الجيش اليمني يستكمل تطهير جبال هيلان غداة استعادتها من قبضة الميليشيات

TT

الجيش اليمني يستكمل تطهير جبال هيلان غداة استعادتها من قبضة الميليشيات

أكمل الجيش اليمني، بإسناد من تحالف دعم الشرعية، تأمين محافظة مأرب، شمال شرقي، من جماعة الحوثي الانقلابية من خلال مطاردة بقايا فلول الميليشيات الانقلابية في سلسلة جبال هيلان الاستراتيجية بمديرية صرواح غرب مأرب وذلك في إطار استمرار قوات الشرعية في عمليتها العسكرية الخاطفة التي تمكنت خلالها خلال اليومين الماضيين من تحرير مواقع استراتيجية كانت تتمركز فيها ميليشيات الحوثي الانقلابية التي تكبدت الخسائر البشرية والمادية الكبيرة خلال معاركها مع الجيش وغارات التحالف.
وأفادت مصادر ميدانية بأن «قوات الجيش اليمني تمكنت، الخميس، من السيطرة على مواقع جديدة بما فيها غرفة عمليات ومركز قيادة الميليشيات الحوثية في هيلان». مشيرة إلى أن «مقاتلات تحالف دعم الشرعية دمرت بعدد من الغارات الجوية تعزيزات وآليات عسكرية تابعة للميليشيات الانقلابية في أطراف الجوف، مواقع ما بين الجوف ومأرب، وسقط على إثرها قتلى وجرحى حوثيون».
ونجحت قوات الجيش الوطني في تنفيذها عملية عسكرية خاطفة، الأربعاء، لتحرير مواقع استراتيجية كانت تتمركز فيها الميليشيات الحوثية الانقلابية في ميسرة وميمنة وقلب جبهة هيلان.
ونقل الموقع الرسمي للجيش الوطني «سبتمبر. نت» عن قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن محمد الحبيشي، تأكيده أن «المواقع المحررة ذات أهمية استراتيجية كبيرة وتعد من أهم المواقع في جبال هيلان والتي عادت اليوم إلى أحضان الجمهورية». مشيرا إلى «سقوط العشرات من عناصر ميليشيا الحوثي بين قتيل وجريح وأسير، وتمكن الجيش من استعادة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة التي كانت بحوزة تلك العصابة المارقة (جماعة الحوثي)».
كما شدد تأكيده «استمرار الجيش والمقاومة في التقدم الميداني حتى تحرير كامل أجزاء مديرية صرواح، ومن ثمّ التوجه صوب العاصمة صنعاء وبقية المحافظات والمناطق الخاضعة لسيطرة تلك العصابة الإجرامية الحوثية لتحريرها واستعادة مؤسسات الدولة المخطوفة».
وقال محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة، إن «مأرب التي كسرت شوكة ميليشيا الحوثي الانقلابية وهي في عنفوان قوتها قبل سنوات، تتكفل اليوم ومعها شرفاء اليمن وبدعم التحالف العربي بأن تدفن هذه الميليشيات ومخططاتها».
وأضاف: «نحن ندرك أن ميليشيا الحوثي تنطلق في حربها على مأرب من منطلق انتقامي لأن مأرب هي من حال دون استقرار مشروعها الانقلابي وتغيير هوية المجتمع، حيث وقفت مأرب ومعها شرفاء الجمهورية والتحالف العربي، سدا منيعا أمام هذا المشروع منذ بدايته الأولى، ونحن اليوم نراهن على النج الفكري لأبناء المحافظة وساكنيها من كل المحافظات»، وذلك خلال زيارته إذاعة مأرب المحلية، الأربعاء، حيث تحدث عن «ترتيبات في مختلف الجبهات».
إلى ذلك، قتل ثلاثة انقلابيين، بينهم قيادي، وتم القبض على عنصر رابع، وذلك في عملية عسكرية نفذتها قوات التشكيل البحري بالمنطقة العسكرية الخامسة، تابعة للجيش الوطني، الأربعاء، قبالة ميناء اللحية شمال محافظة الحديدة، غربا.
وأوضح مصدر عسكري أن «قوات التشكيل البحري نفذت عملية إغارة بعد ورود أنباء عن وجود زورق تابع لميليشيات الحوثي الانقلابية بالقرب من جزيرة حمر التابعة لمديرية اللحية، وتمكنت من الاستيلاء على الزورق وقتل ثلاثة كانوا على متنه وأسر رابع». مؤكدا، بحسب «سبأ» أن «القتلى هم عبد الرحمن عبد الله معروف وعبد الله الأهدل والقيادي المدعو أبو عقيل».
وتواصل جماعة الحوثي الانقلابية انتهاكاتها وتصعديها العسكر في مختلف المناطق بمحافظة الحديدة الساحلية، المطلة على البحر الأحمر، من خلال القصف على القوات المشتركة من الجيش الوطني والأحياء والقرى السكنية وأشدها على القرى في الريف الجنوبي للمحافظة حيس والتحيتا بيت الفقيه ودريهمي، ما أسفر عن قوع خسائر بشرية ومادية في أوساط المواطنين.
ونهار الخميس استهدفت الجماعة الانقلابية بالأسلحة الرشاشة الأحياء السكنية ومنازل المواطنين في أطراف مدينة حيس وتسببت بإحراق منزل أحد المواطنين، وفق ما أكدته مصادر محلية نقل عنها المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة الحكومية قولها إن «ميليشيات الحوثي استهدفت منازل المواطنين في حيس وأحرقت منزل المواطن النازح عبده خضيري، الواقع في قرية العكش على خط الخوخة حيس». موضحة أن «الحريق التهم منزله المبني من (سعف النخيل) بالكامل، وتسبب في إتلاف كل الأثاث والمفروشات والمواد الغذائية والملابس وغيرها من ممتلكات».
يأتي ذلك بعد أقل من 24 ساعة من قصف مدفعي وصاروخي استهدف منازل المواطنين في حيس وسقوط قذيفة صاروخية آر بي جي على منزل المواطن فؤاد قبيقب، بالتزامن مع قصف مماثل استهدف منازل المواطنين في مدينة التحيتا؛ مما تسبب في أضرار بالغة بمنازل المواطنين وحالة من الخوف والهلع لدى الأطفال والنساء.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.