساسية من طحين وماء وملح وخميرة (أ.ف.ب)
بدأت الأفران الواحد تلو الآخر تُوقِف عملها مع نفاد مكونات الخبز الأساسية من طحين وماء وملح وخميرة (أ.ف.ب)

«الخبز ثمين جداً»

حتى نهاية مارس، كان سكان القطاع يقفون في طوابير كل صباح أمام مخابز قليلة كانت لا تزال تعمل، على أمل الحصول على بعض الخبز.

لكن، بدأت الأفران الواحد تلو الآخر توقف عملها مع نفاد مكونات الخبز الأساسية من طحين وماء وملح وخميرة.

حتى المخابز الصناعية الكبيرة الأساسية لعمليات برنامج الأغذية العالمي، أغلقت أبوابها بسبب نقص الطحين والوقود اللازم لتشغيل المولدات.

وقالت منظمة «المطبخ المركزي العالمي» الخيرية، الأربعاء، إن الأزمة الإنسانية تتفاقم يوماً بعد يوم. وكتبت عبر منصة «إكس»: «الخبز ثمين جداً، وغالباً ما يحل محل وجبات الطعام العادية حيث توقف الطهي».

ومخبز هذه المنظمة الخيرية هو الوحيد الذي لا يزال يعمل في قطاع غزة وينتج 87 ألف رغيف في اليوم.

يقول رب العائلة بكر ديب البالغ 35 عاماً من بيت لاهيا في شمال القطاع: «بنيت فرناً من الطين لأخبز فيه الخبز وأبيعه». وعلى غرار معظم سكان القطاع نزح ديب بسبب الحرب، وهو الآن في مدينة غزة.

لكنه يقول: «هناك نقص حاد في الطحين الآن»، مضيفاً: «هذا فاقم أزمة الخبز أكثر».

«ممتلئ بالديدان»

توقُّف بيع الطعام في بسطات على جوانب الطرق بينما الأسعار في ارتفاع مستمر يجعل غالبية السكان غير قادرين على شراء السلع.

ظنت فداء أبو عميرة أنها عقدت صفقة رابحة عندما اشترت كيساً كبيراً من الطحين في مقابل 100 دولار في مخيم الشاطئ للاجئين في شمال القطاع.

لكنها تقول بحسرة: «ليتني لم أشتره. كان ممتلئاً بالعفن والديدان. وكان طعم الخبز مقززاً». قبل الحرب، كان الكيس نفسه، زنة 25 كيلوغراماً، يُباع بأقل من 11 دولاراً.

تقول تسنيم أبو مطر من مدينة غزة: «نحن نموت حرفياً من الجوع». وأضافت، وهي تبلغ من العمر 50 عاماً: «نحسب ونقيس كل ما يأكله أطفالنا، ونقسم الخبز ليكفي أياماً» مؤكدة: «كفى! فقد وصلت القلوب الحناجر».

ويبحث أشخاص بين الأنقاض عما يسدّ جوعهم، بينما يسير آخرون مسافة كيلومترات إلى نقاط توزيع المساعدات أملاً في الحصول على القوت لعائلاتهم.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن أكثر من 250 مركز إيواء في غزة افتقر، الشهر الماضي، إلى الطعام الكافي، أو لم يتوافر لديه أي طعام على الإطلاق.

وتتهم «حماس» التي أشعل هجومها غير المسبوق في 7 أكتوبر (تشرين الثاني) 2023 على جنوب إسرائيل فتيل الحرب، الدولة العبرية باستخدام التجويع سلاحاً في الحرب.

وقد طوّر سكان غزة قدرتهم على الصمود خلال هذه الحرب وأثناء مواجهات سابقة مع إسرائيل، لكنهم يقولون في مقابلاتهم مع «وكالة الصحافة الفرنسية»، إنهم غالباً ما يشعرون بأن هذه الطرق المبتكرة للتكيّف تعيدهم قروناً إلى الوراء.