«لا، لن نموت جميعاً»... كيف تتحدث لأطفالك عن «كورونا»؟

طفل يخضع لفحص اختبار فيروس كورونا شبكة (إن بي سي الأميركية)
طفل يخضع لفحص اختبار فيروس كورونا شبكة (إن بي سي الأميركية)
TT

«لا، لن نموت جميعاً»... كيف تتحدث لأطفالك عن «كورونا»؟

طفل يخضع لفحص اختبار فيروس كورونا شبكة (إن بي سي الأميركية)
طفل يخضع لفحص اختبار فيروس كورونا شبكة (إن بي سي الأميركية)

أثار انتشار فيروس كورونا في دول العالم هلع الملايين من سكان العالم، وغير من خططهم، وأثار في أذهانهم عشرات الأسئلة حول الفيروس، بعدما أرغمهم على البقاء في منازلهم، وقيد حركتهم، للسيطرة على الفيروس الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه «عدو للبشرية».
من بين الفئات التي طالها أثر انتشار الكورونا هي الأطفال وهناك كتب إرشادية حول الكيفية التي ينبغي اتباعها في التحدث معهم حول جائحة عالمية كالكورونا. في التقرير التالي يتحدث ثلاثة خبراء لصحيفة «الغارديان» البريطانية حول الطريقة المثلى التي نتبعها لإخبار أطفالنا عن الفيروس، والإرشادات الواجب اتباعها مع الأطفال للحد من آثاره عليهم.
متى يكون العمر مناسباً لبدء التحدث إلى الأطفال حول الفيروس؟
تقول مادلين ليفين، وهي طبيبة نفسية للأطفال، إنه بمجرد أن يكون لدى طفلك أسئلة أو يلاحظ أن الأمور مختلفة، يجب أن تكون مستعداً للتحدث معه. المشكلة هي الكيفية التي سنتبعها في الطريقة مع الطفل والتمييز في الحديث مع طفل عمره خمس سنوات وآخر يبلغ 15 عاماً.
في حالة الطفل ذي الخامسة من عُمره، يُنصح بالإجابات القصيرة عن أسئلتهم؛ فهم لا يمكنهم التفكير بشكل منطقي، ولا يحتاجون إلى كثير من المعلومات. والمدخل الذي نفضله للحديث عن الوباء مع الأطفال يكون عبر الحديث إليهم قائلين: «أنا متأكد من أنك لاحظت أشياء مختلفة هنا، هل لديك أي أسئلة؟».
ماذا تفعل عندما يبدأ طفلك القلق بشأن وفياتهم الخاصة، أو صحة والديهم وأجدادهم؟
ليفين: «لدى الأطفال كمية غير عادية من المعلومات الجزئية. إنهم لا يميزون الأشياء البسيطة». لذلك ينصح بالجواب عليهم: «لا، لن نموت جميعاً» وشرح ذلك لهم بأننا «واجهنا مشكلات أخرى مثل هذه من قبل، الجميع يعمل بجد لجعل الأشياء آمنة للناس». فالأطفال تعتقد أن كل شخص مريض سيموت بسبب فيروس كورونا، ولكن معظم المرضى يعانون من نزلة برد أو إنفلونزا. بمجرد أن نجيب عن الأطفال بأن الأعداد تتراوح من سبعة أو ثمانية، يساهم ذلك في دفعهم للتفكير في الأمر بشكل منطقي.
ويستحسن في حالة الأطفال كبار السن الاستماع للوسائط الموثوقة التي تقدم معلومات عن الفيروس بشكل مبسط.
بينما تنصح أشانتي وودز، متخصصة في طب الأطفال العام، بأنه حال سيطرت على الطفل مشاعر الخوف من أن يفقده الفيروس الجد أو الجدة، فإنه ينبغي أن يكون الوالدان صادقين معه، بأن يتحدثوا معه حول أن «الفيروس يجعل كبار السن أكثر تأثراً بالمرض ومضاعفاته من الأشخاص صغار السن»، ثم نتبع هذا الجواب بنصيحة طبية بأننا «لهذا السبب نريد أن نتأكد من أننا نغسل أيدينا... ولهذا عندما نعطس نستخدم منديلا نظيفا، ونتواصل دوماً مع الجد والجدة للاطمئنان عليهم عبر التطبيقات الإلكترونية».
كيف تشرح للطفل أهمية الابتعاد الجسدي عن الغير للوقاية من الفيروس؟
ليفين: «تعتمد طبيعة الإجابة على عُمر الطفل. فمعظم الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين 7 و11 عاماً يفكرون بشكل منطقي في الأمور؛ لذلك علينا أن نطرح عليهم الأمر بالتأكيد أن لقاء الأصدقاء أمر صعب في الوقت الحالي؛ لكن يمكننا التواصل معهم عبر برامج التواصل الحديثة مثل «سكايب» و«الواتساب». وأن نقول لهم إنه طُلب الآن لمدة ثلاثة أسابيع رعاية أنفسنا وجيراننا من أجل سلامة أنفسنا.
من المهم أيضاً أن نتحدث لهم عن الكورونا كأننا نتحدث عن الجراثيم، ومخاطرها؛ لأن الفيروسات لا تعني لهم شيئا في هذا العُمر. وأن هذا الوباء سينتهي، ولن يستمر.
كيف تؤكد للأطفال الصغار على أهمية غسل أيديهم دون إثارة القلق؟
جوشوا كلابو، طبيب نفسي وأستاذ مشارك مساعد في الصحة العامة، جامعة ألاباما في برمنغهام: «نعمل على توعية الأطفال وبالأخص الأصغر سناً تحت سن 12 عاماً، بأن غسل أيديهم ليس شيئا نقوم به لمجرد وجود فيروس أو مرض ينتشر. وأنها عادة ينبغي أن نقوم بها كل يوم، عند تناول وجبات الطعام، أو لمس سطح أو وجه، مع شرح لهم بأن ذلك ما ينبغي للناس أن يفعلوه للقضاء على جميع الجراثيم من أيدينا. فيما يقترح وودز طريقة أخرى تتمثل في البدء بنظام مكافآت؛ لجعل هذا السلوك أكثر إمتاعاً لهم».
كيف تضمن أن الأطفال لا يتلقون رسائل تدفعهم للعنصرية مع الآخرين كالآسيويين، كحديث الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الكورونا هو «فيروس صيني»؟
تقول ليفين إن الآباء ينبغي أن يوجهوا أطفالهم بأن الفيروسات ليس لها جنسيات. وتصحيح المعلومات الخاطئة لهم دوماً، بأن نسألهم «أين سمعت ذلك؟»، والعمل على تصحيحها معهم.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.