غريليش... ضحية للملل أم لسلوكه المنحرف؟

بعد تجاهل قائد أستون فيلا قرار حظر التجول الحكومي المفروض بسبب فيروس {كورونا}

غريليش (يمين) في مواجهة مانشستر سيتي في نهائي كأس الرابطة
غريليش (يمين) في مواجهة مانشستر سيتي في نهائي كأس الرابطة
TT

غريليش... ضحية للملل أم لسلوكه المنحرف؟

غريليش (يمين) في مواجهة مانشستر سيتي في نهائي كأس الرابطة
غريليش (يمين) في مواجهة مانشستر سيتي في نهائي كأس الرابطة

بعد تجاهل قائد أستون فيلا قرار حظر التجول الحكومي المفروض بسبب فيروس كورونا ربما لم يكن جاك غريليش الشخص الوحيد البالغ 24 عاماً الذي تجاهل قرار حظر التجول الحكومي كي يخرج ويستمتع برفقة الأصدقاء، لكنه ربما كان الوحيد الذي فعل ذلك بعدما ألقى محاضرة أمام مئات الآلاف من المتابعين عبر شبكات التواصل الاجتماعي حول أهمية البقاء داخل المنازل للحفاظ على سلامتهم. ودفع توجهه القائم على مبدأ «افعلوا مثلما أقول وليس مثلما أفعل» الكثيرين للشكوى من أنه شخص غير مناسب للاستمرار في تولي قيادة فريق أستون فيلا، وإن كان البعض قد يرى في سلوكه هذا مؤشراً على أنه ربما يصبح رئيساً للوزراء في المستقبل.
لقد أقدم غريليش على أمر منافق وخطير ولم يكن الاعتذار الذي قدمه مناسباً على الإطلاق، نظراً لأن سرده لما «حدث خلال عطلة نهاية الأسبوع» لم يتضمن أي تفسير لكيفية اصطدام سيارته طراز «رينج روفر» بالعديد من المركبات الساكنة مكانها دونما حراك. وكان من المفيد أن نسمع روايته للحادث بالنظر إلى أن الكثيرين للغاية قدموا روايات خاصة بهم، سواء كانت حقيقية أو متخيلة. وسيكون من المثير متابعة كيف ستتصرف شرطة «ويست ميدلاندز» حيال الأمر. ربما ستؤكد التقارير التي تقول إن غريليش لا يواجه أي اتهامات. حتى هذه اللحظة، رفضت الشرطة التعليق.
أما رد فعل نادي أستون فيلا، فكان التعبير عن «خيبة أمله العميقة» والإعراب عن اعتقاده بأن غريليش يستحق غرامة لتصرفه على نحو يتنافى مع نصائح الحكومة والنصائح التي أعلنها هو شخصياً. ويقدم هذا الموقف حجة عادلة تماماً لأن يقدم النادي على اتخاذ موقف أكثر صرامة إزاء اللاعب وتجريده من شارة القائد، على الأقل حتى يتمكن من استعادتها عبر السلوك اللائق، خاصة أنه يجري إخبارنا كثيراً هذه الأيام أن واحدة من النتائج المحتملة للتجمعات غير الضرورية للأفراد أن يموت الناس. وترك رجل انتهك حظر التجول أستون فيلا نفسه عرضة لاتهامات بأن النادي أيضاً لا يتعامل مع الوضع بالجدية اللازمة.
وكان أستون فيلا قال في وقت سابق إنه سيوقع غرامة مالية على غريليش لعدم التزامه بتعليمات الحكومة بالبقاء في المنزل لاحتواء انتشار فيروس كورونا. وذكرت وسائل إعلام بريطانية في وقت سابق أن الشرطة فتحت تحقيقا بعد أن أظهرت صور اللاعب وهو يغادر أحد العقارات في ضواحي برمنغهام بعد وقت قصير من حادث مروري.
وقال أستون فيلا إنه يشعر بخيبة أمل بسبب تصرف اللاعب وإن غريليش أقر بأن مغادرته لمنزله كان قرارا خاطئا ويخالف تعليمات الحكومة. وأضاف النادي على موقعه «ستتم معاقبة اللاعب وتغريمه وسيتم التبرع بهذه الأموال إلى مؤسسة خيرية تدعم المستشفيات الجامعية في برمنغهام».
إلا أن الأوقات الغريبة التي نعايشها تضع الناس، حتى لاعبي كرة القدم الشباب الأثرياء، تحت وطأة شتى أنواع الضغوط. والآن حدث ما حدث وانتهى الأمر. من جانبه، فإن أستون فيلا ربما قدر من باب معرفته باللاعب أن اعتذاره صادق، وأن عزمه على التكفير عن خطئه حقيقي، وأن منشوره الأخير عبر شبكات التواصل الاجتماعي يبدو أكثر صدقاً عما سبق. في الواقع ليس ثمة ما يعيب في أن يمثل مؤسسة ما من جانب شخص اقترف خطأ واعتذر وعزم على إصلاح سلوكه ـ خاصة بالطبع إذا كان هذا التفسير يتواءم مع مصالح النادي واللاعب. وعليه، فإنه من الأفضل أن يثبت غريليش للعالم أنه أصبح شخصاً ناضجاً.
واعتذر غريليش عن الواقعة في مقطع فيديو على «تويتر» قبل أن يصدر أستون فيلا بيانا أعلن فيه أنه سيتخذ إجراءات انضباطية بحق اللاعب. وقال غريليش «قررت الظهور في هذه الرسالة القصيرة عبر الفيديو لأبلغكم بأني أشعر بحرج شديد لما حدث في عطلة نهاية الأسبوع. تلقيت مكالمة من صديق يطلب مني القدوم إليه ووافقت بغباء.‭ ‬لا أرغب أن يكرر أي شخص هذا الخطأ وأطلب من الجميع البقاء في المنزل واتباع التعليمات. أتمنى أن يتقبل الجميع اعتذاري».‬
لدرجة ما، تعتمد سمعة نادي أستون فيلا على قيام اللاعب بذلك. وبالتأكيد تعتمد سمعة اللاعب نفسه على هذا الأمر. وإذا نحينا جانبا في الوقت الحالي الضرر الذي كان يمكن للاعب إلحاقه بالآخرين عبر سلوكه الطائش، سيبقى من المخجل أن نرى سلوك غريليش خارج الملعب يقف عقبة في طريق بلوغه ذروة مهارته ومواهبه داخل الملعب، الأمر الذي يبدو في متناوله.
في الوقت ذاته، ينبغي لنا تجنب المبالغة في استقراء دلالات تصرف واحد متهور في وقت استثنائي، بجانب حادثي إفراط في الشراب منذ سنوات عدة. حتى هذه اللحظة، لا نعلم ما يكفي عن غريليش كي نعلن أنه شخص منحرف ولا سبيل لتقويمه. ومع هذا، فإن الأمر المؤكد أمامنا أن أي نادٍ يفكر في إغداق عشرات الملايين من أجل إغواء غريليش ودفعه للرحيل عن أستون فيلا، سيتعين عليه بذل أقصى مجهود ممكن للتأكد من كيفية قضاء غريليش وقت فراغه. والسؤال: هل لدى غريليش، أو بمقدوره اكتساب، المزاج العام اللازم لإقرار أي تعديلات لازمة لضمان قضاء أوقات الفراغ والترفيه على نحو مناسب؟
ما يمكننا قوله هنا بثقة إنه داخل أرض الملعب دائماً ما يبدي غريليش مستوى استثنائيا من النضج. داخل الملعب، يبدو غريليش في بيئته الطبيعية النموذجية حيث يتألق ويزدهر. وكان هذا واضحاً للغاية منذ مباراة قبل النهائي ببطولة كأس الاتحاد عام 2015 عندما تألق غريليش، الذي كان حينها مجرد لاعب ناشئ يفتقر إلى الخبرة ولا يتجاوز 19 عاماً، أمام 85.000 متفرج داخل استاد «ويمبلي» ودفع ليفربول لأن يبدو عليه التوتر والاضطراب في مباراة كان يفترض أن المهيمن الأكبر عليها ستيفين غيرارد.
ومنذ عام مضى، قرر مدرب أستون فيلا دين سميث أن اللاعب سيزداد تألقاً حال منحه شارة قائد الفريق. وقال في تصريحات في مارس (آذار) الماضي: «أعلم أن هذا لن يكون عبئاً عليه وأنه سيتألق في هذا الدور. إنه لاعب محترف بارع حقاً وشعرت بأنني إذا لم أمنحه شارة القائد سأكون بذلك قد أغفلت سماته القيادية». وحتى عطلة نهاية الأسبوع الماضي، بدت وجهة نظر سميث صائبة تماماً بفضل أداء غريليش الرفيع في المباريات والتدريب، حيث تولى قيادة زمام القيادة عبر تقديم القدوة الجيدة لزملائه.
في سبتمبر (أيلول)، قال سميث: «أحياناً أضطر إلى جره خارج أرض الملعب. جاك بطبيعته شخص عاشق لكرة القدم، ولديه استعداد لأن يتدرب اليوم بأكمله، ثم يبحث عن غرفة له كي ينام. وبعد ذلك يصحو من النوم ويتوجه إلى صالة ألعاب رياضية. هذا هو نهج حياته، وهذا نمط شخصيته. وعندما يذهب إلى منزله يقضي الوقت في مشاهدة مباريات أيضاً. إنه منغمس في كرة القدم». إلا أن عطلة نهاية الأسبوع الماضي، ومع توقف مباريات كرة القدم وعدم وجود احتمالية لاستئنافها قريباً، سقط غريليش ضحية للملل واتخذ قراراً أحمق. واليوم، يتعين عليه التوقف عن ذلك، من أجل مصلحة الجميع.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.